أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن محسن رمضان - مشكلة نقد النصوص المقدسة















المزيد.....

مشكلة نقد النصوص المقدسة


حسن محسن رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 4066 - 2013 / 4 / 18 - 13:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



يعتبر نقد "النص المقدس" أحد أهم إشكالات العقلانية المعاصرة. إذ التطرق بالنقد لـ (نص) يعتمد بصورة رئيسية على (اللاعقلانية) في إثبات مضمون رسالته وإثبات محتوى عقائده هي عملية سوف تصطدم بفضاءه الذي يحيا فيه هذا النص ويزدهر، أي (الوهم والخيال والاختراع والخرافة). ولذلك فإن بعض الباحثين يتبنى مقولة: "نقد الدين عمل لا عقلاني". إذ، من وجهة النظر هذه، كيف لك أن تُعقلن ما هو غير قابل للعقلانية بطبيعته؟ وكيف لك تستخدم أدوات النقد المنطقي والعقلاني في فضاء هو أصلاً يعيش خلفهما ومفارق لهما أساساً؟ وكيف لك أن تُثبت منطقياً خطأ (عقيدة لا عقلانية) إذا هي كانت ابتداءاً تعيش في فضاء (الإيمان)، أي كل ما هو غير قابل للبرهان المنطقي؟ وقد انتبه لهذه الإشكالية فلاسفة كثيرون، أشهرهم، بل لعله أولهم، الإمام أبي حامد الغزالي (توفي 1111 مـ) في كتابه الشهير (المنقذ من الضلال). ففي هذا الكتاب يكتب الغزالي ما يلي: "ظهر لي أن العلم اليقيني هو الذي ينكشف فيه المعلوم انكشافاً لا يبقى معه ريب، ولا يقارنه إمكان الغلط والوهم، ولا يتسع القلب لتقدير ذلك؛ بل الأمان من الخطأ ينبغي أنا يكون مقارناً لليقين مقارنة لو تحدى بإظهار بطلأنه مثلاً مَنْ يقلبُ الحَجَرَ ذهباً والعصا ثعباناً، لم يُورث ذلك شكاً وإنكاراً. فإني إذا علمتُ أن العشرة أكثر من الثلاثة، فلو قال لي قائل: (لا، بل الثلاثة أكثر [من العشرة] بدليل أني أقلب هذه العصا ثعباناً)، وقلبها [أي قَلَبَ العصا ثعباناً]، وشاهدتُ ذلك منه، لم أشك بسببه في معرفتي، ولم يحصل لي منه إلا التعجب من كيفية قدرته عليه. فأما الشكُ فيما علمته، فلا. ثم عَلِمتُ أنَّ كل ما لا أعلمه على هذا الوجه ولا أتيقنه هذا النوع من اليقين، فهو علم لا ثقة به ولا أمان معه. وكل علم لا أمان معه فليس بعلم يقيني". فعلى هذا التصور، فإن الفضاء العجائبي الإسطوري الذي يعيش فيه النص المقدس ويدور حوله ويحيا هو ليس برهان حقيقي للدعوى الدينية في ذاته، ولا يُمثّلُ دليلاً عقلانياً للعقيدة أو الرسالة التي يريد أن يرسخها هذا النص المقدس في عقول قرائه. فلا وجود حقيقي لـ (برهان) في أي نص مقدس، وإنما هو (سرد) قصصي يحاول المؤمنون به أن يرفعوه إلى مستوى خارج عن قدرات البشر وعقلانيتهم أيضاَ. فانعدام (عقلانية) النص تقف عائقاً صلداً أمام المناهج العقلانية في نقده، إذ ليس هناك عامل مشترك بينهما.

ومن ناحية أخرى، فإن (النص المقدس) يبدو دائماً وكأنه معزول عن ظروفه الذي تجلى فيه أول مرة. فكل (نص مقدس) تولى كاتبه الأول، عمداً وقصداً، إخفاء جميع محاور ظروفه التي أثّرت فيه، أو على الأقل بعض هذه الظروف. لا يوجد، إطلاقاً، أي (نص مقدس) يحتوي جميع ظروفه التي أثَّرَت في تجليه أول مرة. وبما أن (الظرف) الذي تجلى فيه هذا (النص المقدس) هو مقدمة أساسية لفهم أي نص ومن ثم محاولة نقده، فإن ضياع الظروف الكلية التي دفعت هذا النص للظهور يؤدي حتماً إلى صعوبة فهمه على حقيقته ومن ثم نقده. إلا أن هناك بعض النصوص نعرف بعضاً من ظروفها، ولذلك يسهل ردها إلى حقيقة المقصود منها، وهو بالمناسبة دائماً على عكس ما يفهمه (المؤمنون) منها. فمثلاً يسوع الإنجيلي نراه يقول: (تحب قريبك كنفسك) [مرقس 12: 31]. أولاً، نحن هنا نعرف مقدماً أن المترجم المسيحي العربي قد تدخّل في النص ليُغيّر معناه من المعنى الخاص للكلمة اليونانية إلى معنى آخر عام. إذ النص الأصلي اليوناني على لسان يسوع يقول (تحب جارك كنفسك) وليس كما ترجمها المترجم المسيحي العربي، وهي محاولة واضحة لإخفاء (ظرف خاص) لصالح ظرف عام يُراد له أن يهمين على القُراء [أنظر أي ترجمة إنجليزية أو فرنسية للنص لتجد كلمة (neighbor)، أو ارجع للنص اليوناني مباشرة لتجد كلمة (πλησίον)، أي (جارك)]. ويبدو أن المترجم المسيحي العربي كان يعي تماماً أن يسوع هنا كان ينقل مباشرة من كتاب اليهود المقدس، العهد القديم، ولذلك عند ترجمته نفس النص العبري للعربية كتب الآتي (تحب قريبك كنفسك) [لاويين 19: 18]، وهذا أيضاً مخالف للنص العبري (ואהבת לרעך כמוך) (v ahavta l reacha kamocha) في ذلك السفر ومخالف للترجمات الإنجليزية والفرنسية للنص. ثانياً، وبعد إرجاع الكلمة اليونانية إلى حرفيتها الأولى، أي (جارك) بدل (قريبك)، ومع معرفتنا بأصل النص في سفر اللاويين، يجب عندها أن ننظر في معنى الكلمة العبري اليهودي. إذ المقصود منها هو بالضبط ما يقصده يسوع الإنجيلي من المقولة، فيسوع في النهاية كان يهودياً خالصاً يُبشر بين اليهود حصراً ولا يأبه إطلاقاً بغيرهم من الأجناس أو الأديان كما هو واضح من نصوص الأناجيل الأربعة المُعترف بها من الكنيسة. إذ مقولة (تحب جارك كنفسك)، كما في النص اليوناني، تبدو وكأنها تعليم عام لا خصوص فيه، وكذا يفهمها المسيحيون اليوم، إلا أن حقيقة النص هي على العكس تماماً. إذ حتى كتبة الأناجيل الذين أتوا بعد صلب يسوع وموته وأرادوا أن يؤرخوا لإلههم الجديد هذا باليونانية تعمدوا إخفاء المعنى الحقيقي للكلمة العبرية ووضعوا بدلها كلمة (جارك) وذلك بسبب الجمهور غير اليهودي الذي كان مستهدفاً بهذا الدين الجديد بعد قتل يسوع. إذ الكلمة العبرية (לרעך) في سفر اللاويين لا تفيد إطلاقاً أي جار يتصادف أن يسكن بجانبك، ولا تفيد الكلمة معنى العموم أبداً. فهذه الكلمة أتت ضمن هذا السياق في سفر اللاويين: (لا تسع في الوشاية بين شعبك. لا تقف على دم قريبك [الترجمة الحرفية: لا تفعل أي شيء يهدد حياة جارك]. أنا الرب. لا تبغض أخاك في قلبك. إنذارا تنذر صاحبك [جارك] ولا تحمل لأجله خطية. لا تنتقم ولا تحقد على أبناء شعبك بل تحب جارك كنفسك) [لاويين 19: 16-18]. القارئ سوف يلاحظ هنا مباشرة أن السياق ينصب فقط على (شعبك) و (أخاك) أي الشعب اليهودي تحديداً، بل النص يقول حصراً فيما يخص مقولة يسوع (لا تحقد على أبناء شعبك بل تحب جارك كنفسك). فأبناء الشعب اليهودي بالتحديد، وليس غيرهم، هم المقصودون بهذا التعليم الذي تلفظ به يسوع لهم من كتابهم. هذا بالإضافة إلى أن الترجمة الحرفية للنص العبري في سفر اللاويين لـ (لا تبغض أخاك في قلبك) هي بالضبط هكذا (لا تُبغض زميلك اليهودي في قلبك) وهذا ما انتبهت له بعض الترجمات الأجنبية الحديثة ووضعته كترجمة رسمية معتمدة للنص [انظر الترجمة الإنجليزية على سبيل المثال ( Do not hate a fellow Israelite in your heart): New International Version © 2011 أو GOD S WORD ® Translation ©1995 أو ارجع للنص العبري ومصادر نقده]. فالنص يتكلم تحديداً عن اليهود، ولا شأن له إطلاقاً بغير اليهود، إذ النص لا يشملهم إطلاقاً. وللتأكيد على هذا الفهم، لنلتفت إلى كلمة (לרעך) (l reacha) الواردة في النص العبري (تحب قريبك [جارك] كنفسك) [لاويين 19: 18]. هذه الكلمة العبرية (לרעך) تُستخدم للتعبير عن (الزوج) أو ذو العلاقة اللصيقة جداً أو ذو القرابة الحميمة جداً، وتأتي عادة في سياق أن روح اليهودي مأمور أن (يتحد) بواسطة الزواج بروح المرأة اليهودية، أي العلاقة اليهودية الخالصة، أي الجوار (الجار) الحميم جداً ذو العلاقة المرتبطة باليهودي، ويقُصد به العلاقة بين الشعب اليهودي حصراً، إذ اليهود غير مأمورين إطلاقاً بتقوية علاقاتهم بغير اليهود، فهم لا يزاملونهم ولا يؤاكلونهم أصلاً. الجار العادي الملاصق لمسكن اليهودي يُطلق عليه في العبرية لفظ (shachen) (שָׁכֵן، שְׁכֵנָה)، أما لفظ (l reacha) (לרעך) فهي أكثر من مجرد جار أو مجرد قريب بكثير جداً، إنه الشعب اليهودي حصراً دون غيرهم. فحقيقة مقولة يسوع الإنجيلي (تحب قريبك كنفسك) [مرقس 12: 31] هي تعليم من رجل يهودي خالص إلى اليهود حصراً دون غيرهم الذين لا يشملهم هذا التعليم، فيسوع الإنجيلي غير مهتم بغير اليهود أصلاً، ولذلك لم يعترض عليه اليهودي الذي سأله. وفي المقابل، تخيل فقط لو كان حقيقة تعليم يسوع لهذا اليهودي أن يحب جاره الروماني مثلاً، ماذا سوف تكون ردة فعل هذا اليهودي على يسوع؟

إذن، الظرف العام في المثال أعلاه قد تم تغييبه عمداً، ولم تتجلى حقيقة النص إلا بإعادة بناء النص والظرف وجمعهما معاً. إلا أن المثال السابق يُمثل حلقة سهلة من حلقات (النص المقدس) في الأديان عموماً، إذ في الأغلب الأعم فإن (الظرف) ليس من السهل إعادة بناءه، هذا بالإضافة إلى حقيقة أنه ليس دائماً نفهم كلمات (النص) فهماً لا يدخله الشك، إذ بعض الكلمات فقدت معناها الحقيقي الأول وغابت عن التدوين والحفظ كما يحدث غالباً في نصوص العهد القديم اليهودي والقرآن. وخير مثال هو هذه الآية في القرآن (وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا) (سورة الجن، 3)، إذ كلمة (جد) في هذه الآية لا يُعرف معناها الحقيقي بسبب ضياع أصل الكلمة وفهمها الأول، وكل ما هناك على الحقيقة هو اجتهادات في تفسيرها وصلت إلى سبعة أقوال، حسب علمي، منها (القدرة، الغنى، الجلال، العظمة ... الخ). وقد اجتهد حديثاً الدكتور هشام جعيط في تفسير الكلمة ليقترح أصلها كلمة (الغَدْ) التدمرية، أي التعبير اليوناني (theos)، أي التسمية العامة للإله من دون تحديد أو خصوص [أنظر: تاريخية الدعوة المحمدية في مكة، هشام جعيط، دار الطليعة، ص 97].

بعد هذا الاستعراض السريع لبعض إشكالات النص المقدس، هل لنا أن نمتنع من نقده؟

بالطبع لا. إذ القضية من الأساس ليست عقلنة الدين أو النص المقدس، وإنما القضية هي أن نقد النص المقدس جزء أصيل وأساسي من تاريخ الإنسانية جمعاء، ومن دون نقده لن نستطيع فهم التاريخ ولا نصوصه ولا تصرفات البشر فيه. النص المقدس أحد الدوافع الأصيلة في التاريخ البشري، ولا يزال، ونقده هو ضرورة وليس ترفاً فكرياً يمارسه مَنْ لا شغل له. فـ (العقلانية الغائبة) عند الباحث هي في ذاتها (عقلانية متميزة) عن المؤمنين بها، ولذلك يجب أن تكون مستهدفة عند الباحث لأن المؤمنين بها يؤكدون على عقلانيتها. فـ (النص المقدس) يحمل في ذاته بذرة التصادم مع (عقلانية) تدعيها المناهج العلمية المعاصرة، ولذلك وجب مواجهتها بالدراسة والبحث والتفنيد والفهم.



#حسن_محسن_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشكلة الآخر المختلف في الإسلام
- مصطلح الثوابت الإسلامية
- يسوع والمسيحية والمرأة – 2
- يسوع والمسيحية والمرأة - 1
- من تاريخ التوحش المسيحي – 2
- من تاريخ التوحش المسيحي
- الازدواجية في الذهنية الدينية ... الموقف من نوال السعداوي
- في الاستعباد كنزعة إنسانية متأصلة
- الأحاديث الموضوعة كأداة لتصحيح التاريخ
- مشكلة الإيحاء الجنسي في إنجيل يوحنا
- صراع
- معارك الله
- مقالة في طقس الإفخارستيا – أكل الله
- رقص الجريح
- المسيحية وحوادث أكل لحوم المسلمين
- في مشكلة تعاليم يسوع الإنجيلي
- إشكالية العقل السلفي العربي
- في طبيعة العلاقة بين الفرد والدولة
- عندما نفقد خارطة طريقنا
- مشكلة اليهودية والجغرافيا عند كتبة الإنجيل


المزيد.....




- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن محسن رمضان - مشكلة نقد النصوص المقدسة