أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن محسن رمضان - عندما نفقد خارطة طريقنا














المزيد.....

عندما نفقد خارطة طريقنا


حسن محسن رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 3968 - 2013 / 1 / 10 - 22:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إن أمم هذا الدنيا كلها، سواء البائدة منها أو المستمرة في الحياة، إنما عاشت وترعرعت بقدرتها على مواجهة أزماتها الطارئة وعلى موهبة أبنائها في النظر إلى المستقبل القريب والبعيد. هذه المواجهة للأزمات وتلك القدرة على توقع المستقبل بمشكلاته وتعقيداته هما العاملان الرئيسان في بقاء هذه الأمم على قيد الحياة. وعندما تفقد أي أمة أحد هذين العاملين فإن بداية النهاية، بل هي النهاية بذاتها، قد دقت أجراسها.

عندما ننظر إلى أمم العالم المتطور الحديث المهيمن بعلومه وسياساته وقوتـه نجد أن هذان العاملان هما دائماً قيد التطوير والنقد والدراسة. هما المحور في القضايا المصيرية لهذه الدول. هما مجال الصراع ومادة السلام والحرب. هما المعيار في الفشل والنجاح. هما الأصل وما سواهما الفروع. ولكن حينما ننظر حولنا، سواءٌ هنا في الكويت، أو إلى جيراننا سواء من قرُبَ منهم ومن بَـعُـد، نجد أن محاور الصراع ومادة السلام والحرب ومعايير الفشل والنجاح، هذه كلها، بعيدة كل البعد عن محاور ذلك العالم البعيد عنا جغرافياً وفكرياً. مادته هنا العاطفة، وفروع الدين، وتعصبات العقائد، وصراع الأعراق، وشطحات الفقهاء، والنسب الشريف، ومصلحة الدين والمذهب والطائفة والقبيلة والعرق، ومعايير المعرفة الشخصية، وضبابية الرؤية المستقبلية القريبة المدى ناهيك عن تلك البعيدة، بل عندنا في الكويت أصبحت "عمامة" رجل، قطعة من القماش الأسود ملفوفة حول رأسه، هي من حددت صلاحيته لدخول البرلمان، فقط لا غير. لهذا كله نحن في هذه الأمة نعاني ما نعانيه على أغلب المستويات إن لم تكن جميعها.

لدينا من دكاترة الجامعة ومراكز الأبحاث ما لا يعلم عدده إلا الله، ولكن أين هو ترتيب الوطن العربي في البحث العلمي؟

لدينا من المال والموارد ما يكفي لأن نصرف على قارة أفريقيا بأسرها ولعدة سنوات، ولكن أين هو مركز الوطن العربي كاقتصاد وكمراكز مالية؟

لدينا ثورات لا أول لها ولا آخر منذ أكثر من ستين سنة ولا تزال، وكلها تقول بأنها قامت لتثور على الفساد والفردية وتنتصر للشعوب، ولكن أين هو اليوم الوطن العربي في مشاريع التنمية وحاضر الفرد العربي وأين هي الخطط المستقبلية للإنسان العربي؟

لدينا قطاع نسائي طويل عريض، وخصوصاً في مصر وتونس والمغرب ولبنان وسوريا وفلسطين والعراق، كانت له حقوق سياسية واجتماعية وله أسبقية تاريخية في العمل والتعليم والتفاعل، ثم لنتفاجئ بأن النساء في تلك الدول لا يختلفون جوهرياً، لا في العدد النسبي ولا في تميز النتائج، عن نساء باقي الدول العربية اللاتي ابتدأن بعدهن بكثير، وما تبقى منهن أصبحن إما في صراع "نسائي" ساذج وسطحي فيما بينهن أو أنهن ينادين بمبدأ "الكوتا" المخالف في روحه لأساسيات الديموقراطية.

كتب حافظ الجمالي في كتابه (بين التخلف والحضارة) منذ حوالي أربعين سنة عن حال وطنه سوريا ومشخصاً في الوقت نفسه إشكالية عربية خطيرة: "إننا نوفد منذ خمسين سنة أناساً للتخصص، كما فعلت مصر قبلنا بأكثر من قرن، من دون أن ينشأ لدينا ولا لديها حتى الآن أي جهاز علمي يُطمأن إليه ويـُعتمد عليه في حل أية مشكلة تقوم في بلادنا (...) نحن نـُقصِّر عن إدراك المعروف، الشائع المتداول، لا من علم واحد بل من كل العلوم معاً. أوليس من الغريب أن تسبقنا مصر إلى الاتصال بالحضارة الغربية أكثر من قرن، ثم ننظر فإذا بنا معاً نتحرك على مستوى واحد من العلم أو اللاعلم، من المعرفة أو اللامعرفة؟ أوليس خطيراً أن تكاثف الأيام والجهود والإيفادات والإطلاع لا يتقدم بنا خطوة واحدة إلى الأمام، ونظل دوماً كما لو تماسنا بالحضارة العالمية الطويل المدى نسبياً يظل كالتماس القصير المدى أو كعدم التماس معاً؟".

نحن لدينا إشكالية عويصة. هذه الإشكالية من السوء بحيث ما عدنا نستطيع معها أن نميز بين ما هو مهم ومصيري وبين ما هو متكلف ولا يرقى لأن نقدمه على غيره. جزء كبير من إشكاليتنا هي باختصار أننا أصبحنا لا نعرف الحق، ولا نعرف الأولويات، ولا نعرف الحاضر، ولا نعرف المستقبل، ولا نستطيع أن نميز أي شيء إلا من خلال "مرجعيات" محددة ومعدودة هنا أو هناك. فعندما يقول هؤلاء، تنبري معهم جموع مختلفة، بقصد أو بدون قصد، لينصبوا أنفسهم محامين ومدافعين ومنافحين عن مواقفهم وآراؤهم ورغباتهم. أصبح "الشخص" فوق الحق والعقل والمنطق، وأصبح "الحزب" فوق الحق والعقل والمنطق. وأصبح "المذهب" فوق الحق والعقل والمنطق. وأصبحت "الحركة" فوق الحق والعقل والمنطق. وأصبحت "الطائفة" فوق الحق والعقل والمنطق. وأصبحت "العمامة" أو "الهلال" أو "الصليب" فوق الحق والعقل والمنطق. أو على الأقل في رأي هؤلاء، أن على الحق والعقل والمنطق أن يتماهى، جبراً، مع هؤلاء، ولا خيار آخر إطلاقاً.

انظروا حولكم، وتفكروا قليلاً، وسوف تجدون كل شيء حولنا هكذا. غريب، ومأساوي، ومضحك.

إشكالية عجيبة معقدة متصارعة متشابكة



#حسن_محسن_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشكلة اليهودية والجغرافيا عند كتبة الإنجيل
- من إشكاليات قصة يسوع الإنجيلي
- التناقضات الأخلاقية عند يسوع الإنجيلي
- هل هذه صلاة أجر ومغفرة؟
- في إشكالية الشعوب العربية
- سؤال غير بريئ لما يسمى ب -القوى الشبابية- في الكويت
- بصراحة … رأيي في أحداث مسيرة يوم الأحد
- كلمة قصيرة لمن يخاف -ثورة- في الكويت
- لأنكم مجتمع يمثل شذوذاً في كل شيء
- حتمية الصدام بين المنهج السلفي والدولة المدنية
- ميسون سويدان ... أيتها الرائعة
- أيها السياسيون الكويتيون العباقرة … يا أيها الشعب
- باغافاد غيتا – المعرفة السرية القصوى
- التدليس في الخطاب الإعلامي الديني ... محمد العوضي كنموذج
- إشكالية النص المسيحي وشخصية يسوع
- مَنْ كتب الإنجيل؟
- في نقد الطب الإعجازي المسيحي والإسلامي
- حوادث أكل لحوم البشر في التاريخ الإسلامي
- شذوذ مفهوم الوطنية في الذهنية العربية
- في إشكالات السيرة النبوية


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن محسن رمضان - عندما نفقد خارطة طريقنا