أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسن محسن رمضان - أيها السياسيون الكويتيون العباقرة … يا أيها الشعب














المزيد.....

أيها السياسيون الكويتيون العباقرة … يا أيها الشعب


حسن محسن رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 3770 - 2012 / 6 / 26 - 14:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    




الخطاب السياسي، في أغلب الأحيان، هو خطاب مخادع بطبعه. تلك هي طبيعة السياسة وتلك هي طبيعة المصلحة التي تدور عليها السياسة. لكن ما يجعل هذا الوضع مقبولاً في الدول والمجتمعات المتقدمة المعاصرة هو أن المستمعين يعون تماماً أن هذا الخطاب هو خطاب “مصلحة وطنية" ممزوجة بطموح شخصي من نوع ما وبالتالي تسقط عندهم مصطلحات التخوين والعمالة و “الانبطاح” وما يتفنن به مستخدموا القاموس “الوطني” العربي والإسلامي. هذا الوضع هو على العكس تماماً في المجتمعات الطارئة على الخطاب السياسي الحديث وقيم التحضر المعاصرة. إذ أن مصطلح “الوطنية” يلعب دوراً بارزاً في خطاب وعواطف هؤلاء البشر في السياسة الداخلية (لاحظ وركز جيداً: السياسة “الداخلية”) للدولة وضمن صراع النسيج الاجتماعي الواحد داخل الوطن الواحد. فكل شيء يتحول في أذهان هؤلاء البشر إلى صراع بين (وطنيين) وآخرين يعارضونهم يُسبغ عليهم صفات القبح كله وصفات التشكيك كلها وصفات التخوين كلها وصفات "نقص" الوطنية كلها. الطامة الكبرى هنا أن ما يسمى بـ (الوطنيين) عندنا هم أحد الكوارث الشنيعة على حاضر هذا الوطن ومستقبله، بل أهم أحد أهم عوامل الهدم الراهنة. فهم مجموعة لا تمثل أكثر من تجمع لأشخاص، بعضهم خارج على القانون لسبب أو لآخر، عنصريون حتى النخاع، وربما قبليون طائفيون إلى حدود معاكسة كل قيمة من قيم الدولة المدنية التي تقوم على مبدأ “المواطنة” دون غيرها، متمصلحون بدرجة أولى أو عن طريق أقاربهم من هذا الفساد الذي يهاجمونه ظاهرياً، يحملون مقداراً كبيراً من السذاجة السياسية متمثلة في مشاريعهم التي يتبنونها ويدعون إليها ويجيشون العواطف من خلالها. والطامة الأطم أن هذا “الشعب“ يصدقهم في ادعاءاتهم (الوطنية) لأسباب متعددة ليس بينها سبب بريئ واحد.

ولأنني قلت هذا الكلام الصادق جداً والمعبر عن واقع الحال تماماً سوف يصنفني هذا البعض “العبقري” من هذا الشعب بأنني (موالي، انبطاحي، متمصلح .. الخ)، وربما يصفني بما هو أسوأ. ولكنها حقيقتكم أنتم، ووصفكم الصادق بدون أي شك. فـ “الانبطاح”، يا سادة يا كرام، يعني تماماً أن تستلقي مستسلماً خالياً من ذرة عقل أو منطق، أعمى أو تتعامى عن الواضحات حولك، حتى تتسلق عبر فهمك وعقلك وبصيرتك الخديعة المصلحية الفئوية الذاتية التي يراد أن تنطلي عليك باسم مصطلحات تسويقية لا تملك أية مضمون، وهذا وصف حالكم أنتم أمام الخطاب “الوطني الدستوري” الجديد الذي يراد تسويقه من خلالكم عبر ما يسمى بـ "المعارضة الكويتية" التي لا تمثل إلا سياق قبلي طائفي لا يعرف من الدولة المدنية إلا المصالح الفئوية وعلى معناها الساذج. فأنا لا أعرف رجلاً بريئاً ولا حتى امرأة في هذا التاريخ، ولكنني أعرف أن “الوطنيون” هم أناس يملكون ضمائر بيضاء على الأقل وليست كما هي عند “وطنيوا” هذه البلاد. وليس أدل على هذا “الضمير” غير الأبيض أن “الوطنيين” الذين يدافعون عن الدستور هُم أنفسهم من يعارض دور المحكمة الدستورية في تفسير الدستور ويرفض أحكامها جهاراً نهاراً. بمعنى أن "وطنيوا" الكويت يرفضون انتهاك الدستور من الحكومة ولكنهم يحللونه لهم ولأتباعهم ومَن يركض وراءهم تاركاً "عقله" وراءه في بيته. وليس أدل على “سذاجة” شعب أن البعض مقتنع تماماً بموقف هؤلاء “الوطنيون” الجدد. فمن أولى بكلمة “انبطاحي” هنا أيها السياسيون العباقرة وأيها الشعب العظيم؟!

وبما أنني أعلم مقدماً أن هناك من سيأتي ليتجاوز هذا الكلام كله ليتساءل عن نزاهة الحكومة وجدارة فلان أو علان في إدارة السياسة الحكومية وتنفيذ مشاريعها. فلهؤلاء الذين يريدون أن يروا بعين واحدة أقول: نعم، حكوماتنا فاشلة حتى حدود الغثيان الواضح، وضعيفة إلى حدود الاشمئزاز المقزز، ولكن مدعوا “الوطنية” وممثلوا “المعارضة” عندنا هم أيضاً أفشل من فشلهم وأكثر كارثية، هذا واضح جداً لكل من يملك ذرة عقل أو قوة بصر يرى من خلالها أبعد من ميليمتر واحد أمامه، ولكن عمى الألوان عند البعض يجعله لا يرى إلا الحكومة “سوداء” و معارضوا هذا الزمن البائس “أبيض من اللبن السائل من ثدي البقرة”، وليس بمقدوره أن يرى أكثر من ذلك.

منذ أكثر من سنة كتبت هذا الكلام أدناه بشأن طلب الحكومة الكويتية تفسير المواد 108 و110 من الدستور والمادتين 19 و20 من اللائحة الداخلية لمجلس الأمة، ويومها، كما هو اليوم، قامت دنيا (الدستوريون الجدد) ولم تقعد. سوف أعيد هنا بعض ما كتبته آنذاك زيادة في الشرح حتى “يستوعب” عباقرة السياسة الداخلية عندنا في الكويت:

“إذا كان الغرض الحقيقي هو “الدفاع عن الدستور”، إذا كان الغرض الحقيقي هو الانتصار للقانون بغض النظر تماماً عن الأشخاص والنوايا، إذا كان هذا هو الهدف الحقيقي فإن خير من يوضح لكم وللشعب الكويتي إذا كان هناك انتهاك لمواد الدستور و “تفريغه من محتواه” كما يقول لنا هؤلاء ويملؤون الفضاء صراخاً وخطباً نارية، صراخ ”الدستوريون الجدد” الذين يدّعون أنهم حماة القانون والدستور، خــيــر مـن يـحـكـم في هذا الخلاف هو الـــمــــحـــكـــمــة الــدســـتـــوريـــة. وأنا أعلم مقدماً، وكل منصف عادل لا تغره الخطب الحماسية فارغة المحتوى ولا يغره ما يقوله أصحاب الطموح الانتخابي يعلم، أنكم لن تقبلوا هذه الدعوة، لأن حقيقة المسألة ليست مسألة دستور ولا قانون ولا الانتصار لهما، كيف يكون ذلك وأنتم لا تحترمونهما أصلاً إذا تعارضت مصالحكم الانتخابية معهما (؟!) ولكن المسألة، كما هي العادة في كل السياسة البائسة التي تدور حولنا في الكويت، هو تكسب انتخابي شخصي بحت وواضح ووصريح، أشبه بلعبة أطفال، يتم احتساب النقط وتكثير عدد الأتباع والجمهور ليس بالإنجاز الحقيقي والانتصار للقانون، ولكن بكمية الصراخ و “الهيصة” التي ترافق أي خلاف أو صراع أو حتى تسجيل نقطة.

الأدهى أن هناك من الشعب الكويتي من يصدق هؤلاء السياسيين البائسين الذين يضحك عليهم “خفية” حتى سفراء الدول الغربية عندنا، ولكننا في زمن الغرائب والعجائب”.



#حسن_محسن_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باغافاد غيتا – المعرفة السرية القصوى
- التدليس في الخطاب الإعلامي الديني ... محمد العوضي كنموذج
- إشكالية النص المسيحي وشخصية يسوع
- مَنْ كتب الإنجيل؟
- في نقد الطب الإعجازي المسيحي والإسلامي
- حوادث أكل لحوم البشر في التاريخ الإسلامي
- شذوذ مفهوم الوطنية في الذهنية العربية
- في إشكالات السيرة النبوية
- في إشكالية العصمة النبوية
- من إشكالات المجتمع الكويتي
- هل لا تزالون أمة ً أمّية؟
- رسالة يهوذا، الذي خان المسيح، إلى الحُكام العرب
- إشكالية اغتصاب المرأة في الفقه الإسلامي
- مقالة في أن العلمانية تحمي الدين من احتمال الاستبداد
- إلغاء ملتقى النهضة وزيف شعارات الحرية
- مقالة في أن لا كهنوت في الإسلام مقولة خاطئة
- خطورة التسويق للنموذج السعودي للحداثة … الاستقواء بالسلطة ضد ...
- السذاجة الإسلامية كما تتجلى في قضية حمزة الكاشغري
- أفضل هدية في عيدها أن نتصارح مع الكويت
- في العلمانية ومفهوم الليبرالية والهدف منهما


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسن محسن رمضان - أيها السياسيون الكويتيون العباقرة … يا أيها الشعب