أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن محسن رمضان - التناقضات الأخلاقية عند يسوع الإنجيلي















المزيد.....

التناقضات الأخلاقية عند يسوع الإنجيلي


حسن محسن رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 3961 - 2013 / 1 / 3 - 15:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



يتركز السياق الجدلي الدعوي المسيحي في معظمه على وجود معايير أخلاقية متعالية ضمن التعاليم التي تولى التبشير بها يسوع (عيسى) كما تصوره لنا الأناجيل الأربعة المعترف بها من الكنيسة. كما يصور لنا هذا النشاط الجدلي المسيحي بأن الديانة المسيحية تدور في كلياتها حول تعاليم المحبة والتسامح على عكس باقي الأديان والفلسفات. إلا أن هذه النظرة المعاصرة (مع وضع خط تحت كلمة معاصرة) للديانة المسيحية تبدو غير حقيقية ومبالغ بها عند دارسة النصوص الإنجيلية المسيحية وعند استعراض التاريخ الإنساني لهذه الديانة. ولن يكون همّنا في هذه المقالة استعراض التاريخ، ولكن يجب علينا أن نؤكد حقيقة تاريخية تغيب سهواً، أو ربما تعمداً، عن بال كل من يتولى التسويق لفكرة تعالي المعيار الأخلاقي المسيحي، والذي نراه مكرراً في كتابات كثيرة إلى حد الملل. الحقيقة التاريخية هي أن الثورة الفرنسية ومناهج العلمانية في أوروبا هي التي قلمت أظفار وكسرت أنياب التوحش الأخلاقي في المحيط الديني المسيحي على عكس ما يدعيه أنصار هذه الديانة اليوم من أن الإطار الأخلاقي المسيحي قد وُلد معها. فعندما أصرّت الثورة الفرنسية على أن يعود رجل الدين إلى الكنيسة ويترك السياسة والتشريع، بدأ التهذيب في المعيار الأخلاقي المسيحي الذي رأينا توحشه على صفحات التاريخ، تارة سوداء وتارة أخرى حمراء قانية، قبل تلك الثورة. هذا التهذيب الإنساني العلماني اللاحق هو الذي نرى نتائجه على هذا الدين اليوم، ولا شأن له في كلياته بتعاليم يسوع المنسوبة إليه في الأناجيل الأربعة إلا على معنى الانتقائية غير الأمينة كما سوف نستعرضها أدناه. هذه المقالة هي في نقد النص الأخلاقي المقدس المسيحي.

فعلى الرغم من أن هناك مشكلة أخلاقية صريحة وواضحة في اللاهوت المسيحي في قتل إنسان بريئ (صلب يسوع) للتكفير عن خطايا المذنبين (البشر)، وعلى الرغم من المخالفة الصريحة في فكرة القربان البشري التي تتبناها المسيحية لنص التوراة اليهودية الذي أتى يسوع الإنجيلي ليؤكد لنا (لا تظنوا أَنِّي جئتُ لأنقضَ النامُوسَ أو الأنبياء. ما جئتُ لأنقضَ بل لأُكمل. فإني الحق أقولُ لكم: إِلى أن تزُولَ السماءُ والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدةٌ مِنَ الناموس حتى يكون الكل. فمن نقضَ إحدى هذه الوصايا الصغرى وعلَّمَ الناس هكذا، يُدْعَى أصغر في ملكُوت السماوات. وأَما مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ، فهذا يُدْعَى عظيما في ملكوتِ السماوات) [متى 5: 17-19]، وعلى الرغم من أن فكرة صلب يسوع (البريئ) ليُكفّر عن ذنوب البشر يخالف (الناموس) الذي رأينا يسوع يؤكد لنا ثباته وعدم زواله: (لا يُقتل الآباء عن الأولاد، ولا يُقتل الأولاد عن الآباء. كل إنسان بخطيته يُقتل) [تثنية 24: 16]، على الرغم من كل هذه الإشكالات الأخلاقية فإن شخصية يسوع ذاتها في الإنجيل تُمثل إشكالاً أخلاقياً أكثر تعقيداً وذات جوانب متعددة الأوجه بحيث لا يصلح معهاً أن يكون هو تطبيقاً مثالياً لبعض التعاليم التي نراها في النص المسيحي المقدس. فيسوع يعترف صراحة بأنه (ليس صالحاً) كما تفترضه الذهنية الدينية المسيحية خلال تاريخها، بل إن له مرتبة تجعله أقل من الله في هذا الصلاح. جاء في إنجيل مرقس [10: 17-18] (وفيما هو خارج الى الطريق ركض واحد وجثا له وسأله: أيها المعلم الصالح، ماذا أعمل لأرث الحياة الابدية؟ فقال له يسوع: لماذا تدعوني صالحاً؟! ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو الله). هذه الدرجة الأخلاقية في معايير الصلاح التي وضعها يسوع لنفسه والتي تنزل عن مرتبة الله تجعله بجدارة عرضة للتناقضات الأخلاقية كما سوف نراها في النصوص المُدّعاة لقصته في العهد الجديد.

نأتي أولاً، كمدخل بسيط لهذه المقالة، إلى واحدة من أشهر الآيات الإنجيلية الواردة على لسان يسوع في الإنجيل: (ليس ما يدخل الفم يُنجِّسُ الإنسان. بل ما يخرج من الفم هذا يُنجِّسُ الإنسان) [متى 15: 10-11]. فقد طار اللاهوت المسيحي بهذه الجملة شرقاً وغرباً على أنها معيار أخلاقي مجرد، بُنيت عليها مناهج واستُنتجت منها معايير متعددة في الديانة المسيحية. إلا أن هذه الآيات تمثل أقصى أنواع الانتقائية الغريبة في الذهنية الدينية المسيحية، وتمثل في ذات الوقت إدانة ليسوع نفسه من الناحية الأخلاقية، إذ تصمه بوصمة عدم النظافة البدنية كما سنرى بعد قليل. فتقريباً كل المنهج المسيحي هو منهج انتقائي بحت يدعو في بعض الأحيان للدهشة والتعجب. فحقيقة هذه المقولة هو سؤال ذو طابع اتهامي من جانب اليهود ليسوع، إذ قالوا له: (لماذا يتعدى تلاميذك تقليد الشيوخ، فإنهم لا يغسلون أيديهم حينما يأكلون خبزاً؟) [متى 15: 2]. إلا أن جواب يسوع لهم على هذا الاتهام كان يحمل خطئاً منطقياً بحتاً (مغالطة منطقية)، تسمى بـ (مغالطة الهجوم الشخصي والرجل القش)، إذ أنه بدل أن يجيبهم على اعتراضهم فإنه يتعمد إساءة فهم محتوى الاعتراض ويحوّل موضوع السؤال والاعتراض إلى هجوم شخصي بحت عليهم مُتهماً إياهم بأنهم أيضاً يتعدون وصية الله (!)، ثم يشتمهم بقوله (يا مُراؤون) وأنهم مقلدون ويعبدون الله بالباطل (!!) [متى 15: 3-9]. بالطبع هذا كله لا علاقة له أبداً بموضوع الاعتراض، ومن هنا جاءت تسمية هذا الخطأ المنطقي بـ (مغالطة الهجوم الشخصي والرجل القش)، إذ مَن يتولى الإجابة في هذا الخطأ يبني لنفسه (رجلُ قش) يخصه بالهجوم الشخصي البحت مبتعداً عن لب وجوهر الاعتراض. ثم بعد هذا الهجوم الشخصي البحت، يلتفت إلى جمهوره ليقول لهم السبب عن عدم غسل اليد قبل الأكل: (ليس ما يدخل الفم يُنجِّسُ الإنسان. بل ما يخرج من الفم هذا يُنجِّسُ الإنسان) (!!!). وبعيداً عن كل هالات القدسية التي يفرضها الدينين المسيحي والإسلامي حول شخصية يسوع (عيسى)، وبعيداً عن رؤية ما لا يُرى منطقياً من هذه الحادثة إلا في التكلف المسيحي اللاهوتي العجيب الغريب، فإننا بدورنا نسأل هذا السؤال البسيط المباشر: لو دخل عليك أبنك بيدين متسختين وجلس مباشرة على مائدة الطعام، وطلبت منه أنت أن يقوم ويغسل يديه لأن ذلك قد يسبب له أمراض وعلل في جسده، فإذا هو يجيبك: (ليس ما يدخل الفم يُنجِّسُ الإنسان. بل ما يخرج من الفم هذا يُنجِّسُ الإنسان)، ماذا ستفعل بهذا الابن حينها؟ فالموضوع من الأساس الذى أدى بيسوع إلى هذه المقولة هو عدم غسل أتباعه أيديهم قبل الأكل. أي أن الموضوع هو موضوع النظافة الشخصية له ولأتباعه والذي يبدو أنهم لم يكونوا على درجة مقبولة اجتماعياً فيه.

وهناك آية أخرى شهيرة في الإنجيل يتم تداولها بكثرة في الأدبيات ذات الطابع الجدلي مع كل مَن يخالف الطرح المسيحي وهي على لسان يسوع الإنجيلي: (أحبوا أعداءَكم. باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلى مبغضيكم. وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم) [متى 5: 44]. وهذا معيار رائع من دون شك لو أن يسوع فقط التزم أخلاقيا به. فنحن نرى يسوع يقول لأعداءه ومبغضيه (يا أولاد الأفاعي) [متى 12: 34]، و (أيها الحيّات أولاد الأفاعي) [متى 23: 33]، وعندما طلبوا منه آية ليعرفوا صدقه أجابهم (جيل شرير وفاسق) [متى 12: 39]، وبدل أن يصلي لأجل خلاص الفريسيين يقول لهم بأنهم أبناء جهنم [متى 23: 15]، وأنهم أنجاس [متى 23: 27]، وأنهم أبناء قتلة الأنبياء [متى 23: 31]. ويبدو أن يسوع قد بالغ قليلاً في حماسه الدعوي لأنه وقف ليقول لمستمعيه: (جميع الذين أتوا قبلي هُم سُرّاق ولصوص) [يوحنا 10: 8]. ثم بعد ذلك نرى يسوع الإنجيلي يقول لنا: (من قال: يا أحمق، يكونُ مستوجبَ نار جهنم) [متى 5، 22]، فإذا به يقول لمن يدعوهم (أيها الجهال والعميان) [متى 23: 17]، ثم يدعوهم تارة أخرى (يا أغبياء) [لوقا 11: 40]. وقد تسببت أقواله هذه بردة فعل متوقعة: (فأجاب واحد من الناموسيين وقال له: يا مُعلم، حين تقول هذا تشتمنا نحن أيضاً) [لوقا 11: 45]، ولم يعترض يسوع على كلمة (شتيمة)، لأنه بالفعل كان يشتمهم.

ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فهاهو يسوع يكذب. نعم، يسوع في الإنجيل يكذب. والكذب معيار أخلاقي ممجوج دون شك. ففي نصوص الإنجيل نرى يسوع يكذب في ذهابه إلى مكان العيد: (اصعدوا أنتم إلى هذا العيد. أنا لستُ أصعد بعد إلى هذا العيد لأن وقتي لم يكمل بعد. قال لهم هذا ومكث في الجليل. ولما كان إخوته قد صعدوا حينئذ، صَعَد هو أيضاً إلى العيد، لا ظاهراً بل كأنه في الخفاء) [يوحنا 7: 8-10]. كما أن يسوع يتنكر صراحة لأمه، مريم، وذلك على الرغم من أنها وصية أصيلة ضمن الوصايا العشر الواردة في سفري الخروج والتثنية: (أكرم أباك وأمك) [خروج 20: 12] [تثنية 5: 16]. ففي إنجيلين إثنين من الأربعة المعترف بها ضمن العهد الجديد نقرأ (فجاءت حينئذ إخوته وأمه ووقفوا خارجاً وأرسلوا إليه يدعونه. وكان الجَمعُ جالساً حوله، فقالوا له: هُوَذا أمك وإخوتك خارجاً يطلبونك. فأجابهم قائلاً: مَنْ أمي وإخوتي؟! ثم نظر حوله إلى الجالسين وقال: ها أمي وإخوتي، لأن من يصنع مشيئة الله هو أخي وأختي وأمي) [مرقس 3: 31-35]. وانظر أيضاً [متى 12: 46-50] حيث نرى في القصة أمه مريم تطلب أن تحادثه، فيرفض يسوع تحت حجة أن (من يصنع مشيئة أبي الذي في السموات هو أخي وأختي وأمي). كما نراه في إنجيل ثالث لا يُخفي أبداً ضيقه بأمه، ليتذمر منها قائلاً لها: (مَالي ولَكِ يا امرأة؟) (!!!) [2: 4]، وعلامات التعجب التي أضفتها توحي بحجم الدهشة من لغة الخطاب التي حتى في معاييرنا اليوم هي تخرج خارج حدود المقبول. ولا عجب، فيسوع الإنجيلي يقول لنا صراحة بأنه جاء ليُلقي (ناراً على الأرض) [لوقا 12: 49]، ويسخر من مستمعيه متسائلاً: (أتظنون أني جئتُ لأعطي سلاماً على الأرض؟!) [لوقا: 12: 51]، ثم يجيبهم: (كلا، أقول لكم. بل إنقساماً) [لوقا: 12: 51]، (جئتُ لألقي ناراً على الأرض) [لوقاً 12: 49]، وهذا النار والانقسام على معنى (ينقسم الأب على الابن والابن على الأب. والأم على البنت والبنت على الأم) [لوقا 12: 53]. بل إنه يُبشّر ويُعلّم صراحة: (إنْ كان أحدٌ يأتي إلي ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته، حتى نفسه أيضاً، فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً) [لوقا 14: 26]. فماذا بقيَّ من المعيار الأخلاقي (أكرم أباك وأمك) عند يسوع الإنجلي إذن؟

كما أن يسوع الإنجيلي لا يخجل إطلاقاً من تبني معاييراً عنصرية فيما يتعلق بالتمييز العرقي. فعندما أتت امرأة كنعانية إليه تطلب منه الرحمة (إرحمني يا سيد يا ابن داود) [متى 15: 22]، ثم سجدت له لتستعطفه بذلك [متى 15: 25]، أجابها يسوع وبكل عفوية (ليس حسناً أن يُؤخذ خبز البنين ويُطرح للكلاب) [متى 15: 26]. والبنين هنا هم اليهود، وأما الكلاب فغيرهم من الأعراق مضافاً لهم هذه المسكينة الكنعانية. فلو طبقنا معاييره اليوم كما وردت في الإنجيل لأصبح لدينا صنفين من بني البشر: السادة اليهود، والكلاب، فقط لا غير. وإني لأعجب أشد العجب من أتباع يقول لهم ربهم (يسوع) بأنه أُرسل لليهود تحديداً (لم أُرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة) [متى 15: 24]، وأن غيراليهود مجموعة من الكلاب، ثم يتمسكون به على أنه رب (للعالمين) (!!!)، ويريدون منا أن نصدق بأن معياره الأخلاقي هو معيار إلهي متعالٍ أفضل من باقي الأديان والفلسفات. ولو اقتصر الأمر على هذه المسكينة الكنعانية لقلنا لعلّ وعسى على عظم شذوذ هذا المعيار الأخلاقي الذي أرساه لنا يسوع الإنجيلي، ولكنه يكرره على مسامع امرأة فينيقية سورية، ولم يشفي لها ابنتها إلا بعد أن أقرت له بأنها من جنس الكلاب [مرقس 7: 24-29]. ولا أعلم ما هو السر في أن مَن كان يتلقى تلك الشتائم في تحديد الجنس بـ (الكلاب) من يسوع كُنَّ من النساء بالتحديد دون الرجال، فهذا أمر أتركه لرجال اللاهوت المسيحي حتى يخرجوا لنا "الحكمة" فيه.

ونأتي إلى معيار آخر يبدو فيه يسوع الإنجيلي متناقضاً بين القول والعمل. فنحن نراه شجاعاً جداً في كلامه وأقواله التي يوصي بها أتباعه: (أقول لكم يا أحبائي: لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون أكثر) [لوقا 12: 4]، ولكن ماذا يفعل يسوع الإنجيلي عندما تواجهه الأخطار؟ يتصرف على عكس تعاليمه بالضبط. (ولما سمع يسوع أن يوحنا أُسلِمَ [أي تم اعتقاله] انصرف إلى الجليل) [متى 4: 12]، وسبب بقائه في الجليل بعيداً (وكان يسوع يتردد بعد هذا في الجليل لأنه لم يرد أن يتردد في اليهودية، لأن اليهود كانوا يطلبون أن يقتلوه) [يوحنا 7: 1]، وعندما أراد اليهود أن يمسكوه بسبب تجديفه (فخرج من أيديهم. ومضى أيضاً إلى عبر الأردن، إلى المكان الذي كان يوحنا يعمد فيه أولاً، ومكث هناك) [يوحنا 10: 39-40]، وتكرر فعله هذا في [يوحنا 11: 53-54]، وفي صلاته كان يدعو لأن يصرف عنه الله القتل (وكان يصلي قائلاً: يا أبتاه، إن أمكنْ فلتعبُر عني هذه الكأس) [متى 26: 39]، (ثم تقدم قليلاً وخرَّ على الأرض وكان يصلي لكي تَعبُر عنه الساعة إنْ أمكن. و قال: يا أبا الآب كل شيءٍ مستطاع لك، فأجز عني هذه الكأس) [مرقس 14: 35-36]، وكذلك في دعوته إلى ملكوت الله الذي اقترب أوانها (أما هو [أي يسوع] فخرج وابتدأ ينادي كثيراً ويذيع الخبر حتى لم يعد يقدر أن يدخل مدينة ظاهراً بل كان خارجاً في مواضع خالية) [مرقس 1: 45]. ثم ينتهي الحال بيسوع الإنجيلي على الصليب باتهام الله بأنه تركه ليلقى مصيره وحده (وفي الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلاً: ألُوِي ألُوِي لَمَا شبقتني؟! الذي تفسيره: إلهي إلهي لماذا تركتني؟) [مرقس 15: 34].

هذه كانت بعض جوانب الإشكالية الأخلاقية عند يسوع الإنجيلي، فلايزال هناك مجال لمقارنات أخرى. إلا أن النقطة المحورية قد تم إيضاحها في أن المعيار الأخلاقي الإنجيلي كما يعمل ويتصرف من خلاله يسوع لا يرقى إطلاقاً، لتلك "الدعاية" التي يكررها علينا أصحاب الديانة المسيحية ليل نهار وعند كل اعتراض وكل نقاش وكل جدل وكل حوار. والأجدر أن نرى الدين، أي دين، من منظور إيماني شخصي بحت بدل أن نحوله إلى موضوع مفاضلة وصراع وجدل لا طائل من ورائه إلا العداوة الممجوجة.



#حسن_محسن_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هذه صلاة أجر ومغفرة؟
- في إشكالية الشعوب العربية
- سؤال غير بريئ لما يسمى ب -القوى الشبابية- في الكويت
- بصراحة … رأيي في أحداث مسيرة يوم الأحد
- كلمة قصيرة لمن يخاف -ثورة- في الكويت
- لأنكم مجتمع يمثل شذوذاً في كل شيء
- حتمية الصدام بين المنهج السلفي والدولة المدنية
- ميسون سويدان ... أيتها الرائعة
- أيها السياسيون الكويتيون العباقرة … يا أيها الشعب
- باغافاد غيتا – المعرفة السرية القصوى
- التدليس في الخطاب الإعلامي الديني ... محمد العوضي كنموذج
- إشكالية النص المسيحي وشخصية يسوع
- مَنْ كتب الإنجيل؟
- في نقد الطب الإعجازي المسيحي والإسلامي
- حوادث أكل لحوم البشر في التاريخ الإسلامي
- شذوذ مفهوم الوطنية في الذهنية العربية
- في إشكالات السيرة النبوية
- في إشكالية العصمة النبوية
- من إشكالات المجتمع الكويتي
- هل لا تزالون أمة ً أمّية؟


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن محسن رمضان - التناقضات الأخلاقية عند يسوع الإنجيلي