أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - المجتمع المدني الفلسطيني ودوره في تعزيز حركة التضامن الشعبي الدولي















المزيد.....

المجتمع المدني الفلسطيني ودوره في تعزيز حركة التضامن الشعبي الدولي


محسن ابو رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 4065 - 2013 / 4 / 17 - 12:04
المحور: القضية الفلسطينية
    




من الهام التأكيد على ان فلسطين وحركتها الوطنية هي جزءً من حركات التحرر العربي والعالمي في مواجهة الاستعمار والصهيونية والقوى المتحالفة معها ، وان هناك شرطان أساسيين لانتصار أية حركة تحرر وطني يكمن الشرط الأول بالوحدة الوطنية والثاني في القدرة على حشد التأييد الدولي ، ولعل التجادب التحررية بالعالم مؤشر واضح على ذلك وأبرزها تجربة جنوب إفريقيا ، حيث لعب التأييد الدولي لنضال السود ضد سياسة التمييز العنصري دوراً أساسيا في إسقاط هذا النظام البغيض .
فقدت فلسطين حليفاً استراتيجياً بعد سقوط سور برلين يكمن بالمنظومة الاشتراكية والاتحاد السوفيتي الذي تفكك ، ولكن ورغم ذلك فإن العالم بقواه ومنظماته المجتمعية السياسية والحقوقية والنقابية رفض سياسة العولمة الرأسمالية وتربع الولايات المتحدة على عرش المعمورة وسياسة نهب الثروات واستعباد الشعوب وبدأت حركات مناهضة العولمة والأمركة بالظهور من خلال العديد من الأطر والتشكيلات الرافضة لسياسة الليبرالية الجديدة بأدواتها العالمية المجسدة بكل من البنك والصندوق الدوليين ومنظمة التجارة العالمية وأدواتها المحلية المجسدة بأنظمة الاستتباع المحكومة بالطبقات البيروقراطية والكمبرادورية على حساب المواطنين وخاصة الفقراء منهم والمهمشين ، ولعلنا نذكر تصاعد الحركة المناهضة للاستعمار الأمريكي وغزوه للعراق عام 2003 ، حيث اخترقت المظاهرات عواصم أوروبا والولايات المتحدة بالعالم منددة بسياسة العودة للاستعمار القديم ونهب الثروات .
تكمن أهمية العلاقة مع قوى التضامن الشعبي الدولي بقدرة الأخيرة على التأثير في صناعة القرار لدى بلدان العالم من خلال التأثير على البرلمانات والحكومات لصالح القضية ، لأن تلك البلدان والمؤثرة في صناعة القرار السياسي تؤمن بالديمقراطية وتحترم رأي و أرادة المواطن.
ومن المعلوم ان قوى المجتمع المدني الفلسطيني بدأت تعزيز العلاقة مع القوى التضامنية ابان الانتفاضة الأولى ولكن هذا النشاط ترسخ وتعزز ابان الانتفاضة الثانية، من خلال رصد الانتهاكات الإسرائيلية وكشفها أمام الرأي العام ، وكانت المشاركات في المظاهرة المنددة بإقامة جدار الفصل العنصري بالضفة الغربية عبر الاحتجاج الأسبوعي في قرى بلعين ونعلين والمزرعة إضافة إلى أنشطة كسر الحصار عن قطاع غزة تعزيزاً لظاهرة التضامن المتصاعدة والرامية لإسناد قضية شعبنا العادلة ومناصرتها .
ويذكر ان هناك عوامل شكلت كابحاً وعنصر إضعاف لنشاط حركة التضامن فبرز منها اتفاق اوسلو والذي اعتبر الأراضي المحتلة بأنها متنازع عليها ومنها تشتت الموقف الفلسطيني الموحد وحالة الانقسام ، ولكن ورغم هذين العاملين إلا ان حركة التضامن بالتحالف مع المنظمات الأهلية والحقوقية الفلسطينية حققت انجازات واضحة لصالح قضية شعبنا من خلال:-
أ‌. قرار محكمة لاهاي الدولية عام 2004 عبر الفتوى القانونية الخاصة بعدم شرعية جدار الفصل العنصري والتي اعتبرت الأراضي المحتلة عام 67 بأنها محتلة وليست متنازع عليها كما كان محدداً باتفاق أوسلو .
ب‌. تقرير غولدستون والذي ابرز جرائم الحرب الإسرائيلية بصورة موثقة حيث ما زال التقرير يحتفظ بقيمته العملية والقانونية رغم تراجع غولدستون نفسه " رئيس اللجنة " عن أقواله عبر مقال كان قد أصدره في صحيفة أمريكية وذلك نتيجة للضغوطات الهائلة التي مورست عليه من قبل اللوبي الصهيوني .
ت‌. تصعيد حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض عقوبات على دولة الاحتلال " BDS " بوصفها دولة استيطان وتوسع كولونيالي كما تمارس التمييز العنصري ، لقد استطاع نشطاء الحملة في اعتماد نداء المقاطعة الذي صدر عام 2004 والذي أجمعت عليه كافة القوى والفاعليات الوطنية والاجتماعية والذي يشكل اجماعاً يستند إلى ضرورة اعتماد وسيلة المقاطعة كأحد الوسائل باتجاه الضغط على الاحتلال ليصل إلى نتيجة مفادها أنه أصبح خاسراً ومكلفاً ومعزولاً نتيجة ممارساته المنتهكة لحقوق الانسان والتي تعمل على استلاب وتهميش واقصاء الشعب الفلسطيني عن حقه بالحرية وتقرير المصير والعودة .
يرتكز نداء المقاطعة إلى المحاور الرئيسية الآتية :-
1. انهاء الاحتلال الاسرائيلي عام 67 بما في ذلك الاستيطان.
2. انهاء سياسة التمييز العنصري في كافة الأراضي الفلسطينية عام 67 وكذلك فيما يتعلق بفلسطين عام 48 .
3. ضمان حق عودة اللاجئين وفق القرار 194 .
إن المرتكزات الثلاث التي تشكل القاعدة لنداء المقاطعة ذو الاجتماع الوطني تصلح لأن تكون قاعدة لأية وثيقة جديدة قد تشكل عقداً اجتماعياً وسياسياً متوافق عليه بين كافة القوى الوطني والاسلامية والمجتمعية في اطار المساعي الرامية لاعادة بناء م.ت.ف بوصفها تعبر عن الحركة الوطنية الفلسطينية الجامعة.
تحقق حركة المقاطعة يومياً انجازات وهي تتنامى على المستوى الشعبي حيث تنظم سنوياً في اكثر من 100 دولة اسبوع مقاومة الابارتهاييد الاسرائيلي، كما أصبحت مسألة المقاطعة ذات اثر على مستوى الحكومات التي بدأت بعضها في وضع إشارات على منتجات المستوطنات .
لقد بات مطلوباً من المنتديات الاجتماعية التي تشارك بها ، العديد من الحركات الاجتماعية من منظمات آهلية ونقابات وإعلاميين ونشطاء تبنى حملة المقاطعة وصياغة استراتيجيات وخطط عمل تقود إلى ترسيخها كأحد وسائل المفاومة التي تستند إلى الإرادة الشعبية وترتكز إلى مبادء القانون الدولي .
اننا بحاجة إلى وقفة تقيمية لحركة التضامن مع شعبنا ، حتى تصبح أكثر جدوى وقادرة على تحقيق الأهداف وذلك عبر صياغة سياسة منهجية واضحة ومحددة المعالم وقادرة على تحقيق الأهداف سواء على مستوى القضية الوطنية برمتها أو على صعيد بعض القضايا الجزئية والتي تشكل انتهاكاً فظاً من قبل الاحتلال لوثيقة جنيف الرابعة وللقانون الدولي الإنساني مثل " حصار البحر ،المنطقة الأمنية العازلة ... إلخ " .
إن التقييم المذكور يجب ان يدفعنا لصياغة الخطط الإستراتيجية والانتقال من الطابع العاطفي للتضامن إلى الطابع العملي التطبيقي .
فعلى صعيد حماية الأرض يجب ان يرافق المزارعين والصيادين مجموعة من المتضامنين لتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية وللإصرار على التحدي لسياسة الاحتلال العدوانية ، كما ينبغي تعظيم التحالفات الدولية من خلال العلاقة مع المنتديات الاجتماعية للمزارعين عربية وعالمية الطابع وكذلك التوجه للمحاكم الدولية عدا عن تنفيذ الانشطة الميدانية ورفع المذكرات إلى من يؤثر في صناعة القرار عالمياً لينعكس هذا التأثير على قضية شعبنا ايجابياً وعلى قضية المزارعين والصيادين.
إننا نفهم التضامن الشعبي الدولي كجزء من استراتيجية النضال الوطني الفلسطيني وتوافقه مع المقاومة الشعبية والدبلوماسية والقانونية، عبر ملاحقة مجرمي الحرب الاسرائيلية أمام المحاكم الدولية جراء جرائهم المنهجية المنظمة بحق المدنيين من أبناء شعبنا وبحق الارض والوطن والهوية عبر الاستيطان وبناء الجدار وحصار قطاع غزة وتهويد القدس.
إن حركة التضامن الشعبي الدولي تشكل واحدة من انبل الظواهر في تاريخ ومسيرة الكفاح الوطني والشعبي الفلسطيني الامر الذي يتطلب تعزيز هذه الحركة التضامنية وتصعيد انشطتها في مواجهة الاحتلال ضمن منظومة من البرامج والفاعليات الفلسطينية منها المقاومة الشعبية ومحاكمة مجرمي الحرب الاسرائيلية ولتنشيط حملة المقاطعة وفرض العقوبات على الاحتلال.
ولعنا نذكر ابطال سفينة مرمرة الذي استشهد منهم 9 من قبل قراصنة البحرية الاسرائيلية في جريمة حرب ، كما نتذكر عشرات القوافل والوفود التي منعت اسرائيل دخولها إلى بحر غزة وقامت باعتقالهم وسحبهم إلى ميناء اسدود وترحيلهم إلى بلدانهم ، الأمر الذي يجب ان تصبح مسالة التضامن كجزء من استراتيجية العمل الوطني الفلسطيني بعيداً عن الاستثمار السياسي لهذه القوة أو تلك ، وبالتأكيد فإن التضامن سيزداد قوة وتأثيراً إذا ما نجح الفلسطينيين في تحقيق المصالحة والوحدة الوطنية واعادة بناء م.ب.ت كمعبر عن الحركة الوطنية في سياق مرحلة التحرر الوطني ، حيث ان قوافل كسر الحصار عن قطاع غزة ، يجب ان تكون رسالتها رفضاً لسياسة العقاب الجماعي ، وكجزء من مقاومة الاحتلال ، تماماً مثل الأنشطة والفاعليات المناهضة لجدار الفصل العنصري والتي تنظم في قرى بلعين ونعلين والمعصرة وغيرها ، أي يجب أن تلعب قوى التضامن جهداً في تركيز بوصلة الكفاح في مواجهة الاحتلال وليس من اجل مصلحة جهة فلسطينية محددة ،وليست باتجاه التركيز على قطاع غزة على حساب الضفة الغربية أو العكس ، وذلك في سياق استراتيجية عمل وطني متماسك ومتوافق عليه يستند إلى منهج المقاومة ما دمنا نعيش في مرحلة التحرر الوطني.
إن عدوانيين عسكريين إسرائيليين خلال أربعة سنوات على قطاع غزة واحد في نهاية عام 2008 والثاني في نوفمبر /2012 استهدف به المئات من المدنيين والمؤسسات والبنية التحتية والقاعدة الإنتاجية إلى جانب الاستمرار في حصار قطاع غزة وإقامة منظومة من المعازل والكنتونات بالضفة عبر سياسة الاستيطان وبناء الجدار وتهويد القدس والسيطرة على الأغوار ومنابع المياه يتطلب أوسع حملة تضامن مع شعبنا ضمن استراتيجية وطنية ودولية تهدف إلى الضغط على الاحتلال واجباره كقوة استيطان وتوسع كولينالي وقوة تمارس التمييز العنصري على الانسحاب، وذلك كأحد الوسائل المقاومة الرامية لضمان حق شعبنا بالحرية والاستقلال والعودة.



#محسن_ابو_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة تقيمية للمنتدى الاجتماعي العالمي
- اسبوع مقاومة الابارتهايد فرصة لفضح ممارسات الاحتلال
- حول الدور الرقابي المتبادل بين المنظمات الأهلية والحكومة
- المنظمات الأهلية وتحديات التمويل
- الانتفاضة الثالثة بين الموضوعي والذاتي
- لقاء القاهرة - اجراءات تعيق القرارات
- المصالحة في سياق فلسطيني ملتبس
- سب التصدي لمشكلتي البطالة والهجرة لدى الشباب
- عن الانقسام وحقوق الانسان مرة أخرى
- المصالحة الوطنية بين الشكل والمضمون
- لماذا حملة المقاطعة
- من اجل البناء على خطوة الاعتراف بالدولة
- صمود غزة دروس وعبر
- المنتدى الاجتماعي العالمي ساحة صراع محتدم
- قطر بين الاعمار والانقسام
- المنتدى الاجتماعي العالمي انتصارا لفلسطين
- نحو حكومة ظل فلسطينية موحدة
- الاحتقان بين السلطة والاحتلال
- المنطقة التجارية الحرة الفرص والمخاطر
- أزمة الهوية


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - المجتمع المدني الفلسطيني ودوره في تعزيز حركة التضامن الشعبي الدولي