أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - صميم القاضي - ألانتفاضة العراقية ,ضرورة الانتقال من الشعار اللاطائفي الى الشعار الوطني أو الأنزلاق الى هاوية العسكرة أومستنقع ألانفصال















المزيد.....

ألانتفاضة العراقية ,ضرورة الانتقال من الشعار اللاطائفي الى الشعار الوطني أو الأنزلاق الى هاوية العسكرة أومستنقع ألانفصال


صميم القاضي

الحوار المتمدن-العدد: 4063 - 2013 / 4 / 15 - 09:10
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


بعد مرور اكثر من ثلاثة أشهر على اندلاع الانتفاضة العراقية الثالثة, أستطاعت الانتفاضة بكل ما في العمل الثوري من قوة وجرأة أن تفتح تابو القضية الطائفية العراقية لتكشف امام العراقيين عن الهشاشة المرعبةالتي اصابت النسيج الاجتماعي العراقي الحالي مما توالى عليه من تمزيق أتى على تراكمات لقرون من البناء الثقافي والمدني والحضاري الذي انتجته ارادة العيش المشترك لابناء هذا الوطن . أن احتباس الحراك في المناطق (المصنفة سنيا من قبل السلطة) بعد ثلاثة اشهر من انطلاقة و عدم نفاذه شعبيا الى جميع أنحاء العراق رغم الواقع البائس الذي ينؤ العراقيين تحتة في شمال الوطن و جنوبة و غربه و شرقة ,يعري –في وجه منه- عمق تجذر الانقسام الطائفي في الحياة الاجتماعية والسياسية العراقية ولكن الاهم أنه يكشف عن مواطن الوهن في شعارات الانتفاضةوخطابها مما أصطبغت به من الخطاب الفئوي والمطلبي لمكون واحد من مكونات النسيج العراقي دون أن يستوعيب هذا الخطاب وهذه الشعارت هموم وطموحات المكونات الاخرى مما ادى الى احجام بقية مكونات المجتمع العراقي عن اللحاق بركب الانتفاضة وبالتالي احتباسها.
أن الحراك الشبابي العراقي يواجه اليوم ثلاثة تحديات خطيرة نتجت عن احتباسه وعدم امتداده شعبيا, تتمثل في حفاظه على اهدافة في خلق وطن واحد ينعم فيه جميع العراقيون بالحرية والامآن , وفي صيانة نفسة من ألاختراق الحالي للقوى الفوضوية التي تريد عسكرة الانتفاضة أو للقوى الفاشستية السنية والبعثية و المدعومة من الخارج لتركبة وتقودة نحو مصالح انفصالية ضيقة الافق تجزء الوطن العراقي تحت مظلة (اقليم سني) وتضعفة وتحولة الى مناطق صراع بين مكوناتة لتحمي مصالح دول الجوار على حساب الدم العراقي و المصالح الوطنية العليا , واخيرا في حفاظ الحراك على حيويته بتواصله مع القواعد الجماهيرية على امتداد الوطن العراقي بغض النظر عن الخلفيلت الاثنية والدينية والمذهبية بدل احتباسة .
أن هذه التحديات الثلاث تضع الشباب الثوري أمام مسؤوليته التأريخية في البحث عن اسباب هذا الاحتباس وعدم الاستجابة بالانطلاق من فهم نقدي علمي لعمق الصدع الطائفي وبالتالي لتوضيف العمل الثوري بما فيه من جرأه وطاقة كامنة في رأب هذا الصدع . أن الشباب الثوري هو طليعة ومادة الحراك وهو القوة السياسية والشعبية الوحيدة التي تجرأت بشجاعة على المضي في اخراج المواطن العراقي والوطن العراقي من ازمتة الحالية, وهي القوة الوحيدة التي تصدت بجرأة وبصدق للتغيير في العراق ليس على اسس نفعية وسياسية ضيقة الافق ولكن برؤوية مستقبلية للأنسان العراقي وحقة بالعيش الكريم وللوطن العراقي وقيمته كدولة محورية في السياسة العالمية للمنطقة وليس كدولة تابعة. بهذا المعنى فأن شباب الثورة يتصدى لمسؤوليتة الثورية في اعادة تقيميه لنشاطة الثوري وتطويره من خلال السؤال : لم احجم الخطاب الذي رفعتة الانتفاضة العراقية الثالة -رغم (لاطائفيته)- في أستقطاب قطاعات واسعة من العراقيين المتذمرين من الوضع الحالي ؟ بلاريب أن الشعار الذي رفعة الحراك لم يكن طائفيا بمعنى أنه لم يدعو الى تهميش مكون معين والاستئثار بامتيتازات على حساب مكون اخر. ولكن هل أن خطاب الحراك وشعاراته تجاوزت المطاليب الفئوية وأرتقت الى المستوى الوطني ؟ أي هل كانت وطنية؟ أن اكثر ما يقال بالشعرات التي رفعتها الانتفاضة الى الآن هي أنها ( لاطائفية) ولكنها ليست (وطنية) بمعنى أنها لم تستوعب طموحات الشارع العراقي بمجموعه وهموم الوطن العراقي بأسرة بل كانت تحمل هما و طموحا فئويين وهذا رغم شرعيته وعدالته لكنة لم يكن ولن يكون كافيا لكي يلق الاستجابة من الاذن العراقية خارج نطاق المكون السني المعني بهذه المطاليب وخارج نطاق الحدود الجغرافية لسكان المكنون السني.
لقد بدأ الشارع العراقي ومنذ انطلاقة الربيع العربي في 2010 بالأحتقان بمشاعر النزق وارهاصات الثورة التي عبرت عنها الانتفاضات والصدامات بين السلطة وابناء الشعب العراقي في ساحة التحرير ببغداد وفي محافظات الجنوب والغرب العراقيين وفي كردستان العراق منذ شباط 2011 والى الآن . لقد تجلت هذه الارهاصات الثورية في اجرأ صورها بما صدح بة ابناء الجنوب العراقي بكل صدق وعفوية في القصائد والأشعار التـأبينية (مما يعرف محليا بالقرايات والسبايات) لذكرى مقتل لامام الحسن (ع) 2013 والتي مثلت سابقة مهمة في تطور الوعي الشعبي الرافض والمستهجن لتوظيف القوى السياسية و تشكيلات الاستغلال والفساد للمفوهوم الديني ومأثرة استشهاد الحسين (ع) لاغراضها الخسيسة . وتجلت أرهاصات الثورة في عودة الوعي بالمواطنة والانتماء للوطن العراقي الذي عبر عنة الكورد في كردستان العراق بنزقهم من الاستغلال للمشاعر القومية للكورد بغرض ابتزازهم واستغلالهم من قبل القوى الكوردية السياسية التقليدية وفسادها المنظم في كردستان العراق . وعبر ابناء السنة عن ارهاصات الثورة في نضالهم ضد التهميش والقمع وارهاب الدولة التي تمارسة السلطة على اسس طائفية مما زاد في تمزيق النسيج الاجتماعي العراقي اكثر فأكثر بما يخدم دول الجوار على حساب المصالح الوطنية العليا ,وتجلت ارهاصات الثورة في نضال أبناء كركوك المستمر في تحصيل حقوق مواطنتهم العراقية الثقافية والتاريخية والاقتصادية , ونضال بقية مكونات النسيج الاجتماعي العراقي من المسيحيين والمندائيين والازييدن والشبك في حقهم الادنى كبشر ومواطنين بالعيش الآمن وفي حرية ممارستهم لحياتهم الاقتصادية والثقافية .رغم هذا الغليان في الشارع العراقي و احتقانه بمشاعر الثورة والانتفاض ورغم استعداد العراقيين للتضحية من اجل عقد اجتماعي جديد اكثر عدلا يمكنهم من دخول القرن الواحد والعشرين كدولة وشعب غير أن الحراك برفعة شعارات مطلبية وفئوية ,بالرغم من كونها (لاطائفية) , فوت على نفسة فرصة استيعاب حلم بقية العراقيين في هذه الجولة من نضالة.ذلك أن خطابه لم يرق الى مستوى الخطاب الوطني الجامع لكافة العراقيين بما يحشد الزخم الشعبي الثوري اللازم لاحداث تغيير في التركيبة السياسية القائمة, رغم تهرء هذه التركيبة وفسدها.
لقد انطلق الحراك وهو يرفع شعارت عادلة ومشروعة و (لاطائفية) في وقف الانتهاكات البربرية على المسجونين السياسيين والمطالبة باطلاق سراح المعتقليين السياسيين من النساء والرجال واسقاط تعسف السلطة من خلال تذرعها بمادة اربعة ارهاب السيئة الصيت, واكد الحراك (لا طائفيتة) في رفع شعارات تؤكد اللحمة الوطنية في جمعة الامام الحسين (ع) وتأكدت لاطائفيتة في خطاب القيادة الدينية الراعية للحراك متمثلة في مقولة الشيخ السعدي (أنا أبن كربلاء وابن كربلاء من الانبار ). أستقبلت جماهير الجنوب العراقي هذه الاشارات بالترحاب والتأييد رغم ذلك فأن الحراك ومنذ بلوغة شهره الثاني بدأ يمر بمنعطف حرج في احتباسة جغرافيا وشعبيا في جزء واحد ومكون واحد من الوطن العراقي. وهذا يقودنا الى الاشكالية التي سيصطدم بها أي حراك سياسي عراقي لا يعتبر رابطة المواطنة هي سقفه الاعلى ويطرح برنامجة السياسي على اساس مصالح وروابط فئوية سواء كانت دينية ام مذهبية ام اثنية حتى وأن كان هذا الخطاب السياسي بعيد كل البعد عن التعصب والشوفينية والاقصاء أي حتى وأن كان الخطاب (لاطائفيا). كان التعبير الاصدق عن لاطائفية الموقف المذهبي السني الذي يقودة رجال العلم الديني بعيدا عن المتأسلمين الفاشيين من السنة هو في دعوة الشيخ السعدي لجماهير الجنوب العراقي (مخاطبا الشيعة) ب(الانتفاض من اجل الخدمات) . وكان التعبير الاصدق عن لاطائفية الموقف المذهبي الشيعي الذي يقودة رجال العلم الديني من الشيعة بعيدا عن المتأسلمين الفاشيين من الشيعة هو بتصريح السيد السيستاني ب(النظر والاستجابة لمطالب المنتفضيين). أن هذين الموقفين رغم نبلهما الا انهما يتعاملان مع حقيقة ان الفئوية الشيعية والسنية هما قدر المواطن العراقي . دون تقديم الرابطة الوطنية على انها المعبر الاعلى عن المصالح العراقية المشتركة. من هنا أظهر خطاب الانتفاضة أن الأطار الفئوي دينيا كان ام مذهبيا ام أثنيا هو أطار اضيق ما يكون على أن يقدم حلولا لمشاكل الوطن العراقي المزمنة والمعبر عنها في مطالب الشيعة والسنة و المسيحين و التركمان و الكورد والعرب و بقية مكونات النسيج العراقي. وهذا هو غاية ما تستطيع أن تصلة أية طروحات فئوية –دينية ام مذهبية ام اثنية-منطلقة من منطلق اخر غير المواطنة العراقية . أن الحراك المدعم بخطاب وطني اقدر على تقديم حلولا للواقع العراقي أكثر جذرية واكثر شمولية مما يستطيع الخطاب الفئوي طرحه ,اذ يمز الخطاب الوطني نفسة بكونة شاملا يصل الى اذن كل عراقي يريد سماعة و يستوعب مطالب أي عراقي تنتهك حرماته وحقوقه بموارد وطنه و يفتح هذا الخطاب الوطني ذراعة ليحتوي في حراكه أي عراقي يريد حياتا افضل شعيا كان ام سنيا عربيا ام كرديا تركمانيا أم ازيديا أم صابئيا او من الشبك, أن الخطاب الوطني هو الخطاب الذي يجد فيه انفسهم كل المهمشون وفئات المجتمع المستضعفة او المضطهدة اجتماعيا او دينيا او سياسيا او اقتصاديا فينطلقون من جميع مدن الوطن العراقي وقراه وقصباته مؤيديون لة ومناضلون من اجل تحقيقة.
من هنا فأن أعلان الحراك عن (لاطائفيته) هو موقف فكري وسياسي ونضالي مختلف عن اعلانه ل(وطنيتة) ففي حين يكفي أن يعلن الحراك عن لاطائفيتة في ان يرفع شعارت اللحمة الوطنية جنبا الى جنب مع المطالب الفئوية للمكون السني العراقي . فأن النضال من اجل القضية الوطنية يستوجب أن تتخذ اهداف أبناء الجنوب وأبناء كردستان وأبناء كركوك ومطالب بقية مكونات النسيج العراقي لتحول الى شعارات ترفع جنبا الى جنب مع مطالب أبناء الانبار والموصل وصلاح الدين في أماكن الانتفاض وأن يناضل أبناء هذه المناطق من اجلها كمطالب لهم بذلك يقدم المنتفضون انفسهم للجماهير العراقية على أنهم طليعة للنضال من اجل اهداف وطنية وفي اللحضة التي يتم بها النضال والتضحية من اجل هذه الاهداف من قبل ابناء السنة او الشيعة او الكورد او غيرهم في هذه اللحظة يتم العد التنازلي لمنظومة المحاصصة الطائفية ودستورها الهزيل التي تنهب الشعب العراقي وتهدر مستقبله وتحط من قيمتة الدولية كل يوم.
منذ أن دق الاسفين الطائفي في الجسد العراقي في ربيع 1991 يوم قمع نظام البعث الفاشي المنتفضين من الشيعة والكورد بشكل وحشي بشع و أكتفى ابناء السنة بالسكوت عن ذبح اخوة الوطن اما بسبب المخاوف من التدخل الايراني بالوطن العراقي أوبسبب التوجس من قيام حكم شيعي يهمشهم وفي معرض حفاظ النخب السنية المنتفعة من النظام الفاشستي البعثي على مصالحها ,منذ ذلك التأريخ أختفى من الشارع العراقي موقف المواطنة العراقية بسبب عجزة عن أن يبين موقفا مبدئيا واضحا اتجاه هذه المذابح . و ذوت المواطنة العراقية كرابطة عليا تعبر عن المصالح الجامعة العراقيين. فانحدر سقف المصالح العليا الرابطة لتغدو مصالح فئوية ودخلت هذه الفئات في حرب طائفية باردة أعلن نظام صدام عن تدشينها بما اطلقه النظام أنذاك تحت مسمى (الحملة ألايمانية) فأذل الوطن العراقي بانقسام العراقيين بفعل هذا الاسفين. تحولت هذه الحرب الباردة الى اقتتال طائفي حقيقي في 2006 على يد حزب الدعوة الحاكم و فيلق بدر و بقية الاحزاب الفاشستية ألاثنية من العرب و الكورد و من المتأسلمين الشيعة والسنة بتلويث ايديهم بالدم العراقي ألامر الذي لايزال قائما حتى هذه الساعة . ومن ثم شرعنت هذه القوى وئد المواطنة العراقية كرابطة تجمع العراقيين وكرست فئوية العراقيين في دستور المحاصصة ودولتها. لقد شكلت نضالات الشباب الثوري في العراق من شباط 2011 والى اليوم عودة الروح لرابطة المواطنة كخيار وحل نضالي بمواجهة الفئوية لخروج المواطن العراقي والوطن العراقي من الازمات الدامية والمرعبة التي نتجت عن قتل رابطة المواطنة فتولد عن هذه النضالات موقف المواطنة العراقية بمواجهة جميع المواقف القائمة على الساحة سواء كانت طائفية او (لاطائفية). بهذا يميز موقف المواطنة العراقية نفسة عن موقف العراقي اللاطائفي في أنة يؤمن بأن ما يقع من ظلم واهمال لمناطق الجنوب هو عمل خسيس قائم على الفساد والنهب يعني كل عراقي في أن يناضل من اجلة بنفس القدر الذي يجب أن يناضل من أجل الهتك المنظم للكرامة الانسانية الذي يقع على ابناء الانبار في سجون معتقلات نظام المحاصصة . في حين يرى الموقف ( اللاطائفي) أن هذا الموضوع يخص اهل الجنوب وعليهم أن يتحركوا من اجلة. أن الوطنيين من العراقيين يعدون أي مساس بحقوق أو كرامة اي مواطن عراقي في كردستان او كركوك او العمارة او الانبار هو مساس بالمواطنة االعراقية . ,ويعدون أي تجرؤ من دول الجوار على الحقوق السيادية الدولية العراقية أو للموارد والثروات الطبيعية هو انتهاك لسيادة الوطن العراقي بغض النظر عن مصدر الدولة المنتهكة وخلفيتها الاثنية او المذهبية. ذلك أن لسان حال موقف المواطنة العراقية يقول أن يما يقع على أبن كربلاء من الظلم هو ظلم يصيب أبن الانبار وجب على ابن الانبار التصدي له ,ان ما يقع على أبن الانبار من ظلم هو ظلم لأبن كربلاء وجب على ابن كربلاء التصدي له وأن ما يقع على أبن كركوك او سليمانية أو اربيل من ظلم هو ظلم وقع على ابناء كربلاء ولانبار وجب عليهما التصدي له. وبنفس القدر فأن المطالبة بحقوق دماء ابناء الانبار وحريتهم وصيانة حرماتهم منذ 2006 والى اليوم هو لايقل في مقياس الوطني العراقي وفي جميع المقاييس الانسانية والاعراف والشرائع الانسانية عن المطالبة بحقوق قتلى انتفاضة 1991 وتعويض وما وقع من هتك لحرماتهم وحرياتهم.

لقد ضيقت الانتفاضة في الانبار والموصل وصلاح الدين على نفسها بالخطابات والشعارات المطلبية والفئوية وبذلك اصيبت بمرض العزلة وبذلك فأن موقف(ألاطائفية ) للأنتفاضة وعدم ارتقائها الى موقف( المواطنة العراقية) لم يتسبب في اخفاق الحراك في أن يكون مركز لاستقطاب الحراكات النضالية الشعبية التي تموج في رحم المجتمع العراقي فحسب, بل تسببت في عزلة هذا الحراك عن المسار النضالي لبقية المواطنين العراقيين, وهي لم تخفق في أن تطور ألانتفاضة الى فعل الثورة الضروري لاعادة تشكيل عقد اجتماعي جديد فحسب ولكنها اصبحت مهددة بخطر الانزلاق الى أعمال العنف حين ييأس المنفضيين أو الى اعلان الانفصال ب(اقليم سني) في محاولة لقيادات التيارات الفاشية المتأسلمة من السنة وفلول البعث بالخروج ب(أي شئ) حتى وأن كان على حساب الوحدة الوطنية لحفظ ماء وجههم امام اتباعهم . أن سقوط الانتفاضة في هاوية العنف المسلح أو عزل ابناء السنة عن جذورهم العراقية بالأقيلم السني سيخرج الانتفاضة عن اهدفها ومبائها التي اعلنها شباب الثورة لتنتهي الى عمل ومطالب ضيقة الافق توهن الوطن العراق وتضعفة سواء بالعنف ومزيدا من الدماء العراقية او بتكريس الطائفية في العراق لا كدستور طائفي متهتك وسلطة محاصصة منبوذة بل كأقاليم متناحرة, ألامر الذي يتعارض مع الاهداف الحقيقية التي انطلق شباب الثورة من اجلها في المطالبة بالحرية لجميع العراقيين وبلم شمل الوطن العراقي لكي يعود الى وجودة كدولة قائدة في المنطقة .
من هنا فأن الحراك الثوري الشبابي مدعو الى الى أن يأخذ دورة القيادي بطرح رؤويته الوطنية والنضال من اجلها بدلا من تخبط الفئويين ليجنب الوطن العراقي ويلات الاقتتال او ذلة الاقلمة. ويكون تنفيذ هذه الرؤوية الوطنية من خلال ستراتيجية نضالية قائمة على ثلاثة خطوات هي أولا: اعلان التبرؤ من كل ما أريق من الدم العراقي منذ 1991 والى اليوم , ثانيا: رفع المطالبة بحقوق الدماء والاعراض والحرمات لكل ضحايا الحرب الطائفية الباردة (1991-2006) واللاقتتال الطائفي (2006-الى اليوم) رفعها كمطالب رئيسية لاي حراك نضالي ,ثالثا: اعادة القيمة والاعتبار للدم والحرمات العراقية والسيادة العراقية باستيعاب الاهداف والمطالب المرفوعة الآن من جميع العراقيين.
أن المسؤولية التأريخية للشباب الثوري كطليعة للتغيير في المجتمع تتجلى في قدرته على تحشيد رأي عام لتبني هذه الخطوات الثلاث من قبل المنتفضين والقوى الشبابية وقوى المجمع المدني وابناء العشائر والقوى السياسية والشخصيات الوطنية المحترمة باعلانهم تبرأة انفسهم مما جنته السلطات الدكتاتورية للبعث بالقمع الوحشي لمنتفضين عام 1991 وبتبرأة انفسهم من مما جناه ويجنيه نظام المحاصصة الطائقية بقيادة حزب الدعوة من قمع للمعارضين السياسيين,وأن يقود الشباب الثوري موقفا تعلن فية العشائر السنية عن الاعتذار لأهالي الضحايا عن سكوتها عن الدم العراقي الذي اريق 1991 لابناء الجنوب العراقي وابناء كردستان العراق, وتقود موقفا مشابها تعلن فية عشائر الجنوب والكورد عن اعتذارها لاهالي الضحايا عن سكوتها على ما أريق من دم عراقي منذ 2006 والى اليوم.
وأن تعلن جميع هذه القوى والتشكيلات والافراد أن الدم العراقي وكرامة وحرمات المواطن العراقي وسيادة العراق هي حدود مقدسة يحترمها الجميع ويقف الجميع بوجة السلطات حين تنهكها لمسائلتها ومحاسبتها . أن اي شعار يرفع من زاخو الى الفاو يبحث عن حق هتكته السلطة او يطالب بحق اخفقت السلطة في صيانته هو شعار للمنتفضيين. بذلك تنتقل الانتفاضة من مستنقع الخطاب الاطائفي الى افق الوطنية الرحب. وبذلك يستطيع المجتمع العراقي أن يبدأ الخطوة الاولى بالتصالح مع نفسة حين يتمكن من أن يرد الى اهالي الضحايا حق دماء وحرمات العراقيين التي انتهكتها السلطات الدكتاتورية المتعاقبة منذ 1991 والى اليوم.



#صميم_القاضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب الدوري بيان لوفاة البعث والطائفية –العرقية في العراق
- قطاف الربيع العراقي الاسبوع الاول وتحديات التنظيم وديمومة ال ...
- جمعة الغضب العراقي الثانية من أجل التغيير والحرية - دروس من ...
- الدستور المصري (لادستوري ) وأن أكتسب شرعية (نعم)
- جمهورية مرس العربية
- من اغاني الصباح
- دعاء حيران
- تنكيل السلطة بالاعلام العراقي مؤشر على نمو الوعي الاجتماعي ب ...
- القرافة
- الدرس العراقي من تبعات جريمة الاغتيال السياسي على النسيج الو ...
- قصيدة-ثاني اثنين
- العنف في الدولة العراقية الحديثة . تناحر طائفي ام صناعة السل ...
- عنف السلطة في الدولة العراقية الحديثة . تناحر طائفي ام صناعة ...
- عنف السلطة في الدولة العراقية الحديثة . تناحر طائفي ام صناعة ...
- قصيدة- لقاء عند ضريح كردي عام 2070
- قصيدة-إخوة يوسف
- قصيدة-رئيس جملوكية
- بلدتنا الفاضلة
- قصيدة-ارباب الذوات
- قصيدة-حنون في كفرنون*


المزيد.....




- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - صميم القاضي - ألانتفاضة العراقية ,ضرورة الانتقال من الشعار اللاطائفي الى الشعار الوطني أو الأنزلاق الى هاوية العسكرة أومستنقع ألانفصال