أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد نفاع - شرق أقصى جديد















المزيد.....

شرق أقصى جديد


محمد نفاع

الحوار المتمدن-العدد: 4060 - 2013 / 4 / 12 - 10:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بعد التعثُّر الذي أصاب المخطط الأمريكي بخلق شرق أوسط جديد أكثر موالاة للاستعمار الأمريكي وبالتالي لإسرائيل، تتجه الأنظار إلى الشرق الأقصى، وهذه الأسماء التي أُعطيت للشرق من أدنى وأوسط وأقصى لها دلالة سياسية وليس فقط جغرافية بحسب مدى قربها وبعدها عن الغرب الأوروبي والأمريكي، والعمل على إعادة السيطرة الكاملة على ثرواته وشعوبه.
تعثر المخطط بسبب قوة المقاومة الباسلة في لبنان، وقوة الشعب والجيش والنظام في سوريا، وعدم القدرة على ليِّ ذراع إيران، والموقف الوسطي للعراق والجزائر، الأمر الذي دعا الشيخ يوسف إياه للحض على الثورة في الجزائر، والتحرك الجماهيري في مصر وتونس، والحديث عن زيارة ملك الأردن إلى سوريا، وتصريح الرئيس محمود عباس الايجابي من النظام الشرعي في سوريا، هذا بالرغم من جهاد النكاح وأموال قطَر للتطوع ضد سوريا.
قلنا منذ البداية ان هذا الزحف الاستعماري الديمقراطي جدا والحُر بما فيه الكفاية سيصل إلى كوريا الشمالية وكما حدث في غزو العراق وسوريا سيمتشق البعض كل مقاييس الحرية والديمقراطية ليصلوا إلى نتيجة ان كوريا معدومة الديمقراطية وأمريكا وأوروبا ديمقراطية بامتياز، وكذلك إسرائيل، وان هذه النظم في ليبيا والعراق وسوريا وكوريا أعطت المبرر للتدخل، ويأتيك السكرتير العام للأمم المتحدة ويدلي بدلوه، لا اعرف معنى اسمه بالعربية، لكنه مطيع جدًّا، وإلا تهدد الولايات المتحدة بقطع مساعداتها وحصتها في ميزانية هيئة الامم، تمامًا كما تفعل قطر والسعودية بالنسبة لبعض النظم والأحزاب والحركات والاشخاص.
اسرائيل باحتلالها واستيطانها وعدوانها على كل الجيران القريبين والبعيدين وتنكرها لقرارات هيئة الأمم وامتلاكها لترسانة سلاح دمار شامل، لا تعطي المبرر حتى لانتقادها، وإن اقتُرح فالفيتو الأمريكي بالمرصاد.
قبل وبعد الحرب العالمية الثانية كانت بعض دول الشرق الأقصى مواقد حرب أشعلتها النظم الاستعمارية من اليابان وفرنسا حتى أمريكا في كوريا والفيتنام ولاوس وكمبوديا وبقية الشقيقات، كانت هنالك بريطانيا والبرتغال أيضًا.
في كوريا الشمالية لا توجد قوات أجنبية، في كوريا الجنوبية هنالك قوات أمريكية، في الفيتنام الشمالية لم تكن هنالك قوات أجنبية، كانت في الجنوبية، على فيتنام الشمالية جرى هجوم وجرائم من الكثير من العالم الحرّ جدًّا مثل أمريكا واستراليا وبريطانيا وفرنسا وكل هذا الرعيل.
قًسّموا الصين واعترفوا بتايوان العميلة دولة عظمى دائمة العضوية في مجلس الأمن، قسّموا الفيتنام حتى داس الشعب الفيتنامي البطل عليهم وعلى عملائهم، وقسّموا كوريا إلى جنوبية دمية موالية للاستعمار مع حماية وقوات واستفزازات، وشمالية معادية له بلا قوات أجنبية، النقاش ليس مع الاستعمار والرجعية العفنة والصهيونية وجرائمها، النقاش مع البعض الحسّاس جدًّا جدًّا لقضية الديمقراطية والحرية حتى لو كانت على النمط الأمريكي والأوروبي والإسرائيلي، باتيستا الكوبي مرضيٌّ عنه، كاسترو يُفرض عليه الحصار، جيفارا إرهابي ويُقتل، اييندي في تشيلي غير مرضيٍّ عنه بينوشيت جيد، شافيز!! يحارَب.
حملة طاحنة على ستالين وتقديس الشخصية، مع انه ساهم جدًّا بسحق النازية وتقوية الاتحاد السوفييتي، غورباتشوف قمة في الديمقراطية، رأينا مدى الحرية حتى الخيانة المفضوحة، حسن نصرالله والأسد وصدام حسين ومحمود احمدي نجاد – محور شرّ، أمريكا وإسرائيل وقطر والسعودية محور خير، ليبيا اليوم ترفل في ثياب الحرية بفضل ضربات حلف الأطلسي الذي يرفل في خيرات النفط، وكذلك في العراق، تقسيم السودان من أولى أولويات الرئيس الأمريكي، ودور إسرائيل كبير، تنفيذ قرارات الأمم المتحدة في الشأن الفلسطيني لا يجري التطرق إلى الموضوع، فقط مفاوضات دون شروط مسبقة وضغط لتعديل المشروع العربي، برنامج التعليم الفلسطيني عنصري، إسرائيل طاهرة من كل رائحة في العنصرية، استعمال الحجر إرهاب، الاحتلال والدبابات والجدار والمستوطنات وقلع أشجار الزيتون والقتل والسجن حضارة ومنتهى القيم الإنسانية، سوريا وكوريا حكم بالوراثة، السعودية وقطر على سبيل المثال انتخابات في قمة الديمقراطية الشعبية، لكن لماذا أيّدتم الوراثة في اليمن وعائلة حميد الدين والإمام أحمد والإمام البدر وعارضتم وخنقتم الثورة هناك بقيادة السّلّال ومساندة عبد الناصر!!
هذه المواقف ليست بحاجة إلى مجهر لرؤيتها، قطَر هي "القايلة الماينة" في الجامعة العربية، سوريا تُطرد ومكانها يُعطى للإرهابيين المرتزقة قاطعي رأس تمثال المعرّي ورؤوس الأطفال.
بعد تدمير العراق وقتل صدام حسين ليلة العيد في محاكمة عادلة جدًّا جدًّا اكتشفوا الخطأ، لا يوجد هناك سلاح دمار شامل، ويتساءل بعضهم: هل كان من الصواب قصف طائرات الأطلسي لليبيا!!
لكن ذلك بعد ان قتلت هذه الطائرات أكثر من مئة وأربعين ألفا من الليبيين، يقومون بالجريمة أولا، بعدها يحاسِبون النفس بهذه الصورة العفنة المجرمة وتعاد الكرَّة في مكان آخر.
بحكم مسؤوليتي وعملي في الشبيبة الشيوعية زرت كوريا الشمالية ثلاث مرات، في الزيارة الأولى استقبلني رفيق مهذب وبمنتهى المجاملة واللطف، قدم يده واسمه وقال: مدرّس لغة انكليزية، فأجبت حالا: غير صحيح، لا اصدق، أنت رجل أمن!! بان العتب وبعض الغضب على وجهه فقلت: أنا آتٍ من إسرائيل إياها وبحكم موقفكم ونظامكم عليكم الحذر، قلت مازحًا، فأنا أحب رفع الكلفة والبساطة ووحدة الحال. ضحك وشدّ على يدي وقال: صحيح أنت صادق وسرحت غنمتنا، لكنهم ظلوا ينظرون إليّ بترقب معين وحب استطلاع حتى نقلت موقف حزبنا الشيوعي في خطابي، فراق الجو تمامًا.
واذكر يومها ان كل الوفود العربية انسحبت بسبب وجودي – عدا فلسطين – فأنا من الكيان الصهيوني، حتى دول الخليج العربي تحت خانة التضامن العربي ضد الكيان الصهيوني، قلّما عرف التاريخ اكذب وأحقر وأنذل من الرجعية العربية، ونحن كنا نعرف ذلك قبل هذه العلاقات الحميمة المكشوفة والمستورة. الحرية والديمقراطية بالمفهوم الرأسمالي لا تضرب أطنابها في كوريا الشمالية، حتى اننا نتردد أحيانا باستعمال اسمها الرسمي المعترف به دوليًّا: جمهورية كوريا الديمقراطية.
وبقينا نستعمل اسم بريطانيا العظمى لأنها احتلت قسمًا كبيرًا من العالم وفي كل القارّات بدون استثناء فأصبحت عظمى من خيرات وعرق الشعوب ودمائها.
وفود الدول العربية قاطعتنا بحجة اننا من إسرائيل والأصح لأننا من الحزب الشيوعي، لأنهم لم يقاطعوا وفد حزب العمل أو المبام في اجتماعات الاشتراكية الدولية.
لسنا من أنصار وأتباع الدكتاتورية والوراثة وخنق حرية التعبير بسبب انتمائنا الفكري والطبقي والاجتماعي والسياسي والأخلاقي، لكننا لسنا من الهبل والرخاوة والهلامية والليبرالية البزاقية حتى نتلهى بقياس الديمقراطية وملامحها ومركباتها الرأسمالية بالذات وقت استهدافها من قِبل اخطر النظم وأكثرها إجرامًا وعلى رأسها الولايات المتحدة وحلف الأطلسي وإسرائيل والرجعية العربية واقتباس أقوال نظرية مقطومة قطمًا في سياق معين. ما يجري من شرق أوسط جديد وشرق أقصى جديد ليس بحاجة إلى أية اقتباسات نظرية، ويجب نبذ ورفض الاعتبارات السخيفة من مثل نحن في ظروف جديدة، العالم تغير، الدنيا تغيرت، وهنالك حاجة إلى الحداثة، وتطوير مواقفنا ومختلف هذه الترَّهات الخرقاء، الثوابت الفكرية والأممية ثابتة لا تتغير مع الظروف، يجب العمل على تغيير الظروف إلى الأفضل وبالضبط بالتمسك أكثر بهذه الثوابت وتعميقها وتهوئتها من الشوائب البرجوازية والانتهازية والقومجية والدينية والطائفية والقائمة طويلة، فكل الاحترام والتقدير لمواقف ودور المقاومة اللبنانية وسوريا وإيران وكوريا الشمالية وكل القوى التي ترى في الاستعمار الأمريكي والأطلسي، وترى في إسرائيل واحتلالها والرجعية العربية هي الهدف في نضالنا بلا تأتأه ولا مجاملات ولا تردّد، هذا هو جوهر انتمائنا الفكري، وهذه هي القضية الأساسية، هذا هو المحك، وكل ما عداه يدخل في باب الكماليات والبذخ على حساب الضروري جدًّا والحاسم جدًّا.



#محمد_نفاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا، إيران، لبنان المقاوم، صمودكم ينسف أبشع وأوحش مؤامرة
- قوة التضامن الاممي مقابل هذا الادّعاء القومي والدّيني
- هُبُّوا ضحايا الاضطهاد والتّضليل
- الرسالة الكفاحية لأول أيار
- انغلاق المجتمع في إسرائيل وقضية السلام
- عن المؤتمر السادس والعشرين للحزب الشيوعي: انطباعات وتحديات
- حول مواد المؤتمر ال 26 لحزبنا الشيوعي الإسرائيلي
- ماذا بعد النقض الصيني الروسي في مجلس الأمن!
- بشراكم.. دمقراطية العالم الحر ومحور الخير تنطلق إلى سوريا..
- الخزي والعار لكل المتآمرين المجرمين على سوريا، شعبًا وأرضًا ...
- موقف روسيا الاتحادية له أبعاد ذات قيمة كبيرة
- تليق بهؤلاء الحرية والدمقراطية تمامًا كما تليق البرذعة على ا ...
- الجامعة العربية من أكثر الأطر رجعية
- حول التهديد الإجرامي على إيران
- دور الجريدة بالمفهوم اللينيني
- قتَلة القذافي هم وأسيادهم أكثر من وحوش
- نحن حزب ثوري ولسنا جمعية خيرية
- الحق الفلسطيني عملاق هذا العصر
- حقيقة الموقف من سوريا، وبحذافيره
- الشعب والنظام في سوريا ومعهم كل شرفاء العالم: قادرون على افش ...


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد نفاع - شرق أقصى جديد