أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر الربيعي - قرار زيارة أمي للإمام الرضا بأثر رجعي














المزيد.....

قرار زيارة أمي للإمام الرضا بأثر رجعي


ثائر الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 4059 - 2013 / 4 / 11 - 15:26
المحور: حقوق الانسان
    


لأكثر من خمسة اشهر وانا أتوسم الخير في ان يتم صرف مستحقاتي المالية بعد الترقية حصلت عليها والتي تقدر(450) الف دينار وهو مبلغ وعدت نفسي عند حصولي عليه(نذر) ان أرسل أمي الكهولة للأمام الرضا عليه السلام لتؤدي مراسيم الزيارة فهي أمنيتها الوحيدة بعد أداؤها مناسك العمرة ،لان حج بيت الله الحرام اصبح ضرب من الخيال لأشخاص يذهبون كل سنة وآخرين يأخذهم الموت ودون جدوى،هذه الترقية رفعتني حسب السلم الوظيفي درجة وظيفية لأصبح في الدرجة السادسة ،وفرحت جدا لان راتبي طرأت عليه زيادة وان كانت قليلة وخجولة الا أنها تمثل شيء كبيراً لي،فزيادة خمسين ألف دينار على راتبي تعني إنني تخلصت من كاهل أجرة دفع خط المولدة ،هذا الرزق البسيط وان كان قليلاً ففي نهاية المطاف انه حلال وهذا هو بيت القصيد ،فهو افصل مما يسرق من المال العام وشبهات الفساد المنتشرة هنا هناك،فالقناعة كنز لايفنى،وفعلا بعد جهود جهيدة من الخيرين في المكتب واخص بالذكر آخي العزيزمديرنا رائد كاظم محمد ،ما ان سمع هناك صرف للمستحقات وبأثر رجعي بادر فوراً بإصدار امراً اداري بالصرف ،كانت فرحة ليس بعدها فرحة حين اخبرت أمي بان أمنيتها ستتحقق ودعت بالتوفيق وحسن العاقبة بصوت تحيط به العبرات والدموع لكل من ساهم بهذا الرزق المتواضع ،فطموحنا لا يتعدى سوى اننا نرى كل من حولنا وأحبائنا سالمين ،والنوم على الوسادة بضمير مرتاح دون ان تكون لنا ظلامات او إساءة بحق الآخرين، والفضل يرجع لقرار الأثر الرجعي،ولكن لعن الله كل قرارات البعث الدموية وعلى رأسهم قرار الأثر الرجعي وهو قرار مجلس قيادة الثورة المرقم 461 بتاريخ 31/3/1980 والقاضي بتنفيذ حكم الاعدام بكل من ينتمي لحزب الدعوة او يتعاطف او يتعاون او يروج لافكاره ولو بأثر رجعي ،وبالمناسبة هذا هو القرار الوحيد الذي يصدر في العراق الحديث بأثر رجعي،كان هذا القرار هو السبب الذي جعل من الدعاة المقبوض عليهم من قبل السلطات في زمن حكم حزب البعث ان يدعو تنظيمات غير حزب الدعوة لكي لا ينطبق قرار 461 على حالتهم للااعدام.
لقد اقتادوا البعثيين والاجهزة القمعية منها المخابرات والامن وجهاز الامن الخاص وفدائي صدام الذين كانوا اليد الضاربة للنظام البائد الكثير من ابناء الوطن واعدموا في غياهب المطامير من نساء وشيوخ وشباب وأطفال ورضع كان هذا في وادي ،والوادي الأخر هم علماء ومراجع من ضمنهم الشهيد الاول محمد باقر الصد،والشهيد الثاني محمد صادق الصدر، والبرجوردي ،والغروي ،وال الحكيم وطلبة الحوزة ،ولعل المقابر الجماعية تؤكد صدق حديثي عن وحشية النظام الذي تجسدت به كل الشخصيات وفي مقدمتها الشخصية السايكوباثية ومروراً بالسادية وانتهاءاً بالماسوشية ،حتى ان الكثير ممن ليس لهم علاقة بحزب الدعوة اعدموا ايضاً لأنهم يترددون للحسينيات أو يواكبون على أداء زيارة العتبات المقدسة فالتهمة جاهزة لهم هوالانتماء لحزب الدعوة العميل،فضلاً عن السجون الممتلئ باناس لاحول لهم ولا قوة،وكانت أقساها شراسة فترة (81و82و83) من القرن المنصرم والتي تولى فيها ادارة الملف الإسلامي فاضل البراك والذي استنفذ كل قواه الدموية واجهزتة القمعية (جهاز المخابرات) الذي نسب لمديرية الإعاشة العامة مع زميله ورفيقه عبدالرحمن الدوري، وأسندت إليهما وظيفة مراقب مخابز،عندما حدثت حركة 18 تشرين الثاني (نوفمبر) 1963 وأقصت حزب البعث عن السلطة، كان فاضل البراك في الصف المنتهي بالكلية العسكرية وعلى أبواب التخرج منها برتبة(ملازم ثان) غير أن الرئيس عبدالسلام عارف اصدر قراراً منع بموجبه المتخرجين البعثيين من العمل في الجيش ،الاان ارادة الله كانت له بالمرصاد فقد اختلف مع صدام ونفذ حكم الإعدام به في نهاية عام 1993،وسلمت جثته الى أسرته مع تعليمات بدفنه سراً وعدم إقامة مجلس عزاء أو فاتحة على روحه .
كل تلك الماسي والالآم وغيرها قد تركت بصماتها في نفوسنا وقلوبنا وعلقت على أبواب بيوتنا لافتتات سوداء تشير الى موتى ودفع مبلغ للفرقة الحزبية لطلقات الرصاص التي اعدم بها اخواننا وإباؤنا ورجالاتنا حسب وصفهم الخونة والعملاء للوطن وبأسم الوطن سرقوا أحلامنا البريئة وقتلوا وهدموا البنى التحتية للبشر،وعدموا وانتهكوا حرماتنا والوطن يدعي انها ضريبة الوطن والوطنية والمبادئ ، واليوم هنالك من يطالب بحقوق البعثيين والصدامين والفدائيين وبأثر رجعي صرف مستحقات روابتهم والدواعي اسباب إنسانية ،والتي قد تصل من (50- 80) مليون دينار لكل واحد منهم ،والحصول على غطاء قانوني لعودتهم للسلطة وتحت مسميات عديدة وتسنمهم مراكز في دولتنا الحديثة التي قدمنا أغلى الدماء حتى تقف على قدميها من ارهاب أعمى نشر الموت على ضفاف شوارعنا وأزقتنا ومحلاتنا حتى اضحى جزء لا يتجزأ من مسيرة حياتنا ،وصبرنا وصارعنا كل تلك الاشباح المخيفة ،وتساءل لماذا هم في كل وقت وزمان ؟ وانا وغيري نجتهد ونثابر حتى نحصل على مكافأة قدرها (150) الف دينار.
ان جرأتي على الطرح هو لأنني أخاطب من عرفناه عن قرباً وعن بعداً صادقاً مع ذاته يريد البناء والتغيير ويؤسس لدولة القانون التي تحترم كل المكونات ،والذي لم يتركنا نواجه مصيرنا بين فكي الموت والأسد في تلك الايام السوداء والسنين الحالكة التي خيم عليها العنف الطائفي ،الأب والحاج ابو أسراء ودولة رئيس الوزراء نوري المالكي، تلك أمانة احملها لك من كل الذين لا يريدون عودة الظلام والظالمين للساحة من جديد وبقناع اخر ،وطلب لأمي التي ستذهب للأمام الرضا لتوصي لي انهم ان عادوا لن يبقوا منا شيء ،ومرة اخرى لعن الله قرار الأثر الرجعي .



#ثائر_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علي وغاندي وثقافة الحب والتسامح الى اين ؟
- ثورة هادئة وثورة صاخبة
- سيارات مفخخة وخطابات ملخمة
- وعاظ وطغاة من يصنع من ؟
- خطوط ساخنة وخطوط شائكة
- القرار العراقي والقرار الامريكي والاقيلمي
- فساد اخلاقي وفساد سياسي
- العراق مشروع دولة ام بناء حكومة ؟
- سلطة المثقف وسطوة المستبد
- بلال وروزة وعبدالسادة وعقدة بناء الدولة
- قيادات قبل وبعد التغيير
- العلم والجهل وجها لوجه
- الاديان والفساد وجها لوجه
- دور وسائل الاعلام في مكافحة الفساد
- الحسين ... ظاهرة الاصلاح ضد المفسدين
- المواطن ... وعقدة الفساد
- المواطن بين ازمة الوطن ....والمواطنة
- المفتش العام بين مفهوم رجل البوليس ...ورؤية لتحقيق النزاهة و ...
- من مواطن الى وزير التخطيط رسالة مفتوحة
- ارادة الشعوب اقوى من جبروت فراعنة العصر


المزيد.....




- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر الربيعي - قرار زيارة أمي للإمام الرضا بأثر رجعي