أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر الربيعي - المواطن ... وعقدة الفساد














المزيد.....

المواطن ... وعقدة الفساد


ثائر الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3802 - 2012 / 7 / 28 - 15:47
المحور: حقوق الانسان
    


لاتزال ثقافة الامبالاة وعدم الشعوربالمسؤولية اتجاة الفرد لذاته ومع الاخرين ،تسيطر بشكلاً اوباخرعلى سلوك المواطن العراقي في تعامله خلال معاملاته اليومية سواء كان موظفاً اويعمل في القطاع الخاص،وتحت شعارات وعناوين عديدة ومنها (شعلية ،ومعلية ،وشلي شغلة ) فالرسول الاكرم قال (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) ،وقال الامام علي (ع) (اياكم وترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولي عليكم شراركم ثم تدعون فلايستجاب لكم ) الجميع تقع عليه مسؤولية بناء الدولة ،فالدولة المدنية الحديثة يشترك كل فراد المجتمع في بناؤها وحمايتها ،فرئيس الجمهورية ،ورئيس الوزراء،والوزراء ،ومجلس النواب،لايمكن لهم النهوض بكل متطلبات توفيرالدولة وتامين استقرارها ،فالمواطن هو مشارك فاعل ومؤثر في عملية البناء والاستقراروالحفاظ على ممتلكات الدولة من العبث وعدم والاضراربها والمشاركة في محاربة الفساد والمفسدين الذين يعيثون بالارض فساد لينشروا فوضى الخراب والدمار في دولة تحبونحو الطريق للديمقراطية ،ولعل فلسفة عدم الرضا من الوطن وتركه يستغيث باولاده دون جدوى ليست وليدة اليوم لنحكم على المواطن بانه لايحب وطنه وارضه ،لان المجتمع العراقي وعلى مر العصور والدهور تعاقبت على حكمه انظمة حمكت البلد بالحديد والنار واحلت لنفسها كل شيء وبددت مقدرات الشعب بدم بارد ،وعملت عن قصد باختزال الوطن بحقوقه وواجباته بيد الحاكم وحاشيته وصنف المجتمع الى طبقات وغيبت العدالة والمساوة بين افراد المجتمع ، ليفرز لنا ثقافة الحقد الكراهية ضد الدولة التي اختزلت بالحكومة واصبح المواطن ينظر لدولته بانها العدو الاول له،يسعى جاهدا ليغتنم االفرصة للاطاحة بها والنيل منها،فعقلية المعارضة التي نشا عليها منذ الضغر كانت بسبب عدم وجود المفهوم السياسي الحقيقي للمواطنة والذي يعتمد على الحقوق والواجبات للعلاقة المشتركة بين الاول والثاني،فضلاً عن غياب الحقوق المدنية والمتمثلة بحرية الراي والتعبير والتنقل من مكان لاخر والحصول على المعلومة ،والحرية السياسية التي تسمح لاي فرد بالمشاركة السياسية في بناء منظومة الحكومة من خلال حرية التصويت لمن يجده مناسبا في حمل المسؤولية وحقه في الترشيح لاي منصب سياسي او حكومي، والحقوق الاجتماعية المتجسدة بتوفير حياة معيشية لائقة وتقديم الخدمات الضرورية ،والحقوق الثقافية التي تعني احترام حق الافراد في التعبير عن خصوصيته الثقافية بكل حرية دون المساس بحرية الاخرين ،هذه الحقوق وغيرها لم تكن موجودة بسبب سطوة النظام الفاشي،والسؤال هو نفسه يسأله للمواطن لماذا نحارب ونكافح الفساد والحقوق مغيبة ومعدومة ؟
ولعل ماحدث بعد سقوط جمهورية الخوف من حالات السلب والنهب والتجاوز على ممتلكات الدولة والحاق الضرر بالمال العام ما هو الادليل يؤكد رفض المواطن للمواطنة التي يعيشها والتي رسمها الطاغوت ليمسخ هويته ،فالمواطنة لاتتحقق الابتساوي جميع المواطنين والمواطنات في الحقوق والواجبات وتتاح امام الجميع نفس الفرص ،وهذا يعني ان الجميع متساوون امام القانون ،فالتعايش والشراكة والتعاون من العناصر الاساسية التي يفترض توفرها بين المشتركين في الانتماء الوطن .
فالختلال والاهتزاز يحدث عندما يشعرالفرد بالحيف والحرمان وتنغلق امامه ابواب الانصاف والعدل،ويصبح متمردا على قيم المواطنة ،ويكون بمثابة قنبلة قابلة للانفجار، فالوطن الذي تتعدد اصول مواطنيه العرقية ، وانتماءاتهم الثقافية والسياسية ،وعقائدهم الدينية لايمكن ضمان وحدته واستقراره على اساس مبدأ المواطنة التي ترتكز على منظومة سياسية واجتماعية واخلاقية وقانونية متكاملة .
فالديمقراطية وانتقال السلطة بالشكل السلمي وعن طريق الاقتراع في الصناديق التي تحدد الوصول للسلطةهي الخيار الوحيد في تاسيس ثقافة حب الوطن في نفوس مواطنيه ،فقد نصت المادة (20) من دستور جمهورية العراق(للمواطنين رجالا ونساء وحق المشاركة في الشؤون العامة ،والتمتع بالحقوق السياسية بما فيها حق التصويت والانتخاب والترشيح ) والمادة (13) من اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الفساد اكدة على دور المجتمع في التصدي والمحاربة لهذا المرض الخبيث ،والمشاركة لاتعني الانتخاب فقط وترك المسؤول دون محاسبة ومراقبة فتقويمه ان وجد الخطأ والنقد البناء للحياة السياسية والاخبارعن حالات الفساد التي يشخصها في مؤسسات الدولة هي المسؤولية الشرعية والوطنية والانسانية ،فكل الاديان السماوية وقفت موقفاً صارماً من الفساد وانزلت اقصى العقوبات بحق مرتكبيه وحقرت من قيمته لان الفساد لاسيتهدف جزء معين وانما يمتد ليشمل اسرة ووينتج لنا مجتمع غير متماسك وحكومة ضعيفة ودولة هزيلة لاتصمد امام تحديات العصر



#ثائر_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواطن بين ازمة الوطن ....والمواطنة
- المفتش العام بين مفهوم رجل البوليس ...ورؤية لتحقيق النزاهة و ...
- من مواطن الى وزير التخطيط رسالة مفتوحة
- ارادة الشعوب اقوى من جبروت فراعنة العصر
- الصحافة الاستقصائية وهيئة النزاهة واثرهما في مكافحة الفساد
- اخلاق الفرسان وثقافة كتابة التقارير
- الهولوكوست والمقابر الجماعية في العراق
- العدو الوهمي الأبن الشرعي للدعاية
- الدكتاتور وطموح الرعية
- الاشاعة ودورها في الحرب النفسية
- ماليزيا السمو في حب الوطن فوق الانتماء الديني والعرقي
- الصمت والاستبداد
- الانسان والطين في صراعاً مع الاثار
- أعدموا البيروقراطية وأنقذوا الكراسي
- انقذوا البلد من الفاشلين
- خيانة الضمير الطريق لتحقيقي الدمار
- أبنتي رانية والارهاب
- ثقافة الفساد بين الرفض والقبول
- الحوار الديمقراطي ومايريده الشعب
- موقف مع الطائفة المورمونية


المزيد.....




- ألمانيا تعاود العمل مع -الأونروا- في غزة
- المبادرة المصرية تدين اعتقال لبنى درويش وأخريات في استمرار ل ...
- مفوض أوروبي يطالب باستئناف دعم الأونروا وواشنطن تجدد شروطها ...
- أبو الغيط يُرحب بنتائج التحقيق الأممي المستقل حول الأونروا
- الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين لاستئناف تمويل الأونروا بعد إ ...
- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...
- مسؤولان أمميان يدعوان بريطانيا لإعادة النظر في خطة نقل لاجئي ...
- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر الربيعي - المواطن ... وعقدة الفساد