أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر الربيعي - سلطة المثقف وسطوة المستبد














المزيد.....

سلطة المثقف وسطوة المستبد


ثائر الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3982 - 2013 / 1 / 24 - 14:12
المحور: حقوق الانسان
    


يحكى من في أحدى الأزمنة الماضية كان هنالك مثقف ينصح الناس من حوله وينير لهم بصيرتهم ويعرفهم ماهو دورالصواب والخطأ في بناء المجتمع,ويرشدهم الى كيفية اخذ حقوقهم المغتصبة دون المساس والتطاول على بناء منظومة الدولة ومؤسساتها ووزاراتها العامة،فتعالت الأصوات المعاضدة من حوله المؤيدة لما يطرحه من أفكار ورؤى ضد طاغية زمانه ،واصبح يقلب مضجعه ويهزعرشه فليله تحول إلى نهار والنهار انقلب الى ليل ،حتى ان بعض الوزراء تولدت لديهم قناعة بالعصيان وعدم اطاعة بعض الأوامر لأنها تسيء للنفس الإنسانية وللقيمة البشرية ،وتم ارسال مبعوث اليه للتحاور مع الطاغية فكانت هنالك جلسة مغلقة عرضت عليه فيها جميع المغريات الدنيوية من مناصب وقصور وخدم وجواري ومقاطعات فرفض المثقف كل هذه المعطيات وقال له (أنني اعتبر نفسي صاحب رسالة ومبدأ ) ومبادئي لا تسمح لي بذلك في الانزلاق بهذا المشروع الذي يقوم دعائم سطوة حكمك المستبد على المستضعفين ،فوصل الأمر بالحاكم بأن تتم تصفيت المثقف جسدياً بمعنى اصح يقتل وفعلاً أوعز للسياف بأن يقطع رقبته ويفصلها عن جسده،فأشاروا عليه مستشاروه أن قتله سيجعل منه منبراً لكل المناهضين للسلطة وبعدها يتحول من ممارسة انفرادية ضد حكمك الى ظاهرة تدعو الى مقارعة سياسات وممارسات غير منطقية وتعسفية لا تتلائم مع طبيعة وفطرة كرامة الانسان، فالحل الأمثل نفيه خارج البلد بعد ان وصل لطريق مسدود معه ، فكان قرار مؤلم بحقه لأنه زج في بيئة لا تحترم المثقف ولا تعرف اي شيء عن منطق الحوار التفاهم وبالتالي ضل يكابد مع نفسه فهو يغرد خارج السرب وحديث الحكم والموعظة في سوق النحاسين لا يسمع صداه فصوت المطرقة والسندان أقوى وأكثر ايقاعاً على باقي الاصوات،وبعد مرور فترة من الزمن ارسل الحاكم المستبد وفداً حتى يلاحظ ما آلت أليه التجربة المريرة بحقه فوجده منكباً على نفسه منصهراً مع ذاته فاقداً عقله وتحولت حكمه ومواعظه الى حكاية من الزمن الماضي وضل الحاكم الجائر ومن باعة قيمه ومبادئه له يشرعن له الفساد والقتل والترويع بالناس وبدم بارد ففي كل يوم هنالك فتوى تبيح له المحظورات وتسهل اليه الممنوعات ,فعلى مر الزمن والعصور السابقة وحتى عصرنا الحاضر يخشى الطغاة والمستبدين سلطة المثقف التي لاتحدها قوانين وضعية ولا تعليمات تصدرها وزارة او مؤسسة فهي مفتوحة ومتجددة ،وذلك لان المثقف يستهدف احياء الضمائر وأنارتها قبل ان تقع في الطريق المظلم والخطأ ويميط عنهم اللثام فيما يريد المستبد ان يثقفهم على الخرافة والاساطير حتى تسهل السيطرة عليهم .
تزدهر الثقافة وتنمو في مناخات الحرية والاستقرار السياسي والاقتصادي حتى تأخذ دورها الرائد في بناء مجتمع متحضر وهذا يحدث عندما تنظر السلطة السياسية الى المثقف بعين الاحترام والتقدير وتعتبره جزء مهم ومشارك فاعل معها في تحمل المسؤولية وذلك من خلال نشر قيم الولاء للوطن ومفاهيم لغة الحوار مع الاخر الذي يمثل مكونات المجتمع المختلفة على اساس الوصول الى الحقيقة ,وليس بعين الانتقاص في مصادرة فكره وسلب رأيه وذلك باتهامه بتهم شتى وعلى رأسها التآمر وعقد الصلة مع الاجنبي بحجة قلب النظام من خلال تأجيج الراي العام ,وبالتالي هنالك ظاهرة اسمها الانتهازية يعمل بها كل من لا تتوفر لديه قيم ومبادئ ,فهم يعملون لتبرير العقوبات الصارمة بحق المثقف وتخوينه ومباركة البطش به ،ولم تقتصر هذه العقوبات على عصر بعينه،بل حصلت في مختلف مراحل التاريخ الانساني فالصراع هو بين الخير النور الذي يمثله الاصلاح والمصلحين،والشر طريق الظلام الذي يتبناه الفساد والمفسدين لكن النهاية والغلبة لأولئك الذين يرسمون حياة هادئة مطمئنة ومستقرة في الارض بعيدة عن الفوضى والخراب وكما قال تبارك وتعالى (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون ) سيبقى المثقف فكراً يتجدد مع كل زمان ومكان .



#ثائر_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلال وروزة وعبدالسادة وعقدة بناء الدولة
- قيادات قبل وبعد التغيير
- العلم والجهل وجها لوجه
- الاديان والفساد وجها لوجه
- دور وسائل الاعلام في مكافحة الفساد
- الحسين ... ظاهرة الاصلاح ضد المفسدين
- المواطن ... وعقدة الفساد
- المواطن بين ازمة الوطن ....والمواطنة
- المفتش العام بين مفهوم رجل البوليس ...ورؤية لتحقيق النزاهة و ...
- من مواطن الى وزير التخطيط رسالة مفتوحة
- ارادة الشعوب اقوى من جبروت فراعنة العصر
- الصحافة الاستقصائية وهيئة النزاهة واثرهما في مكافحة الفساد
- اخلاق الفرسان وثقافة كتابة التقارير
- الهولوكوست والمقابر الجماعية في العراق
- العدو الوهمي الأبن الشرعي للدعاية
- الدكتاتور وطموح الرعية
- الاشاعة ودورها في الحرب النفسية
- ماليزيا السمو في حب الوطن فوق الانتماء الديني والعرقي
- الصمت والاستبداد
- الانسان والطين في صراعاً مع الاثار


المزيد.....




- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...
- مؤسسات الأسرى: إسرائيل تواصل التصعيد من عمليات الاعتقال وملا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر الربيعي - سلطة المثقف وسطوة المستبد