أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - المسألة الزراعية بالمغرب وتمركز الرأسمال في الزراعة الجزء 4















المزيد.....

المسألة الزراعية بالمغرب وتمركز الرأسمال في الزراعة الجزء 4


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 4055 - 2013 / 4 / 7 - 15:15
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


المسألة الزراعية بالمغرب وتمركز الرأسمال في الزراعة ـ الجزء 4

في الوقت الذي خرج فيه الإستعمار القديم منهكا من الحرب الإمبريالية الثانية التي خاضتها الإمبرياليات فيما بينها من أجل تقسيم العمل عالميا و الذي تقوده أمريكا، تسعى كل دولة استعمارية إلى الحفاظ على مصالحها بالمستعمرات التي ترى في استمرار استغلال ثرواتها تعويضا لما لحقها من خسائر مادية وبشرية في هذه الحرب القذرة، في نفس الوقت الذي انبعثت فيه روح المقاومة الوطنية من جديد في ظل حركة التحرر الوطني التي تقودها الطبقة العاملة بالمدن والفلاحين الصغار والفقراء بالبوادي. لقد هب الفلاحون من جديد لمقاومة الإستعمار القديم بقوة السلاح فأسسوا جيش التحرير بالبوادي وحركة المقاومة المسلحة بالمدن المغربية، وحاول الإستعمار مواجهتهما بالسلاح في أول الأمر إلا أنه لا يرغب في خوض حرب متأكد أنه سيخسرها وفضل تغيير النهج الإستعماري القديم بنهج جديد بعدما وضع أسس الرأسمال التبعي بالمغرب، وعمل على دعم الرأسمال الكومبرادوري وإدماجه ضمن الرأسمال الإمبريالي سياسيا واقتصاديا وعسكريا للحفاظ على مكتسبات أربعين سنة من السيطرة الإستعمارية القديمة نمت فيها مصالح فرنسا بالمغرب.

وأدركت الإمبريالية الفرنسية أنه حان الوقت لبلورة مفهوم الدولة الرأسمالية التبعية في مستوياتها الحديثة بعد تأهيل البورجوازية الكومبرادورية بالمدن والإقطاع بالبوادي ضمن دولة المخزن التابعة سياسيا واقتصاديا وعسكريا للإمبريالية العالمية، وكانت فرنسا الدولة الإمبريالية التي تقود المغرب في اتجاه استعمار جديد يحافظ على مصالح الإمبريالية العالمية بدعم من الإمبريالية الأمريكية، منذ لقاء الدار البيضاء في 1942 لدعم فرنسا في الحرب الإمبريالية الثانية التي لعب فيها المجندون الغاربة/ الفلاحون الفقراء دورا بارزا. لقد لعبت الحربين الإمبرياليتين الأولى والثانية دورا خطيرا في تمركز الرأسمال في الزراعة بالمغرب عبر نهب الثروات الطبيعية وعلى رأسها الثروات الغابوية، فخلال هاتين الحربين عاشت فرنسا نقصا حدا في الطاقة/الفحم مما دفعها إلى نهب الثروات الغابوية المغربية وخاصة غابات "أركان"، من أجل توفير الفحم للآلات البخارية خاصة القطارات والتدفئة للفرنسيين في فصول الشتاء الباردة لما يتميز به حطب "أركان" من جودة عالية توفر وقودا شديد الإشتعال، الشيء الذي دمر مساحات شاسعة من غابات "أركان" الذي يعتبر موروثا ثقافية مغربيا فريدا من نوعه في العالم، وكانت مساحات غابات "أركان" تبلغ أكثر من مليون هكتار في بداية القرن 20 وأصبحت اليوم أقل من 800 ألف هكتار وهي في تزايد مستمر في التقهقر.

لقد دفع هاجش تمركز الرأسمال في الزراعة الإمبريالية الفرنسية إلى تدمير الثروات الغابوية المغربية خاصة غابات "أركان" بنواحي أسفي وبسهل سوس والتي لن تعود إلى الأبد، من أجل الطاقة والتدفئة وتوفير المساحات الشاسعة من الأراضي الخصبة للمعمرين القدامى والجدد، وأسست بذلك ثقافة النهب في ظل نظام رأسمالي تبعي يهدف إلى تمركز الرأسمال في الزراعة عبر تمركز الأراضي الشاسعة الخصبة في أيادي المعمرين القدامى والجدد على حساب ضرب مصالح جماهير الفلاحين الفقراء الكادحين/فلاحون بدون أرض. وكانت مؤامرة 1956 بداية تنفيذ سياسة اقتصادية تبعية للرأسمال الإمبريالي بالمغرب بعد تأهيل البورجوازية الكومبرادورية لتسلم سلطة سياسية تحافظ على مصالح الإمبريالية وخاصة الإمبريالية الفرنسية، وتبخرت آمال حركة المقاومة المسلحة وجيش التحرير التي واجهة الإستعمار القديم من أجل التحرير الوطني واسترجاع الأراضي التي سيطر عليها الإقطاع/ القوات والشيوخ والأعيان والمعمرون القدامى والجدد/الملاكون العقاريون الكبار.

وعمل السياسيون المحترفون من البورجوازيين الصغار على استغلال نضالات جماهير العمال والفلاحين للدخول في مساومات سياسوية ضيقة لانتهاز فرص الحصول على مواقع في السلطة الرأسمالية التبعية تحت وصاية البورجوازية الكومبرادورية، وخلال الفترة الممتدة بين 1956 و1960 تمت تصفية حركة المقاومة المسلحة وجيش التحرير في مؤامرة مكشوفة للبورجوازية الصغيرة التي تحولت إلى بيروقراطية حزبية ونقابية تتصارع من أجل الفوز بالولاء لسلطة المخزن، وكانت حكومة عبد الله إبراهيم أول حكومة اتخذت من المسألة الزراعية مدخلا لرسم سياسة رأسمالية تبعية لإخماد الثورة بالبوادي التي انتفضت ضد الإستعمار القديم والجديد، وتم وضع أول مخطط حول الإصلاح الزراعي يضع البادية المغربية ضمن أولوياته يتوهم تغيير البنيات العقارية بالبوادي، من أجل الحد من التوترات التي عرفتها البادية بعد انسحاب القوات الإستعمارية الفرنسية دون انسحاب المعمرين الفرنسيين من الأراضي التي احتلوها.

وكان هذا المخطط الأول حافلا بالتناقضات حيث يستهدف الزيادة في الإنتاج الزراعي التي يرى فيه هدفا أساسيا للنهوض بالبوادي عبر مراجعة الملكية العقارية التي خلفها الإستعمار القديم وتغيير أساليب الإنتاج الزراعي، وكان للعقلية البورجوازية الصغيرة التي تحكم سياسة القيادات الحزبية لهذه الحكومة أثر كبير في وضعها في تناقضات صارخة، بين هدفها الذي يعتبر مسألة إستراتيجية بارتباطه بتمركز الرأسمال في الزراعة في ظل نظام رأسمالي تبعي وبين أحلامها الهلامية التي تسعى إلى القضاء على الفوارق الطبقية دون أدوات الصراع الطبقي الحقيقية. وترى الحكومة أن النهوض بالإنتاج الزراعي يتطلب تغيير أساليب الإنتاج في علاقتها بالقضاء على تمركز الرأسمال في الزراعة، ووضعت مسألة استرجاع الأراضي ومنع تمركز ملكيتها هدفا للمخطط دون أن تضع لذلك الوسائل الضرورية خاصة وأن الإستعمار القديم وضع قوانين جديدة تحدد ملكية الأراضي، في الوقت الذي توجد فيه أراضي شاسعة خصبة في ملكية المعمرين الفرنسيين بينما يتم استهداف أراضي الجموع من طرف المعمرين الجدد/الكومبرادور والملاكون العقاريون الكبار كسياسة جديدة للإستعمار الجديد.

لقد عمل الإستعمار القديم على تمركز الأراضي الخصبة في أيادي المعمرين القدامى والجدد يتم استغلالها بواسطة تقنيات عصرية متطورة توفر لملاكيها قوة اقتصاديا ونفوذا سياسيا يضمنان لهم مواقع مركزية في السلطة، بينما أراضي الفلاحين الشاسعة شبه مهملة ولا ترقى إلى مستوى الإنتاج الزراعي بمواصفات عصرية مما يجعل أصحابها خارج عملية الإنتاج ضمن اقتصاد رأسمالي تبعي لا موقع لهم في السلطة، ذلك ما عمق التناقضات في أول مخطط لحكومة قادتها بورجوازية صغيرة تعيش أوهام نزع أراضي المعمرين القدامى ومنع تمركز الأراضي في أيادي المعمرين الجدد، حيث تجهل أن تمركز الرأسمال في الزراعة مسألة أساسية في السياسة الرأسمالية التبعية التي وضع الإستعمار القديم أسسها خلال أربعين سنة من احتلال المغرب، برزت فيها الصراع الطبقي بشكل صارخ بين طبقة البورجوازية الكومبرادورية والملاكين العقاريين الكبار وبين الفلاحين الصغار والفقراء الكادحين.



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسألة الزاعية بالمغرب وتمركز الرأسمال في الزراعة الجزء 3
- المسألة الراعية بالمغرب وتمركز الرأسمال في الزراعة الجزء 2
- البيان الختامي لليوم الدراسي حول العمل النقابي الفلاحي بتارو ...
- المسألة الزاعية بالمغرب وتمركز الرأسمال في الزراعة الجزء 1
- القانون الأساسي للنقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين ال ...
- بين النظرية والممارسة في العمل الجماهيري : أرضية بناء الملف ...
- قافلة -حركة العيالات جايات- و المضمون الطبقي للحركة
- الحركة الماركسية اللينينية المغربية في مواجهة تحالف الإشتراك ...
- الثورة المغربية في علاقتها بالثورة العربية و العالمية بين ال ...
- الدولة و الثورة و بناء الحزب البروليتاري الثوري
- في الذكرى 37 لاستشهاد القائد الشهيد عبد اللطيف زوال
- الدولة و الدين و حرية المرأة
- المذهب الماركسي اللينيني أعلى مراحل الدياليكتيك الماركسي
- الدولة و الدين في الصراع بين المادية و المثالية
- في العلاقة بين العمل السياسي الثوري و العمل العسكري من منظور ...
- بناء الحزب البروليتاري الثوري من منظور منظمة - إلى الأمام - ...
- بناء الحزب البروليتاري الثوري من منظور منظمة - إلى الأمام - ...
- الوضع السياسي الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة
- ماركسية أم ماركسية لينينية ؟ -دحض الفكر التحريفي الإنتهازي-
- أهمية النضال الأيديولوجي و السياسي ضد الفكر المثالي الذاتي ا ...


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - المسألة الزراعية بالمغرب وتمركز الرأسمال في الزراعة الجزء 4