أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - في العلاقة بين العمل السياسي الثوري و العمل العسكري من منظور منظمة -إلى الأمام-















المزيد.....



في العلاقة بين العمل السياسي الثوري و العمل العسكري من منظور منظمة -إلى الأمام-


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 3524 - 2011 / 10 / 23 - 16:37
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


في العلاقة بين العمل السياسي الثوري و العمل العسكري من منظور منظمة "إلى الأمام"

1 ـ تقديـــــــم

رغم أن منظمة إلى الأمام لم تستطع إنجاز جميع المهام الأيديولوجية و السياسية و التنظيمية والنضالية التي سطرتها إلا أنها استطاعت طبع الحياة السياسية المغربية بالإتجاه اليساري الراديكالي ، و كانت الجامعات المغربية الفضاء الذي منحها النفس الطويل في مواجهة آلة القمع البوليسية و تبقى المهمة الأساسية/تغلغل فكر المنظمة في أوساط البروليتاريا و الجماهير الشعبية مهمة لم يتم إنجازها حتى الآن ، نظرا للقمع المسلط عليها و انتشار الفكر التحريفي الإنتهازي في أوساط الماركسيين بزعامة القيادة الثانية للمنظمة منذ 1980 بعد التراجع عن الخط و الإستراتيجية اللينينيين ، و الذي تم تركيزه منذ بداية التسعينات بعد انبهارها بسقوط التجربة الإشتراكية بالإتحاد السوفييتي و الترويج لمقولة "نهاية التاريخ" و ادعت أن الدياليكتيك الماركسي قد تم فعلا تجاوزه من طرف الفكر البورجوازي ، و أصبحت تروج للمقولات الليبرالية كالعولمة و الديمقراطية وحقوق الإنسان و معاداة الصراع الطبقي و ديكتاتورية البروليتاريا و الحزب الثوري و إمكانية إنجاز الثورة.

و لعبت التحريفية الإنتهازية دورا هاما في عدم تغلغل الفكر الماركسي اللينيني في أوساط البروليتاريا و الجماهير الشعبية التي تعادي الخط و الإستراتيجية اللينينيين رغم التضحيات الجسام للماركسيين اللينينيين في مرحلة القمع الأسود ، و أصبحت التنظيمات السياسية التي تقودها هذه القيادات عائقا أمام تغلغل الفكر الماركسي اللينيني في أوساط البروليتاريا و الجماهير الشعبية ، بعد تبنيها للفكر الديمقراطي البورجوازي الصغير بالترويج للنضال السياسي الديمقراطي و ثقافة حقوق الإنسان التي تنشرها في أوساط مناضلي أحزابها الذين يتنافسون حول قيادات النقابات و الجمعيات الحقوقية و التنموية و الثقافية ، مما وضع أمام المناضلين الماركسيين اللينينيين اليوم مهام جسام تتجلى في بناء الخط و الإستراتيجية اللينينيين وفق شروط الحياة المادية في المرحلة الراهنة ، وبلورتها في أوساط البروليتاريا و الفلاحين الفقراء و البورجوازية الصغيرة الثورية من أجل بناء الحزب البروليناري الكفيل بتحقيق الثورة الديمقراطية البروليتاريا.

و تعرف الحركة الماركسية اللينينية المغربية في الآونة الأخيرة دينامية ملحوظة على المستوى الإيديولوجي و السياسي و الجماهيري ، بعدما عرفت خلال العقود الثلاثة الماضية تناقضات صارخة خاصة داخل منظمة "إلى الأمام" التي تعتبر رمز الصمود الثوري في صفوف الماركسيين اللينينيين المغاربة ، و الذين عاشوا صراعات أيديولوجية و سياسية منذ تأسيسها سواء داخل المنظمة أو على مستوى العلاقات مع الفضائل الأخرى للحركة الماركسية اللينينية المغربية ، و صمدت هذه المنظمة أمام القمع الشرس للنظام الكومبرادوري خلال سنوات القمع الأسود والتحريفية الإنتهازية الموالية له .

ففي ظل التراجعات على المستوى الأيديولوجي و السياسي لقيادات منظمة "إلى الأمام" التي حملت لواء التحريفية الإنتهازية خاصة داخل حزب النهج الديمقراطي ، عرفت الحركة الماركسية اللينينية المغربية انتعاشا ملحوظا إن على مستوى المد الثوري داخل الحركة أو على مستوى النضال الأيديولوجي والسياسي ، إلا أن هذا المد لا يجد ما يوازيه من الحركة على مستوى التنظيم/الأداة الكفيلة بتسريع وثيرة تطور الحركة و تحديد و ضبط مسارها النضالي و استراتيجيتها الثورية ، فإذا كان انبثاق منظمة "إلى الأمام" من صلب الحركة السياسية داخل الحزب الشيوعي المغربي/التحرر و الإشتراكية ، فإن المناضلين الماركسيين اللينينيين المغاربة اليوم ينحدرون من تجارب سياسية مختلفة تتسم بقصور التجربة التنظيمية ، ذلك ما جعل الحركة تعرف عدم الإستقرار و الإنسجام و الإنضباط التنظيمي مما جعل العمل بداخلها يتخذ أشكال الإرتجال و العفوية والإنعزالية و التشرذم الشيء الذي يفتح المجال أمام اختراقها من طرف النظام الكومبرادوري ، كما يجعل سير و ضبط النقاش صعبا بين الماركسيين اللينينيين الذين يتواجدون على شكل مجموعات متناثرة هنا و هناك لم ترق بعد إلى مستوى الفضائل ، الشيء الذي ساهم في انعدام الوضوح الأيديولوجي و السياسي والضبابية في الخط و الإستراتيجية الثوريين ، و بالتالي بروز الزعاماتية الضيقة داخل كل مجموعة و سيادة الخلاف و الإختلاف و الصراعات الضيقة حول الإنتماء إلى الحركة الماركسية اللينينية ، كما أن تجربة المناضلين الماركسيين اللينينيين بحزب النهج الديمقراطي تطرح اشكالية التوافق بين العلنية و السرية بفعل السلوكات الليبرالية التي حاولت القيادات التحريفية الإنتهازية بالحزب نشرها في صفوفهم.

كل ما تمت الإشارة إليه يهدد كيان الحركة الماركسية اللينينية المغربية بالعصف به نحو التشردم والإنشقاق مما يضع على عاتق الماركسيين اللينينيين الثوريين و المنحدرين من صلب تجربة منظمة "إلى الأمام" تحمل هذا العبء الثقيل ، و يجعلهم في صدارة المسؤولية التاريخية اتجاه توحيد الماركسيين اللينينيين المغاربة نظرا لما اكتسبوا من تجارب تنظيمية في السرية والعلنية ، كما يضع قيادات باقي التجارب التي تم بناؤها خارج حزب النهج الديمقراطي أمام هذه المسؤولية التاريخية الجسيمة التي تتطلبها الحركة في المرحلة الراهنة للمساهمة في البناء التنظيمي من أجل الخروج من وضع التشرذم و الإنشقاق إلى الشكل التنظيمي الثوري الواعي ، و موازاة مع أهمية التنظيم داخل الحركة فإن الشروع في بلورة التحليل السياسي للمرحلة الراهنة و الوضوح الأيديولوجي يعتبران من المهام الجسام المطروحة اليوم ، من أجل رسم الخط والإستراتيجية السياسيين للثورة الديمقراطية البروليتارية .

و تعتبر أوراق منظمة إلى الأمام خلال العقد الأول من تأسيسها ذات أهمية قصوى في ضبط معالم الوضع الراهن و التصور السياسي و الأيديولوجي لدى المناضلين الماركسيين اللينينيين المغاربة ، على اعتبار أن هذه الأوراق تشكل الأرضية التي انبثقت منها الحركة الماركسية اللينينية الثورية المغرب و تعتبر ذات أهمية في رسم معالم النضال الثوري بالمغرب ، انطلاقا من أهمية ضبط الصراع بين الطبقات المتناقضة و رسم أسس الصراع الطبقي وفق شروط الحياة المادية للمجتمع المغربي ، كما تعتبر أوراق مرحلة التراجعات التصفوية للإرث الثوري للمنظمة ذو أهمية قصوى في مسار الحركة الماركسية اللينينية الثورية المغربية لمواجهة التحريفية الإنتهازية انطلاقا من الصراع الأيديولوجي و السياسي ، و يعتبر تفعيل القراءة النقدية لتاريخ و مسار الحركة الماركسية اللينينية المغربية و خاصة منظمة "إلى الأمام" أمرا ضروريا لتوضيح الرؤية استراتيجية الثورة المغربية.

2 ـ من الإنطلاقة الثورية إلى الإستراتيجية الثورية

يعتبر تأسيس منظمة "إلى الأمام" بداية بلورة مفهوم الإنظلاقة الثورية في الحركة الماركسية اللينينية المغربية إلى جانب منظمة "23 مارس" باعتبارهما تيارين سياسيين ثوريين ، تأسسا انسجاما مع نضج الحركة الثورية محليا و إقليميا و عالميا بعد هزيمة "الإقطاعيات والبرجوازيات العربية" في 1967 و انتفاضة 1968 بفرنسا و امتداداتها في أوساط المناضلين الثوريين بحزب التحرر و الإشتراكية و حزب الإتحاد الوطني للقوات الشعبية .

و تعتبر وثائق منظمة "إلى الأمام" الصادرة ما بين 1970 و 1980 ذات أهمية قصوى في ضبط أسس التصورات الأيديولوجية و السياسية للحركة الماركسية اللينينية المغربية ، لكونها تشكل الأساس النظري الثوري الذي انبثقت منه الحركة الثورية المغربية و امتداداتها في أوساط الماركسيين اللينينيين لرسم معالم النضال الثوري اليوم ، انطلاقا من ضبط الصراع بين الطبقات المتناقضة و رسم أسس الصراع الطبقي وفق شروط الحياة المادية للمجتمع المغربي .

و يعتبر الإطلاع على وثائق مرحلة التراجعات التصفوية للمنظمة ذا أهمية قصوى في مسار الحركة الماركسية اللينينية المغربية ، لما لها من أهمية في فضح التحريفية الإنتهازية و فتح الصراع الأيديولوجي و السياسي ضدها و محاربة تداعيات توجهات الديمقراطية البورجوازية الصغيرة في أوساط الحركة الماركسية اللينينية المغربية.
و تعتبر القراءة النقدية لتاريخ منظمة "إلى الأمام" أمرا ضروريا لتوضيح الرؤية لدى المناضلين الثوريين المغاربة لتجاوز مرحلة اللاتنظيم التي تعيشها الحركة ، مما يتطلب فتح نقاش جاد بين الماركسيين اللينينيين الثوريين حول القضايا الأيديولوجية و السياسية و التنظيمية للحركة ، الشيء الذي يتطلب التحليل الملموس للوضع السياسي الراهن في جميع المستويات السياسية والإقتصادية و الثقافية و تشكل الطبقات الإجتماعية لضبط مسار الصراع الطبقي بالمغرب والطبقات الحاسم للصراع و بلورة مفهوم النضال الثوري موازاة مع بناء منظمتهم الثورية الأداة الكفيلة بضبط الحركة الثورية بالمغرب.

و مع حلول الذكرى الأربعون لتأسيس منظمة "إلى الأمام" نمت الدينامية الثورية في صفوف الماركسيين اللينينيين المغاربة خاصة في أوساط الشباب ، و التي يؤطرها الطموح في التغيير الثوري بعد 30 سنة من سيادة الخط التحريفي الإنتهازي ، الذي عمل منذ نشأته في نهاية 1979 على محاربة الخط الثوري للمنظمة بعد اغتيال الشهيد القائد عبد اللطيف زروال في نونبر 1974 ، الذي كرس جهده لبناء الخط الأيديولوجي و السياسي للحزب الثوري المغربي تلعب فيه منظمة "إلى الأمام" دورا هاما باعتبارها منظمة الثوريين المحترقين ، و كان اختياره من طرف اللجنة الوطنية أول أمين عام لهذه المنظمة في 1974 حدثا تاريخيا عظيما قام بالحد بين الخط الثوري الذي يستوجب "نظام الطاعة الحديدي" الذي يتطلبه بناء الحزب البروليتاري " ... حزب ثوري كفء حقا ليكون حزب الطبقة المتقدمة المدعوة إلى إسقاط البورجوازية و تحويل المجتمع كله" كما يقول لينين ، و بين الخط التحريفي الإنتهازي الذي نمى بسرعة فائق في منظمة "23 مارس" و امتد إلى منظمة "إلى الأمام" ليبرز بعد عشر سنوات من النضال الثوري للمنظمة ، مما حدا بالنظام الكومبرادوري بالمغرب إلى اغتال الشهيد القائد عبد اللطيف زروال قبل أيام من انعقاد المؤتمر الأول للمنظمة بعد وضع الأسس التنظيمية للحركة الماركسية اللينينية الثورية المغربية.

لقد استعان النظام الكومبرادوري بالخطط الإمبريالية و الصهيونية لقمع منظمة "إلى الأمام" بعد انهيار منظمة "23 مارس" أمام القمع الشرس الذي لحق الماركسيين اللينينيين المغاربة ، مما ساهم في ضرب أسس الحركة الماركسية اللينينية الثورية المغربية التي تعتبر نفسها جزءا لا يتجزأ من الحركة العمالية الثورية العالمية ، و كان من بين خطط النظام القائم محاولة اختراق المنظمة من الداخل عبر دعم الخط التحريفي الإنتهازي لتدميرها بواسطة أعضائها بعدما عجز عن ذلك بوسائل القمع المختلفة ، و اشتعل الصراع الأيديولوجي و السياسي من داخل السجن و بالمنفى قادته أروستقراطية عمالية ضد مناصري الخط الثوري للمنظمة الذين وضعوا شعار "بناء الحزب الثوري تحت نيران العدو" ، و أصبحت منظمة "إلى الأمام" منذ بداية 1980 في قبضة الخط التحريفي الإنتهازي الذي أطلق شعار "إعادة بناء المنظمة" أو ما سمى ب"القيادة الثانية" من 1980 إلى 1985 ، داخل السجن و خارجه بالداخل و الخارج في مساومة انتهازية لحل الإصلاحية محل المنظمة الثورية و الإشتراكية الشوفينية محل الديمقراطية البروليتارية.

لقد ساهم غياب شرط "نظام الطاعة الحديدي" للمنظمة في سنوات التأسيس قبل اغتيال الشهيد عبد اللطيف زروال على انهيار أعضاء منظمة "إلى الأمام" أمام آلة القمع البوليسي ، مما سهل بروز الخط التحريفي الإنتهازي داخل السجن و الذي قادته الديمقراطية البورجوازية الصغيرة لكون جل مناضليها لم تتشبعوا بعد بالفكر الماركسي اللينيني .

خلال عشر سنوات الأولى لتأسيس منظمة "إلى الأمام" تم بلورة النظرية الماركسية اللينينية في صفوف مناضليها باعتبارها هوية أيديولوجية و سياسية للمنظمة في مواجهة الفكر البورجوازي و التحريفية الإنتهازية للديمقراطية البورجوازية الصغيرة داخل الأحزاب الإصلاحية ، و شكلت وثيقة "سقطت الأقنعة ، فلنفتح الطريق الثوري" الأرضية الايديولوجية و السياسية التي تم اعتمادها بعد الانسحاب من حزب التحرر و الاشتراكية من طرف مجموعة من المناضلين الماركسيين اللينينية الثوريين ، و التي ترتكز إلى أهمية بناء الحزب البروليتاري الثوري الضروري لبلورة مفهوم "الإنطلاقة الثورية".

تضمنت وثيقة " سقطت الأقنعة، فلنفتح الطريق الثوري! " في ديباجتها نقدا صريحا للإصلاحية الحزبية التي تقودها الديمقراطية البورجوازية الصغيرة بجميع الأحزاب الإصلاحية ، و شنت هجوما صريحا على التكتل الحزبي الإصلاحي لما سمته " إعادة تكتل الأحزاب البرجوازية الوطنية " داخل ما سمته هذه الأحزاب " الكتلة الوطنية " ، الشيء الذي اعتبرته منظمة " إلى الأمام " منظورا انتهازيا للنضال البرلماني البورجوازي في مواجهة " برلمانية الحكم الفردي المزيفة " في تجاهل تام لدور الشعب في تقرير مصيره السياسي و الإقتصادي ، معتبرة ممارسة السياسيين المحترفين البورجوازيين الصغار خيانة للثورة المغربية و العربية و الثورة الفلسطينية مما يتطلب توضيح الخط الأيديولوجي ل"الطريق الثوري" للمناضلين الثوريين المغاربة ، الذي يشكل فيه "الحزب الماركسي ـ اللينيني" أداة ضرورية لبلورة مفهومة الثورة المغربية في علاقتها بالثورة العربية المرتبة بالثورة العالمية مما يتطلب تحديد أسس الصراع الطبقي بالمغرب.

و عملت الوثيقة على دراسة التشكيلة الإجتماعية بالمغرب بتحديدها للطبقات المتصارعة والتي تشكل فيها الطبقة العاملة بتحالف مع الفلاحين القوة الأساسية في مواجهة "الأوليغارشيا الكمبرادورية" لحسم الصراع لصالح الثورة المغربية ، كما حددت التناقضات الثانوية داخل الكتلة الطبقية المسيطرة في علاقتها بتناقضات الرأسمالية العالمية باعتبارها السند الرئيسي للنظام الكومبرادوري و تقول الوثيقة :

"السند الرئيسي لهذه الأوليغارشيا هو الرأسمالية العالمية. فوراء الخلافات السطحية والتي تصبح مجرد تغطية لتوزيع العمل وتقسيمه، نجد أن الوحدة العالمية الإمبريالية ما فتئت تتقوى وتتعمق تحت قيادة الإمبريالية الأمريكية."

لهذا عملت "الأوليغارشيا الكمبرادورية" على مواجهة الإنتفاضة الشعبية في 23 مارس 1965 بالحديد و النار و بالتالي مواجهة جميع الإنتفاضات الشعبية بنفس الحدة من القمع الشرس ، و أكدت الوثيقة على دور الجيش في الصراع داخل الكتلة الطبقية المسيطرة و دور الحزب الثوري في بلورة المنظور الثوري للصراع في صفوف الجنود ، نظرا لأهمية ارتباط الحزب الثوري بالجيش في الصراع ضد الإمبريالية في حسم هذا الصراع لصالح الديمقراطية البروليتارية ، لذلك وضعت المنظمة أمامها مهمة بناء الحزب البروليتاري الثوري كمهمة مركزية لمنظمة الثوريين المحترفين في علاقتها ب"المعركة الثورية" التي تشكل فيها "الأطر العسكرية الوطنية" سندا للحزب ، إلا أن غياب الحزب الثوري و التكوين الأيديولوجي البورجوازي الصغير لهؤلاء حال دون إدماج هذه الأطر في المعركة الثورية و فقط الحزب الثوري كفيل بتحقيق هذه المهمة الضرورية في تحقيق الثورة المغربية و تقول الوثيقة :

" ويبدو أن هذا التناقض امتد إلى داخل الجيش الذي يشعر بالسياسة التي تقوم على خيانة المصالح الوطنية من طرف الأوليغارشيا الكمبرادورية التي تنتمي إليها جماعة كبار الضباط الذين أنتجتهم الجيوش الاستعمارية ... سوف يكون لنمو هذه المعركة و تجذيرها العضوي والإيديولوجي في البلاد نتائج إيجابية على هذه الأطر وعلى جماهير الجنود المنبثقة من الشعب شريطة أن يهدف كفاح الجماهير بقيادة الحزب الثوري وأن تهدف استراتيجيته وتكتيكه وتنظيمه إلى عزل الأوليغارشيا الكمبرادورية."

و بما أن الطبقة العاملة هي الطبقة الأساسية في الصراع الطبقي من منظور منظمة "إلى الأمام" فإن البورجوازية الصغيرة داخل النقابات تشكل عائقا أمام بلورة منظور الحركة العمالية الثورية في أوساط جماهير العمال ، عكس ما كانت عليه النقابات و الحزب الشيوعي المغربي في عهد الإستعمار المباشر من نضالية مكافحة سواء الإقتصادية منها أو السياسية بالعمل على بلورة الوعي الطبقي لدى هذه الطبقة الثورية ، و تراجع المد الثوري في أوساط الطبقة العاملة بسيطرة الديمقراطية البورجوازية الصغيرة على النقابات بعد الإستقلال الشكلي يعتبر عائقا أمام نمو المد الثوري في أوساط البروليتاريا المغربية ، مما جعل إنجاز الثورة أمرا صعبا بعد عزل البروليتاريا
بالإدماج السياسي للقيادات النقابية في الدولة الكومبرادورية مما كرس مفهوم البيروقراطية النقابية، التي سخرت نضالات الجماهير العمالية في المساومات الحزبية الإصلاحية ، و حول النقابات إلى أدوات لعرقلة تطور الوعي الطبقي لدى الطبقة العاملة المغربية بعد بلورة مفهوم النضال الإقتصادي الضيق الأفق في أوساط العمال بواسطة البيروقراطية النقابية ، و تقول الوثيقة :

" وبعد الاستقلال استطاعت الأطر النقابية المندمجة في الأجهزة السياسية للبرجوازية والبرجوازية الصغرى تكوين بيروقراطية خاصة ... كانت تواجه التناقضات بالديماغوجية الناتجة عن البرجوازية بتجربتها المكتسبة على صعيد المعارك النقابية والاقتصادية، وبإيديولوجية توفر للطبقة العاملة إمكانية الانطواء على نفسها في الإطار النقابي وحده."

كل هذه العوامل جعلت بناء الحزب البروليتاري مهمة صعبة وضعت على عاتق منظمة "إلى الأمام" التي تعرضت منذ نشأتها إلى قمع شرس من طرف الأوليغارشيا الكمبرادورية بتحالف الإمبريالية العالمية و الرجعية العربية بدعم من الإصلاحية الحزبية و البيروقراطية النقابية.

كان للتناقضات الجديدة التي أفرزها الصراع الطبقي في ظل دولة الأوليغارشيا الكومبرادورية أثر كبير في عجز الحزب الشيوعي المغربي/التحرر و الإشتراكية عن بلورة الوعي الطبقي في صفوف الجماهير العمالية ، نظرا لتبعيته للبيروقراطية التحريفية للحزب الشيوعي السوفييتي مما عمق التناقضات بين المناضلين الثوريين و التحريفية الإنتهازية بالحزب و دفع الماركسيين اللينينيين الثوريين إلى تحديد موقفهم من البيروقراطية النقابية و الإصلاحية الحزبية ، التي عملت على التخلي عن المعركة الأيديولوجية و تحول الحزب الشيوعي المغربي إلى حزب ديمقراطي بورجوازي صغير يدافع عن الإصلاحية خدمة للأوليغارسيا الكومبرادورية ، و تقول الوثيقة :

" وبذلك قادوا هذا الحزب إلى التخلي الكلي عن المعركة الإيديولوجية وإدخالها إلى صفوف الطبقة العاملة، والتخلي عن الدور السياسي الذي يتحتم على كل حزب يقول بانتمائه إلى الماركسية – اللينينية القيام به من أجل بلورة الوعي الثوري للبروليتاريا، وذلك نظرا لاكتفاء مناضلي هذا الحزب بالقيام بالعمل النقابي المحدود في الإطار النقابي. وبدت هذه الخيانة أكثر وضوحا بعد التوجه الذي أعطي لحزب التحرر والاشتراكية الذي ما فتئ أن سقط في أفظع أنواع الانتهازية التي لا تعرف لها مبادئ."

و تعتبر البيروقراطية النقابية أخطر ما يهدد مصالح الطبقة العاملة المغربية التي انطوت على نفسها خاضعة للإستغلال البشع للأوليغارشيا الكومبرادورية و أرباب العمل الإستعماريين بعد فقدانها للدعم السياسي للحزب الشيوعي المغربي ، الذي تحول إلى حزب بورجوازي صغير يتبنى النضال البرلماني الليبرالي في صراعه مع الحكم الفردي الإستبدادي للنظام الكومبرادوري مع تعاظم خياناته يوما عن يوم ، و تقول الوثيقة :

"إلا أن الخيانة التي تتضح يوما بعد يوم هي خيانة البيروقراطية النقابية التي تلعب بطريقة مباشرة، ليس لعبة البرجوازية الصغيرة الانتهازية فحسب، ولكن كذلك وبدون تهاون، لعبة الأوليغارشيا الكمبرادورية ولعبة أرباب العمل الاستعماريين، متخلية حتى عن المعارك النقابية المحضة، والتي تحرف بواسطة جريدتها وبقلم منظرها الرسمي إلى التلميح بشعار تفوق ما يسمى بالنخبة."

و إنطلاقا من قراءة المنظمة للوضع الثوري المأزوم بالمغرب نتيجة تفشي الفكر الديمقراطي البورجوازي الصغير في أوساط السياسيين المحترفين الإنتهازيين و سيطرة هذا الفكر على مضمون النضال النقابي ، كان لزاما على المنظمة تحديد "الطريق الثوري" الذي يستوجبه إنجاز الثورة المغربية في علاقتها بالثورة العربية و التجارب الثورية العالمية بعد هزيمة 1967 التي كشفت زيف شعارات دول "الإقطاعيات والبرجوازيات العربية" ، المتشدقة بالإشتراكية والتي فشلت في بلورة مفهوم الأنظمة الوطنية في هذه الدول نتيجة سيطرة أيديولوجية الديمقراطية البورجوازية الصغيرة عليها بدعم من التحريفية الإنتهازية ، مما جعل هذه الأنظمة عرقلة أمام إنجاز الثورات العربية بعد تحويلها إلى ديكتاتوريات تحارب الفكر الماركسي اللينيني و بالتالي فقدان دعم الثورة المغربية ، و تقول الوثيقة :

"إلا أن تأثيرات الفكر البرجوازي الصغير الذي لا زال قويا داخل الوطن العربي والمدعم من طرف الإيديولوجية التحريفية قد استطاع أن يشل نضالات الشعوب العربية حائلا دونها وتقديم دعم ملموس للثورة الفلسطينية خاصة ضد تطبيع مؤامرة التصفية التي خطتها الإمبريالية والتحريفية والحاملة اسم "مشروع روجرز."

و قد تطلب هذا الوضع من المنظمة مواجهة الإصلاحية و التحريفية الإنتهازية و النضال ضد الأوليغارشيا الكومبرادورية في علاقتها بالدول الكومبرادورية المغاربية و العربية و مساندة الثورة الفلسطينية حاملة مشعل الثورة العربية ، و لن يتأتى ذلك إلا ببناء الحزب البروليتاري الثوري الذي وضعت المنظمة أسسه الأيديولوجية و السياسية و التنظيمية عبر تحديد "قضايا الإستراتيجية الثورية" للثورة المغربية باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الثورية العربية المرتبطة بالتجارب الثورية العالمية ، فاعتبرت أن المغرب يتوفر على مأهلات الإنطلاقة الثورية نظرا لاحتداد الصراع الطبقي مما يفرض على المناضلين الثوريين الماركسيين اللينينيين العمل في اتجاه بلورة مفهوم "الإنطلاقة الثورية" في الواقع الملموس في علاقتها ببناء الحزب الثوري المغربي ، و تقول الوثيقة:

" وهذا الواجب يتجسد في تحقيق هذا الإمكان، وتحقيق الانطلاقة الثورية لمواجهة حرب العدوان الإمبريالي على أشقائنا الفلسطينيين من الخلف وإبقاء الشعلة الثورية في هذا الجزء الغربي من الوطن العربي."

و قد حتم ذلك على المنظمة وضع تصور أولي لهذا الحزب " حزب العمال والفلاحين الفقراء والمثقفين الثوريين" كما جاء في الوثيقة ، الذي يستمد أيديولوجيته من النظرية الماركسية اللينينية في ارتباطها بالواقع الملموس للوضع السياسي و الإقتصادي بالمغرب في علاقته بالثورة العربية المرتبطة بالثورة العالمية و حددت نقطتين أساسيتين في هياكله التنظيمية :

1 ـ على التطبيق العملي لمبدأ المركزية الديمقراطية وهذا يعني التحضير الجماعي والمتمركز من القاعدة إلى القمة ومن القمة إلى القاعدة ، من التطبيق إلى النظرية ومن النظرية إلى التطبيق للتوجيه الايديولوجي والعملي للتيار الثوري.
2 ـ على التطبيق الفعلي للمركزية فيما يخص المسؤوليات. إن واجب المناضل هو أن يلتزم بصرامة بمبادئ السرية التامة وبالاختيار الدقيق لمناضلي الحزب على أساس الممارسة النضالية الملموسة وعلى تهييء الثوريين الذين يكرسون حياتهم وكل مشاغلهم لخدمة الثورة.

هكذا حددت "الأطروحة الثورية الأولى" الأسس النظرية لبناء الحزب الثوري و يبقى بلورة هذا المنظور في الواقع الملموس مهمة أساسية لمناضلي المنظمة الثورية "إلى الأمام" ، التي تعتبر منظمة الثوريين المحترفين كمنظمة ضرورية لبلورة مفهوم الحزب البروليتاري الثوري في أوساط الطبقة العاملة المغربية وقف منظور البناء الحزبي في النظرية الماركسية اللينينية.

لقد اعتمدت الوثيقة الأطروحة في تصورها للثورة على مفهوم "الإنطلاقة الثورية" التي اعتبرتها ممكنة لتوفر شروط الحياة المادية للإنتفاضة الشعبية ، مما يستوجب بناء الحزب الثوري المغربي من خلال الصراع بين القوى المتناقضة و التي تعتبر فيها البروليتاريا الصناعية والمعدنية القوة الأساسية في حسم الصراع لصالح الجماهير الشعبية ، غير أن الحركة الثورية المتنامية في أوساط الجماهير الشعبية عبر انتفاضاتها الشعبية قد أفرزت "تيارات تلقائية" غير مسلحة بالأيديولوجية العلمية الثورية في أوساط الكاحدين و البورجوازية الصغيرة ، مما يستوجب الإرتباط بها في البوادي و المدن من أجل بلورة الفكر الماركسي اللينيني في أوساطها لدعم الإنطلاقة الثورية، و تقول الوثيقة :

" ويمكن في أول الأمر الارتباط بالتيارات التي تنبع في غمرة النضالات التلقائية للجماهير، هذه التيارات المنبثة من خلال تاريخ البلاد نفسه والذي يتجلى في الانتفاضات التي قام بها الفلاحون والحركة التمردية للجماهير في المدن."كما جاء في الوثيقة.

و رفضت منظمة "إلى الأمام" أشكال الأيديولوجية الإنقلابية التي يستغلها السياسيون المحترفون/البورجوازيون الصغار في الأحزاب الإصلاحية ، و التي بلورتها الأنظمة الإنقلابية العربية في دول الإقطاعيات و البورجوازيات العربية التي أبعدت المناضلين الثوريين عن الأيديولوجية الثورية/الماركسية اللينينية ، و يعتبر بناء حزب العمال و الفلاحين/الحزب البروليتاري الثوري المهمة الأساسية لإنجاح مهام "الإنطلاقة الثورية" ، و ذلك بالتحالف بين البروليتاريا و الفلاحين الفقراء بالمدن و البوادي اعتمادا على الأيديولوجية الماركسية ـ اللينينية المنغرسة في صفوف البروليتاريا التي يجب أن تقود الثورة بقيادة الحزب الثوري المغربي ، إنسجاما مع مضمون الثورة البلشفية حول تحالف العمال و الفلاحين ضد منظور الديمقراطية البورجوازية الصغيرة التي تدعو إلى إبعاد الفلاحين و دعم الملاكين العقاريين ، و تقول الوثيقة :

" إن قيادة الثورة تتمثل في حزب العمال والفلاحين المبني على الإيديولوجية الماركسية-اللينينية والمنغرس في البروليتاريا، وبواسطة أداة الدكتاتورية الديمقراطية للعمال والفلاحين الفقراء المباشرة عن طريق مجالس العمال والفلاحين الفقراء وجماعات النضال الشعبي للفلاحين ولسكان الأحياء الشعبية."

و أكدت الوثيقة الأطروحة على ارتباط الثورة المغربية بالثورة العربية في علاقتها بالثورة العالمية التي تعتبر فيها الثورة الفلسطينية المحرك الأساس ، التي أصبحت " قوة ثورية لا تقهر" عبر الكفاح المسلح ضد الإمبريالية و الصهيونية و الرجعية العربية ، مما فضح الأيديولوجية الإنتهازية للبورجوازية الصغيرة و ساهم في نمو الأيديولوجية الثورية العربية في اتجاه الأيديولوجية الماركسية ـ اللينينية ، و لقي هذا التوجه في الثورة العربية صدى واسعا في بعض الأقطار العربية التي عرفت مدا ثوريا متقدما ، و يقول الوثيقة :

" إن هذا الإشعاع ما فتئ يتجسد في ثورة اليمن الجنوبي وفي نمو الحركة الثورية والتحررية في ظفار والخليج العربي وإريتريا." كما أكدت الوثيقة. إلا أن التيارات التحريفية الإنتهازية و البورجوازية الصغيرة تحول دون نمو الأيديولوجية الثورية في الوطن العربي مما يستلزم محاربتها بمحاربة السياسيين المحترفين داخل الأحزاب الإصلاحية "هؤلاء السياسيون المحترفون المحكوم عليهم بالانقراض المخزي، كما كان الشأن بالنسبة للأحزاب التحريفية في مصر والجزائر وتونس."

و في علاقتهما بالثورة العالمية تواجه الثورتين المغربية و العربية الثورة المضادة العالمية التي تقودها الإمبريالية عبر "الإستعمار الجديد" بدعم من التحريفية الإنتهازية بالإتحاد السوفييتي لمواجهة "إنطلاقة التحرر للشعوب" ، مما يتطلب دعم "الثورة الجديدة" عبر العالم التي برزت انطلاقا من الثورة الكوبية و امتداداتها بأمريكا اللاتينية مرورا بالثورات الأسيوية الأفريقية والأوربية و انتهاء بمحاولات الثوار الأمريكان و التي تكبلهما التحريفية الإنتهازية السوفييتية ، وتعتبر التجربتين الصينية و الألبانية أهم هذه الثورات الجديدة اللتان أنجزتا مهام ثورية حقيقية عبر الثورة الثقافية ، و تقول الوثيقة :

" وإن تطور وانتصار الثورة الثقافية في الصين وألبانيا قد بعث الصورة الحية للاشتراكية وزود النضالات الثورية العالمية بمد ثوري جديد."
إنطلاقا من عناصر الإنطلاقة الثورية المغربية و العربية و العالمية التي ساهم فيها تداخل الصراع الطبقي بين الطبقات المسيطرة و البروليتاريا و حلفائها ، ترى منظمة "إلى الأمام" أهمية بناء الحزب الثوري المغربي أساسيا لما له من أهمية في بلورة "الثورة الجديدة" ضد "الإستعمار الجديد".

و أكدت منظمة "إلى الأمام" في وثيقة "مسودة حول الإستراتيجية الثورية" على أهمية الإستراتيجية الثورية في تحقيق الثورة المغربية في علاقتها بالثورة العربية و العالمية ، و اعتبرت أنه يستحيل إنجاز الثورة بدون تنظيم ثوري يجسد العلاقة الجدلية بين النظرية الثورية و الممارسة الثورية للمناضلين الثوريين ، إنطلاقا من أن الهدف الأسمى لكل ثورة هو الإستيلاء على السلطة مما يوجب على المنظمة بلورة مفهوم العمل الجماعي و التفكير الجماعي " داخل الحركة الثورية للجماهير" ، ذلك ما تم بلورته في مسألة الإستراتيجية الثورية مما أعطى للتنظيم ، إنطلاقا من المنظور الجديد للمنظمة ، بعدا أدق و أشمل ، بدءا بالنقاش حول مضمون "الكفاح المسلح كطريق للثورة" الذي تباينت حوله الآراء مما ساهم في بلورة منظور جديد لمسار الثورة المغربية ، و تقول الوثيقة :

" هذا الانفصال الذي كان على مبدأ واحد : هو ضرورة الكفاح المسلح كطريق للثورة. وهكذا تواجدت خلال تلك المرحلة مواقف متباينة حول قضية الإستراتيجية من الغيفارية، إلى الانتفاضة البلشفية ، إلى حرب التحرير الشعبية." كما جاء في الوثيقة، و انتهاء بوضع أسس الممارسة الثورية الجديدة عبر مفهوم "حرب التحرير الشعبية".
و هكذا بدأ يتضح مسار بناء الحزب الثوري المغربي ببروز العلاقة الجدلية بين "الإنطلاقة الثورية" التي تستند إلى " التقدم الهائل لكفاحات الجماهير" و "الإستراتيجية الثورية" التي أوضحت "طريق الثورة" عبر "حرب التحرير الشعبية" .

و اتخذت المنظمة من التجربتين الثوريتين بروسيا و الصين السند الأساس لأطروحاتها حول الإستراتيجية الثورية في علاقتها بالتنظيم الثوري ، فكانت ثورة 1905 بروسيا السند النظري لتحقيق "الإنطلاقة الثورية" في علاقتها بتفكيك نظام الأوليغارشيا الكومبرادورية و هي انتفاضة شعبية تعبد الطريق الثوري للحرب الشعبية التي بدونها لا يمكن السيطرة على السلطة ، و كان لفشل الأيديولوجية الإنقلابية في 10 يوليوز 1971 التي سبق للمنظمة أن انتقدت منطلقاتها في تجارب دول الإقطاعيات البورجوازيات العربية ، أثر كبير في تعزيز مبدأ "حرب التحرير الشعبية" في الإستراتيجية الثورية لمنظمة "إلى الأمام" انطلاقا من انتقاد النظرة الميكانيكية التي تحكم مفهوم "الإنطلاقة الثورية" ، مما جعلها تتخذ من تجربة الثورة الصينية السند الأساس لاستراتيجية الحزب الثوري المغربي ، الذي يجب أن يتجاوز مسار بنائه العلاقة الجدلية بين العمل السياسي و عفوية الجماهير إلى العلاقة الجدلية بين العمل السياسي و العمل المسلح .

فبعد سنة من التأسيس شرعت منظمة "إلى الأمام" في تغيير منطلقات بناء الحزب الثوري المغربي بالتخلي عن مفهوم "الإنطلاقة الثورية" ، هذا البناء الذي يجب أن يتخذ مسارا جديدا مناقضا تماما للمسار الأول يستند إلى "حرب التحرير الشعبية" ، الذي تجاوز عفوية الجماهير عبر انتفاضاتها الشعبية إلى تنظيم الجماهير المسلحة ، مما يضع أمام الحزب مهمة تهييء الجماهير إلى الكفاح المسلح ، و شكل بناء "القواعد الحمراء المتحركة" في منظور المنظمة للإستراتيجية الثورية منطلقا أساسيا للحزب في تهييء الجماهير المسلحة ، انطلاقا من انتقادات المنظور الميكانيكي لمفهوم "الإنطلاقة الثورية" بعد دراسة التجارب الثورية الوطنية و العالمية ، و تقول الوثيقة :

"هذه الانتقادات التي تبلورت بشكل متكامل خلال نقاشات الندوة الوطنية التي شكلت حدا فاصلا في تطور تنظيمنا، بفعل الممارسة النقدية الشاملة لممارساتنا السابقة. هذه الانتقادات مكنتنا من استخلاص آفاق استراتيجية جديدة تمكن من رؤية أوضح للطريق الثوري لكفاح الجماهير والتخلي نهائيا عن مفهوم "الانطلاقة الثورية" في اجتماع يناير للجنة الوطنية. وهكذا برزت فكرة القواعد الحمراء المتحركة باعتبارها الاستراتيجية التي تنبع من التحليل الملموس لواقعنا الوطني والدولي ومن دراسة التاريخ النضالي للشعب المغربي والتجربة الغنية لثورات الشعوب."

و اعتبرت منظمة "إلى الأمام" أن فكرة القواعد الحمراء المتحركة لا يكفي لتحقيق الثورة المغربية حيث طرح أمامها كيفية إشراك الشعب كله في حرب التحرير الشعبية ، و أمام نظام رجعي مستبد تسانده الإمبريالية العالمية يعمل على سحق الإنتفاضات الشعبية بالحديد و النار وانطلاقا من دراسة تجارب الإنتفاضات الشعبية الفاشلة بالمدن و البوادي المغربية ، و أكدت المنظمة على أن فكرة "حرب العصابات" غير ناجعة في ظل الشروط الذاتية و الموضوعية للثورة المغربية ، حيث لا يمكن لتاكتيك هذه الصيغة من التنظيم العسكري أن تصمد أمام هجوم قوات نظامية مسلحة بأحدث الأسلحة و مدعومة من طرف الإمبريالية ، و تقول الوثيقة :

"ففي مثل هذه الشروط فإن تكتيك حرب العصابات المتنقلة يفتقد الظروف الموضوعية لنجاحه، فوجود حكم رجعي مركزي من جهة واستعداد الإمبريالية للتدخل للدفاع عن مصالحها من جهة أخرى سيحد من فعاليتها ."

و استندت المنظمة في ذلك إلى تجرب الثورة الصينية التي اعتمدت في استيلائها على السلطة على تاكتيك القواعد الحمراء المتحركة في دفع الجماهير نحو الحرب الشعبية الشاملة ، وعبر هذه القواعد يتم تأسيس الجيش الأحمر من الفلاحين و العمال و الجنود الثوريين بعد تدمير أجهزة النظام العسكرية و الإستيلاء على السلطة ، و كانت التجربة الصينية لتأسيس الكتائب العسكرية الأولى اعتمادا على انتفاضة الفلاحين سندا لنظرية الإستراتيجية الثورية للمنظمة من أجل تأسيس الجيش الأحمر ، و تقول الوثيقة :

" ولا ننسى أن اتنفاضات الفلاحين في الصين في السنوات 27 – 1928 هي التي خلقت الكتائب الأولى للجيش الأحمر في الصين. إن هذه القواعد الحمراء المتحركة تختلف عن مناطق السلطة السياسية الحمراء في الصين، تلك التي تحدث ماوتسي تونغ عن إمكانية استقرارها واستمرارها في مقال "لماذا يمكن أن تبقى السلطة السياسية الحمراء في الصين؟".

و تشكل العلاقة الجدلية بين الإنتفاضة الشعبية بالمدن و حرب التحرير الشعبية بالبوادي السند الأساسي لتغيير منظور منظمة "إلى الأمام" للإستراتيجية الثورية ، انطلاقا من العلاقة الجدلية بين التجربتين الروسية و الصينية في العلاقة بين الإنتفاضة الشعبية و حرب التحرير الشعبية ، باعتبارهما شكلين لثورتين عالميتين متناقضتين متكاملتين ، في العلاقة بين الحرب النظامية و حرب القواعد الحمراء المتحركة ، في العلاقة بين السرية في العمل السياسي و العلنية في العمل الجماهيري ، في العلاقة بين العمل السياسي و العمل العسكري ، في العلاقة بين الإستراتيجية الثورية و بناء الحزب الثوري المغربي.

لقد استطاعت منظمة "إلى الأمام" بعد سنة من تأسيسها تحديد الطريق الثوري للثورة المغربية التي يشكل فيها بناء الحزب الثوري المغربي مهمة أساسية لمنظمة الثوريين المحترفين ، و لم تغفل المنظمة قوة العدو الطبقي المتمثل في الأوليغارشيا الكومبرادورية و المدعوم من طرف الإمبريالية عالميا مما جعلها تغير استراتيجيتها الثورية بسرعة فائقة حتى يتخذ البناء الحزبي الثوري مساره الصحيح ، و التي طرحتها للنقاش مع تيارات الحركة الماركسية اللينينية المغربية الأخرى كشكل من أشكال العمل السياسي الجماعي بين الفصائل ، إلا أن الإعتقالات التي مست منظمة "23 مارس" حالت دون تحقيق النقاش الجماعي و بلورة الخلاصات الجماعية ، و ساهم انهيار مناضليها أمام آلة القمع البوليسية على امتداد الإعتقالات إلى صفوف منظمة "إلى الأمام" بعد بروز الإستراتيجية الثورية الجديدة ، مما وضع أمام المنظمة و بإلحاح شديد مهمة بناء الحزب الثوري المغربي الكفيل ببلورة الإستراتيجية الثورية الجديدة في أرض الواقع.

3 ـ في العلاقة بين القيادة البروليتارية و الجبهة الثورية

في الوقت الذي شن فيه نظام الأوليغارشيا الكومبرادوري حربه العشواء ضد الماركسيين اللينينيين من أجل تدمير منظماتهم الثورية ، قامت المنظمة بمراجعة عملها في السرية عبر إصدار وثيقة "لنبني الحزب الثوري تحت نيران العدو" التي اشتملت على قواعد مواجهة القمع البوليسي الشرس ، و اختلفت آراء المناضلين حول مواجهة هذا الوضع الخطير على منظمتهم الثورية مما جعلها تستند في موقفها الجديد للممارسة السياسية على دراسة تجارب المنظمات الماركسية عالميا ، بدءا بموقف الحزب البلشفي خلال فترة الأزمة من 1907 إلى 1910 الذي اعتبر ارتباط الحزب بالجيش أمرا لا مناص منه في كل الظروف و في أقصاها قسوة ، مرورا بموقف الحزب في أزمة 1921 بعد الحرب الأهلية الذي يرتكز إلى "قيادة المعارك الدفاعية للبروليتاريا" و تطويرها لرفعها إلى مستوى "معارك سياسية من أجل الهدف النهائي" في مواجهة الإمبريالية ، و موقف المناضلين الثوريين المرتبطين بالجيش من موقف الحزب الشيوعي الصيني في 1929 ضدهم و موقف الحزب الشيوعي الألباني في 1941 الذي أكد على أهيمة الإلتحام بالجماهير في ظل الأزمة ، وصولا إلى تجربة الحزب الشيوعي الفيتنامي في مواجهة القمع و الإعتقالات و القتل خلال الحرب ضد الإمبريالية.

تشكل دراسة هذه التجارب الثورية العالمية سند منظمة "إلى الأمام" في بلورة مفهوم البناء الثوري للحزب الماركسي ـ اللينيني "تحت نيران العدو" الذي يرتكز إلى محاربة الإنطواء في صفوف مناضليها و الإنعزال عن الجماهير، إنسجاما مع أسس بلورة الإستراتيجية الثورية الجديدة في أوساط الجماهير في علاقتها ببناء الحزب الثوري المغربي و حددت لذلك مبدأين أساسيين :

1 ـ أن الجماهير هي التي تصنع تحت القيادة السياسية و الإديولوجية للبروليتاريا.

2 ـ هذه القيادة يحققها الحزب الماركسي-اللينيني, كنواة قائدة للطبقة العاملة والجماهير الثورية.

و خلصت المنظمة إلى أهمية العلاقة الجدلية بين القيادة السياسية و الممارسة البروليتارية في العلاقة بين القيادة و الجماهير الشعبية التي تنبثق منها هذه القيادة و باستمرار ، و تقول الوثيقة :

" ليس هناك "قادة" يمتازون بامتلاك المعرفة ويقدمونها للمناضلين ونستنتج أيضا أن تكوين منظمة ماركسية-لينينية في قلب نضال الجماهير وفي قلب ممارستها الثورية هو وحده الذي يسمح, حتى من خلال هجمات العدو, بإعداد خط سياسي صحيح يدفع بدوره إلى بروز مقاتلين جدد وكوادر ثورية جديدة من وسط هذه الجماهير."

و أكدت منظمة "إلى الأمام" على أن تحقيق الثورة الوطنية الديمقراطية لا يمكن أن يتم إلا عبر الديمقراطية البروليتارية التي تقودها البروليتاريا ، ففي ظل الأزمة لا يمكن فقط ممارسة الهجوم على العدو بل يجب كذلك تعلم علم التراجع الصحيح كما قال لينين عن الحزب البولشفي بعد أزمة 1907 ، و طرح أمام المنظمة كيفية بلورة "التراجع الصحيح" في ظل وجوب استمرار المعركة خاصة و أنها في طور التكوين و التأسيس في الوقت الذي يجب عليها الإلأتحام بالجماهير الشعبية ، و اعتمادا على انتقاد لينين لتجربة الحزب البولشفي في لحظة الأزمة في علاقته بالجماهير الشعبية الثائر غير القادرة على قيادة الثورة و استمراريتها بدون الحزب الثوري ، تقول الوثيقة :
" و لكن هل يمكن أن نتصور أن تتراجع قيادة أركان حرب تاركة الجيش يتدبر أمره وحده؟ هل نتصور قيادة أركان حرب لا تنظم التراجع؟ إن هكذا لا يعني معرفة وإتقان التراجع, ولكنه وبكل بساطة عدم تحمل مسؤولياتها."

فالتخلي عن النضال إلى جانب الجماهير الشعبية بدعوى الأزمة لا يمكن اعتباره إلا خيانة تاريخية للثورة المغربية ، و استندت المنظمة إلى تجربة الحزب الشيوعي الصيني في مسألتي "التراجع الإستراتيجي" و "الدفاع و الهجوم الإستراتيجي" التي أوضحهما ماو تسي تونغ.

و استخلصت المنظمة قواعد النضال الثوري من خلال دراسة التجربتين الروسية و الصينية بأسلوب الدياليكتيك الماركسي المنافي للتصور الميكانيكي للعمل بتجارب الشعوب ، مما يتطلب دراسة الواقع الموضوعي السياسي و الإقتصادي للثورة المغربية لاستخلاص استراتيجية العمل الثوري في علاقته بالعمل العسكري لتجاوز الأزمة ، في العلاقة الجدلية بين استراتيجية الثورة واستراتيجية التنظيم التي حددت المنظمة مباديء التنظيم الثوري :

- المبادئ اللينينية للحزب الثوري.
ـ كيف ترتبط الإستراتيجية الثورية في المغرب باستراتيجية التنظيم.
- كيف ترتبط استراتيجية التنظيم بمبادئ الدفاع الإستراتيجي المذكورة سابقا.
و أكدت المنظمة على المباديء اللينينية للحزب :
- تنظيم الثوريين المحترفين والمتجدرين داخل نضال الجماهير, هي الداعمة التي يقوم عليها لحزب.
- إن منظمة المحترفين الثوريين تتكون من مناضلين انبثقوا من نضال الجماهير في سيرورة مرتبطة جدليا بإعداد الخط السياسي للحزب وانطلاقا من هذه الممارسة الثورية الجماهيرية نفسها لا من خلال تكوين إيديولوجي داخل حلقة مغلقة.
- إن الحزب ليس منظمة الثوريين المحترفين المتفوقين على الجماهير, كما يدعي تقديم ما العمل في الطبعة الفرنسية لسلسلة كتاب الجيب Livre de poche بل إن الحزب مجموعة مكونة من منظمة الثوريين المحترفين إضافة إلى المناضلين الماركسيين اللينيين في المنظمات الثورية الجماهيرية.
- من هنا بالذات, ومن خلال هؤلاء المناضلين, فإن الحزب يرتبط ويندمج(...) بالمنظمات الجماهيرية, في نفس الوقت الذي يقودها على مستويات مختلفة من الوعي الثوري, ويتغذى منها.

و ارتكزت المنظمة في منظورها لبناء الحزب البروليتاري على المنظور الماركسي اللينيني انطلاقا من أعمال ماركس في نقده لفيورباخ في الأطروحة الثالثة و ما أضافه لينين لها من توضيحات في أطروحته خطوتان ، و ركزت المنظمة على أهمية توسيع الحزب الثوري الذي يجب أن لا يبقى محصورا على المناضلين الثوريين المحترفين انطلاقا من تأكيد لينين على حاجة الحزب للمنظمات الأكثر و الأقل توسعا على السواء ، في ظل بلورة العلاقة بين السرية و العلنية في العمل داخل :

ـ منظمات الثوريين المحترفين.
ـ منظمات عمالية موسعة.
ـ منظمات عمالية مرتبطة بالحزب.
ـ منظمات غير مرتبطة بالحزب.

و اعتمدت المنظمة في تحليلاتها لاستراتيجة الثورة المغربية على النظرية الماركسية اللينينية التي تؤكد على ضرورة "تحريك كل طبقات الشعب" من أجل رفع الوعي الثوري لدى الطبقة العاملة تحقيق ، ذلك ما يتطلبه بناء الحزبي الثوري المغربي في بلد تشكل فيه الطبقة العاملة أقلية من سكان المدن مما يستوجب طريق حرب التحرير الشعبية كطريق للثورة المغربية ، الشيء الذي يتطلب إنطلاق النضال الثوري بالبوادي و المدن مما يساهم في تنمية الوعي البروليتاري من خلال بناء " الجبهة الثورية للعمال و الفلاحين" التي تساهم في بناء قيادة ثورية بروليتارية ، إعتمادا على الدياليكتيك الماركسي في العلاقة بين الثوريين المحترفين و جبهة العمال و الفلاحين بانتقال الوعي من المثقفين إلى العمال و من العمال إلى الفلاحين ، تقول الوثيقة :

" ومرة أخرى فإن بناء جبهة ثورية كهذه وبناء قيادة بروليتارية, ليس بناء آليا, أكاديميا : إعطاء العلم من المثقفين إلى العمال ومن جماهير العمال إلى جماهير الفلاحين, هذا البناء هو تحريك دياليكتيكي للعناصر المتقدمة أكثر التي تتأصل و تتجذر اليوم موضوعيا داخل قوى الشباب وداخل مجموع الجماهير الثورية في البلاد, أي داخل جماهير الفلاحين وفي نفس الوقت داخل الطبقة العاملة."

و ألحت المنظمة على أهمية "المنظمات الثورية للشباب المدرسي" ، من طلبة و تلاميذ المرتبطين بالطبقة العاملة بالمدن و البوادي ، في رفع الوعي الثوري لدى جماهير العمال والفلاحين ، مما يجعل منظمة الثوريين المحترفين تستمد نموها من نضالات هذه المنظمات الثورية الجماهيرية التي يتم توجيهها من طرف الماركسيين اللينينيين للمساهمة في إفراز العمال و الفلاحين و البورجوازية الصغيرة المتقدمة ، و من خلالها يتم تغذية منظمة الثوريين المحترفين في إطار الإستراتيجية الثورية لبناء الحزب الثوري في علاقته بإنجاز الثورة المغربية ، إذ ليس فقط بالتكوين النظري يمكن فرز العمال و الفلاحين المتقدمين بل كذلك باندفاع النضال الجماهيري العفوي في العلاقة بين النظرية و الممارسة ، إذ لا يجب على الثوريين المحترفين اعتبار أنفسهم فوق الجماهير و تحويل أنفسهم إلى معلمي و مربي جماهير العمال و الفلاحين بل يجب كذلك أن يتعلموا من النضالات الجماهيرية العفوية كما يقول لينين ، و اعتبر المنظمة الجريد ذات أهمية قصوى باعتبارها "المنظم الجماعي" كما يقول لينين بجعلها أداة تربط العلاقة بين منظمة الثوريين المحترفين و المنظمات الثورية الشبابية و العمالية ، ثقول الوثيقة :

" وضرورة جعلها أداة لتوجيه نضالات الجماهير , ولتكوين الكوادر البروليتارية في نفس الوقت, وذلك بالاندماج في الحركة الماركسية اللينينية, بالوصول إلى منظمة الثوريين المحترفين والمناضلين العمال والمناضلين المنحدرين من الشبيبة المدرسية."

و بعد هجوم الأوليغارشيا الكومبرادوية على مناضلي الحركة الماركسية اللينينية المغربية بالقمع و الإعتقالات التي مست بعض قياداتها ، ركزت منظمة "إلى الأمام" على بلورة منظور جديد لبناء الحزب الثوري المغربي وقف اتراتيجية ثورية جديدة تعتمد العمل السري في علاقته بالعمل العلني ، بالصمود أمام آلة القمع البوليسية من طرف المناضلين الماركسيين اللينينين بالعمل على بلورة المنطلقات الثورية في أوساط جماهير العمال و الفلاحين ، و حددت المنظمة أسس العمال السياسي الثوري في ظل القمع الشرس للنظام الكومبرادوري فيما يلي :

1- بأنه في الوقت الذي نركز فيه مجهوداتنا لبناء حركة ثورية صلبة, فإن من المستحيل تجنب على الدوام أي اعتقال في صفوف المنظمات الماركسية اللينينية كيفما كانت درجة إثقان هيكلتها العضوية.

2- بأن قدرة الرفاق على الصمود , كشرط أساسي لكي تكون الضربات التي يوجهها العدو محدودة, متعلقة مباشرة بتجذرهم داخل الجماهير, المصدر الوحيد والعميق للقوة وللثقة في الإيديولوجية الثورية.

3- بأنه بقدر ما تكون المنظمات الماركسية- اللينينية متجذرة داخل الجماهير؛ حتى إن كانت هذه الجماهير في المرحلة الراهنة- متكونة من الشباب الثوري؛ بقدر ما يتكون مكافحون ثوريون جدد وكوادر ثورية جديدة, والتي تأتي لتخلف الرفاق الذين سقطوا في المعركة, ولتقدم هذه المعركة إلى الأمام رغم ضربات العدو.

4 - بأن الرفاق الذين اعتقلهم العدو ليسوا لهذا السبب ضائعين من المعركة؛ ففي سجون العدو تنصهر كما كتب هو شي منه نفسه من سجنه سنة 1931, الطليعة التي يمنحها الشعب ثقته, ففي يوم ما سيخرج نضال الشعب هؤلاء الرفاق من السجن, وأن الخمس سنوات من سجن الأشغال الشاقة التي قضاها معظم كوادر الحزب الشيوعي الفيتنامي من سنة 1931 إلى سنة 1936 تظهر اليوم جد قصيرة بالنسبة للتاريخ المظفر للثورة الفيتنامية.

4 ـ في العلاقة بين وحدة الماركسيين اللينينيين و بناء الحزب الثوري

و كان توحيد الماركسيين اللينينين من المشاغل الأساسية لمنظمة "إلى الأمام" على اعتبار أن المنظمة الثورية الموحدة هي الكفيلة ببناء الحزب الثوري المغربي ، و هي تسلك في ذلك إلى أسلوب النقاش مع المنظمتين الماركسيين اللينينيتين "23 مارس" و "لنخدم الشعب" سعيا إلى بتاء إستراتيجية ثورية موحدة غب علاقتها باستراتيجية بناء الحزب الثوري .

و تشكل وثيقة "من أجل بناء خط ماركسي لينيني لحزب البروليتاريا المغربي" أهم الوثائق التي تناولت علاقة المنظمة بالفصيل الثالث من أجل ضبط الخلافات الأيديولوجية و السياسية من أجل تجاوز وضعية التشرذم و الإرتقاء إلى مستوى التوحيد ، و ركزت المنظمة على الصراع المنظم الديمقراطي بين الفصائل الثلاث إلا أن الإنتهازية اليمينية قيادة "23 مارس" دفعتها إلى طرح هذا الصراع جماهيريا من أجل الوضوح الأيديولوجي و السياسي ، من أجل كشف الخط التحريفي اليميني داخل الحركة الماركسية اللينينية و محاربته للمساهمة في بناء الخط الثوري للحركة الماركسية اللينينية ، و اعتبر المنظمة أن الصراع الأيديولوجي و السياسي ليس مع منطدظمة "23 مارس" نفسها إنما مع الخذ التحريفي اليميمي داخلها مما يستوجب ربط العلاقة مع قواعدها المرتبطين بالخط الماركسي اللينيني و جرهم إلى النضال المشترك ، من أجل عزل الخط الإنتهازي اليميني داخل الحركة الماركسية اللينينية و وضع أسس توحيد الماركسيين اللينينيين بتوضيخ الخذ الثوري للثورة المغربية في العلاقة بين الإستراتيجية الثورية و استراتيجية بناء الحزب الثوري.
و وضعت منظمة "إلى الأمام" المباديء الأساسي للنقاش المنظم الديمقراطي كما يلي :

1 ـ النقاش النزيه والهادف وتجنب كافة الاساليب الخاطئة والحلقية، النقاش الذي ينطلق من المفاهيم الاساسية ليصل الى القضايا العملية.

2ـ إشراك مجموع قواعد المنظمتين بصورة فعالة في هذا النقاش مع حق إبداء آراءها بدون التقيد بالمواقف الرسمية.

3ـ احترام الالتزامات المشتركة والعمل على الحفاظ على روح الوحدة والاتفاق وعدم اللجوء الى الابتزاز والتزييف.

4 ـ الانطلاق من التجارب العملية لكل منظمة في النقاش الجاري وفي تدعيم المواقف.

5 ـ النقد الذاتي كسلاح فعال بيد الماركسيين اللينينيين في تجاوز الأفكار والممارسات الخاطئة .

6 ـ خلق الشروط لتدعيم الممارسة المشتركة، وهذا العمل يمكن ان يتم في مجرى النقاش، وليس بعده، على أساس التحاليل السياسية الموحدة ومهام محددة، وعلى الرفاق ان يعيروا هذه المسألة الاهتمام الكافي، إذ تسمح بتوفيــر مناخ نضالي ورفاقي يساهم في تطوير النقاش الديمقراطي المنظم، ويسمح بممارسة القناعات والمواقف، ويخدم مهمة النضال ضد الحكم.

7 ـ ضرورة توفر برنامج متكامل للتوحيد حالما يتم قطع الشوط الأساسي في النقاش الديمقراطي المنظم، يحدد المراحل المتتالية لعملية التوحيد بشكل علمي.

و تشكل النقاط الثماني عشر الواردة في مسألة الحزب بهذه الوثيقة الأطروحة المتكاملة لبناء حزب بروليتاري ثوري مغربي ، باعتبار أن بناء الحزب البروليتاري الماركسي اللينيني يشكل مهمة مركزية داخل الحركة الماركسية اللينينية المغربية مما يتطلب تحديد الخط السياسي الثوري للماركسيين اللينينيين المغاربة ، و كانت الأطروحة المقدمة في وثيقة "لنبني الحزب الثوري تحت نيران العدو" المرتكز الأساسي للمنظمة في ظل القمع الشرس المسلط على الماركسيين اللينينيين ، و المناقض لنظرية منظمة "23 مارس" التي تدعو إلى "بناء الحزب في السلم" و"نظرية الأطر" و"الخط الداخلي" التي اعتبرتها المنظمة نظرية بورجوازية ، و بناء الحزب الثوري يتطلب النضال الكفاحي الثوري في أوساط جماهير العمال و الفلاحين المنسجم مع الأطروحة الماركسية اللينينية ، و تقول الوثيقة :

" هذا الحزب الثوري المنشود هو حزب البروليتاريا الطبقي، يضم الفصيل الطليعي من البروليتاريا، الفصيل المنظم والمسلح بعلم الماركسية اللينينية، ويقود التحالف العمالي الفلاحي ومجموع الجماهير الكادحة في جميع مراحل النضال، في الهجوم والتراجع، وقد أكدنا على النضال الدفاعي في حالة هجوم العدو المتواصل الذي ينهج نظام الحسن- عبد الله- اللدليمي ببلادنا، لأن الانحراف اليميني يقوم بتنظير انكماش الثوريين في حلقات التكوين النظري في حالة هجوم العدو وتراجع الجماهير الغير المنظم، إن على الحزب الثوري أن يحتفظ بارتباطه بالجماهير في جميع مراحل النضال وفي أحلك الشروط و أشدها قسوة، وان يكون هيأة الأركان العامة التي تقود العمليات الحربية لجيشها، ولا تنفصل عنه لحظة، مهما كان هذا الجيش صغيرا، ومهما كانت الظروف التي يقاتل فيها."

و أكدت المنظمة على دور الطبقة العاملة في القيادة الطليعية للحزب الثوري المغربي مما يتطلب التركيز في بناء الحزب البروليتاري الثوري أولا على تأسيس نواة حزبية بروليتارية تستند إلى العمال الصناعيين والمنجميين بالمدن و البوادي ، و أكدت الوثيقة على أسس الهوية الطبقية للحزب البروليتاري الثوري باعتبار الماركسية اللينينية أيديولوجية الطليعة الثورية و وضعت المباديء الأساسية لذلك كما يلي :

ـ لأن الحزب الثوري هو حزب البروليتاريا الطبقي، هو الفصيل الطليعي المنظم من البروليتاريا ومسلح بالماركسية اللينينية، وقيادة البروليتاريا ليست مسالة نظرية فقط ، بل هي مسألة عملية، فلا يمكن تصور الحزب الثوري بدون هوية طبقية فعلية.
ـ لأن البروليتاريا هي الطبقة الثورية حتى النهاية، التي يؤهلها واقعها الموضوعي لقيادة الثورة، في مرحلة النضال ضد الامبريالية، إلى النهاية وانتصار الثورة الوطنية - الديمقراطية- الشعبية والسير بها بخطى ثابتة نحو الاشتراكية.
ـ لأن البروليتاريا المغربية بما تملك من تقاليد نضالية راسخة ما يقرب من أربعين سنة قد أظهرت جدارتها واستحقاقها لقيادة الثورة، سواء في معركة التحرر الوطني ضد الاستعمار المباشر او في النضال الوطني الديمقراطي ضد الاستعمار الجديد.

و انطلاقا من تجربة النضال الثوري للفلاحين ضد الإستعمار المباشر و النضال الثوري للطبقة العاملة المغربية بالمدن المنحدرة أصلا من البوادي في علاقتهما بانتصارت المقاومة و جيش التحرير ، فإن المد الثوري للجماهير الشعبية بعد الإستقلال الشكلي لم يتوقف إلا بعد انحراف الحزب الشيوعي المغربي الذي ترك الطبقة العاملة المغربية تحت رحمة الأوليغارشيا الكومبرادورية و البورجوازية الوطنية ، و رغم التحريفية الإنتهازية نمت الإنطلاقة الثورية للجماهير الشعبية من جديد في ظل الإستعمار الجديد في المدن منذ 1963 ، و حددت المنظمة أسس العمل الثوري في أوساط الجماهير العمالية كما يلي :

ـ الاندماج بنضالات الطبقة العاملة العفوية والاقتصادية والعمل على قيادتها، ووضعها في اتجاه جذري.
ـ التركيز على المراكز البروليتارية الأساسية التي تؤهلها شروطها الموضوعية لبلورة نواة البروليتارية صلبة.
ـ القيام بالتحقيقات في أوضاع الطبقة العاملة و نضالاتها، واستخراج الدروس منها.
ـ دمج الماركسية اللينينية بنضالات الطبقة العاملة ونشرها على أوسع نطاق.
ـ بتكوين أطر البروليتاريا صلبة ومحترفين ثوريين يشكلون النواة البروليتارية.
ـ بناء اللجان العمالية كإحدى أدوات إنجاز هذه المهام.

و اعتبرت المنظمة أن بناء الحزب الثوري لا ينتهي عند تأسيس نواة بروليتارية بل يتعدى ذلك إلى بناء تحالف العمل و الفلاحين إذ يعتبر الفلاحون القوة الثورية الأساسية في الثورة المغربية، و تعتبر القيادة البروليتارية ذات أهمية قصوى في جعل قوة للفلاحين جبارة و بدون الطليعة البروليتارية الثورية تكون هذه القوة الجبارة فارغة من مضمونها الطبقي ، كما لا يمكن للأطر الثورية تحقيق هذا العمل بالإرتباط الميكانيكي بالطبقة العاملة إنما في العلاقة الجدلية بين العمل بالمدن و البوادي بالإرتباط بجماهير العمال و الفلاحين ل" خلق نقاط ارتكاز تشكل انطلاق العمل الثوري في الفلاحين وفي البادية عموما" كما جاء في الوثيقة ، التي اعتبرت المثقفون الثوريون أساس تغذية الأطر الثورية لبناء نواة طليعة ثورية ، و تقول الوثيقة :

" إن المصدر الأساسي للأطر في الشروط الراهنة وللحركة الماركسية اللينينيية هم المثقفين الثوريين، من حركة الشبيبة المدرسية بدرجة أولى ، و يشكلون الوسيلة الأولى مرحليا في عملية بناء الطليعة البروليتارية، إن الشبيبة المدرسية هي المعبر عن الوعي الحسي للجماهير الكادحة، وتشكل أداة حاسمة في نشر الماركسية اللينينية، و انحدار أوسع جماهير الشبيبة المدرسية من العمال و الفلاحين يشكل ميزة هامة في هذا المجال، ولهذا فهي تفرز المثقفين الثوريين المرتبطين عضويا بالجماهير الكادحة. لكن الأمر يقتضي بلترة سائر المثقفين الثوريين، الذين يبقون من الرغم من ذلك معرضين لتأثير الإيديولوجيات الرجعية و البرجوازية السائدة في المجتمع، بواسطة الاندماج بنضالات الجماهير الكادحة و التشبع بخط الجماهير و بالماركسية اللينينيية، ذلك هو ما نقصده بمفهوم إعادة التربية."

و أكدت المنظمة على دور المثقفين الثوريين في بلورة الفكر الماركسي اللينيني في أوساط جماهير العمال و الفلاحين ، إنطلاقا من الممارسة البروليتارية التي يجب أن ترتكز إلى التصور الماركسي اللينيني للممارسة العملية في علاقتها بالنظرية الثورية ، التي تحث على الإنصهار في أوساط الجماهير و التعلم من تجاربها الخاصة التي تبنيها انطلاقا من حركاتها العفوية التي يجب توجيهها من داخل الطبقتين ، دون اعتبار المثقفين الثوريين فوق الطبقات و لعب دور المعلم المربي بل توجيهها من صلب هاتين الطبقتين بقيادتها الطليعية ، و تقول الوثيقة :

" إن دور المثقفين الثوريين لا زال كبيرا، لكنه بغية عدم السقوط في النخبوية و التحريفية، ينبغي عليهم الانخراط في الممارسة مع الجماهير الكادحة و التعلم منها، من أجل التخلص من رواسب المعرفة الرجعية و البرجوازية والتربية التي يتلقونها في مجتمع الاستعمار الجديد، وينبغي إعادة تربيتهم في سياق نضالهم من أجل بلورة الطليعة البروليتارية، ذلك أن المربي هو نفسه في حاجة إلى تربية."

و أكدت المنظمة على أهمية توحيد الماركسيين اللينينين في إنجاز مهمة بناء الحزب البروليتاري الثوري إنطلاقا من تحدي الخط السياسي الثوري عبر التحليل الملموس للوضع السياسي الراهن ، و الذي يرتكزا إلى العمل المشترك بين الفصائل في أرض الواقع و قيادة المعارك الجماهيرية في الوقت الذي يشكل فيه النقاش المنظم الديمقراطي بينها المرتكز الأساسي للوضوح الأيديولوجي و السياسي و التنظيمي ، و تقول الوثيقة :

" في مسألة التوحيد توجد بيننا اتفاقات باستثناء ما أشرنا إليه ، بالإضافة إلى عدم إعطاء الرفاق الأهمية البالغة لمسألة بناء علاقات نضالية مشاركة ، على أساس رؤية موحدة للوضع السياسي في كل مرحلة وللمهام التي يتطلبها ، إن ذلك سيشكل وسيلة أساسية لتحقيق المزيد من التقارب الإيديولوجي و السياسي وممارسة القناعات الموحدة وتدعيمها ، وتمتين جبهة النضال ضد الحكم الرجعي ، ولهذا ندعو الرفاق إلى إعطاء هذه المسألة أهميتها البالغة ، وذلك ما ننهجه حتى مع رفاق "23 مارس" لمصلحة النضال ضد الانحراف اليميني ذاته وتصفيته."

و نظرا لأهمية إستراتيجية بناء الحزب البروليتاري الثوري المغربي فب علاقته بالإستراتيجية الثورية و توضيح الطريق الثوري ، عملت المنظمة على وضع المباديء الأساسي لعمل الحزب البروليتاري الثوري المغربي كما يلي :

ـ المركزية الديمقراطية : القائمة على جدلية الطليعة والجماهير، و توفير منظمة حديدية وموحدة الإرادة و الفكر والممارسة ، وتفتتح مجال الانتقاد و الابتكار ، ومتدفقة الحيوية ، على أساس وحدة الانضباط على جميع المستويات ، وينبغي ممارسة المركزية الديمقراطية مع الجماهير وذلك من خلال جدلية المنظمة و التنظيمات الثورية الشبه جماهيرية و المنظمات الجماهيرية.
ـ النقد والنقد الذاتي داخل المنظمة و أمام الجماهير.
ـ القيادة الجماعية : عبر ضرب كافة أشكال تسلط الفرد و المبادرات الفردية اللامسؤولة ، إن هذا المبدأ يجسد مفهوم البروليتاريا للعالم على صعيد الممارسة التنظيمية.
ـ الانضباط البروليتاري الصارم والموحد على كافة المستويات.

يتطلب تطبيق هذه المبادئ الشروط التالية :

ـ تعزيز الطابع البروليتاري للمنظمة و بلترة الأطر.
ـ تشديد التثقيف النظري والصراع الإيديولوجي الهادف، التطبيق المتواصل لخطها و انتقاده و إنمائه، التطهير المستمر للمنظمة من كافة العناصر المنحرفة والمتفسخة والمرتدة وتجديد دمائها باستمرار.

و حددت منظمة "إلى الأمام" أساليب العمل السياسي الثوري في علاقته بالعمل العسكري في نقطتين أساسيتين في هذه الوثيقة و هما "الجبهة الثورية الموحدة" و "العنف الثوري" ، اللتان سطرت فيهما المهام الثورية للحزب البروليتاري الثوري المغربي التي ترتكز إلى السيطرة على السلطة السياسية و الإقتصادية و العسكرية ، إنطلاقا من تحقيق الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية في ظل الديمقراطية البروليتارية كمرتكز أساسي للبناء الإشتراكي في ظل دولة ديكتاتورية البروليتاريا.

و أكدت المنظمة في وثيقة " الوضع الراهن والمهام العاجلة للحركة الماركسية اللينينية" على اختياراتها الثورية التي بلورتها في وثيقة "مسودة حول الإستراتيجية الثورية" ، فبعد تحليل الوضع السياسي و الطبقات المتصارعة في علاقتها بالثورة المغربية المرتبطة بالثورة العربية والعالمية ، تمت بلورة مفهوم العلاقة بين "الإستراتيجية الثورية" و "العنف الثوري" في النقطة المتعلقة ب"الإستراتيجية الثورية و العنف الثوري" إنطلاقا من "برنامج الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية" ، المرتكزة على "الحرب الشعبية الطويلة المدى" التي تم وضع أسسها في وثيقة المسودة عبر دور "القواعد الحمراء المتحركة" المنبتقة من "التحالف العمالي الفلاحي" المرتبط ب"القيادة البروليتارية الثورية" ، مما يطرح أمام الحركة الماركسية اللينينية المغربية مهمة توحيد فصائلها في منظمة موحدة تشكل نواة الحزب البروليتاري الثوري في علاقتها بالعمل السياسي الثوري في أوساط الجحماهير ، و يقول الوثيقة :

" وإذا لم تستطع تحقيق هذه القفزة المطلوبة بشكل حاسم، في الشروط الجديدة للوضع الراهن، الذي يتطلب تحولا جديدا في مختلف مستويات العمل الثوري، السياسية والإيديولوجية والتنظيمية، فإنها تعجز عن القيام بدورها في عملية انبثاق الأداة الثورية، التي هي بالدرجة الأولى عملية اندماج الطليعة الثورية المنظمة بحركة الطبقة العاملة أولا، ومجموع الجماهير الكادحة، وهي عملية كفاحية شاملة، تتطلب خطا إيديولوجيا وسياسيا وتنظيميا سديدا. إن الحزب الثوري هو حصيلة هذا الاندماج، فهو يتأسس ويتدعم كقيادة عامة لكفاح الجماهير، من خلال تقدم هذا الكفاح نفسه وتعمقه. ليس بناء الحزب الثوري عملية تتم خارج كفاح الجماهير بشكل سلمي وهادئ، وليس الحزب الثوري معطى سابقا على الحركة الجماهيرية أو نتيجة لها، إنه منتج ونتيجة لها في نفس الوقت، يتصلب وينصهر في عنف الكفاحات الشاقة للجماهير الكادحة."

5 ـ خلاصـــــــة

لقد استطاعت منظمة "إلى الأمام" بلورة منظور ثوري جديد وفق شروط الحياة المادية لمرحلة الإستعمار الجديد الذي قادته الأوليغارشيا الكومبرادورية في علاقتها المدعومة من طرف الأمبريالية ، هذا المنظر الثوري الجديد الذي يستمد أسسه من المفهوم الماركسي اللينيني لبناء الحزب البروليتاري الثوري و الذي تجاوز منظور "الإنطلاقة الثورية" المرتكزة على الإنتفاضات العفوية للجماهير ، و الذي أسست عبره المنظمة تصورها الأولي لإنجاز الثورية المغربية في علاقتها ببناء الحزب البروليتاري الثوريى المغربي إلى بناء منظور جديد يرتكز إلى "الإستراتيجية الثورية" .

و تعتبر هذه القفزة النوعية في العمل السياسي الثوري للمنظمة تطورا هاما في الفكر الماركسي اللينيني داخل الحركة الماركسية اللينينية المغربية ، بعد إبراز العلاقة الضرورية بين العمل السياسي الثوري و العمل العسكري كشكلين أساسيين لعمل كل منظمة ماركسية لينينية ثورية تناضل في ظل نظام كومبرادوري ، تشكل فيه الأوليغارشيا الكومبرادورية الطبقة المسيطرة في علاقتها بدول الإقطاعيات و البورجوازيات العربية المدعومة من طرف الإمبرالية في ظل نظام كومبرادوري ، يجب مواجهته وفق إستراتيجية ثورية تستند إلى الحالف العمالي الفلاحي أساسا في علاقته بالمثقفين الثوريين داخل منظمة ثورية نواة الحزب البروليتاري الثوري .

و يعتبر إنجاز الثورية الوطنية الديمقراطية الشعبية الهدف الأساسي لبناء الأستراتيجية الثورية في علاقتها باستراتيجية بناء الحزب البروليتاري الثوري ، و اعتمد المنظمة على تجربتين ثوريتين أساسيتين هما الثورتين الروسية و الصينية وفق شروط الحياة المادية للواقع الموضوعي بمغرب الإستعمار الجديد ، من أن بلورة منظور ماركسي لينيني ينسجم و تطورات هذا الواقع الموضوعي في علاقته بتطور الحركة الماركسية اللينينية المغربية ، الذي تشكل بناء الحزب البروليتاري الثوري المغربي المهمة الأساسية في عملها السياسي الثوري إنطلاقا من العلاقة الجدلية بين العمل السياسي الثوري للثوريين المحترفين المرتبطين بالجماهيري ، للإرتقاء بالنضلات الجماهيرية من المستوى العفوية إلى المستوى الجماهيري الثوري و من النضالات الإقتصادية إلى النضالات السياسية .

و أكدت المنظمة على أهمية توحيد الماركسيين اللينينيين المغاربة في منظمة ثورية موحدة تشكل النواة الصلبة لبناء الحزب البروليتاري الثورية ، الأداة الوحيدة الضرورية لإنجاز الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية في علاقتها بالثورة العربية و العالمية.




#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بناء الحزب البروليتاري الثوري من منظور منظمة - إلى الأمام - ...
- بناء الحزب البروليتاري الثوري من منظور منظمة - إلى الأمام - ...
- الوضع السياسي الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة
- ماركسية أم ماركسية لينينية ؟ -دحض الفكر التحريفي الإنتهازي-
- أهمية النضال الأيديولوجي و السياسي ضد الفكر المثالي الذاتي ا ...
- عن طبيعة حركة 20 فبراير
- المذهب الماركسي اللينيني أعلى مراحل تطور الدياليكتيك الماركس ...
- المذهب الماركسي اللينيني أعلى مراحل تطور الدياليكتيك الماركس ...
- المذهب الماركسي اللينيني أعلى مراحل تطور الدياليكتيك الماركس ...
- المذهب الماركسي اللينيني أعلى مراحل تطور الدياليكتيك الماركس ...
- المذهب الماركسي اللينيني أعلى مراحل تطور الدياليكتيك الماركس ...
- المذهب الماركسي اللينيني أعلى مراحل تطور الدياليكتيك الماركس ...
- الحركة الماركسية اللينينية المغربية في مواجهة التحريفية الإن ...
- الثورات الشعبية المغاربية و العربية في القرن 21 في مواجهة دك ...
- المعركة الوطنية المفتوحة للمعطلين ترفع راية النضال الثوري با ...
- الثورة التونسية و الثورة المضادة
- جمهورية ديمقراطية أم ملكية برلمانية ؟
- النضال الطبقي العمالي من خلال تجربة المنجميين ب-إيمني- درس ...
- الحركة الشبيبية الثورية المغربية في علاقتها بحركة 20 فبراير
- الحركة الشبيبية في علاقتها بانتفاضة 23 مارس 1965


المزيد.....




- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
- تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص ...
- جامعة كولومبيا تعلق المحاضرات والشرطة تعتقل متظاهرين في ييل ...
- كيف اتفق صقور اليسار واليمين الأميركي على رفض دعم إسرائيل؟


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - في العلاقة بين العمل السياسي الثوري و العمل العسكري من منظور منظمة -إلى الأمام-