أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - المذهب الماركسي اللينيني أعلى مراحل تطور الدياليكتيك الماركسي - الملحق رقم 5 - العمل الحرفي و منظمة الثوريين المحترفين -















المزيد.....


المذهب الماركسي اللينيني أعلى مراحل تطور الدياليكتيك الماركسي - الملحق رقم 5 - العمل الحرفي و منظمة الثوريين المحترفين -


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 3458 - 2011 / 8 / 16 - 21:38
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


المذهب الماركسي اللينيني أعلى مراحل تطور الدياليكتيك الماركسي ـ الملحق رقم 5
ـ العمل الحرفي و منظمة الثوريين المحترفين ـ

الدياليكتيك الماركسي الأعلى على مستوى التنظيم

لقد بدأ لينين في مقاله "بم نبأ ؟ " بأهمية العمل في الوقت نفسه من جميع الجوانب ببناء المنظمة التي يحتاجها الماركسيون اللينينيون ، و لن يتم ذلك إلا ب"الإنفصال التام عن الإقتصاديين" و أن الممارسة الثورية تتطلب منظمة المحترفين الثوريين الذين تكون مهمتهم الأولى هي الممارسة السياسية في إطار منظمة ثورية ، و قد أجاب عن هذا السؤال في كتابه ما العمل ؟ الذي تناول فيه مسألة حرية النقد باعتبارها الأسلوب الأمثل في متناول قضايا الإشتراكية ـ الديمقراطية ، هذا الأسلوب الذي كثر الحديث عنه في أوساط المثقفين و المنابر السياسية و الجامعية و الذي يتخذ شكل النقد البورجوازي للماركسية ، للسعي إلى بناء أحزاب ليست للثورة الإجتماعية و لكن أحزاب ديمقراطية للإصلاحات الإجتماعية :

يقول لينين :

" وقد أعلن برنشتين وأظهر ميليران بما يكفي من الوضوح فحوى الإتجاه "الجديد" الذي يأخذ من الماركسية "القديمة، الجامدة"، موقفا "نقديا". ينبغي للإشتراكية-الديموقراطية أن تتحول من حزب للثورة الإجتماعية إلى حزب ديموقراطي للإصلاحات الإجتماعية. هذا المطلب السياسي أحاطه برنشتين بمجموعة كبيرة من البراهين والاعتبارات "الجديدة" نسقها تنسيقا لا بأس به. فقد أنكر إمكانية دعم الاشتراكية علميا وإمكانية البرهان على ضرورتها وحتميتها من وجهة نظر المفهوم المادي للتاريخ؛ أنكر واقع تزايد البؤس والتحول إلى البروليتاريا وتفاقم التناقضات الرأسمالية؛ أعلن أن مفهوم "الهدف النهائي" ذاته باطل ورفض فكرة ديكتاتورية البروليتاريا رفضا قاطعا؛ أنكر التضاد المبدئي بين الليبرالية والاشتراكية؛ أنكر نظرية الصراع الطبقي وزعم أنها لا تنطبق على مجتمع ديموقراطي صرف يدار وفق مشيئة الأكثرية، الخ.. وهكذا فإن مطلب الإنعطاف الحاسم من الاشتراكية-الديموقراطية الثورية إلى الإصلاحية الإجتماعية البرجوازية قد رافقه انعطاف لا يقل حسما نحو النقد البرجوازي لجميع أفكار الماركسية الأساسية." كتاب : ما العمل ؟

لقد أصبحت حرية النقد تعني لدى الإنتهازية "حرية الإنتجاه الإنتهازي" من أجل بناء أحزاب إصلاحية "حرية إدخال الأفكار البورجوازية على الماركسية" ، من أجل إدخال "العناصر البورجوازية" على الإشتراكية لتكريس استغلال الرأسمال للعمل ، حرية الصناعة التي تنشر حروب النهب و السلب و نهب الشغيلة باسم حرية العمل ، من أجل تحويل الحركة العمالية الثورية إلى ذيل لليبرالية و تركيز مفهوم الإقتصادية في صفوفها من طرف البرينتشتينيين ، في أفق دمج المثقفين الماركسيين مع الليبراليين في العمل السياسي البورجوازي الذي يحارب النقد الماركسي للرأسمالية .
و حدد لينين العناصر الأساسية لمحاربة الإنتهازية الحزبية الإصلاحية التي تحدد مفهوم حرية النقد من المنظور الماركسي ، عبر العمل النظري و المزاوجة بين العمل السري و العلني في الممارسة العملية للثوريين المحترفين.

يقول لينين :

" نظرا لهذه الخصائص التي يتصف بها "النقد" الروسي والبرنشتينية الروسية، بم كان ينبغي أن تتلخص مهمة الذين أرادوا أن يكونوا خصوما للإنتهازية فعلا، لا قولا فقط؟ كان ينبغي، أولا، الإهتمام باستئناف ذلك العمل النظري الذي لم يكد يبتدئ في عهد الماركسية العلنية والذي ألقي الآن مرة أخرى على عاتق المناضلين السريين؛ فبدون هذا العمل لم يكن بالإمكان نمو الحركة بنجاح. وكان من الضروري، ثانيا، القيام بنضال نشيط ضد "النقد" العلني الذي كان يفسد العقول إفسادا شديدا. وكان من الضروري، ثالثا، النضال النشيط ضد التبعثر والتردد في الحركة العملية بكشف ودحض كل محاولة تبذل، بوعي أو بغير وعي، للحط من مكانة برنامجنا وتكتيكنا." نفس المرجع.

و أكد لينين على أهمية العمل النظربي بين الماركسيين الذين يريدون محاربة الإنتهازية في الإشتراكية ـ الديمقراطية ، و حرية النقد ليست استبدال نظرية بنظرية أخرى بل "تعني التحرر من كل نظرية متكاملة" ، إلا أن الضعف النظري المتفشي في صفوف الماركسيين يحول حرية النقد إلى ميوعة فكرية تنشر "الإضطراب النظري" ، الناجم عن سوء الفهم نظرا لانحطاط المستوى النظري الشائع لدى جل الماركسيين ، و استخلص مقولته المشهورة "لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية" في مرحلة تفشت فيها الإنتهازية.

يقول لينين :

" فقد كتب ماركس إلى زعماء الحزب: إذا كانت هنالك من حاجة إلى الإتحاد، فاعقدوا معاهدات بغية بلوغ أهداف عملية تقتضيها الحركة، ولكن إياكم والمساومة بالمبادئ، إياكم و"التنازل" النظري. هذه هي فكرة ماركس. وها نحن نجد بيننا أناسا يستغلون اسمه للتقليل من أهمية النظرية! لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية. إننا لا نبالغ مهما شددنا على هذه الفكرة في مرحلة يسير فيها التبشير الشائع بالإنتهازية جنبا إلى جنب مع الميل إلى أشكال النشاط العملي الضيقة جدا." نفس المرجع.

و تأتي أهمية العمل النظري لصيانة الحزب الثوري من الأخطاء القاتلة التي قد تعصف به نحو الإنتهازية خاصة في مرحلة تأسيسه ، كون الإشتراكية ـ الديمقراطية ذات بعد عالمي مما يتطلب محاربة الإنتهازية ليس فقط محليا بل كذلك عالميا خاصة في البلدان الفتية ، و علاقة تجربة الحزب بباقي التجارب العالمية التي لا يجب استنساخبا بل العمل على تمحيصها عبر العمل النظر مما يجعل نظرية الحزب تتطور ، كما أن المهام الوطنية ذات أهمية قصوى في نجاحات الحزب لما للنضال و التحرر الوطني من أهمية في بلورة النظرية السديدية في تناول القضايا الوطنية .
و يؤكد لينين على قادة الحزب الثوري بأن يطوروا نظريتهم و ينشروا استنتاجاتهم النظرية في أوساط الجماهير الشعبية ، ليس بنشر الأفكار التقليدية الجاهزة بل ببلورة أفكار جديدة تتلاءم و الأوضاع السياسية و الإقتصادية الجديدة دون أن تنزلق نحو الإنتهازية.

يقول لينين :

" وسيكون واجب القادة على وجه الخصوص أن يثقفوا أنفسهم أكثر فأكثر في جميع المسائل النظرية وأن يتخلصوا أكثر فأكثر من تأثير العبارات التقليدية المستعارة من العقيدة القديمة وأن يأخذوا دائما بعين الاعتبار أن الاشتراكية، مذ غدت علما، تتطلب أن تُعامل كما يُعامل العلم، أي تتطلب أن تدرس. والوعي الذي يكتسب بهذا الشكل ويزداد وضوحا، ينبغي أن ينشر بين جماهير العمال بهمة مضاعفة أبدا، كما ينبغي أن يزداد على الدوام تماسك صفوف منظمة الحزب ومنظمة النقابات…" نفس المرجع.

و شدد لينين على أهمية العلاقة بين النظرية و الممارسة في علاقة الحزب الثوري بالجماهير الشعبية و علاقة التنظيم بعفوية الجماهير ، و دور الثوريين المحترفين في بلورة الأفكار الثورية في صفوف الجماهير بجعلها مادة تتغلغل في أوساطهم ، ففي الوقت الذي يجب فيه العمل على "استيقاظ الجماهير" لا بد من توجيه فعلهم العفوي في الإنتجاه الصحيح لتحقيق انتصارهم على أعدائهم الطبقيين ، و تشكل البروليتاريا الصناعية الركيزة الأساسية في الصراع الطبقي لما تملك من عناصر ثورية التي يجب الوعي بها من طرف قادة الحزب الثوري ، و أن ضعف هذه الطبقة الرئيسية في الصراع الطبقي ناتج عن عدم بلوغ الوعي لدى الثوريين المحترفين مداه في العلاقة بين النظرية و الممارسة العملية ، و عن أهمية العفوية لدى البروليتاريا باعتبارها "الشكل الجنيني للوعي".

يقول لينين :

" وإذا قورنت إضرابات العقد العاشر بهذه "المشاغبات"، أمكن وصفها بـ"الوعي" لعظم الخطوة التي خطتها حركة العمال إلى الأمام في هذه الفترة. وهذا ما يوضح لنا أن "العنصر العفوي" ليس في الجوهر غير الشكل الجنيني للوعي. فالمشاغبات البدائية كانت تفصح منذ ذلك الحين عن نوع من استيقاظ الوعي: كان العمال يفقدون إيمانهم القديم بثبات الأوضاع التي ترهقهم وأخذوا… يحسون - ولا أقول يفهمون- ضرورة المقاومة الجماعية ويكفون بحزم عن الخنوع الذليل لأصحاب الأمر والنهي. ولكن ذلك كان على كل حال مظهرا أشبه باليأس والإنتقام منه بالنضال." نفس المرجع.

و العفوية لا تنتج الوعي إلا أنها تمثل شكلا من الأشكال الجنينية للوعي و هي بعيدة كل البعد عن انتاج النظرية الثورية و الوعي الطبقي ، لكون النظريات الفلسفية و التاريخية و الإقتصادية نتاج العمل النظري للطبقة البورجوازية ، و حتى معلمي الطبقة العاملة ماركس و إنجلس ينحذرون من الطبقة البورجوازية كما هو الشأن بالنسبة للينين نفسه ، فالوعي الطبقي خارج عن نظاق عفوية الجماهير الشعبية و الجماهير العمالية من بينها ، من هنا تأتي أهمية الثوريين المحترفين الممارسيين بروليتاريا في علاقتهم بالجماهير العمالية ، في علاقة النظرية بالممارسة العملية ، في علاقة الفكر بالواقع ، في علاقة تحويل الوعي الحسي لدى البروليتاريا إلى وعي طبقي ، القوة الأساسية في الثغيير الثوري ، لهذا لا يجب تقديس العفوية باعتبار التنظيم أساسي في نجاحات نضالات البروليتاريا و انتصارها.

يقول لينين :

" ولما كان من غير الممكن حتى أن تكون ثمة إيديولوجية مستقلة تصنعها جماهير العمال نفسها في مجرى حركتها موضع بحث• فلا يمكن أن تطرح المسألة إلا بالشكل التالي: إما إيديولوجية برجوازية وإما إيديولوجية اشتراكية. وليس ثمة وسط بينهما (لأن البشرية لم تصنع إيديولوجية "ثالثة"، أضف إلى ذلك أنه في مجتمع تمزقه التناقضات الطبقية، لا يمكن أن توجد على الإطلاق أية إيديولوجية خارج الطبقات أو فوق الطبقات). و لذلك فإن كل انتقاص من الإيديولوجية الاشتراكية وكل ابتعاد عنها هو في حد ذاته بمثابة تمكين للإيديولوجية البرجوازية وتوطيد لها. ويتحدثون عن العفوية. ولكن التطور العفوي لحركة العمال يسير على وجه الدقة في اتجاه إخضاعها للإيديولوجية البرجوازية، يسير على وجه الدقة وفق برنامج "Credo" ("الكريدو")، لأن الحركة العمالية العفوية هي التريديونيونية. هي Nur-Gewerkschaftlerei. وما التريديونيونية غير إخضاع العمال فكريا للبرجوازية. ولذا فإن واجبنا، واجب الاشتراكية-الديموقراطية، هو النضال ضد العفوية، هو النضال من أجل صرف حركة العمال عن نزوع التريديونيونية العفوي إلى كنف البرجوازية وجذبها إلى كنف الاشتراكية-الديموقراطية الثورية." نفس المرجع.

و الحزب الثوري بقدر ما ينمو تنمو مهامه و تتطور بفضل علاقته الوطيدة مع الجماهير الشعبية و على رأسها البروليتاريا ، في ارتباطه بمصالحها الطبقية ، بالوعي بها و الدفاع عنها ، بالعمل على تغلغل النظرية الماركسية في أوساط الجماهير العمالية ، و لتعميق بعد التناقض في التعاطي مع المهام الثورية في علاقتها بتطور الحزب البروليتاري ، أكد لينين على أهمية محاربة "الإقتصادية" و "العفوية" باعتبارهما تعرقلان نمو الوعي الطبقي لدى جماهير العمال ، حيث لا يكفي التشهير بالظلم الذي يلحق البروليتاريا بالمعامل بل يجب تجاوز ذلك إلى التشهير بالحكم المطلق الذي يرعى سيادة ظلم جميع الطبقات ، و هكذا تربط البروليتاريا مصالحها بمصالح الطبقات الشعبية بتجاوز الوعي الحسي المعتمد على العفوية إلى الوعي السياسي ، بالإهتمام بالقضايا السياسية لتنمية الصراع الطبقي بنمو الوعي الطبقي من أجل التغيير الثوري .

يقول لينين :

" فليس يكفي أن نبين للعمال ما يحيق بهم من ظلم سياسي (كما لم يكن كافيا أن نبين لهم التضاد بين مصالحهم ومصالح أصحاب العمل). إن من الضروري أن نقوم بالتحريض بصدد كل مظهر ملموس من مظاهر هذا الظلم (كما كنا نتناول بتحريضنا مظاهر الظلم الاقتصادي الملموسة). ولما كان هذا الظلم يمس شتى طبقات المجتمع على اختلافها، ولما كان يتجلى في مختلف ميادين الحياة والنشاط - المهنية والعامة والخاصة والعائلية والدينية والعلمية الخ.، الخ.، أفليس من الواضح أننا لن نقوم بمهمتنا، مهمة إنماء وعي العمال السياسي، إن لم نأخذ على عاتقنا أمر تنظيم التشهير بالحكم المطلق تشهيرا سياسيا شاملا؟ ذلك لأننا إذا كنا نريد أن يتناول تحريضنا هذا الظلم في مظاهره الملموسة، فينبغي فضح هذه المظاهر (كما أن التحريض الاقتصادي كان يقتضي فضح الفظائع في المعامل)؟ الأمر واضح كما يبدو." نفس المرجع.

و يشكل التشهير السياسي أحد الركائز الأساسية في رفع الوعي لدى الجماهير العمالية و ذلك بتجاوز التشهير الإقتصادي إلى الإرتباط بالقضايا السياسية ، و لن يتأتى ذلك إلا ب"تنظيم التشهير السياسي" و "تربية النشاط الثوري" لدى الجماهير العمالية ، مما يؤدي إلى رقع مستوى الوعي الطبقي لديهم ب"التحريض السياسي" ليس على الصعيد الإقتصادي فقط المرتبط بالباطرونا و سياسة الحكومة ، بل على الصعيد السياسي العام المرتبط بنظام الدولة المطلق كلل ، الشيء الذي يتطلب "تنظيم التحريض السياسي" عن طريق الحزب الثوري و بعمل الثوريين المحترفين في أوساط الجماهير العمالية.

يقول لينين :

" والواقع أننا لا "نرفع مستوى نشاط جماهير العمال" إلا إذا لم نكتف بـ"التحريض السياسي على الصعيد الإقتصادي". ولما كان أحد الشروط الأساسية لضرورة توسيع التحريض السياسي هو تنظيم التشهير السياسي في جميع الميادين لأن تربية وعي الجماهير السياسي ونشاطها الثوري لا تمكن إلا عن طريق هذا التشهير، - كان هذا النوع من النشاط وظيفة من أهم وظائف الاشتراكية-الديموقراطية العالمية بأكملها، لأن الحرية السياسية هي الأخرى لا تزيل هذا التشهير البتة، بل تغير اتجاهه بعض الشيء." نفس المرجع.

الكل يتفق على أنه يجب الرفع من مستوى الوعي لدى الجماهير العمالية إلا أن ذلك لا يمكن أن يتم إلا بتجاوز العمل الإقتصادي ، بالإرتباط بالقضايا جميع الطبقات في نضالها ضد الحكومة و الدولة ، حيث لا يمكن تنمية وعي الجماهير العمالية بالنضال الإقتصادي وحده بل بالممارسة السياسية المرتبط بالتنظيم ضد العفوية ، حيث المهام السياسية مرتبطة بالمهام التنظيمية للثوريين المحترفين في علاقتها بالصراع الطبقي من أجل إسقاط نظام الدولة المطلق كلل ، مما يتطلب تأسيس منظمة مركزية للثوريين المحترفين بقيادة سياسيين حقيقيين مرتبطين أشد ارتباط بالنظرية الماركسية.
لقد سجل لينين شغف الطلبة بالماركسية في أواخر القرن 19 ليس باعتبارها فقط نظرية بل على أنها جواب على سؤال : ما العمل ؟ ، الذي طرحه لينين آنذاك ، على الرغم من أن هؤلاء الطلبة لا تربطهم أية صلة بالمناضلين القدامى في الحركة ، إلا أن حلقاتهم نظمت صلات بالعمال ، لكن هذه الصلات يشوبها ضعف تنظيمي رغم الأشكال التنظيمية الجنينية التي أسسوها ، و التي تحاول حل مسألة التنظيم في علاقتها بالجماهير العمالية ، و هي لم تنبثق من نظرية تنظيمية بل اتخذت أشكالا مكشوفة قد تعصف بهم إلى الإنتهيار بعد أي تحريض مكشوف تلاحقه الدولة ، و ذلك نتيجة العمل العفوي لهذه الحلقات الطلابية المكشوفة أمام الشرطة السياسية التي تراقب حركات المناضلين الثوريين ، و الذين تعمل على اعتقال بعضهم تاركة المجال للحلقة لتنمو و مراقبتها حتى يحين موعد تقليم أظافها و هكذا دواليك .
منذ ذلك الحين أدرك لينين أهمية السرية في عمل الثوريين المحترفين و أهمية منظمتهم الثورية السرية و أسس أسسها التظيمية ، بعد الضربات القاسية التي سنتها الأجهزة القمعية ضد هذه الحلقات و اعتقال جل قادة الجماهير العمالية بسب أخطاء الحزب الثوري ، و أخذت الحلقات تنفصل بعضها عن بعض و بالتالي انفصالها عن العمال الذين يفقدون الثقة في العمل الحرفي و في المثقفين الثوريين المحترفين ، و خلص إلى أهمية وحدة الثوريين المحترفين في منظمة ثورية موحدة.

يقول لينين :

" فنضال الاشتراكية-الديموقراطية السياسي أوسع جدا وأكثر تعقيدا من نضال العمال الإقتصادي ضد أصحاب الأعمال والحكومة. وكذلك (وتبعا لذلك) لا بد لتنظيم الحزب الاشتراكي-الديموقراطي الثوري من أن يكون من نوع آخر يختلف عن تنظيم العمال للنضال الإقتصادي. إذ ينبغي لمنظمة العمال أن تكون، أولا، مهنية، ثانيا، واسعة ما أمكن؛ ثالثا، علنية ما أمكن (هنا وفيما يأتي من البحث لا أعني بالطبع غير روسيا الحكم المطلق). وبالعكس، ينبغي لمنظمة الثوريين أن تضم بالدرجة الأولى وبصورة رئيسية أناسا يكون النشاط الثوري مهنتهم (ولذلك أتحدث عن منظمة الثوريين، وأنا أعني الثوريين-الاشتراكيين-الديموقراطيين). وحيال هذه الصفة المشتركة بين أعضاء مثل هذه المنظمة ينبغي أن يمحى بصورة تامة كل فرق بين العمال والمثقفين فضلا عن الفروق بين مهن هؤلاء وأولئك على اختلافها. ينبغي لهذه المنظمة بالضرورة أن لا تكون واسعة جدا، وأن تكون على أكثر ما يمكن من السرية." نفس المرجع.

و حدد لينين عناصر العمل الثوري السري الناجح في كل منظمة ثورية سرية يقودها الثوريون المحترفون من الإشتراكيين ـ الديمقراطيين الثوريين ، في نضالهم الثوري في علاقته بين السرية و العلنية ، في علاقته بين العمل السياسي و العمل الإقتصادي ، بارتباطه بالتظيم المحكم و الإنضباط و الطاعة للتنظيم ، في علاقة التنظيم بعفوية الجماهير العمالية.

يقول لينين :

" ينبغي لنا أن نفهم من تعبير "الأذكياء" في الميدان التنظيمي - كما أشرت غير مرة - الثوريين المحترفين فقط ، سواء ظهروا من بين الطلاب أو العمال ، فلا فرق. وها أنا ذا أجزم بأنه :
1 ـ لا يمكن أن توجد أية حركة ثورية وطيدة بدون منظمة من القادة ثابتة تحافظ على الاستمرارية.
2 ـ بمقدار ما يتسع الجمهور الذي ينهض بصورة عفوية إلى النضال والذي يؤلف قاعدة الحركة ويساهم فيها ، تشتد الحاجة إلى مثل هذه المنظمة وينبغي لها أن تكون أوطد (وإلا سهل بنفس المقدار على كل ديماغوجي التغرير بفئات الجمهور المتأخرة).
3 ـ ينبغي لهذه المنظمة أن تتألف بصورة رئيسية من أناس يجعلون من النشاط الثوري مهنة لهم.
4 ـ بمقدار ما نضيق، في بلاد يسودها الاستبداد، قوام أعضاء هذه المنظمة بحيث لا يشترك فيها غير الأشخاص الذين جعلوا من النشاط الثوري مهنة لهم والذين تدربوا تدريبا مهنيا على فن النضال ضد الشرطة السياسية ، تزداد صعوبة "اصطياد" هذه المنظمة .
5 ـ يزداد عدد أبناء الطبقة العاملة والطبقات الإجتماعية الأخرى الذين تتاح لهم إمكانية الإشتراك في الحركة والعمل النشيط فيها.

و عمل لينين على دحض ادعاءات زعماء الأمية الثانية و على رأسهم كاوتسكي ، الماركسي المرتد قائد الإنتهازيين الذي قام بتحريف مفهوم الثورة التي حاول تعويضها بالإصلاحية البرلمانية ، حين كانت أحزاب الأممية الثانية هي السائدة في خدمة الدعاية للبرلمانية ضد الثورة ، و اعتبر كاوتسكي الأحزاب أدوات السلم ، و هي في نظر لينين لا تصلح لخدمة البروليتاريا ، لكونها في خدمة البورجوازية ، و هي تقوم بالدعاية المفرطة للبرلمانية ، و أصبحت أجهزة انتخابية يشكل أعضاؤها كتلا داخل البرلمان ، مما يجعل هذه الأحزاب ذيلية لهذه الكتل عاجزة عن خدمة مصالح البروليتاريا.

يقول ستالين :

"المنظمة السياسية الأساسية للبروليتاريا، في المرحلة التي ساد فيها انتهازيو الأممية الثانية، لم تكن الحزب بل الكتلة البرلمانية. فمن المعروف أن الحزب، في ذلك العهد، كان ذيلاً للكتلة البرلمانية وعنصراً معداً لخدمتها. وغني عن البيان، في أحوال كهذه، أن مجرد البحث في تهيئة البروليتاريا للثورة، لم يكن له مجال، مع وجود مثل هذا الحزب على رأسها." كتاب : أسس اللينينية.

و في مرحلة المد الثوري التي شكل فيها القضاء على الإستعمار و السيطرة على الحكم من طرف البروليتاريا المهمتين الأساسيتين ، أصبح الحزب الماركسي اللينيني هو المنظمة الأساسية في الصراع الطبقي ، يعمل على تثقيف البروليتاريا و إعدادها للسيطرة على الحكم ، و أصبح من الضروري بناء حزب ثوري باستطاعته إنجاز المهمات الجديدة ، في ظل شروط جديدة ، في ظل تهييء البروليتاريا لخوض معركة الثورة ، من أجل بناء دولة ديكتاتورية البروليتاريا.

و حدد لينين مهام الحزب الماركسي اللينيني فيما يلي :

1 – الحزب من حيث هو فصيلة الطليعة من الطبقة العاملة.
2 – الحزب من حيث هو فصيلة منظمة من الطبقة العاملة.
3 – الحزب من حيث هو أعلى أشكال تنظيم البروليتاريا الطبقي.
4 – الحزب من حيث هو أداة ديكتاتورية البروليتاريا.
5 – الحزب من حيث هو وحدة في الإرادة لا تقبل وجود التكتلات الانقسامية.
6 – الحزب يقوى بتطهير نفسه من العناصر الانتهازية.



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المذهب الماركسي اللينيني أعلى مراحل تطور الدياليكتيك الماركس ...
- المذهب الماركسي اللينيني أعلى مراحل تطور الدياليكتيك الماركس ...
- المذهب الماركسي اللينيني أعلى مراحل تطور الدياليكتيك الماركس ...
- المذهب الماركسي اللينيني أعلى مراحل تطور الدياليكتيك الماركس ...
- المذهب الماركسي اللينيني أعلى مراحل تطور الدياليكتيك الماركس ...
- الحركة الماركسية اللينينية المغربية في مواجهة التحريفية الإن ...
- الثورات الشعبية المغاربية و العربية في القرن 21 في مواجهة دك ...
- المعركة الوطنية المفتوحة للمعطلين ترفع راية النضال الثوري با ...
- الثورة التونسية و الثورة المضادة
- جمهورية ديمقراطية أم ملكية برلمانية ؟
- النضال الطبقي العمالي من خلال تجربة المنجميين ب-إيمني- درس ...
- الحركة الشبيبية الثورية المغربية في علاقتها بحركة 20 فبراير
- الحركة الشبيبية في علاقتها بانتفاضة 23 مارس 1965
- الإنتفاضة الشعبية المغربية و مهام حركة 20 فبراير
- أهمية البناء الجماهيري لحركة 20 فبراير
- ما معنى -الشعب يريد إسقاط النظام- ؟
- بيان إلى الرأي العام بصدد اختطاف واعتقال الرفيق العياشي ألري ...
- نتائج الثورة المصرية : حكومة ثورية أم انقلاب عسكري ؟
- الثورة و الدولة و العنف الثوري في التجربة المصرية
- الثورة الشعبية المصرية المظفرة و تأسيس الدولة الوطنية الديمق ...


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - المذهب الماركسي اللينيني أعلى مراحل تطور الدياليكتيك الماركسي - الملحق رقم 5 - العمل الحرفي و منظمة الثوريين المحترفين -