أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - الثورة التونسية و الثورة المضادة














المزيد.....

الثورة التونسية و الثورة المضادة


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 3338 - 2011 / 4 / 16 - 06:07
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


أفرزت الثورة الشعبية التونسية تناقضات صارخة في أوساط الماركسيين اللينينيين حول مفهوم الثورة و علاقتها بالإنتفاضة ، و ذلك ناتج عن عجز هؤلاء أمام تطور الأحداث التاريخية بعد سقوط الديكتاتورية بتونس في ظل ضعف الحركة العمالية ، العاجزة عن قيادة الثورة التونسية مما يهدد بقيام ثورة مضادة تركز سيطرة البورجوازية البيروقراطية على السلطة من جديد ، فاكتفى هؤلاء بمحاولة تفسير الأحداث بدل تغيير الواقع انطلاقا من السجال حول الثورة و الإنتفاضة إلى حد تضارب الآراء و تناقضها دون أن يفيد ذلك اللحظة الثورية التي نعيشها في شيء ، رغم أن تجارب الشعوب غنية بما يفيد الثورات التي نعيشها اليوم و على رأسها الثورة الروسية.
يقول لينين عن ثورة 1917 :" و لولا ثورة سنوات 1905 - 1907 و لولا الثورة المضادة لسنوات 1907 - 1914 ، لاستحال أن "تقرر" جميع طبقات الشعب الروسي و الشعوب الأخرى القاطنة في روسيا "مصيرها بنفسها" بمثل هذه الدقة ، و لاستحال كذلك أن تحدد هذه الطبق...ات موقفها بعضها من بعض و موقفها من الملكية القيصرية ، هذا الموقف الذي تجلى خلال الأيام الثمانية من ثورة شباط - آدار (فبراير ـ مارس) 1917 ." رسائل من بعيد ، الرسالة 1 ، المرحلة الأولى من الثورة الأولى.
و ما زاد في حدة هذا السجال بروز بداية ثورة مضادة بتونس و التي يجب مواجهتها بكل حزم بدل التردد و التنكر بوجود ثورة شعبية تفتقد إلى قيادة ثورية ، فإنجازات ثورة 1905 ـ 1907 التي سماها لينين ثورة و ليس انتفاضة ، أقل بكثير مما أنجزه الشعب التونسي في دجنبر ـ يناير 2010/2011 ، الذي استطاع إسقاط الديكتاتور بن علي و فتح آفاق البناء الثوري ضد البورجوازية البيروقراطية قي تونس ، إلا أنه كما يقول لينين فالبورجوازية عندما تهدد مصالحها تصبح أكثر عدوانية و قتالية من أي وقت مضى دفاعا عن مصالحها الطبقية .
لقد هدد الشعب التونسي مصالح البورجوازية البيروقراطية و بالتالي هدد مصالح الإمبريالية و لا يمكن أن ينتظر إلا الهجوم المضاد/الثورة المضادة ، و كما يقول لينين فالثورة التي لا تستطيع الدفاع عن نفسها ليست بثورة ، و الماركسيون اللينينيون إن تواجدوا في تونس و في ظل أزمة الثورة الشعبية التونسية عليهم أن يتعلموا التراجع الصحيح لبناء الهجوم الصحيح بدل السجال و محاولة تفسير الأحداث بدل تغييرها.
قال لينين عن أزمة 1907 بعد فشل الثورة :"الإنحطاط ، فساد تالمعنويات ، الإنشقاقات ، التشتت، الإرتداد ، العهر عوضا عن السياسة . إشتداد الميل إلى المثالية الفلسفية ، الصوفية كرداء للأمزجة المعادية للثورة" المؤلفات الكاملة المجلد 41 ، ص:10 .
على الماركسيين اللينينين التونسيين أن يواجهوا الثورة المضادة بدل تفسير ما يقع في بلادهم خارج الدياليكتيك الماركسي المادي بالإستفادة من ثورات الشعوب و أروعها الثورة الروسية ، و تعلم لينين من أزمة 1907 الكثير و هو يقول :" يجب على الأحزاب الثورية أن تكمل معارفها .فلقد ت...علمت الهجوم ، أما الآن فيتعين عليها أن تفهم أن من الضروري أن تتمم هذا العلم بعلم كيفية التراجع الصحيح . يتوجب عليها أن تفهم ـ و الطبقة الثورية تدرك ذلك بتجربتها المرة ـ أنه يستحيل الإنتصار بدون تعلم علم الهجوم الصحيح و التراجع الصحيح . و قد تراجع البلاشفة بنظام أكثر من جميع الأحزاب المعارضة و الثورية المحطمة ". المختارات الجزء الرابع ص: 14 .
إن نجاح الثورة التونسية لن يتحقق إلا بسيطرة الطبقة العاملة على السلطة السياسية و الإقتصادية و الشروع في البناء الإشتراكي ، و تهافت الأحزاب الإصلاحية على السلطة بعد سقوط الديكتاتور عبر ما يسمى ب"حكومة الوحدة الوطنية" ليس إلا مناورة الإصلاحية الحزبية و النقابية لجني ثمار الثورة الشعبية المظفرة ، و تبقى التحريفية الإنتهازية على هامش جني هذه الثمار بعدما عملت على عزل الطبقة العاملة عن مهامها التاريخية في قيادة الثورة ، بعدما هبت الجماهير الشعبية بعفوية ضد النظام البوليسي الديكتاتوري و استطاعت إسقاط الديكتاتور و تحقيق معجزة الثورة في القرن 21 ، و يبقى على عاتق الماركسيين اللينينيين التونسيين إن هم تواجدوا فعلا في صلب الحركة الثورية بتونس ، مواجهة تحريف الثورة عن مسارها الحقيقي الذي سطرته الجماهير الشعبية بعرقها و دم شهدائها و وضعها في مسارها الحقيقي المتجلي في تحقيق الثورة الإشتراكية اقتداء بثورة أكتوبر المظفرة.



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمهورية ديمقراطية أم ملكية برلمانية ؟
- النضال الطبقي العمالي من خلال تجربة المنجميين ب-إيمني- درس ...
- الحركة الشبيبية الثورية المغربية في علاقتها بحركة 20 فبراير
- الحركة الشبيبية في علاقتها بانتفاضة 23 مارس 1965
- الإنتفاضة الشعبية المغربية و مهام حركة 20 فبراير
- أهمية البناء الجماهيري لحركة 20 فبراير
- ما معنى -الشعب يريد إسقاط النظام- ؟
- بيان إلى الرأي العام بصدد اختطاف واعتقال الرفيق العياشي ألري ...
- نتائج الثورة المصرية : حكومة ثورية أم انقلاب عسكري ؟
- الثورة و الدولة و العنف الثوري في التجربة المصرية
- الثورة الشعبية المصرية المظفرة و تأسيس الدولة الوطنية الديمق ...
- الثورة الشعبية التونسية و الدولة
- درس في الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية التونسية المظفرة
- في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 21
- في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 20
- في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 19
- في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 18
- في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 17
- في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 16
- في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 15


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - الثورة التونسية و الثورة المضادة