أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال الحسين - في الذكرى 37 لاستشهاد القائد الشهيد عبد اللطيف زوال















المزيد.....


في الذكرى 37 لاستشهاد القائد الشهيد عبد اللطيف زوال


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 3545 - 2011 / 11 / 13 - 14:42
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


في الذكرى 37 لاستشهاد القائد الشهيد عبد اللطيف زوال

قال الشاعر الكبير أمل دنقل عن الشهداء : " ليس من يكتب بدم القلب كمن يكتب بالحبر ".

و قال القائد الشهيد عبد اللطيف زروال في حق أبيه : "...أنت أبي الذي صنعتني ثوريا".

و قال أبرهام سرفاتي مؤسس منظمة "إلى الأمام" الذي استحال إلى تحريفي انتهازي عن القائد الشهيد عبد اللطيف زروال :

" تذكرت غبطتك بالحياة ، و أيضا عزمك و صرامتك في النضال ، هاتين الميزتين اللتين تحليت بهما إلى حد الاستشهاد ... يا معلمي/ فضلك علي كبير ، ولكن كونك معلمي هي العلامة التي بقيت محفورة في داخلي بعمق أكبر ، فرغم كل سنوات النضال ، و أي نضال ، بقيت بورجوازيا ، و رغم صعوبات السرية الجمة جعلتني أكتشف بفضلك ... الواثق أدق حركات السلوك البروليتاري ، العناية التي توليها لأبسط الأشياء في الحياة اليومية ، الانضباط الذاتي أصبح طبيعيا ، قيامك التلقائي بابسط الأعمال في الحياة الجماعية ، و في كل هذا كنت تتصرف بظرافتك المعهودة."

لا يمكن الحديث عن الحركة الماركسية اللينينية الثورية المغربية بمعزل عن دور المناضل الثوري القائد الشهيد عبد اللطيف زروال ، ففي ظل هجوم التحريفية الإنتهازية على مشروع "الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية" الذي استشهد القائد الشهيد من أجله ، يسعى التحريفيون الإنتهازيون إلى طمس الإرث النضالي الثوري للمنظمة الماركسية اللينينية الثورية "إلى الأمام" باسم الإستمرارية ، و هم يتنكرون لصفحات الشهادة التي كتبها شهداء الحركة الماركسية اللينينية الثورية المغربية "إلى الأمام" و على رأسهم القائد الشهيد الذي أوقف نزيف المنظمة بدم قلبه في 14 نونبر 1974 بعد وضع القانون الداخلي و انتخابه أول أمين عام للمنظمة ، النزيف الذي طالها بعد انهيار مناضلي منظمة "23 مارس" أمام آلة القمع البوليسي بمخافر الشرطة لتطال الإعتقالات مناضلي منظمة "إلى الأمام" منذ 1972 ، و لم تتوقف إلا باستشهاد القائد الشهيد ليفتح بدم قلبه كتابة صفحات الشهادة و يكتب التاريخ للتحريفيين الإنتهازيين صفحات من الذل و العار و الهوان و هم يتحالفون اليوم مع الظلامية الرجعية الملطخة أياديها بدماء شهداء الحركة الثورية المغربية ، على حساب الأوضاع الإقتصادية المزرية للطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين ، فكان لا بد من فضح تحالف التحريفية الإنتهازية-الظلامية الرجعية في حركة 20 فبراير الذي يسعى إلى اغتيال المشروع الثوري للحركة الماركسية اللينينية الثورية المغربية و خاصة منظمة "إلى الأمام" التي رواها القائد الشهيد بدم قلبه...

القائد الشهيد عبد اللطيف زروال الذي كرس حياته لوضع أسس بناء الحزب الثوري للطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين في مواجهة البورجوازية الكومبرادورية عميلة الرأسمالية الامبريالية و الصهيونية و الرجعية العربية .

القائد الشهيد عبد اللطيف زروال الذي ساهم بشكل كبير في وضع أسس الحزب الثوري المغربي "تحت نيران العدو" كما تقول الوثيقة "لنبن الحزب الثوري تحت نيران العدو" و التي جاء فيها :

" لقد أظهر لنا لينين فيما قبل أن تطور الوعي الثوري لدى الطبقة العاملة , لا يمكن أن يتم إلا بتحريك كل طبقات الشعب... تحريك دياليكتيكي للعناصر المتقدمة أكثر التي تتأصل و تتجذر اليوم موضوعيا داخل قوى الشباب وداخل مجموع الجماهير الثورية في البلاد, أي داخل جماهير الفلاحين وفي نفس الوقت داخل الطبقة العاملة".

إن شروط الحياة المادية للنضال الثوري بالمغرب الذي من أجله استشهد القائد الشهد عبد اللطيف زروال قد تطورت و تعمقت مع هجوم الرأسمالية الإمبريالية على المكتسبات التاريخية للشعوب المضطهدة ، مما جعل التحريفية الإنتهازية تندفع وراء نزواتها الإصلاحية إلى حد التحالف مع الظلامية الرجعية في ظل تصاعد انتفاضات الشعوب المغاربية و العربية التي يحاول تحالف الإمبريالية- الرجعية احتواءها و لجمها.

فبعد الإنتفاضة الشعبية في 23 مارس1965 بالبيضاء التي أسفرت عن فرض حالة الاستثناء و سيادة القمع الأسود و تنامي التحريفية الإنتهازية كان لا بد للماركسيين اللينينيين المغاربة من مواجهة النظام الكومبرادوري و البورجوازية البروقراطية الحزبية و النقابة ، فكانت منظمة "إلى الأمام" المنظمة الرائدة في النضال الثوري إن على مستوى الزخم النضالي و تضحيات المناضلين الثوريين أو على مستوى الإبداع الفكري و النظري و بلورته تنظيميا.

و عرفت مرحلة تأسيس منظمة "إلى الأمام" بلورة النظرية الماركسية اللينينية في صفوف مناضليها كهوية أيديولوجية و سياسية في مواجهة الفكر البورجوازي الليبرالي و الديمقراطية البورجوازية الصغيرة ، و شكلت وثيقة "سقطت الأقنعة ، فلنفتح الطريق الثوري !" الأطروحة الأيديولوجية و السياسية التي تم اعتمادها بعد الانسحاب من حزب التحرر و الاشتراكية باعتباره حزبا ديمقراطيا بورجوازيا صغيرا ذا طبيعة إصلاحية و ممارسة انتهازية ، الوثيقة التي تم إغناؤها من طرف الشهيد القائد عبد اللطيف زروال عبر مجموعة من الوثائق التي أصدرتها المنظمة بعد اعتقالات 1972 ، مما ساهم بشكل كبير في وضع الأسس الأيديولوجية و السياسية و النضالية و التنظيمية للمنظمة عبر :

ـ تشخيص التناقضات الأساسية للمجتمع المغربي.
ـ مفهوم الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية .
ـ الجبهة الوطنية الديمقراطية الشعبية .
ـ الدور المركزي للطبقة العاملة في التغيير .
ـ مفهوم الكفاح الجماهيري المنظم و الطويل النفس .
ـ مفهوم بناء الحزب الثوري للطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين .

و تضمن "إعلان الأماميين الثوريين في الذكرى 40 لتأسيس المنظمة" أهم ما عرفته المنظمة الثورية "إلى الأمام" ما بين 1972 و 1976 و الذي حدد الخط و الإستراتيجية الثوريين للحركة الماركسية اللينينية الثورية المغربية :

الخط العام لإعادة البناء التنظيمي لمنظمة "إلى الأمام" (1972 ـ 1976) :

ليس المجال هنا لتقييم التجربة التنظيمية لمنظمة "إلى الأمام" و لكن التعريف ببعض الجوانب الهامة في تاريخها التنظيمي ، و نعتمد هنا ثلاث وثائق أساسية تبرز الفكر التنظيمي لمنظمة "إلى الأمام" و هاته الوثائق هي :

1 ـ "الوحدة الجدلية لبناء الحزب الثوري و المنظمة الثورية للجماهير"(29 مايو 1972).
2 ـ "تقرير 20 نونبر : عشرة أشهر من كفاح التنظيم ـ نقد و نقد ذاتي"(20 نونبر 1972).
3 ـ "النظام الداخلي لمنظمة "إلى الأمام" (أكتوبر 1974).

إعتمد الخط التنظيمي لمنظمة "إلى الأمام" على محاولة مستمرة لاستيعاب التجربة البلشفية و التجربة الصينية و الإستفادة من دروسهما ، ف"إلى الأمام" اعتبرت كما نحت إلى ذلك الوثيقة الأولى أن معرفة التحكم في جدلية بناء الحزب الثوري و التنظيم الثوري للجماهير يقوم على إدراك أن مصدر العفوية (spontanéisme) و "الإطاروية" (cadrisme) هو عمل المثقف البورجوازي الصغير الذي يضع نفسه مربيا فوق الجماهير، و قد تسنى لمنظمة "إلى الأمام" هذا الإستيعاب الجيد اعتمادا على نقد تجربة الحزب البلشفي (باعتبار وجود منحى إطاروي داخل تجربة الحزب) ، و اعتمدت "إلى الأمام" على الطرح اللينيني الوارد في رسالة فبراير 1905 التي انتقد فيها لينين العراقيل البيرقراطية داخل الحزب و المانعة لانفتاحه على الحلقات الثورية إبان ثورة 1905 .

و قد كان لمنظمة "إلى الأمام" نقدا للأحزاب الشيوعية التحريفية استنادا على الأطروحات اللينينية الأصيلة و بالإستناد إلى التجربة الصينية و الدور الهائل لماو . بناء عليه كانت "إلى الأمام" ترفض الصورة المشوهة لحزب المحترفين الثوريين كما كانت تقدمها بعض فصائل اليسار الثوري الأوربي ، بتحويلها للمفهوم الذي على أساسه المحترف الثوري أصبح "خبيرا في الماركسية اللينينية" و في "الثورة" أي فوق الجماهير ، هكذا رفضت "إلى الأمام" الصورة المشوهة ل"حزب المحترفين الثوريين" كما قدمها بعض فصائل اليسار الثوري العالمي لتؤكد على ضرورة العودة لجوهر الطرح اللينيني دون نقل حرفي.

و تكفلت وثيقة 20 نونبر"عشرة أشهر من كفاح التنظيم ـ نقد و نقد ذاتي" التي رفعت شعار "من أجل منظمة ثورية طليعية صلبة و راسخة جماهيريا ، قادرة على مواجهة العواصف الجماهيرية المقبلة و قيادتها". و لضيق المجال لن نتطرق للكيفية التي مهدت بها وثيقة "مسودة الإستراتيجية الثورية" الطريق لوثيقة 20 نونبر حينما أقدمت على نقد جوهر مفهوم "الإنطلاقة الثورية" الذي كانت تتبناه آنذاك منظمة "إلى الأمام" ، و الذي كان يقوم على ثلاثة عناصر وهي :

1 ـ عفوية الجماهير المطلقة.
2 ـ تصور ميكانيكي لمراحل الثورة.
3 ـ إغفال عامل التهييء للحزب الثوري و غياب جدلية العمل السياسي و العمل المسلح.

لقد انصب نقد وثيقة 20 نونبر 1972 على "اللامركزية كمبدأ تنظيمي باعتباره انعكاسا لخط و مفهوم القيادة كتنسيق سياسي يميزه بشكل رئيسي العفوية : عفوية حركة الجماهير في بناء تنظيمها الثوري ، عفوية الجماهير في بناء استراتيجيتها الثورية (يتعلق الأمر بمفهوم الإنطلاقة الثورية) . هكذا طبعت تجربة المنظمة في الفترة الممتدة من 30 غشت 1970 إلى 20 نونبر 1972 ، العديد من الممارسات تنتمي إلى خط العفوية التي تميزت به ممارسة التنظيم وذلك من خلال سيادة أسلوب الخطابة و التحريض الفوقي في مواجهة البيروقراطية المقيتة ، سيادة أسلوب المناشير الغير المرتبطة بعمل قاعدي ...

و قامت محاولات لتجاوز الوضعية لكنها ظلت عاجزة عن إدراك ثلاث قضايا أساسية :

1 ـ عجز عن فهم دور التنظيم في مرحلة تقدم حركة الجماهير العفوية و بناء الأداة الثورية.
2 ـ دور الطليعة في تركيز و بلورة المواقع و الفصائل المتقدمة في حركة الجماهير في كل مرحلة و ذلك من خلال اندماج الطليعة بحركة الجماهير العفوية و على رأسها الطبقة العاملة بمختلف الأساليب و ممارستها لعمل سياسي و تنظيمي يومي و طويل النفس داخل هذه الحركة و في مواقع متقدمة أولا.
3 ـ دور التركيز و البلورة في مرحلة بناء الأداة يتطلب تنظيما مركزيا متينا قادرا على إنجاز هذه المهمة و ذا قيادة صلبة.

بناء على إدراك متقدم لهذه النواقص و خصوصا بالإستفادة من تجربة القمع الذي طال المنظمة خلال سنة 1974 ، و باعتماد ما قدمته وثائق سابقة "الوحدة الجدلية لبناء الحزب الثوري و المنظمة الثورية للجماهير" و "مسودة حول الإستراتيجية الثورية" ساهم تقرير 20 نونبر 1972 في تطوير الخط التنظيمي لمنظمة "إلى الأمام" من خلال تأكيدها على سبعة من المحاور الرئيسية ، للدخول في انطلاقة جديدة من أجل إعادة بنائها و تطويرها و هذه المحاور السبعة هي :

1 ـ ضرورة بناء منظمة ثورية مهيكلة من المحترفين الثوريين منظمة الشيوعيين الذين ينظمون و يكرسون حياتهم و عملهم اليومي للثورة ، ينبثقون من النضال الجماهيري و يشكلون طليعته.
2 ـ منظمة ثورية تستند على الدور الطليعي للبروليتاريا في الخط و الممارسة : تضع مهمة التجذر داخل الطبقة العاملة في مقدمة كل المهام.
3 ـ منظمة ثورية تستند على المركزية الديمقراطية (مبنية على وحدة الإرادة ، وحدة الفكر و الممارسة الجماعية).
4 ـ منظمة ثورية صلبة و متينة قادرة على بناء الخط السياسي و ضمان تطبيقه في كل مرحلة و تطوير ممارسة التنظيم.
5 ـ منظمة ثورية يلتزم أفرادها بالإنضباط الصارم على كافة المستويات و ممارسة النقد و النقد الذاتي.
6 ـ منظمة ذات خط سياسي سديد انطلاقا من الإستيعاب الدائم لخصائص الوضع ببلادنا و على استعمال المنهج الماركسي اللينيني في تحديد هذا الخط و استنادا على تطوير حركة الجماهير الثورية.
7 ـ منظمة ثورية تساهم بصفة فعالة في وحدة الماركسيين اللينينيين من أجل منظمة ماركسية ـ لينينية موحدة نحو بناء الحزب الثوري.

و على نهج تقرير 20 نونبر 1972 ، و تحت تأثير سيرورة التطور الذي بدأت تعرفه "إلى الأمام" و الذي عرف أوجه سنة 1974 ذلك أن التنظيم عرف توسعا ملحوظا بارتباط مع توسع دائرة الإرتباط الجماهيري الذي مس قطاعات هامة عمال ، فلاحين ، شبيبة مدرسية ، أحياء شعبية ، عمل نقابي في قطاعات استراتيجية ، تحت هذه الشروط جاء النظام الداخلي للمنظمة (أكتوبر 1974) ، نص هذا النص في ديباجته على المباديء العامة للخط الأممي و الثوري للمنظمة المستند إلى مفاهيم أساسية :

الماركسية اللينينية ـ إسهامات ماو ، الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية ، الإشتراكية و الشيوعية ، الإستراتيجية الثورية ...

أما فيما يخص المباديء التنظيمية المستلهمة طبعا من الخط الأيديولوجي و من التجربة الملموسة فقد أكدت حسب المادة الأولى للنظام الداخلي على المركزية الديمقراطية كمبدأ تنظيمي أساسي للمنظمة في علاقة مع المستويات الثلاثة :

1 ـ المنظمة.
2 ـ التنظيمات الثورية الشبه جماهيرية.
3 ـ التنظيمات الجماهيرية.

أما المادة الثانية فقد سطرت مبدأ القيادة الجماعية للمنظمة على كل المستويات بينما المادة الثالثة أكدت مبدأ الإنضباط البروليتاري كإحدى شروط بناء الطليعة البروليتارية المنظمة لقيادة الثورة ، في حين نصت المادة الرابعة على مبدأ النقد و النقد الذاتي لتطوير خط المنظمة و ممارستها كنقد داخلي و أمام الجماهير، أما المادة الخامسة فأقرت بضرورة بناء التنظيمات الثورية الشبه الجماهيرية بتأطير المناضلين القاعديين الملتفين حول الخط السياسي للمنظمة وأيديولوجيتها البروليتارية ، و روابط متماسكة للمنظمة بالمنظمات الجماهيرية و بعامة جماهير البروليتاريا و الجماهير الكادحة ، و أكد المبدأ الخامس على قيام علاقة التنظيمات الثورية الشبه الجماهيرية بالمنظمة المركزية على مبدأ المركزية الديمقراطية ، و تناولت المادة السادسة شروط تطبيق هذه المباديء معتبرة ضرورة توفير خمسة شروط لتفعيل المباديء الخمسة و هي :

1 ـ تدعيم الطابع البروليتاري للمنظمة و فتح فرص الإحتراف الثوري للطلائع العمالية.
2 ـ التثقيف النظري السديد و العمل المتواصل على دراسة الماركسية اللينينية و روحها الحية.
3 ـ التطبيق المتواصل لسياسات المنظمة و خططها المرسومة.
4 ـ الإعتناء بالتنظيمات شبه الجماهيرية و تطويرها و إحكام روابط المنظمة معها.
5 ـ التطهير المستمر للمنظمة و الحفاظ الدؤوب على نقاوتها الثورية عبر نبذ العناصر المتفسخة و المرتدة والمنحلة و العديمة الحيوية و تعويضها بالعناصر المتوثبة و تجديد دماء المنظمة باستمرار.


بالإضافة إلى هذا أدخل النص تغييرات على مستوى البنية التنظيمية فأصبحت الهيآت المركزية تتشكل من المؤتمر الوطني العام ، اللجنة المركزية ، المكتب السياسي ، المجلس الوطني العام ، أما باقي البنيات فتتدرج كالتالي : المنظمة الفرعية ، المنظمة المحلية (مع لجنة فرعية ، لجنة محلية ) و القاعدية (الخلية ، الخلية المرشحة ...).

كانت منظمة "إلى الأمام" كذلك قد أقامت سياسة الأفواج (عبارة عن مدارس لتخريج الأطر) و كان أول فوج تخرج سنة 1974 هو فوج ماو تسي تونغ . كما كانت المنظمة تستعد لعقد مؤتمرها الوطني الأول حينما فاجأتها الإعتقالات إثر انهيار قيادة "23 مارس" و كان من نتائجها إعتقال العديد من أطرها و في مقدمتهم القائد الشهيد عبد اللطيف زروال ، الذي كان كل رفاق المنظمة مجمعين على ضرورة تحمله لمسؤولية أول أمين عام لمنظمة "إلى الأمام" التي كانت كما قلنا تستعد لمؤتمرها الوطني الأول.

و كانت المرحلة الممتدة ما بين 1976 و نهاية 1985 حاسمة في مسار المنظمة بعد اعتقال ما تبقى من القيادة الأولى التي عاصرت القائد الشهيد في بلورة الفكر الماركسي اللينيني نظريا و تنظيميا ، و بدأت هذه المرحلة بمحاكمة القيادة الأولى في يناير 1977 بعد نضالات مريرة داخل المعتقلات السرية من أجل المحاكمة العلنية التي حولها المناضلون الثوريون إلى محاكمة النظام الكومبرادوري ، حيث لم يقوموا بالدفاع عن النفس بقدر ما قاموا بالهجوم على سياساته الطبقية و فضحها و إبراز مشروعهم المجتمعي الثوري ، كما عرفت استشهاد المناضلة الثورية سعيدة المنبهي في 11 دجنبر 1977 بعد الإضراب البطولي عن الطعام و استشهاد المناضل الثوري جبيهة رحال في 13 أكتوبر 1979 . و انتهت هذه المرحلة بتركيز الخط التحريفي الإنتهازي داخل المنظمة بعد صعود القيادة الثانية التي شرعت في المساومة مع النظام الكومبرادوري منذ تأسيسها من أجل الإصلاحية و ضرب المشروع الثوري للمنظمة ، الذي أسسه القائد الشهيد عبد اللطيف زروال من خلال إبراز "دور الحزب الثوري" الذي تم وضع أسسه النظرية في الوثيقة "لنبن الحزب الثوري تحت نيران العدو" التي :

ـ تعطي الأهمية القصوى للحزب الثوري للطبقة العاملة و الفلاحين و المثقفين الثوريين باعتماد النظرية الماركسية اللينينية في علاقة الحزب بإنجاز الثورة المغربية المرتبطة بالثورة العربية و العالمية ، و المرتكز في عمله على المركزية الديمقراطية بالتفاعل الإيجابي بين القيادة و القاعدة و بين النظرية و التطبيق المرتبطين بالنضال الثوري في صفوف الجماهير ، و اعتماد السرية التامة على أساس الممارسة النضالية الثورية الملموسة و النقد و النقد الذاتي أمام الجماهير و نبد كل نزعة فردية خدمة للثورة المغربية باعتماد ما يلي :

ـ دراسة تاريخ تجارب الحركة العمالية الثورية العالمية .
ـ ربط الإستراتيجية الثورية باستراتيجية التنظيم .
ـ ربط استراتيجية التنظيم بمبادئ الدفاع الإستراتيجي.
ـ إعتماد المبادئ اللينينية للحزب الثوري التي يمكن تلخيصها فيما يلي:

1 ـ تنظيم الثوريين المحترفين والمتجذرين داخل نضال الجماهير هي الداعمة التي يقوم عليها لحزب.
2 ـ منظمة المحترفين الثوريين تتكون من مناضلين انبثقوا من نضال الجماهير في سيرورة مرتبطة جدليا بإعداد الخط السياسي للحزب وانطلاقا من هذه الممارسة الثورية الجماهيرية نفسها لا من خلال تكوين إيديولوجي داخل حلقة مغلقة.
3 ـ الحزب ليس منظمة الثوريين المحترفين المتفوقين على الجماهير بل الحزب مجموعة مكونة من منظمة الثوريين المحترفين إضافة إلى المناضلين الماركسيين اللينينيين في المنظمات الثورية الجماهيرية.
4 ـ الحزب يرتبط ويندمج(...) بالمنظمات الجماهيرية .

و كان للقائد الشهيد عبد اللطيف زروال دور كبير في ترسيخ أسس البناء النظري و التنظيمي و النضالي الثوري للحركة الماركسية اللينينية المغربية في مرحلتها الحاسمة و هي مرحلة التأسيس ، و ذلك بتجاوز مفهوم "الإنطلاقة الثورية" إلى بناء مفهوم "الإستراتيجية الثورية" .

و إنطلاقا من عناصر "الإنطلاقة الثورية" المغربية و العربية و العالمية التي ساهم فيها تداخل الصراع الطبقي بين الطبقات المسيطرة و البروليتاريا و حلفائها ، ترى منظمة "إلى الأمام" أهمية بناء الحزب الثوري المغربي أساسيا لما له من أهمية في بلورة "الثورة الجديدة" ضد "الإستعمار الجديد".

و ساهم القائد الشهيد عبد اللطيف زروال في وضع أسس الثورة المغربية في وثيقة "مسودة حول الإستراتيجية الثورية" بالإرتكاز على أهمية "الإستراتيجية الثورية" في تحقيق الثورة المغربية في علاقتها بالثورة العربية و العالمية ، و اعتبرت أنه يستحيل إنجاز الثورة بدون تنظيم ثوري يجسد العلاقة الجدلية بين النظرية الثورية و الممارسة الثورية للمناضلين الثوريين ، إنطلاقا من أن الهدف الأسمى لكل ثورة هو الإستيلاء على السلطة مما يوجب على المنظمة بلورة مفهوم العمل الجماعي و التفكير الجماعي " داخل الحركة الثورية للجماهير" ، ذلك ما تم بلورته في مسألة الإستراتيجية الثورية مما أعطى للتنظيم ، إنطلاقا من المنظور الجديد للمنظمة ، بعدا أدق و أشمل ، بدءا بالنقاش حول مضمون "الكفاح المسلح كطريق للثورة" الذي تباينت حوله الآراء مما ساهم في بلورة منظور جديد لمسار الثورة المغربية ، وتقول الوثيقة :

" هذا الانفصال الذي كان على مبدأ واحد : هو ضرورة الكفاح المسلح كطريق للثورة. وهكذا تواجدت خلال تلك المرحلة مواقف متباينة حول قضية الإستراتيجية من الغيفارية، إلى الانتفاضة البلشفية ، إلى حرب التحرير الشعبية." كما جاء في الوثيقة، و انتهاء بوضع أسس الممارسة الثورية الجديدة عبر مفهوم "حرب التحرير الشعبية".
و هكذا تم تركيز مسار بناء الحزب الثوري المغربي عبر العلاقة الجدلية بين "الإنطلاقة الثورية" التي تستند إلى " التقدم الهائل لكفاحات الجماهير" و "الإستراتيجية الثورية" التي أوضحت "طريق الثورة" عبر "حرب التحرير الشعبية".



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة و الدين و حرية المرأة
- المذهب الماركسي اللينيني أعلى مراحل الدياليكتيك الماركسي
- الدولة و الدين في الصراع بين المادية و المثالية
- في العلاقة بين العمل السياسي الثوري و العمل العسكري من منظور ...
- بناء الحزب البروليتاري الثوري من منظور منظمة - إلى الأمام - ...
- بناء الحزب البروليتاري الثوري من منظور منظمة - إلى الأمام - ...
- الوضع السياسي الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة
- ماركسية أم ماركسية لينينية ؟ -دحض الفكر التحريفي الإنتهازي-
- أهمية النضال الأيديولوجي و السياسي ضد الفكر المثالي الذاتي ا ...
- عن طبيعة حركة 20 فبراير
- المذهب الماركسي اللينيني أعلى مراحل تطور الدياليكتيك الماركس ...
- المذهب الماركسي اللينيني أعلى مراحل تطور الدياليكتيك الماركس ...
- المذهب الماركسي اللينيني أعلى مراحل تطور الدياليكتيك الماركس ...
- المذهب الماركسي اللينيني أعلى مراحل تطور الدياليكتيك الماركس ...
- المذهب الماركسي اللينيني أعلى مراحل تطور الدياليكتيك الماركس ...
- المذهب الماركسي اللينيني أعلى مراحل تطور الدياليكتيك الماركس ...
- الحركة الماركسية اللينينية المغربية في مواجهة التحريفية الإن ...
- الثورات الشعبية المغاربية و العربية في القرن 21 في مواجهة دك ...
- المعركة الوطنية المفتوحة للمعطلين ترفع راية النضال الثوري با ...
- الثورة التونسية و الثورة المضادة


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال الحسين - في الذكرى 37 لاستشهاد القائد الشهيد عبد اللطيف زوال