لماذا الخوف من اله المحبة ؟

مجدى زكريا

الحوار المتمدن-العدد: 4053 - 2013 / 4 / 5 - 13:31
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

ممن يجب ان نخاف ؟
كيف يمكننا التغلب على البخوف من الانسان ؟ باستبداله بخوف يمكن تبريره اكثر بكثير. وهذا النوع من الخوف شجع عليه الرسول بطرس , عندما قال : " خافوا الله. " والملاك الذى راه يوحنا فى الرؤيا صرخ الى الجنس البشرى : " خافوا الله واعطوه مجدا. " (رؤيا 14 : 7) والملك الحكيم سليمان شجع ايضا على خوف كهذا عندما قال : " فلنسمع ختام الامر كله. اتق الله واحفظ وصاياه لان هذا هو التزام الانسلن كله. " (جامعة 12 : 13) نعم , ان الخوف من الله هو التزام.
والخوف من الله يجلب الفوائد. رنم صاحب المزمور قديما : " لان خلاص الله قريب من خائفيه. " (مزمور 85 : 9). الخوف من الله امر سليم ومفيد. ولكن بالتأكيد تقولون فى نفسكم. الهنا اله محب. فلماذا يجب ان نخاف من اله المحبة ؟
لان الخوف من الله ليس الخوف المذل المشل الذى يستولى على الناس احيانا. انه نوع من الخوف الذى يمكن ان يشعر به الولد تجاه ابيه, رغم انه يحب اباه ويعرف ان اباه يحبه.
الخوف من الله هو حقا توقير شديد للخالق ينجم عن الادراك انه المجسم الكامل للبر , العدل , الحكمة , والمحبة. وذلك يشمل الخوف السليم من عدم ارضاء الله لانه الديان الاسمى الذى له القدرة ان يكافئ ويعاقب. كتب الرسول بولس. (عبرانيين ( 10: 31) ان محبة الله ليست امرا يسلم به , ولا دينونته امرا يستهان بها. ولهذا السبب يذكرنا الكتاب المقدس : " بدء الحكمة مخافة الرب " - امثال 9 : 1.
ومع ذلك يجب ان نتذكر انه على الرغم من الله له القدرة ان يعاقب اولئك الذين لا يطيعونه - وكثيرا ما فعل ذلك - فهو ليس متعطشا للدم او قاسيا على الاطلاق. انه حقا اله المحبة رغم انه , كوالد محب يغضب احيانا على نحو بار. لهذا السبب يكون الخوف منه سليما. فذلك يقودنا الى اطاعة شرائعه المعدة لخيرنا. واطاعة شرائع الله تجلب السعادة فى حين ان عدم اطاعتها يجلب دائما نتائج رديئة.
كيف يساعدنا الخوف من الله على التغلب على الخوف من الانسان؟ حسنا , قد يسخر البشر منا او حتى يضطهدوننا بسبب فعلنا ماهو صواب , مما يضع ضغطا علينا. ولكن الخوف , الذى يظهر الاحترام , من الله سيحملنا على الالتصاق بالمسلك الصائب لاننا لا نرغب فى عدم ارضائه. وعلاوة على ذلك , ستحثنا محبة الله على فعل ما يسر قلبه. بالاضافة الى ذلك , نتذكر ان الله يكافئنا بسخاء على فعل ماهو صواب, مما يجعلنا نحبه اكثر ونرغب قى فعل مشيئته. لذلك فان النظرة المتزنة الى الله تساعدنا على التغلب على اى خوف يمكن ان يكون لدينا من البشر.

مثلا , يجرى الضغط على كثيرين ليفعلوا ماهو خطأ بسبب الخوف مما يفكر فيه نظراؤهم. فالاحداث فى المدرسة قد يدخنون , يستعملون لغة بذيئة , يفتخرون بممارسة جنسية , وايضا يختبرون الكحول او المخدرات. ولماذا ؟ ليس دائما لانهم يريدون ذلك بل لانهم يخافون مما يقوله نظراؤهم ان هم تصرفوا بشكل مختلف. وبالنسبة الى المراهق فان السخرية والتهكم يمكن ان يكون احتمالهما صعب كالاضطهاد الجسدى.
وقد يشعر الراشد ايضا بالضغط ليفعل ماهو خطأ. فربما يقول رب العمل للمستخدم بأن يضخم فاتورة زبون او يملأ استمارة ضريبة الشركة بغش من اجل تخفيض ضرائبه. وقد يشعر الشخص بأنه ان لم يطع قد يخسر عمله. وهكذا فان الخوف من الانسان يمكن ان يضغط عليه ليفعل ماهو خطأ.
وفى كلتا الحالتين فان الخوف السليم من الله واحترام وصاياه يمنعان الشخص من ان يشله الخوف من الانسان. ومحبة الله تردعه عن الانهماك فى اعمال قد حرمها الله. وعلاوة على ذلك , فان ايمانه بالله يؤكد له انه اذا عمل بحسب ضميره المدرب على الكتاب المقدس يدعمه الله مهما كانتت النتيجة.
يزود الكتاب المقدس امثلة عديدة عن رجال ونساء كانوا امناء لله حتى تحت الامتحانات الاكثر قساوة. ولكنهم لم يسمحوا للخوف من الانسان بأن يسيطر على عقولهم. وبالاحرى اتبعوا المشورة الحكيمة نفسها التى اعطاها يسوع لتلاميذه : " لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون ان يقتلوها. بل خافوا بالحرى من الذى يقدر ان يهلك النفس والجسد كليهما فى جهنم. "
ان اتباع مشورة يسوع هذه بأن يخافوا من الله عوض عن البشر مكن ايضا المسيحيين الاوائل من احتمال كل نوع من المشقات , المحن , الاضطهادات. والرسول بولس مثال جدير بالملاحظة لذلك , فى رسالته الثانية الى اهل كورنثوس يظهر كيف شجعه الخوف من الله على احتمال السجن , الضرب , الرجم , انكسار السفينة , والاخطار المتنوعة فى الطرق , الاسهار , الجوع , العطش , البرد , والعرى. - 2 كورنثوس 11 : 23 - 27.
والخوف من الله شدد ايضا اولئك المسيحيين الاولين ليواجهوا الاضطهاد الشديد تحت حكم الامبراطورية الرومانية حين طرح البعض حتى للوحوش فى ميدان المصارعة. وفى القرون الوسطى حرق المؤمنون علنا حتى الموت لانهم لم يسايروا فى ايمانهم. وطبعا , اذا كان الله قد قوى المسيحيين على التغلب على الخوف من الانسان فى ظروف صعبة كهذه يمكنه ان يقوينا فى اية حالة قد نجد انفسنا فيها.
واليوم يعمل التشيطان ابليس كل ما يستطيع ليضغط علينا كى لا نرضى الله. لذلك يجب على المسيحيين الحقيقيين ان يكون لديهم التصميم نفسه الذى عبر عنه الرسول بولس عندما كتب : " أما نحن فلسنا من الارتداد للهلاك بل من الايمان لاقتناء النفس. " (عبرانيين 10 : 39) ان الخوف من الله مصدر حقيقى للقوة. فلنكن بمساعدته واثقين ولنقل : الله معين لى فلا اخاف ماذا يصنع بى انسان. - عبرانيين 13 : 6.

#مجدى_زكريا (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات