الرجل الحسود

مجدى زكريا

الحوار المتمدن-العدد: 4017 - 2013 / 2 / 28 - 14:40
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

للغة العبرانية جذر واحد فقط لكلمة " الغيرة. " وعندما تشير الكلمة العبرانية الى البشر الخطاة يمكن ان تترجم " حسد " او " منافسة " لكن اللغة اليونانية لها اكثر من كلمة واحدة تقابل " الغيرة " فالكلمة زلوس , كمرادفتها العبرية , يمكن ان تشير الى الغيرة البارة والخاطئة على السواء. والكلمة اليونانية الاخرى فثونوس , لها معنى سلبى محض. وتنقلها احدى الترجمات الدقيقة الى " حسد ".
وكيف استعملت الكلمة فثونوس فى اليونان القديمة ؟ يذكر قاموس أنكور للكتاب المقدس : " بعكس الجشع , فان الشخص الذى عنده فثونوس لا يريد بالضرورة الحصول على الممتلكات التى يستاء من حصول شخص اخر عليها , فهو لا يريد ان يحصل ذلك الشخص الاخر عليها , وهو يختلف عن الشخص المنافس بمعنى انه يهدف بخلاف الشخص المنافس , لا الى الكسب بل الى منع الاخرين من الكسب. "
والحسود لا يعى غالبا ان موقفه هو السبب الرئيسى لمشاكله. يوضح القاموس نفسه : " ان احدى ميزات فثونوس هى افتقارها الى الوعى الذاتى. فالشخص الذى عنده فثونوس , اذا دعى الى تبرير تصرفه , يقول دائما لنفسه وللاخرين ان الذين يهاجمهم يستحقون ذلك وان الظلم فى الحاله هو ما دفعه الى توجيه النقد. واذا سئل كيف امكنه ان يتكلم بهذه الطريقة عن صديق , فسيقول ان نقده هو لفائدة صديقه. "
يستعمل اثنان من كتبة الاناجيل , متى ومرقس , الكلمة اليونانية فثونوس ليصفا دافع المسؤولين عن قتل يسوع. (متى 27 عدد 18 : مرقس 15 عدد 10) نعم , ان ما دفعهم هو الحسد. وهذا الشعور المؤذى نفسه يحول المرتدين عن ديانتهم الاصلية الى مبغضين الداء لديانتهم السابقة وعشراؤهم السابقين. فلا عجب ان يحرم الحساد من الدخول الى ملكوت الله. فالذين يبقون مشحونين حسدا يستوجبون الموت.

#مجدى_زكريا (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل