أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدى زكريا - هل الدين وراء مشاكل البشر (2 - 2)















المزيد.....

هل الدين وراء مشاكل البشر (2 - 2)


مجدى زكريا

الحوار المتمدن-العدد: 4000 - 2013 / 2 / 11 - 12:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فمع ان الدين يجب ان ينورنا ويلهمنا , غالبا ما يثيرالنزاعات والتعصب والبغض. لماذا ؟
يعطينا الكتاب المقدس الجواب الواضح والصريح. فالشيطان ابليس يتظاهر بأنه " ملاك نور ". مضلا بذلك الجنس البشرى ليتبعوا تعاليمه هو عوض اتباع تعاليم الله. واظهر الرسول يوحنا كم هو شامل تأثير الشيطان عندما قال ان العالم كله هو تحت سلطة الشرير. (يوحنا الاولى 5 عدد 19) فقد عرف يوحنا ان الشيطان " يضل المسكونة كلها ".
وما كانت النتائج ؟ لقد سبب الشيطان نشوء هذه الانظمة الدينية التى تتظاهر بالقداسة. فهذه الانظمة لها من التقوى مظهرها لكن اعمالها الشريرة تفضحها. وبدل ان تحل الاديان مشاكل البشر , صارت جزءا لا يتجزأ منها.
لا تسارع الى رفض هذه الفكرة معتبرا اياها بعيدة الاحتمال او غير منطقية. تذكر ان الشخص المخدوع لا يدرك انه يخدع. أعطى الرسول بولس مثالا على ذلك عندما كتب : " ان ما يذبحه الامم فللشياطين يذبحونه , وليس لله ". (كورنثوس الاولى 10 عدد 20) ان الناس الذين سمعوا هذه الكلمات صدموا على الارجح عند التفكير فى انهم يعبدون الشياطين. فقد اعتقدوا انهم يعبدون الها او الهة صالحة. لكن " القوى الروحية الشريرة فى الاماكن السماوية " التى تدعم الشيطان فى جهوده لتضليل البشر كانت فى الواقع تخدعهم. - افسس 6 عدد 12.
لنتأمل مثلا كيف استطاع الشيطان ان يخدع ويضل الكثيرين من المدعين المسيحية الذين اختاروا ان يتجاهلوا تحذير الرسول يوحنا من ذلك التأثير الشرير.
قال يسوع المسيح : " ما أعلمه ليس لى , بل للذى ارسلنى ". نعم , ان ما علمه يسوع كان من الله الكلى القدرة. لذا كان لتعاليمه تأثير قوى وبناء فى من استمعوا له. فتعاليم يسوع لم تخدر ضمير البشر او تملأ عقولهم بأوهام خداعة. على العكس , حررت تعاليمه الناس من الفلسفات البشرية والمعتقدات الدينية الباطلة السائدة فى هذا العالم الغارق فى ظلام عقلى سببه خداع ابليس.
لا تحدد هوية المسيحيين الحقيقيين بمجرد ادعاء التقوى بل بالاعراب عن ايمان يعكس ثمار روح الله القدوس الرائعة. (غلاطية 5) وبين هذه الصفات البارزة علامة تسم هوية المسيحية الحقة هى المحبة السامية.
ولكن ما يثير الانتباه هو ان يسوع ورسله لم يتوقعوا ان تبقى الجماعة المسيحية كما كانت عند تأسيسها. فقد عرفوا ان الارتداد سيظهر , وأن الدين الحقيقى سيحجب فترة من الوقت.
فى ايضاح عن الحنطة والزوان , أنبأ يسوع بأن الدين الحقيقى سيحجب فترة من الوقت. اقرأ الرواية فى متى 13. زرع يسوع احد الحقول حنطة , بذارا جيدا يمثل التلاميذ الامناء الذين الفوا المسيحية الاولى. وحذر ان العدو , الشيطان ابليس , سيزرع مع مرور الوقت زوانا وسط الحنطة. وهذا الزوان يمثل الاشخاص الذين يدعون انهم يتبعون يسوع المسيح ولكنهم فى ىالحقيقة يرفضون تعاليمه.
ظهر هؤلاء الاشخاص بعيد موت رسل يسوع. وقد برهنوا انهم زوان لأنهم فضلوا التعاليم البشرية المعوجة على كلمة الله. نتيجة لذلك , برز على المسرح العالمى شكل زائف ومحرف من المسيحية. وقد هيمن عليه الصف المسمى فى الكتاب المقدس " المتعدى غلى الشريعة " , رجال دين فاسدون منغمسون فى " كل خداع اثيم " ( تسالونيكى 2 عدد 6 - 10) الا ان يسوع أنبأ بأن هذا الوضع سيتغير فى الايام الاخيرة. فالمسيحيون المشبهون بحنطة سيجمعون معا بوحدة وسيهلك الزوان فى النهاية.
ان هذه المسيحية الزائفة هى المسؤولة عن " قرون من البربرية المطلقة " والظلام الروحى الذى خيم على العالم المسيحى فى القرون التالية. واذ رأى الرسول بطرس مسبقا كل هذه الامور والاعمال الفاسدة والعنيفة التى ارتكبت باسم الدين , أنبأ : " بسبب هؤلاء (المدعين المسيحية) سيقال كلام مهين على طريق الحق ". - بطرس الثانية 2 عدد 1 , 2.
طبعا , لم يكن العالم المسيحى وحده ما أعطى الدين سمعته السيئة. فكر مثلا فى الاشكال المتعددة للمتطرفين الدينيين الاصوليين , اشكال تقول عنها الراهبة السابقة كارن أرمسترونغ انها تفرعت من " جميع الاديان الرئيسية ". ثم تضيف ان الاختبار المهم الذى يثبت مصداقية شتى الاديان هو " الاعراب عن الرأفة بطريقة عملية ". فما هو سجل الاديان الاصولية فى هذا الخصوص ؟ تكنب : " ان الاصولية سواء تفرعت من اليهودية , المسيحية , او الاسلام تفشل فى هذا الاختبار المهم اذا ما اصبحت لاهوت غضب وبغض ". (النضال فى سبيل الله : الاصولية فى اليهودية , المسيحية , والاسلام.) ولكن هل فشلت الاصولية وحدها فى هذا الاختبار وأصبحت " لاهوت غضب وبغض " ؟ يبرهن التاريخ عكس ذلك.
لقد انشأ الشيطان امبراطورية عالمية للدين الباطل مدعومة بالقوة التجارية والقوة السياسية على السواء , تتميز بالغضب , البغض , وسفك الدماء بلا هوادة. ويدعو الكتاب المقدس هذه الامبراطورية " بابل العظيمة , ام . . . أرجاس الارض " , وتصور على انها عاهرة تجلس على وحش يمثل النظام السياسى. وهى مسؤولة عن سفك دم جميع الذين ذبحوا على الارض. - رؤيا اصحاح 17.
تظهر الوقائع التاريخية ان الخداع لم يطل الجميع. فكما يقول ملفين براغ , حتى خلال احلك الظروف " قام عديدون بأعمال صالحة مع ان معظم الناس حولهم كانوا يرتكبون اعمالا شريرة ". واستمر المسيحيون الحقيقيون فى عبادة الله بالروح والحق. فقد بقوا منفصلين عن الانظمة الدينية العالمية التى مارست الزنا عندما " دعمت القوى العسكرية " ورفضوا ان تكون لهم اية علاقة بكنيسة او دولة يظهر التاريخ انها " " من صنع الشيطان وليس من صنع يسوع الناصرى ". - ألفا سنة , الالفية الثانية : من المسيحية فى القرون الوسطى الى المسيحية العالمية.
لا تحمل الاديان بكاملها المسؤولية عن جميع مشاكل البشر , بل الاديان الباطلة وحدها هى المسؤولة عن جميع مشاكل البشر. لكن الله عازم على ازالتها قريبا جدا. ووصيته لجميع محبى العدل والبر : " اخرجوا منها (اى من بابل العظيمة , الامبراطورية العالمية للدين الباطل) , يا شعبى , لئلا تشتركوا معها فى خطاياها , ولئلا تنالوا جزءا من ضرباتها , فان خطاياها قد تراكمت حتى السماء , وتذكر الله مظالمها ". (رؤيا 18 عدد 4 , 5) نعم , ان الله مستاء جدا من الدين الذى يؤجج النزاعات , يخدر ضمير البشر , يملأ عقولهم بأوهام خداعة , ويجعلهم متعصبين , ميالين الى تصديق الخرافات , خائفين , ومشحونين بالبغض.



#مجدى_زكريا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل للدين - تأثير بناء ام هدام ؟ (1 - 2)
- من هو الاله الحق الوحيد ؟ (2 - 2)
- من هو يسوع المسيح ؟ (1 - 2)
- عجز الانسان عن الثبات وحده
- زيارة لأرض الموعد (2 - 2)
- زيارة لأرض الموعد (1 - 2)
- معارف واضاءات
- قيمة - الاناء الاضعف
- العهد القديم - كتب لارشادنا (2 -2)
- ما قيمة - العهد القديم - ؟ (1 - 2)
- حرقة فى القلب لا تنطفئ
- لم يحسن بنا تجنب التطرف ؟
- هل الله سر ؟
- أعجوبة بيضة النعام
- هذا مستحيل !
- لماذا لزمت الصمت يارب ؟
- الخزامى - هدية الله الى الحواس
- غلطة من هى ؟ عندما نلقى باللوم على الاخرين
- ماينبغى ان تعرفوه عن السحر (2 - 2)
- ماذا تعرفون عن السحر ؟ (1 - 2)


المزيد.....




- شاهد.. أزمة حكومية تواجه نتنياهو بعد إنسحاب الأحزاب الدينية ...
- عودة -التكية الإسلامية-.. مشروع اجتماعي يثير الجدل في مصر
- “متع طفلك” تردد قناة طيور الجنة الجديد على الأقمار الصناعية ...
- طالب يهودي يقاضي جامعة برلين الحرة لتقصيرها في مواجهة معاداة ...
- ماما جابت بيبي..خطوات تثبيت قناة طيور الجنة بيبي على القمر ن ...
- -نشاط مالي غير مشروع-.. السلطات الأردنية: كشفنا شبكة تمويل س ...
- إبقاء ثلاثة من فقهاء مجلس صيانة الدستور بقرار من قائد الثورة ...
- ساكو يوجّه نداء استغاثة للسوداني: أنقذوا مقابرنا المسيحية ال ...
- اتهامات للمستوطنين الإسرائيليين باستهداف مواقع دينية مقدسة و ...
- قائد الأمن الداخلي في السويداء: دخلنا المدينة بالتنسيق مع ال ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدى زكريا - هل الدين وراء مشاكل البشر (2 - 2)