أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين حامد - فصلا من مذكراتي -بوابة الجحيم- في الامن العامة عام 1984، والنظام البعثي...















المزيد.....

فصلا من مذكراتي -بوابة الجحيم- في الامن العامة عام 1984، والنظام البعثي...


حسين حامد

الحوار المتمدن-العدد: 4048 - 2013 / 3 / 31 - 22:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بمناسبة مرور عشرة سنوات على سقوط النظام البعثي ...

فصلا من مذكراتي "بوابة الجحيم" في الامن العامة عام 1984، والنظام البعثي...

أ . د . حسين حامد

بعد مرور اثنى عشر ساعة على اعتقالي، استعدت وعيي على رائحة مقرفة تجتاح جميع حواسي مع آلام مبرحة في انحاء جسدي. كان الخوف والصدمة لا يزالا يسيطران على ما تبقى لي من وعي، وعلى الرغم من ذلك ، حاولت لملمة افكاري لاتذكرما حدث لي بالضبط ، لكني لم أتذكر شيئا.
حاولت ألزحف على الأرض الاسمنتية ، وبعين واحدة اتمكن فتحها، جاهدت للنظر في الزنزانة المظلمة لأتعرف على مصدر الرائحة الفضيعة ، فعثرت على كومة من الازبال والقمامة . عدت أتأمل الزنزانة ، واستطعت من خلال تركيز النظرعلى الجدران القريبة، أن أتبين بعض الكتابات غير الواضحة والممسوحة جزئيا مع بقع حمراء ، كانت على ما يبدو بقع من الدم الجاف.
تصاعدت دقات قلبي وأنا أتصور أعمال العنف التي استوطنت المكان في وقت ما . حاولت رفع رأسي لمعرفة مصدر الصرير الذي كان يضاعف لي صداع رأسي المتورم، فكانت مروحة قديمة معلقة في سقف لا لون له ، وكان دورانها البطئ وصريرها الباعث على الغثيان، جعلني اجزم أن وجودها كان وسيلة لتعذيب السجين بشكل مستمر. وعلى الأرض، وتحت المروحة ، كانت بطانيتان بلون اسود او ربما أخضر داكن كفراش . كانت احدى البطانيات مفروشة بينما آلاخرى طويت كوسادة.
لم يكن للزنزانة أية نوافذ ، وكانت حرارة تموز تمعن في صهري وكنت أحسها تشوي رئتي ، بينما كنت اشعر بارضية الزنزنانة الأسمنتية تحتي سريرا من حمم بركانية. ففكرت بخلع قميصي، ولكني وجدته ممزقا ألا من قطعة صغيرة كانت لاصقة بالدم الجاف على صدري.

"لقد اعتقلوني في المطار الليلة الماضية." بدأت أتذكر قليلا الان ، " بعد ان حطت الطائرة على ارض مطار بغداد، كان رجال الأمن بانتظاري قرب الطائرة وقاموا باعتقالي . ومنذ تلك اللحظة ، كانت البداية لعقاب طويل لبعض الحسابات القديمة بيني وبين حزب البعث الذي لم يستطع حسمها معي الا الان؟ ولكنهم منحوني عفوا؟! أعطوني وثيقة تشهد على عفوي من كل عقوبة سياسية . وهكذا أيضا أكدوا في السفارة العراقية في ألولايات المتحدة عندما ذهبت الى هناك لتجديد جواز سفري العراقي ، السلطات العراقية أكدت العفو عني ؟؟!!"
أحسست بالرعب وانا أتذكر كيف ان رجال الامن ، في اللحظة التي غادرنا فيها المطار وضعوا القيود في يدي وأخذوني بعيدا للتحقيق . وكان الخوف يجعلني اشعر بموتي القريب وأنا اسير معهم نحو السيارة التي كانت واقفة بالانتظار.

وأنا لا ازال مدد على الارض الاسمنتية ، حاولت أن أقاوم الأفكار المروعة التي عادت لتغزوا عقلي المشوش . فحاولت التشاغل بالنظر بما حولي، لكن عيني المفتوحة وقعت على باب الزنزانة، فملأتني رؤية القضبان الحديدية برعب اضافي . وفي تلك اللحظة، غمرني شعورقاسي بالوحدة والعزلة عن العالم. فالبوابة، والزنزانة، وهذا السجن، جميعا من يفصلني الان عن الأمل والحياة. ازداد الضيق في صدري وغرقت باليأس . فكل شيئ حولي كان يرمز لقسوة استثنائية، وكأن كل شيء ، كل الدلائل، كل الألم الذي اعانيه ، وكل الأحداث التي مررت بها خلال تلك الساعات منذ وصولي الى المطار، الكل كان يصرخ: مرحبا بك في الجحيم!!!.
وأنا متمدد على فرن حراري طبيعي، لاحظت تسلل بعضا من الصراصر والنمل فوق جسدي، وذكرتني عضاتها ولسعاتها ببدايات نسياني الذي سيكون طويلا. ووجدت نفسي أضعف من أن استطيع نفض هذه الحشرات من على جسدي.

كنت اشعر اني استنفذت كل قواي تماما ، وتسلط علي شغف هائل للنوم، ولكن النوم لم يكن ممكنا. فمن خلال ما أستطيع أن أتذكره، أني كنت وعلى ما يبدوا فاقدا للوعي وملقا على الارض ولفترة طويلة . فبعد أن ان أودعوا احقادهم من خلال قسوة لا حدود لها مارسوها ضدي، قاموا برمي هنا .
حاولت الاستدارة للنوم على جنبي، ولكني شعرت فجأة بنوع من طعنة عنيفة شلت حراكي. كانت كشيئ حاد، كشحنة كهربائية، أو نصل سكين شق ظهري، فلم أتمالك من اطلاق صرخة من الألم.
" كان ذلك مكان ضربة رجل الامن لي بعقب بندقيته في ظهري الليلة الماضية"، تذكرت ذلك ، وبعدها كان الالم كافيا ليستدعي أحداث الليلة الماضية بكل تفصيلاتها. ومع ذلك ، حاولت مقاومة ألامي وتدفق مشاعري الجريحة، محاولا صد الذاكرة المريرة، ولكني لم أستطع. جرفتني أفكار الليلة الماضية بكل ألمها وبقوة لتسيطر على ذهني وتغرقني في اليم الصاخب.
تذكرت مقدار الرعب بعد وضعوني في السيارة وانطلقوا مبتعدين عن المطار. وعلى طول الطريق الذي لا أعرف الى اين سينتهي ، كنت اعتقد انهم كانوا في طريقهم لتنفيذ حكم الاعدام بي .

حين وصولي إلى المطار، كان رجلان من الامن بانتظاري، واخبراني انهما يريدان بعض المعلومات "الروتينية" مني ، لكنهما سمحا لي بالذهاب لختم الدخول على جواز سفري أولا. قصدت شباك الاختام ، وقام رجل باخذ جواز سفري ، وقال لي أن أمضي لجلب أمتعتي . لم اتوقع ان يأخذ مني جواز سفري ، وكان علي أن أطلب منه اعادته لي بعد ختمه، فسألته :
" لماذا تريد الاحتفاظ بجواز سفري؟ ارجوك ان تعيده لي فأنا في حاجة إليه؛ فجواز سفري هو الهوية الوحيدة التي امتلكها" "لا تقلق،" أجاب الضابط وأضاف ، "نريد التأكد من بعض الامور معك، اذ يبدوا أنك كنت بعيدا عن البلاد ولفترة طويلة"
كان جواب الضابط غريبا، فكان علي الاستفسار مرة أخرى،
"كيف يمكنك معرفة أني لم أزر العراق لفترة طويلة عندما يكون جواز سفري جديد ، ومنحوني اياه قبل بضعة أيام فقط؟"
نظر الرجل في وجهي بشيئ من الازدراء واجاب بسخرية:
"هذا واجبنا... علينا تشخيص ألقادم والخارج ، أم أنك تعتقد أن هذا البلد فندق ، وبامكان كل شخص أن يأتي ويذهب كما يحلو له؟"

خاب أملي في استعادة جواز سفري من اجل عودتي الى عائلتي في الولايات المتحدة، وتيقنت ان مشاكل كبيرة بانتظاري. ذهبت لأخذ حقائبي ، وخلال انتظاري لوصولها ، كنت أرى من خلال الزجاج ، أهلي واخوتي وازواجهم وبعضا من أقاربي وبعضا من الأطفال ووجوه شابة بينهم لم استطع تمييزها ، فربما كانوا اطفالا عندما تركت العراق قبل عشرة سنين . لوحت لهم ولوحوا لي بفرح غامر. ولكن أمي لم تكن معهم. بدأت أقلق، ولكني حاولت اقناع نفسي أنها ربما يصعب عليها الحضور إلى المطار وهي مريضة.
لسبب ما، اضطررت الى الانتظار لفترة أطول من كل الركاب الآخرين. اذ لاحظت أن الجميع كانوا يتسلمون أمتعتهم ويغادروا إلا أنا ، ظللت الوحيد الباقي في مكان استلام الأمتعة. ومن خلال الزجاج، ظلت عائلتي تستفسر بإشارات عن سبب تأخيري . ولما طال الانتظار، كنت ارى قلقا وحيرة على الوجوه..
بعد فترة اخرى من الانتظار، وصلت أخيرا حقائبي. وأنا منهمك بجمعها، عاد الرجلان ألامنيان نحوي وقال احدهما ،
"يجب ان تأتي معنا لبضع دقائق، نريد أن نسألك بعض الأسئلة الروتينية ".

"ألان؟ ولكن ، ماذا عن أهلي الذين بانتظاري ولم اراهم لسنواط طويلة؟ وما الشيئ الذي تريدون معرفته ؟"
ابتسم احدهم بغيظ ، وقال ، "لن تتأخر، مجرد أسئلة نسألها عادة لكل الركاب العائدون من الخارج".
" بالتأكيد، اني حاضر"، أجبته على مضض، "ولكن، هل يمكن أن تسمحوا لي أولا أن ألتقي بعائلتي لالقاء التحية فقط؟ فكما ترون، انهم في انتظار ولهفة واود طمأنتهم عني. "
"لا ، " رد احدهم بحزم، " هي فقط بضع دقائق معك ، وبعد ذلك يمكنك العودة إليهم".
"لكني، سوف لا أكون مع عائلتي اكثر من خمس دقائق فقط، أرجوكما "
"الجواب لا "، أجاب الرجل الآخر بفارغ الصبر ، واضاف، "الآن حوالى الساعة 11 مساءا، ونريد إلانتهاء معك والعودة الى منازلنا."
"حسنا،" أجبته عند رؤيتي غضب الرجل . ورفعت يدي للتلويح لاهلي من وراء الزجاج ، محاولا قدر الامكان افهامهم اني مضطر للذهاب مع الرجلين.
سرت مع الرجلين وأنا أرى خيبة ألامل الكبرى على كل وجه من عائلتي. ثم لاحظت احد إخوتي يقترب من النافذة ويحاول الاستفسار عن ما يجري، فهززت كتفي، وأشرت له أني لا أملك أي فكرة.

في الخارج، كانت سيارة بيضاء واقفة بالانتظار. فتح لي احد الرجلين باب السيارة وقبل ان ادلف سألته بفم جاف تماما،
"الى اين تأخذونني في السيارة؟ ... ...؟"
"إخرس واصعد في الداخل،" رد الرجل ودفعني الى داخل السيارة.
جلست بين الرجلين، وانطلقت السيارة نحو قدري المجهول.
وبعد فترة قصيرة ، كررت سؤالي،
"أرجوك أن تخبرني ما الذي يحدث بالضبط؟"
لم أسمع جوابا، فازداد قلبي هلعا ، وسألت مرة أخرى،
"من فضلكم، هل أنتم متأكدون من أنني الشخص الذي تبحثون عنه للاستجواب؟" ، فلم اسمع أي جواب أيضا، لكني كنت أرى عيني السائق من خلال مرأة السيارة ، تطفح بالكراهية نحوي.

وأنا ممتد على الارض الساخنة ، رحت اتذكر أحداثا كثيرة . تذكرت وأنا جالس بين الرجلين الافكار الرهيبة التي تتلاطم في ذهني أنذاك، فكانت مخاوفا لا تجربة لي بها من قبل. فالكراهية التي كانوا يعاملونني بها جعلتني أعتقد انها الليلة الاخيرة في حياتي وانهم سيقومون باعدامي . فلا مفر لي ، وقد وقعت في الفخ . وانا في رعبي ، تذكرت عائلتي البعيدة جدا . هناك عبر البحار والمحيطات ، زوجتي وولدي، أظنهما قد استيقضا الان من النوم فهي حوالي السابعة صباحا هناك، وولدي ربما بدأ بتناول افطاره ، "السيريل" مع الحليب الذي يحبهما كثيرا، ويشاهد افلام كارتون. لكم اتمنى ان اراهما قبل اعدامي ، من اجل ان اعتذر منهما لاني كنت مغفلا وصدقت وعود صدام . صدقة وثيقة افترائاتهم حينما اعطوني وثيقة على اساس شمولي "بالعفو العام "، للسياسيين المناوئين للنظام، وصدقتهم . صدقتهم للاسف وتركت عائلتي وجئت الى العراق لرؤية امي قبل وفاتها. كان ذلك طلبها الاخير مني، ان تراني قبل رحيلها. والان سترحل دون ان اراها .

كنت عضوا في حزب البعث، وبعد خروجي من العراق في بعثة الى الولايات المتحدة، تركت الحزب ولاسباب كثيرة ، كان أهمها أني وجدت حريتي هناك ، وقررت أن اعيش حرا . اذ لم اجد الحرية التي كان النظام البعثي يتشدق بها ، سوى في ادبياته ، ولإني لا أصلح للسياسة ، وأني كنت كثير الاصطدام مع المسؤولين الكبار في الحزب لأني لا اطيق أن اجدهم يعيشون في عالمين متناقضين مع انفسهم. كانوا كالعبيد مع القيادات ، لكنهم كانوا يتصرفون معنا ، نحن قواعد الحزب، بغرور وعنجهية. كما ولم يكن الحزب عادلا معي ولا مع الكثيرين ممن اصولهم "جنوبية". كانت هناك الكثير من الاشياء التي لا أؤمن بها يتم فرضها علينا . وعندما كانت هناك فرصا طيبة لتطوير عضو القاعدة الحزبي، كانت هذه الفرص مقتصرة على حزبي تكريت والانبار والموصل فقط ، ولكن هؤلاء كانوا محميون من محارق وجنون صدام . وكان قواعد الحزب هم وقود محرقته. منذ كنت في العراق وقبل خروجي، كنت اتمنى اني استطيع ان استقيل من الحزب، لكن ذلك سيعني نهايتي على أيديهم . وكنت اعلم ان الكثيرين من الطيبين أمثالي ، كان بودهم أيضا الخروج من جحيم الحزب الذي حوله صدام وجعل منه مجرد مؤسسة حكومية . فالبعث لا فكر ولا عقيدة، وكان النظام قاءما على البطش ، ولله الحمد بقيت نظيف الضمير في ذاتي امام الله وأهلي وكل معارفي. تحملت اذلالهم ، حتى يسر الله تعالى خروجي من جحيمهم. ومنذ وصولي الى الولايات المتحدة وابتداء دراستي ، بدأت بتسيب مقصود ، وتدريجيا قمت بمقاطعة اجتماعات المنظمة الحزبية في أمريكا ، ولم اعد اذهب الى الاجتماعات. وكانوا يلحون على وجوب انتظام عملي ، لكني لم أعبئ بهم وبتهديداتهم بفصلي من البعثة . فقد كان اعضاء قيادة المنظمة هناك منتمون الى جهاز المخابرات العراقي . ووأجروا معي تحقيقات حزبية كثيرة عن سبب عدم اهتمامي بعملي الحزبي ، فقلت لهم صراحة ، اني اريد الخروج من الحزب ، وانهم ان لم يفعلوا ذلك، فسأفعل ذلك بنفسي. قالوا انك تعلم ان الخروج من الحزب يعني احتجاجا على صدام حسين ، قلت لهم اعتبروه كذلك. قالوا ستندم وسنسعى لتحطيمك، قلت افعلوا ما يحلوا لكم ، وسأفعل ما يحلوا لي. وبعد ذلك المجلس التحقيقي معي ، نقطعت علاقتي نهائيا بهم ، فسارعوا الى فصلي من الحزب والبعثة. وانقلب البعثيون العراقيون هناك من اصدقائي الى اعداء لي من خلال توجيهات قيادة منظمة الحزب. ومن اجل الابتعاد عنهم وعن عواطفي العراقية ، تزوجت ومن الله علينا بطفل رائع ، وعشت حرا سعيدا مع عائلتي .

ولكن ، في الاسبوع الماضي ، اتصل بي اهلي من العراق وقالوا ان امي تموت ، وتتمنى ان تراك قبل رحيلها . فهم يدركون مقدار حبي لوالدتي وللمرحوم والدي . وهكذا عدت في اجازة من وظيفتي لاسبوعين من اجل المرحومة التي رحلت بعد ذلك ولم أراها أو تراني .
وأنا ما ازال منطرحا على الارض الاسمنتية التي تشوي ظهري بلهيب حرارة تموز، فكرت بكيفية معرفة رجال الأمن لزيارتي للعراق ، كيف علموا بمجيئ لكي أجدهم بانتظاري في المطار ليلقوا القبض علي؟ وأعتقدت أن ذهابي للسفارة العراقية في واشنطن لتجديد جواز سفري، كان السبب في أن السفارة قامت بتبليغ السلطات العراقية عن زيارتي تلك.

وأخيرا ، وصلت السيارة للامن العامة ، انزلوني في قبو بعد ان أعصبوا عيني. كان الرجال الثلاثة يحيطون بي . أقعدون على مقعد ، وراحوا يسألونني عن سبب زيارتي للعراق ، وعندما حاولت الاجابة ، بدؤا بضربي بشكل وحشي حتى اغمي علي. واخيرا وجدت نفسي مرميا في تلك الزنزانة البغيضة. ولكن ضربهم في مرات اخرى لم يزدني الا كراهية لهم ولنظامهم الدموي.

كان علي ان ادفع ثمن حريتي التي كلفتني كثيرا . كلفتني 15 سنة من الاقامة الاجبارية في العراق بعد ان اطلقوا سراحي من الامن العامة، لكنهم لم يسمحوا لي بالعودة مع عائلتي في الولايات المتحدة . منحوني استثناءا من اجل السماح لي بالعمل كمتزوج من اجنبية ، فقانون النظام البعثي كان يحرم الزواج باجنبية، لكنهم ، لم يسمحوا لي حتى بزيارة ولدي الذي نشأ على عدم مبالاته لي كأب له . فعدم رضاه عني لابتعادي عنه وعن والدته وطلاقنا ، لا يزال عقدة كبيرة في حياته .
عشت لخمسة عشر سنة تحت أقسى الظروف وخصوصا في تكريت من قبل ملاحقات الامن، وملاحقاتهم لي بينما كنت بدرجة بروفسور في الجامعة ، بعيدا عن عائلتي التي حطمها النظام البعثي وحطمني معها أيضا.

فهذا هو البعث ، وهاهم أزلامه يطمحون لعودتهم لحكم شعبنا ثانية... كان الله في عون الشرفاء من شعبنا والحكومة المنتخبة حيث يقف هؤلاء وغيرهم ضدها وضد شعبنا، وهم لا يملكون من القيم الا نسانية والاخلاقية إلا في شعاراتهم الكاذبة.

-- فصل من مذكراتي بعنوان "بوابة الجحيم"، وما عانيته من النظام البعثي.





#حسين_حامد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا وراء مساعي السيد مقتدى الصدر لاضعاف طائفته...؟
- ملاحظات ... في قراءة في كتاب: إغلاق عقل المسلم
- رسالة الى ألاخ السيد المالكي ... مقترح لانقاذ العراق من أزما ...
- لا الديمقراطية ولا العقلانية...حسمت الصراع المصيري مع شراذم ...
- دروسا من الازمات... هل نتعظ .... ؟
- لماذا يرفض السيد النجيفي تنفيذ قرار القضاء ؟...
- القيادات السياسية: شيعية وسنية ...وحربهما المستعرة ضد النظام ...
- القيادات السياسية: شيعية وسنية ...وحربهما المستعرة ضد النظام ...
- العقل الفوضوي البعثي في انتظار الازمات السياسية...
- النائب سيد شوان محمد طه لا يثق بالجيش العراقي... يا لحزن شعب ...
- هل كان نكوص شعبنا وعدم وقوفه ضد فساد الكتل السياسية ، سببا ف ...
- نعم يا سيادة الرئيس ... لقد كان التحالف بين القوى الإسلامية ...
- فساد البرلمان ...من خلال مبدأ تمرير الصفقات السياسية بين الك ...
- ألسيد مقتدى الصدر... والطريق المسدود؟
- دجل العمائم ... جهل ام أجندات خارجية؟
- ظواهر قابلة للاصلاح تنغص حياة شعبنا....
- أين الاعلام من مسؤولياته الوطنية...؟


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين حامد - فصلا من مذكراتي -بوابة الجحيم- في الامن العامة عام 1984، والنظام البعثي...