أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين حامد - ظواهر قابلة للاصلاح تنغص حياة شعبنا....















المزيد.....

ظواهر قابلة للاصلاح تنغص حياة شعبنا....


حسين حامد

الحوار المتمدن-العدد: 3346 - 2011 / 4 / 25 - 21:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في كل مرة نحاول ان نتصالح مع أحلام يقظتنا الواهية لعلنا ننعم بقليل من سلام وهدوء البال ، سرعان ما تهوي أحلامنا تحت ركام حيرة ظلت تضطجع ولامد طويل في أروقة عقولنا حيث زرع الالم هناك صورمشوهة للحياة بعد ان عاشها شعبنا في كنف ألاحداث المقيتة منذ 2003 . فالحيرة والاسى كانا دائما اكبر بكثيرمن أي سعادة يمكن أن ينشدها هذا الشعب السجين بلا جريمة ، حتى وان كانت سعادة واهمة . فأماني شعبنا ما تزال كسيحة ومشلولة ، وحبوره مجرد ابتسام مكابر. وساعات ليله سهاد طويل تحت وطأة إحساس باللاجدوى والتحريض على مقت الحياة . فبعضهم ، وهو الكريم ، قد ينام متضرعا جوعا ، بعد أن أملى عليه الساسة والسياسيون الجدد حياة تعسة كان عليه أن يجرب من خلالها طعما نادرا من مرارات أكثر قسوة من زرنيخ فعاد لا يستذوق حتى طعم العسل . فبعض من ساسة هذا الشعب ، هم ألاكثر بؤسا وتعاسة من الجميع ، فهم من لم يربحوا من خلال موبقاتهم ولصوصياتهم سوى العار. (ما قيمة الانسان الذي يربح العالم ويخسر نفسه؟) هذا ما يقوله السيد المسيح عليه السلام.
فأنى لك ان تحيا هكذا يا شعبنا؟ وحتى متى يحرمون عليك متعة الشعوربانسانيتك؟ أنت يا شعبنا ورقة خريف ، تحملك رياح احزانك أينما تشاء وتقذف بك في دروب الصمت والضياع فتزيدك ضياعا ومحنة . هذا هو قدرك اليوم وحتى حين ، حتى يأتي أمر الله تعالى ، (إن مع العسر يسرا) . فهذا أمر الله ، وإن الله لا يخلف الميعاد . حتى وان ولم يكن أمسك اكثر بهجة من حاضرك هذا, فستصل الى بر أمانك يوما بإذن الله.

لقد حلت عليك المصائب والكوارث منذ مجئ عصابات الغربان البعثية في 1963 ، فغزت هذا الوطن العزيز ومضت تعبث بالدين والقيم والمبادئ. فشوهت التراث وأفسدت الاخلاق وصلبت العلماء وطردت المثقفين وسرقت الثروات وفرضت على العقول مفاهيم تخلوا من الشرف والحياء والعفة . فرضوا اساطيرهم وأوهامهم المجنونة علينا لمسخنا خدمة لأسيادهم وراء البحار. استباحوا حرماتك ونشروا الفوضى في كل بيت . دمروا المعارف والعلوم في المدارس والجامعات وفرضوا طقوسهم الوضيعة لجعلك تنسى دينك وخالقك سبحانه وتعبد ألانجاس من مجرميهم . من هناك كانت البدايات . منذ انقلاب 1963 الاسود. حيث بدء القتل والتخريب والتشريد على أيدي المجرمين . والمحظوظ منك يا شعبنا ، توارى في غياهب السجون والمعتقلات ثم مات باحواض التيزاب. منذ ذلك الحين ، باع هؤلاء كراماتهم واصبحوا عبيدا للارهاب. فخضع لهم البعض ، وتعلموا صنعتهم : الاجرام ، ومضوا يمعنون في الفتك بك بشكل اكبر. وهكذا كان عليك ان تحيا (40) عاما تائها في صحراء الخوف ، مضيعا ومظلوما ومهمشا وشريدا . ومرت عليك ليال أكثرحلكة من أسفلت حتى ظننت ان لا فجرا سيأتي . واستمر سؤالك يختبر ضمير العالم الذي لم يكترث لمصيبتك . وفي الاذهان ، كان صوتك أكثر صخبا من "بك بن" ومن "جرس الحرية المثلوم في فيليدالفيا" ، ومن أبواق فاغنر النحاسية ، ظل يقرع ويقرع : متى الخلاص وكيف؟ ولم يهتد احد الى جواب يضع حدا لوقف نزفك ولا لمذاق المرارة حتى في هوائك الذي تتنفسه أيها الانسان العراقي المبتلى. يا من بلاءك اليوم وما تعانيه ، من هؤلاء الناقصين من اولي أمرك . من لصوص بيتك . ممن يحكمونك اليوم بلا حق ولا عدل ولا ضمائر.

ومع كل ما حصل ويحصل ، نجدك صابرا بكبرياء ، رغم الكثير من الظواهرالتي تؤذيك . وكان بامكان هؤلاء السياسيين المزيفين ان يعالجوا محنتك . لكنهم لم يفعلوا ، وضلوا منشغلين في النهب والفساد . لماذا؟ هذا هو السؤال الكبير. لماذا لا يفعلوا ما من شأنه ان يجعلك تعيش سعيدا؟ ما ذا يفعل هؤلاء في بلدي من اجل الشعب سوى اعمال اللصوصية؟ أليس ذلك شيئا باعثا على الحيرة؟ ألا يبعث ذلك على التساؤل: لماذا لا يتوحدوا؟ لماذا لا يبنوا العراق وطنهم؟ لماذا لا يقضوا على معاناتك؟ ثم من بعد كل ذلك يقولون عن انفسهم انهم (وطنيون) !!! ، وليخسأ هؤلاء من الوطنية.

معاناتك يا شعبنا من عدم القيام بمسؤولياتهم من اجل توفير أمور اساسية وحيوية نجدها من بين واجبتهم توفيرها لك وليس منة من أحد . أشياء ليست صعبة العلاج أو مستحيلة الحلول . من بينها مثلا معالجة ارتفاعات وغلاء اسعار السلع والمواد الغذائية وخاصة تلك التي تخص الحصة التموينية والتي بدلا من يضيفوا لها مواد اخرى ، قاموا بتقليص بعض موادها. ينبغي علىهم التدخل لحل ذلك الاشكال من خلال دعم اسعار تلك السلع والحاجيات الاساسية. فالعراق ليس فقيرا . وألعراق بلد نفطي ومن المتوقع أن تكون ايراداته من بيع النفط على اقل تقدير للشهور بين شباط الماضي و نيسان الحالي قد تضاعفت نتيجة لارتفاع اسعار النفط في الاسواق العالمية حيث قفز سعر البانزين للغالون في الغرب ، والولايات المتحدة بالذات ، من 65 ، 2$ ألى أكثر من (4$) دولارات اليوم؟ سعر للنفط لم يصل الى حد كهذا من قبل . من جانب اخر ، كيف يمكن ان يستورد العراق البانزين ومشتقاته من ايران والعراق بلد نفطي؟ أين خبراء النفط والمهندسون واصحاب الخبرة لكي يقوموا بحل هذا الطلسم ؟ العراق برمته يطفوا على بحر من نفط ولا نملك القدرة على التصنيع من اجل سد الحاجة المحلية والوصول الى مستوى من الاكتفاء الذاتي؟ ما هذه الفوضى ؟ ثم كيف يمكن أن يحدث ارتفاعا كبيرا في سعر البانزين في العراق نفسه؟ أليس العراق من بين مصدري النفط للعالم؟

ثم دعونا نسأل وزارة النفط وخبراء السوق المحلية والمسؤولين عن السياسة النفطية ، هل باعتقادهم انه عمل عقلاني ومقبول ان تقوم وزارة النفط بتوزيع برميل نفط واحد على مدار السنة لكل عائلة عراقية والجميع يعلم جيدا الاستهلاك العالي للمدافئ النفطية في فصل الشتاء ؟ والى متى تبقى مسألة توفير الكهرباء الوطنية قضية محذوفة من الجدول الحياتي للشعب العراقي؟ وهل ان خزن النفوط او مشتقاته في البيوت يعتبر عملا يتسم بالحكمة من ناحية سلامة العائلة والاطفال؟
وثمة جانب اخر ، العوائل العراقية المشتركة في برنامج المولدات الكهربائية التي توفر لهم الكهرباء مقابل اشتراك شهري ، تعاني من مشاكل ومتاعب شتى نتيجة التلاعب من قبل اصحاب تلك المولدات والمشرفين عليها من خلال محاولات ابتزازالمواطنين . فعائلتي في بغداد تقول ان المشرف على ادارة المولدة للحي الذي يسكنونه قد ادعى ان (الوايرات) قد تم سرقتها ! وبين الحانة والمانة انتهى الاسبوع الماضي على أهلي وهم لم يروا الكهرباء!! فضلا عن الابتزاز المتواصل من قبل هؤلاء الدجالون للطيبين من شعبنا وعائلتي من بين هذه الضحايا . فهم يسردون لنا قصصنا غريبة عن حيل هؤلاء المشرفين على ادارة أو صيانة المولدة الكهربائية، وابتزازهم الدائم لهم. أين الرقابة؟
أينك يا عراق الخير؟
[email protected]



#حسين_حامد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين الاعلام من مسؤولياته الوطنية...؟


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين حامد - ظواهر قابلة للاصلاح تنغص حياة شعبنا....