أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - سعود سالم - إغتصاب المرأة .. من مظاهر الرجولة















المزيد.....

إغتصاب المرأة .. من مظاهر الرجولة


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 4047 - 2013 / 3 / 30 - 14:13
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


الاغتصاب جريمة من أبشع الجرائم التي يمكن أن يرتكبها الرجل تجاه إنسان آخر. الإغتصاب إعتداء على جسد المرأة يتسم بأقصى درجات العنف، ويتجاوز في عنفه جريمة القتل، ذلك أن المغتصب يواصل جريمته وهو يرى عذاب ضحيته وألمها ويتلذذ به. والإغتصاب ظاهرة لا تقتصر على مجتمع معين بل نجده في جميع المجتمعات غربية وشرقية، متقدمة ومتخلفة، قديمة وحديثة، يزداد في مجتمع ويقل في مجتمع آخر طبقا للظروف الإقتصادية الاجتماعية والثقافية في كل بلد، وأيضا فإن ظروف ارتكاب هذه الجريمة، ودوافعها النفسية أو الإجتماعية والمواصفات الشخصية لمرتكبيها، وأساليب مواجهتها تختلف من مجتمع إلى آخر، الذي لا يختلف منذ الأزل هو الضحية. وتتفاقم جرائم الإغتصاب وتزداد حدة وضراوة في ظروف الحرب والصراعات المسلحة، حيث تمجد وتعزز قيم الرجولة والفحولة والنخوة والشجاعة، ويصبح سلاح الرجل ورصاصه رمزا لهذه الرجولة والفحولة، ويمكن إعتبار البندقية أو الكلاشينكوف في بعض الحالات النفسية كإمتداد للعضو الجنسي لحامل هذا السلاح، حيث يمارس الإغتصاب كما يمارس القتل، كوسيلة من وسائل الحرب، للإستحواذ على العدو وضربه في صميم "رجولته" وإذلاله، فالمرأة هنا ليست هدفا لذاتها وإنما وسيطا للإنتصار على الآخر - الرجل الآخر- وهذا ما لوحظ مؤخرا في ليبيا وسوريا ومالي وغيرها من مواقع الحرب والصراع المسلح. وإليكم بعض الأرقام عن ظاهرة الإغتصاب في أمريكا نوردها هنا فقط للتدليل على أن هذه الجريمة هي إعتداء على "المرأة" عموما أينما كانت ومهما كان لونها أو دينها أو لغتها، أنها جريمة يرتكبها المتسلط - الرجل - ضد من يعتبره مجرد وسيلة لإشباع رغباته الجسدية:
- يساعد الإغتصاب على زياد الادمان والامراض النفسية والانتحار بمقدار 10%. 
- 30% فقط من يبلغن عن حالات الاغتصاب من العدد الحقيقي للمغتصبات. 
- اكثر من 12 مليون امرأة تم اغتصابهن في الولايات المتحدة الامريكية 
- هناك حالة اغتصاب كل 42 دقيقة في فلوريدا واكثر من 13000 حالة تم اغتصابها عام 2000م. 
- وتبلغ عدد حالات الاغتصاب في الولايات الالمتحدة لعام 2000م اكثر من 100،000 حالة.
وفي الدراسة الوطنية لحالة المرأة وجد ان اكثر من 13% من النساء البالغات تم اغتصابهن خلال الحياة وان اكثر من 1،1 مليون امرأة يتم اغتصابهن في كل سنتين في الولايات المتحدة الامريكية وأن أكثر من 78% من المغتصبات تم اغتصابهن من معارف لهن وليس من غرباء، وأن أكثر من 59% شعرت بالخوف من الموت أثناء عملية الاغتصاب.
مصدر هذه الأرقام والإحصائيات هو د. صالح الحربي استشاري متخصص في طب الأسرة والمجتمع، وردت في تحقيق قام به عبدالله الطلحة ونشر في صحيفة الرياض بتاريخ 22 مايو 2009 والذي من أهدافه حسب الكاتب "الأحكام الشرعية المتعلقة بإجهاض الحمل". والغرض من الإشارة إلى هذه الوقائع هو إعطاء صورة عن جريمة الإغتصاب فيما يسمى بالعالم العربي أو العربي الإسلامي كما يحلو للبعض تسمية هذه البلدان الموبوءة بالفقر والجهل والتعاسة الفكرية والنفسية، وذلك نظرا لغياب الإحصائيات، ولا نقول الدقيقة بل التقريبية لهذه الظاهرة. فإذا كانت 30% فقط من النساء المغتصبات يبلغن عن حالات الاغتصاب في أمريكا، فلا شك أن النسبة ليست بعيدة عن الصفر في عالمنا المتخلف الذي يعتبر المرأة هي المسؤولة الوحيدة عن الجريمة المرتكبة ضدها. أو كما قال أحد المعلقين على التحقيق المذكور " العلاج ياصاحبي هو محافظة البنات على الحجاب وعدم التبرج والتسكع بالاسواق بكامل زينتها، وبعد ان يقع الفاس بالراس يبدأ مسلسل البحث عن العلاج ، اساس المشكلة في تبرج البنات وتسهيل اقامة العلاقات مع الشباب دون اي وازع ديني او مراقبة اسريه وهذه من اكثر الاسباب التي تدعوا لاغتصاب الفتيات " ويلقي كثيرون مسؤولية الاغتصاب على المرأة ( السافرة ) كما ورد في رسالة ماجستير أعدت في جامعة الأزهر في القاهرة تعزي الاغتصاب الى انتشار العري في الشارع المصري مقدما الدليل انه لم تحدث جريمة اغتصاب لأي سيدة محجبة.
ونحن لا نشك لحظة واحدة في أن ظاهرة الإغتصاب تزداد يوما بعد يوم في ليبيا وفي تونس ومصر وسوريا وغيرها، يقول رئيس المرصد الليبي لحقوق الانسان بخصوص إغتصاب ثلات فتيات بريطانيات في ليبيا من قبل خمس رجال تابعين لكتيبة من الجيش الوطني الليبي الباسل"جرائم الإغتصاب فى ليبيا ، كثرت بعد الثورة ووصلت حداً ، لم يكن موجوداَ أيام النظام المنهار". أن هذه الظاهرة أكثر إنتشارا وأكثر خطورة مما هي عليه في الغرب لأسباب عديدة وتحتاج إلى دراسة علمية خاصة. غير أن الذي يهمنا في هذه الكلمات القصيرة ليس الأرقام ولا الإحصائيات، فنحن نرفض ونندد بالإغتصاب ولو لإمرأة واحدة. الذي يهمنا هو هذا التواطؤ من قبل المثقفين والإعلاميين ورجال الدين والسياسة مع العقلية الذكورية الحصرية والتي تعتبر المرأة ك "شيء" تابع أو ملكية للرجل، وليست إنسانا كاملا بل مكملا للرجل، وهي تساوي في أحسن الأحوال نصف الرجل أو ربعه. ولا شك في أن الأديان عموما والإسلام تحديدا والذي ما يزال يؤكد بأن المرأة خلقت من ضلع الرجل، مسؤولة إلى درجة كبيرة عن إنتشار هذه العقلية الذكورية الرجعية والمتخلفة. والمرأة في جميع الأحوال معتبرة كفريسة لعيون الرجال وأيديهم وأعضائهم الأخرى، لذا يجب حمايتها وتغطيتها وفي النهاية سجنها بين أربعة جدران. وهذه الإيديولوجية الذكورية هي التي تدفع بالعديد إلى تبرير الإغتصاب سواء بأسباب أخلاقية مثل عدم التمسك بالدين والأخلاق الحميدة، أو القول بأنها ظاهرة فردية ولا تمثل المجتمع بأكمله، وينعتون عادة من يقوم بالإغتصاب بالشياطين والذئاب ومعدومي الضمير ..إلخ، وأحيانا كما هو في ليبيا وسوريا، يبررون ذلك بالإنفلات الأمني وعدم وجود جهاز شرطة فعال، رغم أن حادثة الإغتصاب الأخيرة أثبتت بالعكس أنه من داخل أجهزة الأمن ذاتها يمكن أن تأتي االجريمة، وفي أغلب الأحيان يلقى اللوم على الضحية ذاتها بأنها السبب المباشر للإعتداء عليها.
لا شك أن الكلمات لا تكفي، ولا الإحصائيات تكفي ولا التنديد بالجريمة يكفي للتعبير عن الإحساس بالفجيعة لما يحدث للنساء. ولا شك أننا لا ننتظر من الرجال أن يدافعوا عن النساء، وإلا لتغير الأمر منذ زمن طويل، المرأة وحدها قادرة على تغيير مصيرها وإنقاذ نفسها من هذا المجتمع الرجالي الميت منذ أربعة عشرة قرنا.



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية الضجر .. 3 - وقود الثورة
- حكاية الضجر .. 2 - العجلة
- القاتل والقتلة والجوع
- حكاية الضجر .. 1- القناص
- مسرحية -الديموقراطية هي الحل-
- ورعب السلطة
- رعب الحرية
- خرائب الوعي .. 17 - شيزوفرينيا
- خرائب الوعي .. 16 - الريح والكلمات
- خرائب الوعي .. 15 - إستراحة
- بيان من أنصار البدعة
- تداعيات 3- شيطان المحبرة
- تداعيات 2- الغثيان
- تداعيات 1- الرجوع
- خرائب الوعي .. 14 - إفتح يا سمسم
- خرائب الوعي .. 13 - الرأس المقطوعة
- خرائب العقل .. 12 - تحرش بعد الغروب
- خرائب الوعي .. 11 - الشاعر والعطش
- خرائب الوعي .. 10 - المرأة التي أكلها النمل
- خرائب الوعي .. 9 - لا يحب الله والله لا يحبه


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - سعود سالم - إغتصاب المرأة .. من مظاهر الرجولة