العربية و البرطيل (رشوة)

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4045 - 2013 / 3 / 28 - 13:47
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

برطلة - برطيل - براطيل: نظرا لانتشار الفساد كمرض في المجتمعات الشرقية بصورة عامة و العراقية بصورة خاصة (حتى العظم) و صعوبة او استحالة علاجه لتأريخه الطويل و مكانة (الواسطة) التي تحولت الى ملحمة عراقية بامتياز و سياسة تفضيل ابن العم و بنت الخال اريد على الاقل ان ابحث عن اصل كلمة (البرطيل) و تطورها لأفهم العقلية اكثر. لذا اكرر و اقول هذه نعمة الهية كيف يمكن ان نستغني عنها؟ رشا - يرشو - رشوة - ارتشاء - رشاوي.

دعني ابدأ باغطية الرأس التي هي مهمة في المحيط الصحرواي للوقاية من الشمس و التراب و تخدم ايضا كوسيلة للاختفاء و كتمان السر و التعامل مع البعض تحت الغطاء مثل (ابن الظل) و (الحية تحت التبن). اكثرية مفردات اغطية الرأس في العربية دخيلة مما يدل على انها صنعت في حضارات متطورة كالارامية و الفارسية و الانجليزية تماما مثل ادوات القطع كـ (السكين) من الارامية. من هذه الانواع اذكر (البرطلة) و (القلنسوة من اليونانية conus) و (الكمّ من الارامية) و (الكاب من الانجليزية cap) و (القبعة راجع Freytag) و (الكبسولة من capsule ) الخ.. طرطور نوع آخر من اغطية الرأس استعيرت من الارامية و انحط معناه في العامية العراقية لربما لشكله. تستحق المفردات التي تشير الى الملابس في العربية بصورة عامة دراسة خاصة بها لانها تتطور الى معاني اخرى مثلما يتطور مخل من الحديد الى الرشوة و البرطيل.

لا نعرف بالضبط فيما اذا كانت (البُرطُلَّة) كما يقول المعرب للجواليقي تقابلها الارامية (ابن الظل) لانها لا توجد في اية لهجة ارامية للاشارة الى غطاء الرأس لوقاية الرأس من الشمس و تغطيته بظل صغير / خفيف لذا يتوجه Vullers الى الفارسية (پرتله). يعتقد ان اعتبار كلمة (البرطيل) تعريب من اللاتينية martula (نوع من المطرقة) صعب بسبب المعنى لذا فان معناها الذي يشير الى الهدية و الرشوة بالتأكيد من الفارسية (پرتله) نوع من المخلcrowbar من الحديد او حجر عريض و هذا يعني قدرة الحديد و الحجر على كسر الظهر و العين في المجتمعات الفاسدة.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل