أيام حلوة قادمة, ربما

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 4041 - 2013 / 3 / 24 - 12:14
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

أيام قادمة حلوة! ربما

"مثل هيغل, فإن فرويد يضع مسلمة تقول: في الأصل كانت الحرب, والمعركة مستمرة حتى الموت". تزفتيان تودوروف في الحياة المشتركة. ترجمة منذر عياشي.
*

حكايتي مع ربما قديمة ومعقدة, أظنها حكاية الجنس البشري مع الحركة والتحوّل المستمرّين _ والرغبة الدائمة في التشبث والوصول إلى استقرار.
_ كيف ستنتهي الأوضاع في سوريا
_ هل أنت مع الثورة أم مع النظام
_ ما رأيك بالموقف الأمريكي, الم ينكشفوا على حقيقتهم هذه المرة...
وغيرها كثير. أسئلة وأجوبة دفعة واحدة_ أكثرهم لم يقرأ كتابا في حياته: ويمتلك كل الأجوبة
*
أفضّل التفكير في ما هو ضمن دائرة تأثيري, تعوّدت _وأظنها أفضل عاداتي_ الإصغاء, لا إلى ما يرغب المتكلم أو الكاتب أن يأخذني إليه, بل التركيز مباشرة على الدوافع الظاهرة والمستترة للتعبير, والتي تدلّ عليها بشكل مباشر صيغ المبالغة والإنكار والتكرار وتعمّد الإخفاء والتستر.
إذن تعوّدت_ إلى حدّ ما_ التواضع: الانتباه الدائم لضعفي وضروب نقصي الكثيرة: صار ما لا أعرف حاضرا في وعيي_ كما أذكّر نفسي دوما: اللا أعرف درجة متقدمة في الوعي والمعرفة
*
ومع ذلك لا أستطيع الامتناع عن التعبير, كتابة, عن قلقي وخوفي كما عن أملي وأحلامي.
العقبة الأساس النرجسية. أكثر من عقبة, في الحقيقة هي الحاجز الذي يقطع على المرء مختلف طرق النمو. والمشكلة المزدوجة – مشكلة السمك والماء: السمك لا يمكنه أن يدرك وجود الماء.
كيف يستطيع إنسان الخروج من الجلد النرجسي, كي يستطيع بعدها رؤية الأشياء والعلاقات ومصالح الآخرين ومعتقداتهم ومخاوفهم, كما هي عليه_ أو أقرب ما تكون من الواقعية.
ويزداد الأمر تعقيدا, بعدما تضاف سيول الأهواء والمؤثرات ومن مختلف بقاع الأرض إلى مشهد هو في أصله معقد وغامض_ كالمشهد السوري 2013!
*
أيام قادمة حلوة, ربما....
شكرا للشعر
من عمق وجودي أشعر بالشكر والامتنان للشعر_ ولشركائي على هذه الأرض, من نعيش ونتنفس بنفس الوقت_ وأكثر أحلامنا ومخاوفنا مشتركة أو متشابهة, والقليل المتناهي في الصغر هو سبب العدوان والتخريب, فقط بعدما يضاف للجرح النرجسي أو أسطرة الذات أو مهما تكن العبارة الأكثر دقة. النرجسية حالة عمى أو هي الأكثر مشابهة لها.
وأتمنى وأنت تقرئين الآن _ تغمضي إحدى عينيك بيدك, وتخيلي المشهد. ثم بدلي إغماض الثانية باليد الثانية.
البعض يولد ويموت, دون أن يكترث لأي شيء, سوى ما يدور في رأسه وعقله (الصغير).
أكثر ما نستطيع عمله, بتجاوز الحالة النرجسية, فقط نسب ودرجات.
بعبارة واضحة: ليس الخطأ في محبة وحب الغريب (والعدو), الخطأ والمرض فقط في شدة شعور الكراهية والعداء لمن يعترضون طرقنا_ من يصدمون نرجسيتنا.
_ فقط لنتخيل الآن مرافعة بين دعاة الحرب العالمية الأولى ( الفرنسيين والألمان) مثلا.
لنتخيل كيف سيقرئنا أحفادنا والعالم أيضا سنة 2113...في التخيل شفاء من النرجسية, الكريهة.
*
الحركات النرجسية لا تراكم ولا تتراكم, لا يؤسس عليها, هي نزوات تتكرر بحسب الوضع البيئي وليست تعبيرات أصيلة ولا أفعالا جوهرية. دوران متكرر حول قطب واحد.
دوران رتيب ممل. مميت. حتى يحدث الانتقال إلى الجهة المقابلة ورؤية المشهد النقيض.
العطاء كلمة السرّ والمفتاح. هي النهاية وهي البداية أيضا
_ هل تحبّ العطاء؟
كيف يتألم من يحب العطاء!
*
العطاء مهارة أم ملكة أم صفة؟
ميزة إنسانية مثل الكلمة والشعر .
_ ثقافة أم تدريب؟
بدأ الأمر مع ستيفن.ر. كوفي وعاداته السبع, وتدرج مع سوزان جيفرز, ثم إبراهيم الفقي, وفنون الإصغاء والحب وأريك فروم, وعبره مستر ايكهارت: نحو أرض جديدة
*
"احتجت أربعين سنة لأعرف
أنني أعيش في جهل تام "
أتذكّر بوضوح حالتي العقلية والشعورية, آخر يوم في سنة 1999: كتبت العبارة.
أتذكّر اليوم واضحك_ أضحك من عمق قلبي وبوسع كياني: ضحك خالص
أتخيل سنة 2020 .....
ليس عندي أدنى تصور عن حياتي بعد شهر
لكنني أعرف بيقين: سوف نكتب سنة 2020:
أيام قادمة حلوة, الآن_ هنا
*
أهديك نجمة

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل