سوريا الثورة بين الديماغوجيا والشعبوية

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 4028 - 2013 / 3 / 11 - 11:40
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

سوريا الثورة_ بين الديماغوجيا والشعبوية

الديماغوجيا: حركتين في نقلة واحدة. في الحركة الأولى يتم التركيز على الصفة الثانية في الشيء أو الموضوع مع إغفال الصفة الأولى بوعي وتخطيط, وفي الحركة الثانية يتم تضخيم الصفة الثانية بمختلف الوسائل,....وبواسطة التكرار ( استخدام قوة العادة, هي طبيعة ثانية للإنسان بتعبير قديم) يتم تحويل الصفة الثانية إلى هوية الشيء أو الموضوع_ ماهيته وتكوينه.
وبالتالي الديماغوجيا تقوم على دمج واستخدام خصيصتين إنسانيتين وضيعتين:الكذب والخداع
المصلحة أكثر كلمة يهواها الديماغوجيون في الفكر والسلوك وفي شتى أنشطة الحياة.
وقفة مع كلمة "المصلحة", متفجرة دوما بمعاني مختلفة ومتناقضة, وأكتفي بالمعنى الظاهر بجزئيه: الذي يعتبر المصلحة على طرف نقيض من الأخلاق والثاني الذي يعتبر المصلحة في تحقق العقلانية الشاملة والمتكاملة في فكر المرء وسلوكه. المصلحة هي الصيغة الأساسية للربط بين مختلف العلاقات :من العشق والغرام إلى الحرب والخصام.
كل استخدام للكلمة مضلل وخادع ولا يمكن أن يوضح, بل العكس يزيد في الغموض والتعمية.
كم معنى يمكن أن تستخدم فيه كلمة مصلحة؟
_ محاولة الإجابة بتوسّع:
لكل علاقة وجهين على الأقلّ حب ومودة أو خصومة وعداء, وبينهما لا نهائي من التدرج.
ترددت, ثم وجدت في قطبي المنفعة والضرر أفضل تمثيل لما أحاول التعبير عنه.
التحالفات السياسية تقوم على عديد من...ماضي وحاضر ومستقبل, كذلك حسب القوى, كذلك مصالح سياسية أو إيديولوجية ( كم احتمال يوجد...أكثر من مليون
_ مصلحتك في القراءة
*
( الابتذال هو الاستخدام المتكرر بإفراط, حتى ولو يكن الاستخدام الأنسب والمثالي.)
سورية الثورة, كانت العبارة السائدة والمعممة فترة ستينات وسبعينات القرن الماضي.
الثورة أكثر كلمة مبتذلة في التاريخ السوري الحديث( بمعنى التكرار فقط), وهي اليوم الكلمة الأكثر مثارا للجدل والاقتتال,ويبدو أن التفسيرات المتناقضة تقود سوريا إلى الدمار والتمزيق.
ما هي الثورة؟ وكيف يمكن تحديد وفصل الثورة عن الشغب أو التمرد أو التآمر؟
المعسكران السوريان الأساسيان ( إسقاط أو انتصار) كل منهما على حق وكل منهما مخطئ بنفس الدرجة, الخطأ والصواب في فهم الثورة وتأويلها_ الخطأ والصواب أيضا في التعبير عن النفس والدفاع بشتى الوسائل. الوسيلة الأكثر استخداما ورواجا في المعسكرين هي الايديولوجيا وبأسوأ صيغها الديماغوجيا, وأول الضحايا الواقع والحقيقي: من يعرف؟
الثورة في المعنى الأولي والمباشر والمتفق عليه, حركة تغيير فردية أو اجتماعية.
الثورة إذن سمة التغير الجذري والسريع, وفي أقصى الحالات تصل إلى انقلاب.
المفارقة السورية_ الكوميديا السوداء والمضحك المبكي أنهم توائم سياميون: قادة المعسكرين.
_ يغفل أنصار الموقف الانقلابي اليوم هدف الثورة بشكل كلي ويتم التركيز على الماضي.
_ يغفل أنصار المحافظة على النظام التغيير النوعي الذي حصل في الإنسان والدولة ويتم التركيز بشكل كلي على المستقبل _ الخيالي أو الماضي المنفصل عن الآن_هنا.
الثورة اسم حركة يمكن استخدامها بشكل متنوع إلى درجة التناقض.
الثورة الإيرانية هي الجد الأول للثورة السورية. الاستخدام الناجح للدين كوسيلة سياسية.
القرابة والشبه بين (الثورتين) الإيرانية والسورية, ذلك ما يتحاشاه ويتجنبه الفاعلون السوريون الحقيقيون في الجانبين وبنفس الدرجة والحرص.
*
المشكلة الأساس أن طرفي الصراع السوري هما في نفس الموقع والموقف, ويتعذر إمكانية رؤية دور آخر_ يقاسمك الوجود والحق والقوة والمعرفة أيضا....حالة تشيخوف الفريدة_ سوى بشروط استثنائية للغاية, وبشكل فردي حتى . في الشروط العادية السوريون لا يسمعون ولا يرون ولا يعرفون سوى الخوف والهدف.أبيض أو أسود. معي خلفي أو عدوي بمواجهتي.
تتنازع السوري ة قوتان بنفس الدرجة والشدة وتتعاكسان في الاتجاه
_ الانصهار التام في العائلة والعشيرة
_ الانفصال التام عن العائلة والعشيرة
التشوّه الناتج عن التمركز الذاتي( الفردي والمشترك) ماهية سورية في الأمس واليوم.
هل يكون تقسيم سوريا هو الحل, السيئ, أم ما تزال في هذا العالم حكمة وسعة أفق؟
*
النزاع على القرب والتقرب من الغرب_ والتنافس المعاكس على عداء الغرب
الملاحظ غياب كلمة الديمقراطية من المعسكرين بنفس الدرجة, حقوق الإنسان غياب كلي.
السلطة والمواطن ومفاصل العلاقة غياب أكثر
*
كل خلافات البشر حول الحصص؟
_كيف يختلف اثنان على العطاء...
*
حلم
أن يتم تشريع ينص على عدم قبول أي شخص في مسؤولية عامة أو من الدرجة الأولى_ يعترض عليه أكثر من مليون شخص. أن يكون توقيع مليون شخص يكفي لنزع السلطة. وأن تكون هذه فقرة في الدستور الجديد
مرجعية النص: القراءة في كتاب
الخوف من البرابرة_ تزفيتان تودوروف
ترجمة د جان ماجد جبور

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات