أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الله عنتار - رسالة إلى أستاذتي العزيزة














المزيد.....

رسالة إلى أستاذتي العزيزة


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 4039 - 2013 / 3 / 22 - 00:51
المحور: كتابات ساخرة
    


أستاذتي العزيزة :

رجاءا لا تقاطعيني، فأنت تكسرين كلامي، وتحولينه إلى شظايا، فأنا لم أقاطعك ؛ أنا أحترم رأيك، لكن دعيني أبدي رأيي ؛ دعيني أؤول ؛ أقرأ كما أريد ؛ أنا لست كراكيزا، أو أسطوانة، أو ببغاءا أردد الأغاني، والتراتيل ؛ إننا في درس الفلسفة ؛ في مفهوم الغير، والفلسفة تعلمنا الإختلاف، وتكسير الطابوهات، وقتل الأب، والأستاذ ؛ إنني لن أبال أنا قتلته من زمان، وما صمتي الآن سوى تعبير عن كلام كبير يستغور كياني ؛ لأنني إنسان تشربت الحرية، والنقد من ينابيعه الأولى ؛ إن هؤلاء الذين لقنوني الحرية، والنقد، وبما فيه نقدي لذاتي، ونقدي لهم ؛ ما فتئوا يشيدون بجرأتي تلك، وعصاميتي، ومن ثمة لا يمكن أن أذوب في جوك الخانق، والمريض، والمتزمت أستاذتي العزيزة ؛ صحيح يمكن أن أغفر لك طبيعة تكوينك الذي يسمى بالتبريز، لكنني أكره هذا التكوين، وناسه ؛ لأنهم شلوا حركيتي، وقتلوا فاعليتي، ورغبتي في العطاء ؛ إنني أرفضهم .
غير أن هذه التجربة ؛ تبقى جميلة، وذلك لتذوق حلاوة ما فات، وكذلك على ضوئها نقيس قناعاتنا، وتوجهاتنا التي لن تتراجع قيد أنملة في الدفاع عن الإنسان .

أستاذتي العزيزة :

أحترمك، وشأنك في ذلك شأن كل الأستاذات، والأساتذة الذين درسوني، ولكن لا أتفق معك نهائيا في سعارك ذاك الذي يجثم على صدورنا باردا كبرودة تلك الثلوج الثاوية فوق ذلك الجبل .

أستاذتي الرائعة :

إنك تقتلينا بكلماتك، ووعودك الجهنمية تلك ؛ إنني أكرهك، وأنت أول امرأة أكرهها في هذا العالم ؛ لطالما أحببت النساء، ونظرت إليهن نظرة إجلال، وتعظيم، وآمنت بأنهن رمزا للخصوبة، والعطاء، والعطف والحب والحنان، وجلاء الكروب والآلام، والطمأنينة والوداد .
وكانت أول امرأة أحببت، ومازلت، وماسأزال هي أمي، وأختاي، إضافة إلى أستاذاتي اللواتي أحببنني، واعترفن لي بحبهن .
هذه هي الصورة الجميلة التي كونتها عن المرأة، ولكن بمعرفتي لك ؛ بدأت هذه الصورة تنكسر، وتتشظى .

أستاذتي الجميلة :

كوني متأكدة بأنني لطالما سأظل أكرهك ؛ لأن جرحك كان غائرا، وعمق من جرحي، وكآبتي، ووحشتي في هذه المدينة التعيسة .

أستاذتي العزيزة :

إنني أتواجد هنا في وسط المدينة، وأكتب مذكراتي، وأيامي ؛ أريد أن أنبهك بأنك صورة سيئة، وسوداء في حياتي .

أستاذتي السادية :

لطالما دافعت عن النساء ؛ في حواراتي، ومقالاتي، ومجالسي، ولكن ها أنت تكسري هذه الصورة الجميلة ؛ إن كل النساء اللواتي عرفتهن في حياتي كن لطيفات باستثناء أنت !! أنت الظلم، والعذاب ؛ أنت البؤس والآلام ؛ إن جسدك، وشعرك، ووجهك يثير القشعريرة، والتقزز ؛ حتي كلامك يبدو قاتلا كالعلقم ؛ إنه يقتل الألوف، كما يقتل المبيد ألوف الحشرات ؛ آه أيتها الحقيرة ؛ آه أيتها السادية ؛ إنك تتفنين في كلامك المسموم ؛ إنه يتراشق حجارة حجارة ؛ لا بل إن هذه الحجارة حادة كالسهام تترك آثارا غائرة جرحها لن يندمل أبدا ؛ لقد حولت الدرس الفلسفي إلى ظلام حالك تتخلله شذرات من البؤس، والعتمة، والسديم ؛ سديم بدون عنوان ؛ أو إشارات ؛ نغرق فيه دون أن يعيننا أحد .

أستاذتي المازوخية :

آه أيتها الكئيبة ؛ أصبحنا تائهين لا نعرف أين المسير ؛ أكرهك أيتها المقرفة .

عبد الله عنتار - الإنسان الذي ولد إنسانا لكي يكون إنسانا - بني ملال : 11/01/2013



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جحر
- سعاد
- راعية القطعان
- أنت
- ذكرى ميلادي
- تلك
- أ- تبكين ؟
- الضحك
- العاملة الجنسية
- رسم
- وردة أهديها إلى الحياة ؛ إلى الحب
- الحب المفقود
- إنجراحات
- حذاءان
- إنهجاس الذاكرة
- هواجس الذاكرة
- زفرات (1)
- زفرات (2)
- إنطراحات- إنهجاسات
- جانب من أغاني الثورة والحياة


المزيد.....




- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- فيديو صادم.. الرصاص يخرس الموسيقى ويحول احتفالا إلى مأساة
- كيف حال قرار بريطاني دون أن تصبح دبي جزءاً من الهند؟
- يجتمعان في فيلم -Avengers: Doomsday-.. روبرت داوني جونيور يش ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن ...
- ما مصير السجادة الحمراء بعد انتهاء مهرجان كان السينمائي؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الله عنتار - رسالة إلى أستاذتي العزيزة