أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راغب الركابي - حينما يتكلم الملك















المزيد.....

حينما يتكلم الملك


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 4038 - 2013 / 3 / 21 - 15:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    





في حديث غير مسبوق قال الملك عبدالله بن الحسين مالم يقله غيره من الزعماء والقادة وهذه والله صفة عظيمة أحبها وأحترمها لمن يريد الحياة ولمن يحب شعبه ومجتمعه ، حديث الملك عن الواقع العربي حديث ذو شجون فيه وصف وذكر حال عن الرجال وعن النساء عن الشيوخ وعن الأحزاب عن المنظمات وعن الأفراد ، كان حديثاً رائعاً شدني إليه أستمتعت به ووجدته مختلفا ومغايرا عن غيره من الأحاديث من كل وجه ، وجدت فيه صراحة الكبار و صدق الرجال المؤمنيين بالحق الواحد الغير مجزء .

الملك لم يصف شيئاً أو حالةً إلاّ من واقعه ولم يقل كلاماً من وحي الخيال ، كلامه كلام الشارع العربي والإنسان العربي الذي ضاق ذرعاً بهذا الواقع المرير بما فيه ، وحديثه إلى المجلة الأمريكية حديث ماتعودناه من زعماء العرب المخاتلين لكننا وجدنا بعض منه أو شبيه له مع الراحل السادات حينما قلبنا دفاتر التاريخ ، والعجب وموجة الإستنكار من الأحزاب الدينية شيء نحسبه له لا عليه ، لأن الكلام الذي قاله كان في صلب الواقع النفسي والشخصي للإنسان العربي .

فهو حينما تحدث عن محمد مرسي الرئيس أشار إلى صفة التهريج وكثرة الكلام الممجوج فيه ، قال - إنه بلا عمق - وهذا واقع صرف هو قول المصريين كل يوم ، قولهم عنه : إنه مهرج لا يحسن فن الكلام الموجه الصحيح ، وقولهم إنه : لايمتلك الرؤية التي تجعله مؤهلاً لقيادة مصر بكل ثقلها وعمقها وتاريخها ، هو رجل إذن جاءت به الأقدار على حين غفلة من الزمن ، جاءت به حين غاب الوعي عن الشعب وهو يدلي بصوته بين الرمضاء والنار ، وكانت صدمت الشعب واضحة في التبدل الدرماتيكي الذي طرء في بنية النظام والدولة في مصر ، فهو لم يكن عميقاً لكي يستحق تضحيات هذا الشعب الذي كان يرغب ويأمل بأن يكون القدوة والأسوة في مجال الحريات والديمقراطية في المنطقة العربية ، ففقدت مصر معه بريقها والأمل الذي عُقد عليها فتلاشت ثورتها وذهبت مع الريح ، إقتصادها فاشل منهك وسياستها بلا عنوان وجيشها عبارة عن - عسكر وحراميه - وقضائها الذي كان غدى ركيكاً معطلاً وشعبها في غالبه عاطل عن العمل ، والنتوءآت المنتشرة والتي تثير الفزع بين السكان نجدها في كل منطقة وبلدة ونساء مصر تتخلف حالتها المدنية والشخصية وتفرض عليها قيود ما أنزل الله بها من سلطان ، والأمم المتحدة تقول : إن مصر ستشهد الكثير من التردي والكثير من التخلف والكثير من الإنهزاميه .

عبدالله الملك إذن أشار واصفاً حال مصر وهو يرى حاضرها فكيف سيكون مستقبلها في ظل هذا الحاكم الذي لا يمتلك الأدوات التي تجعله قادراً بالفعل في بناء مصر ونهضتها ، والعمق المفقود الذي أشار إليه الملك هو هذا الحال وهذا الواقع ، كما إنه قول يفيد ويدل على : إن إستقدام تجربة التاريخ في حكم الدول مظنة غير مفيدة بل هي تضييع للوقت وهدر للطاقة في غير محلها .

وعبدالله الملك حين قال عن أردوكان : إنه يخلط بين الديمقراطية والمنفعة كمن يخلط بين الخير والشر ، فالديمقراطية عند أردوكان شعار للتعبئة من أجل الوصول إلى السلطة بكل الوسائل والأدوات ، وعند الوصول إليها يتم تحويل المسار الديمقراطي ليكون له ولجماعته خاصةً ، هي إذن وسيلة وباص للركوب وليست هدفاً مستقلاً يسعى إليه ليجعله برنامج حياة وعمل ، وهذا التوجه يمكننا ملاحظتة في المحاولات التي قام بها من أجل تغيير الدستور ليصب في مصلحته ومصلحة حزبه ، أردوكان إذن هو رجل مُخادع مُخاتل والسياسة عنده تجارة والديمقراطية وسيلة تنقله لكرسي الحكم هذا اردوكان الذي تُغرم به الحكام العرب معتبرينه المثل والقدوة الحسنة ، هذا الشخص النفعي الدجال تمهد لقيادته مشايخ الدين العرب لكي يعيد فيهم حكم السلطنه وملوك بني عثمان .

وأما بشار الأسد الغني عن التعريف فهو رجل قروي ساذج كما يقول الملك ، والذي تقوده مخابراته إلى حيث مزبلة التاريخ ، هذا الساذج قد ورث عن أبيه الحكم من غير مؤهل ولادليل ، وكلنا يعرف كيف لوى مجلس شعبهم القانون ليكون بشار حاكماً ، واليوم ينافح هذا المعتوه ضد شعبه في تصميم لتخريب سوريا وماتبقى منها ، يرآهن هذا مع مخابراته على تدمير النفس السوريه والروح السورية ، ولا أدري متى يرحل من هذا البلد الذي تمزق وأندثرت معالمه و الكثير من قيمه الإنسانية النبيلة ، الملك إذن ينبه العرب ليكونوا صرحاء مع أنفسهم وينزعوا ثوب الكذب والدجل والتزييف ، فالسياسة ليست كذباً ونفاقاً بل هي عمل وتضحية وبناء ، وليست هي أوهام ووعود ولعب في الأعصاب والمصائر بل هي روح خلاقة وضمير حي .

وأما كلام الملك عن الأخوان فهو كلام في الصميم ووصف صادق غير منحاز وغير متجانف لفئة ، الأخوان منظمة لا تعمل لصالح الشعوب العربية والإسلامية هذا هو واقع الحال وليس لها من أسمها أي نصيب ، هم فئة إنتهازية تتحرك وفق أجندات خارجية خاصة ترسم من وراء الحدود ، وفي ذلك الوصف نحن مع الملك دائماً ومعه حين يقول الحق فيهم وفي غيرهم من غير موآربه ، لأن في التنبيه على الخطر إستدراك وسلامة للأوطان والأبدان والأعراض ، هو تحفيز للعقل العربي ليخرج من دائرة الصمت والسكوت ويعلن ماله وماعليه بشفافية وصدق ووضوح ، وهذا المنهج في التعاطي مع القضايا يُعلمهُ كيف يقول الحق من غير تردد .

والملك حين وصف حال الإنتخابات في الأردن كان يريد توجيه الشباب والشابات للتعلم الصحيح والتثقيف الصحيح ، هو يقول لهم : إن الديمقراطية منهاج عمل وثقافة مستقلة وهي ليست إختيارات ذوي القربى من غير حق ، بل هي إختيارات للبرامج والخطط وماينفع الناس و ما يعزز من هيبة وقيمة الوطن ، وفي ذلك إنما يريد لشعب المملكة أن يدخلوا التاريخ والعالم الجديد محصنيين بالوعي وبالثقافة وبالإرادة ، إرادة الرفض والقبول حسب مبدأ الصواب والخطأ وليس حسب الخصوصيات والقرابات المحلية الضيقة ، وفي ذلك يتعالى الملك عبدالله في نزوعه الديمقراطي ليكون حقاً رجل المرحلة التي من أجلها لابد أن يحترمه الجميع ويحبه الجميع لوضوحه وصدقه مع نفسه ومع شعبه ..



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعركة في سوريا
- العلمانية كما أرآها
- قول في الوطنية
- مبادئنا
- كيف ننقذ الوطن ؟
- الإصلاح الديني ... لماذا وكيف ؟
- فوضى التظاهرات
- رأينا في الأزمة الجديدة
- مصلحة العراق فوق الجميع
- حوار في قضية الحسين
- الليبرالية الديمقراطية في مواجهة التحديات
- الليبرالية الديمقراطية ... مشروع الحضارة
- لماذا نؤوسس لليبرالية الديمقراطية ؟
- نمو التيار الليبرالي الديمقراطي في المنطقة العربية
- معركة بناء الدولة في العراق
- الليبرالية العربية
- بيان إستنكار
- فلسفة الخلاف
- الحرب القذرة
- الحوار هو الحل


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راغب الركابي - حينما يتكلم الملك