أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - فوضى التظاهرات














المزيد.....

فوضى التظاهرات


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 3984 - 2013 / 1 / 26 - 17:24
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


حين سقط الصنم في بغداد وتفتت العراق ، عمل جمع من المخلصين والحريصين على لم الشمل وإعادة البنية له وتشيكل النوات الأولى لنظام سياسي يشترك فيه الجميع قوميات وأحزاب وأديان ، كانت تلك خطوة أولى لترويض النفس العراقية وتدريبها على التعايش في ظل الإختلاف وقبول الآخر ، والخروج بها من دائرة القلق والخوف والشك ، نعم هي خطوة أولى لكنها لم تكن تامة ولا مكتملة ولاناضجة ولا متسقة في بعض تفاصيلها وأجزائها لأنها ضمت كما يقولون - من كل بيت أغنية - .
وكنا نحن معشر العراقيين تواقين للعدل وللحرية وللسلام نحلم أن يٌقام فينا نظام سياسي وإجتماعي يراعي هذا التعدد وهذا الإختلاف ، كنا نريد نظاما غير ذلك العتيق الذي ورثناه من حقبة الإستعمار والعسكر ، نظام كان قد أدخلنا في كل ماهو قبيح من الحروب والصراعات الداخلية والخارجية دمرت فينا وفيه معنى الوطن القوي الوطن الواحد الموحد هذه هي الحقيقة ، ولم نكن نرغب والله يعلم : أن يتم التحرير والإنعتاق وفق رغبة الأغيار وبواسطة المحتلين لكن هذا ماحدث - وقدر الله وماشاء فعل - .
ففقد العراقي في ظل هذا توازنه وإستقراره وأنتعشت الفوضى ساعد في ذلك جيش من المغفلين وأنصاف الوطنيين الذين اهلكوا فيه قدرته وأحساسه وماتبقى لديه من قيم ومفاهيم ، وكان لدول الجوار دورا بارزا وأكيدا في صٌنع هذه الفوضى وهذا التنازع بيننا وعدم الإستقرار ، لأنها كانت تخشى على نفسها فأرادتها ساحة تصفي فيها خلافاتها ونزاعها مع الغير ، ولم يكن لنا أيامها حول ولاقوة ، فكانت حاضرة في تفتييت ماتبقى من نسيج وهوية ورسوم للوطن الذي حلمنا به ونحلم ، واليوم وبعد كل هذه المعانات وهذا الدمار وبعدما خرج المحتل رغبة وطواعية وعادت السيادة للعراق ، تحركت من غير سابق عهد جماعات كنا نظنهم مع العراق وله ، ولكنهم قاموا بعمل غير محمود هدفه تدمير مالم يستطع كل هذا العنف تدميره أعني - هذه التظاهرات - ، فاليوم يتظاهر البعض وهو لايدري بل يعمل بالمثل القائل - حشر مع الرفاكه عيد - ويطرح البعض مطالب متناقضة وفي بعضها خلاف للدستور ، يستغل هذا بعض أخر متربصين ياملون في تفكيك للدولة الوطنية التي تٌبنى مع المعانات ، في عملية مقصودة لإعادة إنتاج ذلك النظام السياسي الذي حكم التاريخ والناس والعالم أجمع ببطلانه وزيفه وعدم صلاحيته .

إن أوّل هذا الفعل القلق نرآه من خلال التعمد بضرب مؤوسسات الدولة والتجاوز عليها ، حدث هذا في الفلوجة اليوم ضد الجيش والقوات الأمنية ، إن مجرد التجاوز على طبيعة التظاهر يدل على طبيعة النوايا المزمع فعلها من خلال التصادم وتحريك الناس حيال ذلك ، نعم لم أكن أتصور يوماً إنه مازال البعض يحمل صورا لمن دمر العراق من دون أن يلقى ذلك العمل اعتراضاً ممن يدعون سلمية التظاهر ومطالبها المشروعة ، ولم أكن أتصور إن التنافس غدى قضية طائفية بدل أن يكون تنافساً من أجل بناء الوطن وتقدمه ، وكما قلت فإن للبعض روح هدامه هدفها جعل العراق يعيش القلق والخوف وعدم الإنتظام ، ودائماً يستعجل القوم قدرهم ويكائن الشيعة هم من يحكم من غير منافس أو مشارك أو سهيم ، وكما قال رئيس الوزراء هناك من العهد البائد من يحلمون وهناك من القاعدة من يريدون إشعال نار الفتنة كي يجدوا لهم موطئ قدم بعدما طردتهم الأنبار بجهود الراحل أبوريشة ، حين صحى شعبه ومن معه وهو يطرد هؤلاء المتخلفين جناة التاريخ .

إن شعب الأنبار كغيره من فئات الشعب الأخرى يريد الأمن والبناء والتقدم ، يريد ان تكون موارد العراق للعراقيين ، يريد لها أن توزع عليهم وعلى غيرهم بالعدل ، ولايتم هذا من غير تلاحم وعمل وهدوء وإستقرار وأمن ، التظاهر من أجل التظاهر هو خلق للمشكلات وهو توجه غير سليم وعادة غير محمودة ولا مرغوبة ومن يذهب إليها ظاناً بها خير فلايحصد إلاّ الندامة ، نريد للعراق ان يستقر ليعرف الشعب - ساسه من رأسه - ، نريد للعراق ان يتجاوز أيامه السود التي مضت نريد لأبناءه أن ينخرطوا في العمل والبناء ، وكما يقولون - فاليد الواحدة لاتصنع المعجزة هو بلد يريدنا ان نتشارك في بناءه وإعماره ، لذلك يكون جر الناس إلى الساحات هو تعطيل متعمد وهو فعل يستبطن نوايا غير سليمة ، التظاهر في العراق لايصنع معجزة ولايحقق شيء طالما إن العراق هو هكذا بتكوينه الطبيعي والمجتمعي ، والتجاوز على هذا ممنوع بل مرفوض ، إننا مع كل مطلب حق ولكن من خلال الإرادة السياسية الغير مخربة ، إننا مع كل من ينادي بتطوير العراق وبناءه على نحو حضاري مشرق ، نحن نريد لكل محافظة وبلدة في العراق أن تكون كدول الخليج إن لم تكن أفضل ، طاقاتنا كبيرة وإمكاناتنا كثيرة وهمتنا واسعة فلم التخالف والتعرقل وإلهاء الناس في أمور ليست من مصلحتهم .
فوضى التظاهر ستخلق إن طالت جيلاً معدماً لايشعر بالوطن ولابقيمة الحرية ولا بأهمية النضال من أجل الوحدة والسلام والعدل الإجتماعي ، إن رفض التظاهر منا هو رفض للطريقية في طلب الحق والمطالبة به إذ لنا طرق وأقنية يمكن الرجوع إليها ولكم أن ترفضوا فالإنتخابات على الأبواب ..



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رأينا في الأزمة الجديدة
- مصلحة العراق فوق الجميع
- حوار في قضية الحسين
- الليبرالية الديمقراطية في مواجهة التحديات
- الليبرالية الديمقراطية ... مشروع الحضارة
- لماذا نؤوسس لليبرالية الديمقراطية ؟
- نمو التيار الليبرالي الديمقراطي في المنطقة العربية
- معركة بناء الدولة في العراق
- الليبرالية العربية
- بيان إستنكار
- فلسفة الخلاف
- الحرب القذرة
- الحوار هو الحل
- إنتاج عقد إجتماعي جديد
- الليبرالية الديمقراطية حركة فكرية شاملة
- الليبرالية الديمقراطية هي أساس الفضيلة
- الدكتور أحمد الكبيسي والعقلانية الدينية
- المرأة العربية والعالم الجديد
- رسالة الليبرالية الديمقراطية
- أرحل يابشار


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - فوضى التظاهرات