أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - الليبرالية العربية














المزيد.....

الليبرالية العربية


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 3866 - 2012 / 9 / 30 - 22:39
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


يظن البعض أن الليبرالية العربية هي ذلك الشيء الذي وفد إلى المنطقة العربية من الغرب ، وهذا الظن توصيف للحالة على نحو غير صحيح وهو توصيف جامد وغير منطقي ، فالليبرالية كمضمون وكمحتوى هي تلك النظرة التي تبناها العقل العربي في محاكاته وحكمه على الأشياء ، ومنه ومن ذلك أنبثق عقل النبوة في المنطقة العربية وهو ينادي بالحرية كخيار لتحرير الإنسان من الطبقية ومن السلطات الإستبدادية ، إذن هو خيار العقل العربي ونزوعه نحو تحقيق أهداف الحياة التي يمكن من خلالها العيش بكرامة ، لذلك كانت الليبرالية ذلك المكون الذي أهل العقل العربي في حركته نحو الحرية ونحو الفكر ونحو القانون .
إن الليبرالية العربية أصيلة وليست وافدة أو مستوردة عاشها أبن رشد في سلوكه المعرفي ونماها الحلاج في طيوفاته العرفانية وأبو مسلم الأصفهاني في نظرته للنصوص القرآنية ، هي ليست شيئاً منفصلاً عن العقل العربي وعن الروح العربية ولم تغب عنه ذات مرة حتى في لحظاته المملوءة بالأمراض والعقد ، الليبرالية العربية تولدت مع ولادة العقل العربي والروح العربية نجد ذلك في الكتابات الشعرية والمنقوشات الأدبية وكذا في القصص والحكايا ، والجيل العربي الجديد يدرك تماماً أهمية وحاجة الليبرالية لحياته ولتطوره ولوعيه وهو يدرك إنه بدونها لا يمكنه أن يستمر في الحياة أي إنه بدونها سيقع فريسة لهذه الفوضى من حركات وأحزاب ومنظمات التطرف والإرهاب ، هو يدرك هذا ويعيه ولهذا يعتقد إن خلاصه بها فهي المنقذ من الإنحدار والضياع ، ولذلك يجاهد هذا الجيل لينقذ حاله وحياته عبر ثورات يقوم بها هنا وهناك ينبه العالم إلى إرادته وعقله ونزوعه وهو في ذلك إنما يؤكد حقه في التغيير الشامل والتام .
والعرب حين بدأو يواجهون مشكلاتهم بجرأة وصدق وصراحة أطمئنوا إلى إن طريق الحل يأتي منهم ومن داخلهم ولا حاجة للغير في تغيير مصيرهم إنهم آمنوا بقدرهم وقدرتهم وأن لا منقذ ولا معجزة تأتيهم من السماء تغير مصيرهم وقدرهم سوى إيمانهم بحريتهم وبعيشهم الكريم ككل شعوب الأرض التي تحترم نفسها .
ونحن حين نقول ذلك نفهم بانهم في الليبرالية وبها يستطيعون تحقيق كل الطموحات وكل التقدم ، فالليبرالية هي الشيء الذي يجسد شخصيتهم الواقعية الغير مزيفة والغير مرابية أو مرآئيه ، وتجسيد معنى ذلك نلمسه في إصرارهم على تدعيم كل ما يجعلهم حضاريين وتقدمين وأخلاقيين كذلك هذا مايؤهلهم ليكونوا موجودين بالفعل وعلى الخارطة الإنسانية حين يُشار ، وحين تجادل العربي في أشياءه التي يحلم ويطمح بها تجد ذلك النزوع الحر واضح جلي مما يدل على حيويتهم وإيمانهم ، إن الثورات العربية المعاصرة هي هذا الإيمان الذي نشير إليه وهي هذه الروح التي لاتقبل بأنصاف الحلول أو التسطيح ، إنه السعي للتغيير الشامل في مفهومه ومعناه .
إن طريق الليبرالية سيوصل العرب حتماً إلى تغذية الروح الإنسانية بكاملها كما قال البرادعي ذات مرة لأنهم يكونوا قد سلكوا أعظم طريق في الإنعتاق من الظلم والإستبداد ، لكن العرب وجيلهم الجديد مطلوب منه عدم الإصغاء إلى كلمات وخطب الكهنة وشيوخ المنابر شيوخ السوء الذين يشوهون صورة الحياة حتى في المطالب البسيطة ، وجدنا ذلك في الإحتجاجات عن الفيلم المسيء للنبي محمد ، إحتجاجات أثبتت مرة أخرى النوايا السود لبعض رجال الدين مما يجعلهم منبوذين في أعين الناس .
ويبدو إن التركيز على تأجيج الشارع من قبل المنظمات الدينية إنما يستهدف تدمير العقل وقوى التفكير ، ولطالما نبهت في غير مناسبة من خطورة الإنجرار لهذا الجدل الخاوي لأني أومن بان الحرية كل لا يتجزء ومن يريد الحرية لنفسه عليه ان يؤمن بها لغيره ، نعم هناك دول تواجه مشكلات تحاول تأجيج الأوضاع لكي ينصرف الرأي العام عنهم وعن مشاكلهم وما يسببونه من ألم وأذى لشعوبهم وللمنطقة ، لهذا أقول إن من يدفع بهذا الإتجاه إنما يريد تشتييت رأي الناس وإلهائهم بغير مايفكرون ويطمحون ، لهذا أكدت على أهمية ودور الليبرالية العربية في التركيز على المشكلات الحقيقية ومواجهة ذلك دونما النظر لهذه الفوضى ، لأن العرب إن ركزوا على ذلك سيخرجون من كل أزماتهم ومعاناتهم أرفع روحاً وأعمق حساً وشعوراً وأكثر وعياً .
وعندها سيقدمون للعالم حقيقة معدنهم الغير ملوث بالدينية المزيفة والطائفية اللعينة ، وسيشعرون العالم بقدرتهم على توحيد النظر تجاه قضايا العالم المصيرية ونظرتهم للأمن والسلام وللتعايش الإنساني من دون عقد أو أحقيات ، وهذا الذي سيرفع من مستوى وجودهم في أعين الجميع ، ذلك ما كنت أعنيه بالليبرالية العربية حين تكون فاعلة ومؤثرة وحين تكون كذلك ينتزع كل حق مضاع وكل مظلمة عاشوها فالليبرالية هي سر الحياة لهم ولأجيالهم كما قال هيوم .



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان إستنكار
- فلسفة الخلاف
- الحرب القذرة
- الحوار هو الحل
- إنتاج عقد إجتماعي جديد
- الليبرالية الديمقراطية حركة فكرية شاملة
- الليبرالية الديمقراطية هي أساس الفضيلة
- الدكتور أحمد الكبيسي والعقلانية الدينية
- المرأة العربية والعالم الجديد
- رسالة الليبرالية الديمقراطية
- أرحل يابشار
- العرب وطبيعة التحول السياسي
- الفدرالية ونظام الأقاليم كيف نفهمه ؟ وكيف نفهمها ؟
- المنظمة الدولية - للعدالة والحرية والسلام –
- تطبيق الشريعة
- الديمقراطية الموهومة
- الوطنية الجديدة
- العرب إلى أين ؟
- كيف ننظر إلى المستقبل العربي ؟
- مسؤوليتنا التاريخية


المزيد.....




- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - الليبرالية العربية