أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - العرب وطبيعة التحول السياسي














المزيد.....

العرب وطبيعة التحول السياسي


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 3621 - 2012 / 1 / 28 - 20:18
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


ان ما نعرفه عن العرب وعن الشباب العربي إنه شعب خلاق وشعب معطاء ، هذه حقيقة تاريخية وموضوعية ولكن هناك ثمة مايعيق هذا العطاء وهذه الخلاقيّة ، هو في تلك السياسات التي يصنعها الحكام ، والتي تجعل من الشعب العربي والشباب العربي يشعر بالإحباط والتخلف ، وهذا الشعور هو الذي يجعلنا نحن في قلق دائم على هذا المصير العربي ، فالتحول السياسي الذي صنعه فعل الشباب يعمد البعض على تسخيره أو على تجيره لصالحهم ، حدث هذا في تونس وحدث هذا في مصر وسيكون كذلك في ليبيا وحتى في اليمن السعيد وسوريا ، هذا البلدان التي أنتفضت شعوبها إن سرقة جهود وتضحيات الشعوب العربية عادة يستغلها أناس يأتون دائماً من الخلف وشعارهم في العادة المظلومية وغايتهم تلبية حاجات الناس ، هؤلاء نعرفهم جيداً جل مبتغاهم هو الحصول على السلطة وبأية ثمن ، والثمن هنا لا يهم إن تجاوز الخطوط الحمراء في الكرامة و في القيم الوطنية والشخصية ، و قد قلت ذلك سابقاً وها أنا اليوم أكرر ذلك وعلى نحو أشمل ، لأن خوفي هنا على المستقبل وعلى الضمير العربي الذي تخرب فيه الأمل وتخربت فيه الرؤية ، فالخلط بين الأهواء السياسية وبين القيم الدينية هو متاجرة وتزييف للدين وللقيم ، ولا يختلف أثنان بان الجميع قد لعب بقيم الدين حتى ويكأنه لا خبر جاء ولا وحي نزل ، وهذه هي الكبرى التي تفوق كل مايمكننا تصوره ، لقد لعب الساسة الجدد بكل ماهو ممكن حتى زيفوا الدين والأخلاق والقيم في أذهان الناس وعقولهم ، ولم يعد الدين ذاك الشيء الجميل الذي تهوى إليه النفوس وتتوق ، وكل ذلك بفعل النفاق والهوس وجنون الحكم والرغبة في الإستحواذ على كل شيء .
إن العرب في هذا التحول لم يكسبوا حسب ماأرى وأشاهد غير التبدل في وجوه الطغم الحاكمة ليس إلاّ ، فلا أجد للديمقراطية معنى غير هذا الإلتفاف الطائفي والمذهبي المقيت ، ولم أتلمس معنى للحرية كما كان مأمول أن يحسها ويعيشها العرب ، في مصر تسلق الأخوان والسلفيون وأخذوا كل شيء وحالوا بين الشعب ورغباته ، في مصر أنتهى حلم الحرية حين هوت مصر بيد أسلاف التاريخ الموغل بالكراهية والتدافع ، غرقت مصر وسيغرق العرب في وحل الجاهلية والتقاتل الطائفي وصناعة الإمارات والكتل والجماعات ، نرى هذا واضحاً جلياً ولندع حكايات القائلين عن إن الشعب هو الذي أختار ، فحسب علمي إن الشعب لم يكن غبياً إلى هذه الدرجة بحيث يسلب عن نفسه الحرية ويصادر عن نفسه الشعور بالوجود ، من هنا أقول إن الإسلام السياسي يدأب على تخريب العقول والنفوس في رحلته عن البحث عن السلطة والسلطان .
إن الثورة المصرية التي كنت بها متفائل وشجعتها من غير تردد وأعلنت وقوفي إلى جانبها و معها ، هذه الثورة فقدت بريقها ولم تعد تعمل بعمل الثوار ، إذ لم تغيير في أجهزة النظام ولم تغيير في مؤوسسات الدولة ولا في النمط السياسي المفترض ، والثورة كما أفهمها يجب أن تكون هي التغيير وهي التحول في كل شيء ، ففي إيران حصل هذا ومثله حصل مع الثورة البلشفية والثورة الصينية وفي فكر جيفارا ، نعم إن الثورة هي التحول من حال إلى حال مختلف ومغاير في الشكل وفي المضمون .
والشعب العربي والشباب العربي خرج من هذا التحول صفر اليدين ، فلا خدمات ولا حاجات ولا وظائف بل بطالة وقهر وعنف وكراهية وأحقاد ، هكذا هو الحال من غير تزييف ، والتحول الذي حدث طال وجوه ولم يطل برامج وحركة وتنمية ووسائل شغل ، هذا هو الحال في الوصف وفي النعت وتلك هي حال الأمة التي لم تبلغ من الإنسجام والوعي الدرجة التي تجعلها تفرض إرادتها بشكل صحيح وصادق ، وحين نكون بهذا الوصف فإننا لم نصنع حكومات قادرة ومؤهلة للبلوغ بمطالبنا في الحدود الدنيا ، إن ما نشاهده اليوم يعجز حتى في توظيف الصلاحيات الممكنة والتي يطالب بها بسطاء الناس .
إن الشباب العربي ضيع على نفسه فرصة تاريخية حين ترك مواقعه مما سهل المهمة للغانمين والمغامرين ، وبحسب ما هو متاح فالذين تسللوا على أكتاف الشعب لا يمثلون القوى الوطنية والديمقراطية ، وسوف يتذكر الشباب العربي كلامي هذا فالمجالس النيابية التي يُقال إنها منتخبة لا تمثله في الواقع ، ولهذا لا يأخذه بريق الصراخ كما و لا يجب عليه أن يستبشر بهذا كله ، ولينظر ثم يرى إن جهوده ودماءه قد سرقة جهاراً نهارا !!!.
إن ما يشكو منه الشباب العربي اليوم وما يَقلَقهم هو هذا التحايل من قبل القوى التي تدعي إنها تمثل الإسلام ، إن ما يقلق الشباب هو خيبة الأمل وتزييف التاريخ مما يجعلهم في مقابل الدين وهذه مما لا يرتضوها لأنفسهم ، أن الشباب العربي لا يستطيعون ان يقفوا بوجه الدين هذه حقيقة ، وهناك من يريد لهم ذلك في أن يصطدموا بحاجز يحول بينهم وبين تطلعاتهم التي يطلبونها و الحدود الموضوعية لنشاطهم وفعلهم وإرادتهم ، إن التحول في السياسي يلزمه تحول في الإجتماعي والإقتصادي والثقافي ، وهذا لن يكون ممكناً طالما أرتبط هذا التحول بالعامل السياسي الفاعل وهو بيد غيرهم .



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفدرالية ونظام الأقاليم كيف نفهمه ؟ وكيف نفهمها ؟
- المنظمة الدولية - للعدالة والحرية والسلام –
- تطبيق الشريعة
- الديمقراطية الموهومة
- الوطنية الجديدة
- العرب إلى أين ؟
- كيف ننظر إلى المستقبل العربي ؟
- مسؤوليتنا التاريخية
- معنى الليبرالية الديمقراطية
- الليبرالية الديمقراطية قدر الأمة
- الليبرالية مذهب إنساني
- الوحدة الوطنية فوق الجميع
- الشريعة بين لباس المرأة وحجابها
- قول في ( للذكر مثل حظ الأنثيين )
- تحية إلى قناة الرشيد الفضائية
- شهادة النساء في الكتاب المجيد
- - 11 سبتمبر - كيف يجب أن ننظر إليه؟
- الثورات العربية المعاصرة سر إنتصارها في ليبراليتها
- أزواج النبي
- حرية المرأة عند مفتي السعودية


المزيد.....




- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - العرب وطبيعة التحول السياسي