|
قول في الوطنية
راغب الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 4016 - 2013 / 2 / 27 - 19:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أُصارحكم القول إن هناك حقيقة مُرة تواجه العراق والعراقيين ، هي تلك النزعة الطائفية الملعونة التي يغذيها الحقد والهوس النفسي والعجز في العيش مع التعددية والمشاركة ، هذه النزعة يُراد لها أن تكون بديلاً عن مفهوم الوطن الواحد أو الوطنية الجامعة ، كما ويُراد لها أن تكون بديلاً عن الهوية العراقية التي نعرفها وعن الوحدة العراقية وعن المجتمع العراقي .
تلك هي الحقيقة المُره التي نسمعها على لسان البعض من رجال الدين المزيفين ومن بعض البعض من بقايا العهد الماضي ، نسمعها هذه الأيام بكثرة في خُطب الجمعة ، نسمعهم وهم يحرضون الناس على الفتنة وعلى الخروج على النظام والقانون ، ونسمعهم كيف يتشبثون بأهداب العثمانية المنقرضه وبالطورانية وبالأيوبية الحاقده ، ونسوا حظاً مهمتهم الأخلاقية والدينية فراحوا يتباكون مع إعلام دول الجوار على الماضي العتيد وينبشون بكل قبيح من أجل تكريس الإنقسام والفوضى ، إنني أفهم الإختلاف بين مكونات الشعب على أنه شيء طبيعي حسن ، وأفهمه كذلك كداعم ومؤوسس في زيادة الوعي ورُقي الثقافة و التلاقح الفكري و المعرفي ، أعرفه كذلك ولكني لا أعرفه أداة هدم وتعطيل لمؤوسسات الدولة و النظام .
ثم إني لا أجد لهذه الحشود التي تتجمع كرهاً وطواعيه في ساحات ومدن الغرب العراقي إلاّ هدفاً واحداً هو إغراء الأخر وإستقدامه ليكون لهم عوناً على أبناء جلدتهم ووطنهم ، وهذا الهدف المخروم والغاية الفاسدة تُضيع حقوق المطالبين بالعدالة وبالتنمية وبالحرية ، في البداية كنا نظن إن لهؤلاء حقوقاً مُضيعه ، وكنا نطلب من الحكومة سراً وعلانيه في أن تعمل على حل مشاكلهم وإعتبار ذلك حق مشروع في القانون وفي الدستور ، ولكن الأمر تعدى حدود المشروع والنظام والقانون وصار الهدف المُعلن هو إسقاط العملية السياسية والنظام الديمقراطي برمته ، وتقويض وحدة الدولة والنظام وتعطيل إرادة الشعب في البناء والإعمار .
هنا قلنا و نقول : إن كان ذلك كذلك فهذا خبط ووهم وإبحار ضد التيار ، وقلنا : نعم في العملية السياسية هناك أخطاء كثيرة وأخطاء أكثر في الممارسة السياسية فهناك خلل وتأخير مقصود - وهذا بالضبط ماأشار إليه الأخ رئيس الوزراء في البصرة - ، يعني ذلك إن العملية السياسية والممارسة السياسية ليس فيهما كمال وعصمة ، ولكن بالعمل المخلص وبالنوايا الحسنة وبالجهد والجهود من أجل الإصلاح والتصحيح يمكننا تذليل العقبات وتلافي الأخطاء وسد الثغرات ، وهذا الجهد وهذه المهمة ليست أحادية الجانب حتى يمكننا الإشارة إليها والإدعاء عليها ، بل هي عمل الجميع ومسؤولية الجميع هي واجب وحق عليهم وعلى من تهمهم مصلحة الوطن وحياة المواطن ، فالعمل الجماعي وحُسن النوايا والثقة بالمستقبل وطرد الوهم ، هي الأشياء التي يجب الإتكاء عليها في عملية النهوض والبناء ، إن طرد الوهم لازمه رفض التعلق بوعود الممول الخارجي وبخططه وبأحلامه ، وطرد الوهم يعني إعتبار العراق ملكنا وحقنا جميعاً وواجب علينا العمل من أجله لكي تتحقق أهداف وآمال وتطلعات شعبه ، ولنفهم إن الديمقراطية هي لعبة إنتخابية لا غالب فيها ولا مغلوب ومن يأتي بها ومن خلالها لايكون دكتاتوراً ، هذا إن نظرنا إلى الأمر بتجرد عن الأنا وتجردنا عن الخصوصية المزيفة وشعرنا بأن الوطن هو الباقي حين يذوب كل شيء .
ونقول للدول الإقليمية ولدول الجوار - ليس بالمال وحده يحيا الإنسان - فالعراقي همهُ وغايتهُ كرامتهُ وعيشهُ بحرية وعدالة وأمن وإستقرار هي هدفه النهائي وغايته القصوى ، وإنكم لن تحققوا له ذلك ثبت هذا بالدليل من خلال فرق الموت التي وفدت منكم وثبت بالدليل الحقد والكراهية في أن يكون العراق حر ديمقراطي ، لهذا أقول : لن تستطيعوا مع العراقيين صبراً فهم طلاب حق ودعاة حرية ورسل سلام ، وتغذيتكم للعصيان بالإعلام وبالمال جريمة لا تزيد العراقيين إلاّ إصراراً على نهجهم وعلى نجاح مشروعهم الديمقراطي السياسي الحر ، وسيزيدهم ثباتاً وقدرةً وصلابه وهم في ذلك كلٌ متحد لا يختلف في ذلك عندهم أبن الناصرية عن أبن الرمادي ولا أبن بغداد عن أبن الموصل ، هذا الشعور أحسه وألمسه في روح وحكايا الناس في الشوارع وبين الحارات ، كلهم عاقدين العزم على الإنتصار للديمقراطية وإحترام صناديق الإنتخاب ، وهذا البعض القلق سيهتدي يوماً ما ويعرف الحق ويعترف به لأنه لاخيار ولابديل عن الديمقراطية والوطن الجامع ، وشعب العراق أعرفه شعب حر لا يقبل أنصاف الحلول ولا يرضى بالتمزيق الطائفي والتكتل الإنعزالي ، هو شعب يحب الحياة ويشجع كل من ينمي فيه دواعي الخير والعدل والحرية والسلام
#راغب_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مبادئنا
-
كيف ننقذ الوطن ؟
-
الإصلاح الديني ... لماذا وكيف ؟
-
فوضى التظاهرات
-
رأينا في الأزمة الجديدة
-
مصلحة العراق فوق الجميع
-
حوار في قضية الحسين
-
الليبرالية الديمقراطية في مواجهة التحديات
-
الليبرالية الديمقراطية ... مشروع الحضارة
-
لماذا نؤوسس لليبرالية الديمقراطية ؟
-
نمو التيار الليبرالي الديمقراطي في المنطقة العربية
-
معركة بناء الدولة في العراق
-
الليبرالية العربية
-
بيان إستنكار
-
فلسفة الخلاف
-
الحرب القذرة
-
الحوار هو الحل
-
إنتاج عقد إجتماعي جديد
-
الليبرالية الديمقراطية حركة فكرية شاملة
-
الليبرالية الديمقراطية هي أساس الفضيلة
المزيد.....
-
سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا
...
-
اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
-
الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل
...
-
البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت
...
-
الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
-
-وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف
...
-
مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن
...
-
السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس
...
-
الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير
...
-
4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات
...
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|