أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فريد الحبوب - طيور وغربان ، حانة الغول














المزيد.....

طيور وغربان ، حانة الغول


فريد الحبوب

الحوار المتمدن-العدد: 4034 - 2013 / 3 / 17 - 19:36
المحور: الادب والفن
    


في يوم خميس بعد إن تجاوزت الساعة الثامنة بقليل ....كانت صبيحة هادئة بلغت روعتها ما يسمح بالوقوف لساعاتٍ بلا ملل ، وكان مدير مدرستنا الطيب القلب ، صاحب الأفكار العظيمة التي نال على أثرها الكثير من الثناء والجوائز يسير بعيداً عن جموع الطلبة المصطفة في الساحة الكبيرة كان يتأمل في أفكاره ، في الأبداع الذي يتشكل في رأسه الصغير . وفي العراك بين أمنياته وصعوبة تحقيق بعض الأحلام . كانت الريح تهزه بقوة وتُظهر كم قَلَت عافيته وضَمُرت قواه . أقترب من ساحة الأصطفاف وكأنه طائر غريب جاب الضواحي ودَخل المدينة ، كان المعلمون ينشدون معنا والعلم يرتفع يطلع من لفافات السكون إلى فضاء لازوردي تحركه الريح شمالاً ويميناً. وقف المدير في المربع الخالي وقد ضم يدية النحيلتين في جيبيه غير أبهاً بما نطلقة من همهمات وأصوات طائشة ، وبدى وكأنه لم ينم طوال الليل . وهذا ما يفهمة جميع الطلبة والمعلمين إن المدير قد قدحت في رأسه شطحة.
صمتنا وقد التمعت عيناه مبتسماً بخجل وصرخ لقد واتتني فكرة إن نحول المدرسة إلى بستان حمام، كما هو حال مسطحات الماء في الصيف والشتاء. فكرة تستحق إن نفعل من أجلها كل شيء __ بالتاْكيد ستتحول إلى حديث الناس والدنيا . سنجعل عدد الطيور أكثر من عددنا ... تشوقنا للفكرة . ولعل عدم رفضنا هو ثقتنا الكبيرة بهِ. وعندما تأكد من رضانا جميعاً ...أصدر التعليمات بصوت مرتفع .... وكان على كل طالب إن يُحضر أعتباراً من السبت القادم رغيف خبز أو "صمونة" اما هوَّ والكادر التدريسي فسيجلبون الحنطة، وقبل إن نخرج للبيت نقوم بنثر الفتات والحبوب في جميع انحاء المدرسة ، وبالفعل اغرقنا المدرسة حتى ملأنا سطوحها والممرات والساحة والسياج الطويل وكل مساحة من المساحات، ولم نترك ركناً ألا ووضعنا فيهِ طعام وطوس ممتلئة بالماء . وقبل إن يغلق المدير باب المدرسة أصابتنا قشعريرة ونحن نحلم بواحة الحمامات، بطيف الألوان وبأستسلام المناقير وهي تلتقط البلورات . وكيف سنرتمي بين ريش الأجنحة وزينة أذيالها . حتى صرنا نرتجف جميعاً . توقفنا في تلك اللحظة لم نستطع السير صوب بيوتنا حتى صاح بنا المدير..... أذهبوا وناموا مبكراً.
وفي صباح اليوم التالي جئنا من طريق واحد تم الأتفاق عليه منذُ يوم أمس ، وبهدوء وبخطى صامته رحنا نقترب من المدرسة طالعنها بلهفة في البدء أستغربنا لمنظر السواد . وحين تمعنا في النظر هناك . فأذا بنا نرى محشد من الغربان وقد حط فوق كل فسحة وفراغ وشباك وجدار في المدرسة. محشد لايمكن وصفه حَوَل المدرسة إلى لوناً أسود حالك . وما يثير الآسى كان المدير يحاول أبعادها فيما هيَّ تَهمُ بقتله.

حانة الغول
هناك عملت لأكثر من ستة شهور في حانة جميع روادها من الساسة وأصحاب النفوذ.
وفي رواقات الحانة ممرات ضيقة تحكمها أبواب حديدية، تؤدي إلى غرف حمراء وسوداء وخضراء وصفراء وزرقاء تلائم زبائنها . صاحب الحانة رجل ذوو شوارب كثة وبنية قوية وكبيرة مثل جذع شجرة حتى كان يلقب بالغول من جميع زبائننا المحترمين. والغريب كانوا يتفرقون صارخين ضاحكين حين يأتي في أخر الليل.
وذات ليلة فيما أنا منهك القوى متكئاً على المنصة، وكنت للتو قد مسحت اسماء الزبائن مع المومسات من اللوحة، كان يلفت أنتباهي الفتيات حين يخرجن عند كل ليلة بلا تعب أو تغير يطرأ على أشكالهن. في ذلك الحين جاء رجل لم أشاهدهُ من قبل مصطحباً معه كلب صغير، وبدى مكتئبا أشد الأكتئاب. أخبرني أنه من الحكومة وأنه مبعوث من أجل حماية أحد الوزراء الذي كان في أحدى الغرف. أعطيته رقم الغرفة ولم يتابع حديثه بأي سؤال واكتفى بترديد الرقم 87. قضى وقتاً طويلاً متسمر أمام الغرفة يسترق النظر من ثقب الباب وبدا لي ليس مجرد حارس شخصي بشكله المهيب ووقار منظره. ناداني إن أأتي أليه ...فهمست سيدي ممنوعٌ عليَّ الدخول في الممرات.... صرخ بي صرخة عنيفة خفتُ منها.... واضطرني المجيء قربة ...
رفس الباب رقم 87 بقوة شديدة تكسر على أثرها الباب.
كان الوزراء عرات والغول مبتسماً يراجع حساباته بمن يبتدأ.



#فريد_الحبوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زنابق كهرمانة
- دوافع الصلاة في محراب المحافظة
- النيران تأكل جناحي الفراشة
- تاريخ وتاريخ
- موعد في مقهى الشاهبندر
- مرور الخيول
- من أنتِ
- لست سوى خيزران
- المتسولة
- جُناة العراق
- المصطبة
- اثار الأحلام الرطبة
- رعد وبرق
- المهدي هادي بوعزيزي
- عضة خيانة
- حياة قصيرة جداً
- الريف والمدينة قريتان ليس ألا....
- نصوص توشك إن تنام
- جحافل جيش المهدي تنادي جيش عمر
- حب لليله واحده


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فريد الحبوب - طيور وغربان ، حانة الغول