أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد الحبوب - جُناة العراق














المزيد.....

جُناة العراق


فريد الحبوب

الحوار المتمدن-العدد: 3648 - 2012 / 2 / 24 - 16:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من البديهي في الأنظمة الديمقراطية وغير الديمقراطية أن تكون الانطلاقة الرئيسية لأية ساسة تبدأ في تحقيق الأهداف الكلية في ضوء ضروريات الأهداف الجديدة التي تعينها الحكومة الآتية إلى سدة الحكم. وتلك الأهداف تتمثل بهموم الناس وحاجياتهم الفعلية مشروطة بالتزامات متزمتة بكل ما يمكنه إن يمنح الرخاء والرفاهية للمجتمع بشكل عام ، كما ينبغي أن تكون الإشكاليات بين الجمهور والحكومة بشكل عام هي في أداء مهماتهم اتجاه وضع آليات تسيطر على أزمات اقتصادية أو اجتماعية أو غيرها، تنشب بين الحين والأخر وحالما تنتهي مرحلة الأزمة تعاود الحكومة صب جهودها في أتمام مهماتها المحددة والمتفق عليها بين السلطة التشريعية والتنفيذية، ألا إن هذه الأدوار الكبيرة والتي تلعبها أغلب حكومات البلدان الديمقراطية، لا يلعبها جُناة السياسة العراقية فهم منهمكون في رسم آليات وضوابط ومعالجات لا تخدم سوى كفرهم ومصالحهم وأحزابهم المعلقة بخيوط كما لو أنها دمى تحركها أرادات خارجية بشكل يثير الاشمئزاز. وبدلا من إن يكونوا مصدر صلابة للمجتمع أصبحوا مصدر تفتت وتجزؤ دائم لاسيما وهو مستمرون في غطرستهم يسرقون وينهبون مستهزئين بكل القيم والأعراف والمجتمع. والحقيقة إن من يراجع شريط الأحداث المسجل في عقولنا عبر تسع سنوات يشعر إن زلزال قد ضرب البلاد بسبب أولئك الجناة، ومن يدري ربما القادم من زلازل سياسات القادة المنهمكين فقط وفقط بجعل كل ما في هذا البلد عاجز ومعاق. قد يكون إلغاءا للخارطة وتجزئة البلد إلى ثلاث دويلات عرقية وطائفية تنظم فيما بعد لدول مجاورة.
أننا الآن في ديمقراطية اتخذوها جُناة ساسة العراق بصورة طائشة وعشوائية محتقرين أهدافها وحيثيتها وأبعادها، ديمقراطية تسير بخلاف ما عليه، بل صارت كل فئات المجتمع في ظلها هي الضحية والنازفة ليل ونهار، ألا شريحة الساسة فهم المنعمون بكل خيرات البلاد وكل امتيازات الرفاهية، وهذا الكسب الهائل قد أصبح محرك مهم وقوي يدفعهم إن يملوا علينا بجانب فسادهم أنماط من التفكير لم تكن ذات وجود حقيقي ومؤثر مثلما هي الآن لاسيما وهم مصرون على إفهام الناس أننا لا نصلح إن نكون مجتمع مدني يتعايش بشكل سلمي ومتساوون تحت القانون، بل في كثير من ألأحيان تشعر أننا لا نكافأ المجتمعات الأخرى في الكثير من تفاصيل الحياة. كما لا يتوارون بل يتندرون في ابدأ مواقف طائفية نزقة وضيقة يتبعها جمهور كبير عاش وسيعيش بلا حسابات ولا تقدير.
نحن نرى في الوقت الذي يضيق في العراق الوقت مقابل تفاقم أزمات قد تنحى بالبلد صوب انهيار كامل، نسمع عشرات التصريحات المتعجرفة وأفواه قرديه الشكل تتحدث عن مؤتمر فاشل قادم يُعد له بعد تسع سنين من النكوص والموت، وفيما كل ألأمور في بلادنا مقلوبة رأساً على عقب والمشاكل تتضاخم على كافة الأصعدة ممزوجة بتراكمات خلفتها الأنظمة السابقة سبحت لسنين طويلة في جو العراق بأجنحة سوداء خلفت وضعاً مخيفاً ومنقسماً لا يمكن التنبؤ بما ستؤول إليه الأمور في بلادنا . ففي هذا الوقت المحرج الذي تتوجه فيه كل غواصات الأزمات صوب مجتمعنا لا نرى من الساسة وعلى مدى عامين كاملين سوى انفجارات سياسية يتلوها انفجار يعبث بكل شيء، وما من التفاتة بسيطة من الجناة صوب المجتمع. فلم يتركز أي جهدٍ يذكر من السلطة التشريعية أو التنفيذية في معالجة أمور الناس ومشاكلهم، لم نسمع قراراً صب الحلول في أزمة خارجية أو داخلية، بل كل ما نسمعه من الفضائيات وقنوات التلفزيون وحتى صحفيو عشرات الجرائد في مقالتهم وحديثهم وبرامجهم في العامين الماضيين يتلون ويفسرون ويتوقعون كيف سيكون حال الساسة وما هي خطوات التقارب وحل الصراعات القائمة بينهم، هل سيغلق المالكي وهو منهم ملف الجناة من ألجرائم والفساد والنهب في أطار صفقة معينة. هل سيرضى حزب ( الدعوي، البدري، الصدري، العلاوي، الهاشمي، المطلكَي، الطالبرزاني) بتقاسمها حصص المناصب والوزارات التي تدر الإرباح الوفيرة والنفط والأراضي مقابل إن يخرجوا علينا في الفضائيات راضين مرضين فيما بينهم ونحن نصفق ونفرح لهذا ألانجاز. فلا بأس ما دام الصلح قد وقع أن نعيش حياة رثة ومسحوقة منذ بدء العراق الجديد، بتنا في السنتين الأخيرتين نعيش كل أشكال الأزمات المعيشية وتداعي خطير لتمزقات مجتمعية لا تُعقل، وفقر وأوضاع صحية وقيمية متردية إلى حد بعيد. ألا أنهم غير آبهون بما يجري بل جُل اهتمامهم واجتماعاتهم وضع أجندات تخدم حصولهم على رفاهية شاملة ودعم أحزابهم الفاسدة التي تقف بقوة في جميع لحظات الفضح والقبح والحرج التي تمر بهم أمام الشعب والقضاء، كما لا ننسى ما تدره البلدان الداعمة لهم من معونات نقدية كبيرة نسمع عنها بين الحين والأخر. أقول من يدري كيف حال العراق وكيف سيكون.
الكثير ينتظر توصيات "مؤتمر" حول نماذج رفاهية تقدم للجميع، وينتظر رصد الحلول الناجعة في أغناء المجتمع بكل متطلباته، وأقول هنيئاً لذلك الكثير الذي ينتظر.



#فريد_الحبوب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصطبة
- اثار الأحلام الرطبة
- رعد وبرق
- المهدي هادي بوعزيزي
- عضة خيانة
- حياة قصيرة جداً
- الريف والمدينة قريتان ليس ألا....
- نصوص توشك إن تنام
- جحافل جيش المهدي تنادي جيش عمر
- حب لليله واحده
- حب لليلة واحدة
- نحن والساسة كاذبون
- الكافرون ملائكة التسامح والحياة
- الذكريات المملحة بالإسرار
- من أجل حفنة من الدنانير
- نازك العابد.....نازك الملائكة
- حكاية مروان... عزائي إن لا شيء ثابت
- أحمد المهنا :ينتقد الاسلام السياسي
- مظاهرة تحت المطر ورائحة الطين
- الكتاب الثقافي يتخطى الكتاب الديني


المزيد.....




- تقرير: أمريكا اعترضت اتصالات لمسؤولين إيرانيين كشفت تقييمهم ...
- ماكرون يؤكد في مكالمة مع الرئيس الإيراني على ضرورة العودة إل ...
- إيران تنفي تهديد الوكالة الذرية وتشكك في مصداقية ترامب بشأن ...
- تصاعد هجمات المستوطنين بالضفة وجيش الاحتلال يعتقل العشرات
- -إثبات الوفاة- معاناة قانونية وإنسانية تؤرّق ذوي الشهداء وال ...
- الزرشك نكهة لاذعة وفوائد مذهلة.. كنز أحمر في مطبخك
- شيرين في مهرجان -موازين-.. تفاعل وانتقادات ودعم
- حكم بالسجن النافذ في حق صحافي فرنسي في الجزائر بتهمة تمجيد ا ...
- الجزائر: الحكم على صحافي رياضي فرنسي بسبع سنوات سجن بتهمة تم ...
- غروسي: إيران قد تستأنف تخصيب اليورانيوم -في غضون أشهر-


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد الحبوب - جُناة العراق