أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - جعلوا إسلامنا قطعة أثرية في متحف لا يزوره أحد














المزيد.....

جعلوا إسلامنا قطعة أثرية في متحف لا يزوره أحد


نبيل هلال هلال

الحوار المتمدن-العدد: 4023 - 2013 / 3 / 6 - 22:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يمكن التوقف عن التساؤل : هل تراثنا الأصفر يسبب الأذى فعلا إلى حد ينبغي علينا معه النضال ضده؟ أم نعتبره مجرد هراء لا يؤذي , وهل أدركنا فعلا أنه قد نقلنا إلى متاحف التاريخ التي لم نخرج منها بعد . لقد كان من الممكن النظر إليه كما ننظر إلى حكايات ألف ليلة وليلة , تُقرأ للتسلية والتندر , غير أن هذا التراث يشكل عقل ووجدان المسلمين وكان من الممكن غض الطرف عنه ما لم يكن مسؤولا عن تردي العقل المسلم وتحنيطه ,ومسؤولا عن تصوير المسلم في شكل مخلوق ساذج يعيش خارج الدهر . تُرى أنتمسك به أجيالا بعد أجيال لأنه يأتي إلينا بدفء الأساطير, أم لأن "علماءنا" أعجز من أن يضطلعوا بمهمة تنقيحه وإعادة النظر فيه . والأعجب أنهم هم مَن يتولون الدفاع عنه بشراسة ! فهو كالغريم القوي إن قتلته كان له من ينتقم منك , وإن تركته قتلك. ولا ريب أن من يرى الاطمئنان إلى الأخذ بالموروث عن آبائنا الأولين كمن يرى أنه ربما صحت الأجساد بالعلل .
وجعلوا هذا التراث مقدسا لا يجوز مواجهة زعيقه ولو بالهمس, مما جعل إسلامنا قطعة أثرية قديمة في متحف لا يزوره أحد . وكان علينا أن ندرك أنه لا حاجة لنا في هراء التراث , ويسعنا الاكتفاء بديننا الحنيف ,ففيه الغَناء , فمن يغتذي اللحم , فهو مستغن عن التبن .
وهل يجب على المرء أن يظن نفسه تقيا إذا ارتاب في العقل , وهل يتعين عليه أن يظن نفسه متدينا إذا قبل التراث بغثه وسمينه! إن المتدين الذي يقوم إيمانه على الخرافات لا يقل عن وثني القرون الخوالي فكلاهما فاقد البصيرة مسجون بين جدران عقله الضيق , فكيف يمكن لعاقل أن يعتقد بأن الإيمان هو التصديق بلا أدلة , ويعتبر ذلك ميزة تكافئه السماء عليها . وكما لا يجتمع السيفان في غِمد واحد , كذلك لا يجتمع الحق والباطل في قلب واحد . ولَكَم طال سكوتنا عن هذا التراث المعاند في تبجح لكتاب الله , ولن يتغير واقعنا بطول السكوت . هل من المفترض أن نؤمن بهذا التراث الأصفر ونحب خرافاته ,كيف لك أن تحب حصاة في حذائك ؟
ومَن جَهِل كمالَ الإسلام ,لم يعرف نقصان ما صار إليه ,
والإسلام الحنيف شيء مدهش , لكننا نفهمه بشكل ناقص إذا ما نظرنا إليه من خلال تراثنا الأصفر الذي أصبح هو دين العامة , والعامة أسرع شيء إلى التصديق , وخاصة إن جهلوا . وإذا كانت الأوائل قد سارت وراء هذا التراث بلا عقل , فما أحرانا اليوم إلى تدبره ونقده , فالعقل هو المفتاح الذي يدار في كل باب من أبواب هذا الموروث , فإذا هو ينكشف للناظر عما يليه . وقد يصيح بي صائحهم بأنني قد أوغلت بعيدا , وتجاسرت فعِبت تراثهم قبل أن أقف على حدوده , وهو كلام لا أريد الوقوف عنده طويلا , فمن يضلل اللهُ فلن تجد له سبيلا , وحسبي أن يقوم القارئ بنفسه على إحقاق الحق المهجور وإبطال الباطل المشهور . ولما كان جل أدلة تفنيد هراء التراث من صحيح العقل والدين , فإن ذلك يشق على التراثيين ممن أخذت المرويات بأزِمَّة عقولهم تقودهم كيف أرادت , وتجذبهم أنّى شاءت , فلا يعصونها. لذا فهم لا يحتكمون إلا للتراث في قضية تمحيص التراث , وهم في ذلك كشاهد الزور يجعل الحُكْم عليه لا له , فلا خير في نصح من لا سبيل إلى إقناعه بالحجة إذا عدم العقل , وداء الجهل ليس له طبيب , ولكل داء دواء يستطب به , إلا الحماقة أعيت من يداويها .
(يُتبع)انتهى المقال الأول ويليه سلسلة من المقالات



#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انظروا ...هذا هو الدستور في الإسلام
- سمعا وطاعة , سمعا وطاعة
- حد الحرابة بين جهل الفقيه وتضليل المؤرخ
- الملك هو ظل الله في أرضه,ينطق باسمه ويضرب بسيفه (وطظ في اللي ...
- تهمة سب الذات الملكية ,السلطانية ,الأميرية ,الملوخية
- لا أُريكم إلا ما أَرى – أو حكاية المستبد العادل
- بين الاستنعاج والاستلطاخ يا قلبي لا تحزن
- الأمة وفحشاء الملوك
- السُّلطة (بضم السين) وليس السَّلطة (بفتح السين)
- التاريخ يعيد نفسه , ومامن متعظ
- قراءة في هراء تراثنا السياسي
- هل النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) هو من كتب القرآن ؟؟الجزء ...
- هل النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) هو من كتب القرآن ؟؟
- الله يتوعد المستضعفين بجهنم -المقال الثاني من سلسلة (لا تلوم ...
- لا تلوموا بشار الأسد , ولكن لوموا أنفسكم . (المقال الأول)
- العقل الشعبي :لا يجمعنا مثل الدينار ولا يفرقنا مثل العصا , م ...
- العقل الشعبي : من كانت مطيته الليل والنهار ,فإنه يُسار به ول ...
- العقل الشعبي :بقر البطن والقفز من حالق- مقال في عدة أجزاء-ال ...
- العقل الشعبي : القطة تعض والنار تحرق- مقال في عدة أجزاء
- الآية التي جعلها الفقيه شوكة في خاصرة الإسلام - الجزء الثالث


المزيد.....




- الاحتلال يعتقل شابا من -الأقصى- ويبعد أحد حراس المسجد
- 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- ما مستقبل المسيحيين في سوريا في ظل السلطة الجديدة؟
- خطيب الأقصى: ظهور نتنياهو في أنفاق المسجد تحد لإثبات السيادة ...
- الأرجنتين: القضاء يعتزم محاكمة مسؤولين إيرانيين سابقين غيابي ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...
- حبس رئيس الأساقفة في أرمينيا بتهمة تنفيذ محاولة انقلاب
- الجيش الإسرائيلي كان يريد قتل خامنئي خلال الحرب لكن المرشد ا ...
- قائد الثورة: الكيان الصهيوني انهار وسحق تقريباً تحت ضربات ال ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - جعلوا إسلامنا قطعة أثرية في متحف لا يزوره أحد