مظاهرات ديليفري

حبيب العربنجي

الحوار المتمدن-العدد: 4023 - 2013 / 3 / 6 - 14:06
المحور: كتابات ساخرة
    

أكو مقطع من برنامج لبناني.. واحد عنده وكالة تنظيم مظاهرات، أي واحد يريد مظاهرة يخابر أبو المكتب إللي هو واحد كلش لوتي وملعب وصاحب لسان، ويطلب خمس مية لو ألف شخص، وعشرين لافتة، وشعار (مركزي) للمظاهرة، وإسم للمظاهرة .
ونشوف في المقطع، إن وكيل المظاهرات يجي له طلب لتنظيم مظاهرة ضد وزارة الكهرباء وأمام مبنى الوزارة أو شركة الكهرباء، والمتصل يطلب من الوكيل ثلاث مائة راس وتشكيلة عبالك دا يطلب كباب سفري وياهم لافتات فوسفورية حتى تبين إذا ظلوا للمسا وشعار للمظاهرة (ضوينا من كثر التعتيم)، وموعد التجمع الساعة العاشرة، ويگول له الوكيل " صار وتكرم عينك حبيبي".
ويسد الخط...ومباشرة يجي إتصال من مدير إعلام وزارة الكهرباء أو شركة الكهرباء (طبعا بلبنان مو بالعراق لأن بلبنان عدهم خطية مشاكل وي الكهرباء...دفع الله عنا وعنكم مثل هيچ مشاكل)...ويطلب هذا المسوؤل الكهربائي من وكيل المظاهرة تنظيم مظاهرة تأييد لوزير الكهرباء ولمشاريعه، وهمين يطلب ثلاث مائة راس ولافتات وشعار للمظاهرة (هلكتونا من كثر الطلبات) تأييد للوزير والتجمع أمام مبنى الوزارة الساعة العاشرة...ويتفق الوكيل أن مظاهرة التأييد راح تبدي بعد إنتهاء مظاهرة المعارضة بخمس دقائق،.
أبو وزارة الكهرباء أو شركة الكهرباء يگول أخاف تصير تصادم وي المتظاهرين...يجاوبه وكيل المظاهرة..حبيبي..لتخاف لان ست مائة راس راح ينطلقون من عندي بجموعة وحدة وينقسمون أمام مبنى شركة الكهرباء.. ثلاث مائة ضد وثلاث مائة مع شركة الكهرباء.
تذكرت هذا الشريط وآني دا أشوف إللي دا يصير عدنا بالعراق، مظاهرات مدفوعة الثمن، وي / ضد الحكومة..مظاهرات ينظمها همين وكيل مظاهرات...ياخذ المقسوم وينظم مظاهرة بتشكيلة على المزاج، وشعارات وأهازيج وهوسات يرضي جميع الاذواق..المعارضة والموالاة.. مثلاً جماعة موالاة وتأييد للجعفري الوكيل ينطيهم شعار " إحنا نريد الجعفري ...بالحر چنه أزبري " وجماعة المعارضة ضد الجعفري ينطيهم شعار " إحنا ما نريد الجعفري..هذا بالع راديو وسرسري". وقبل يومين صار نفس الشي وي وزير الصناعة المكربل والمتكربل الكربولي..إللي مشتهي ومستحي..يريد يرجع لمجلس الوزراء بس بنفس الوكت ما يريد يزعل الكرابلة والمتكربلون ...خابر على وكيل تنظيم المظاهرات في وزارة الصناعة – مدير إعلام الوزارة..وطلب منه ترتيب مظاهرة تأييد لعودة الوزير المنسحب...وطلعوا ستين واحد وتظاهروا، وبنفس الوكت، أكو وكيل أستلم إشارة والمقسوم لخروج مظاهرة ضد عودة الوزير المنسحب..بالانبار...وهمين قبضوا المقسوم وطلعوا وهوسوا ورجعوا للبيت.
كل شي بحسب الطلب...تلفون واحد وترتب مظاهرة...الحكومة تراقب وين أكو مظاهرة ضدها...بعد نص ساعة تطلع مظاهرة وياها ..تأييد. وهسة حتى مجالس الفاتحة بالعراق صارت نفس الشي...إللي يريد يكشخ بالمرحوم مدير عام الدائرة الفلانية، يخابر على مكتب تنظيم مجالس الفاتحة ويطلب عشرين معگل، وخمسين أفندية، ومائة عبرية حتى يجون ويگعدون بالفاتحة ويترحمون على المرحوم والناس يگولون شوفتوا فاتحة فلان، ما كان أكو كرسي فارغ، على أساس فلم الموسم، وهذولة نفسهم يطلعون من الفاتحة ويروحون مظاهرة أمام وزارة ومكتب السيد مدير عام المرحوم، ويهوسون ضده " إلى جهنم وبئس المصير".
وأكو جهة سوت معرض قبل فترة...معرض ما حد حضره، ومن منسقة المعرض أستملت كتاب هچة قوية من الجهة إللي طلبت المعرض، كتبت وردت على الكتاب بخط إيدها : والله العظيم وداعة أبني...خابرت على مكتب وطلبت مائة وخمسين واحد يحضرون الإفتتاح، وتعاملت وي أبو المكتب ندفع لكل واحد مائة وخمسين دولار حتى يجون...بس شلون بخت، يوم إفتتاح المعرض كان أكو قطع طريق ما گدروا يوصلون وي وكت التصوير...شي نسوي..إمكانيتنا هي مائة وخمسين دولار للشخص وغيرنا دا يدفعون خمس مية وكل معارضهم مليان ناس".
يللا...مظاهرات ديليفري...تشكيلة متنوعة وحسب المزاج...وحتى نوعية الملابس والاكسسوارات مثل ما سمعنا عن مظاهرات الحويجة والنسوان لابسات مثل نسوان قندهار لزوم الشغل وبحسب توصية وكيل المظاهرات...ومظاهرات الموصل أكسسوارات غير شكل تناسب كبة الموصل ، ومظاهرات الدليم الملابس متناسبة وي الدليمية وكرش التشريب، ومظاهرات كربلاء وي أكسسوارات وعمائم تناسب الحكومة وتوجهها ، ومظاهرات البصرة باكسسوارات تناسب إيران، ومظاهرات مقتدى باكسسوارات تناسب الخبل...وطبعاً تشكيلة من الشعارات متوافقة وي الشريعة وتستحرم السحت الحرام وأكص أيدي إذا يعرفون شنو معنى السحت بس إجاهم لافتات مكتوبة من مكتب الوكيل منظم المظاهرة.
ألوووووووووووو...مظاهرات ديليفري أتفضل...طلباتك حبيبي...معارضة لو موالاة...مع لو ضد...كل شي عدنا وحسب الطلب حبيبي.

#حبيب_العربنجي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات