أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الناصر لعماري - المتدين يحتقر نفسه















المزيد.....

المتدين يحتقر نفسه


الناصر لعماري

الحوار المتمدن-العدد: 4019 - 2013 / 3 / 2 - 20:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المتدين يحتقر نفسه

السجود من اهم علامات إحتقار الذات

الشائع و المعتاد أن الملحد يرفض الفكر الديني كله بسبب رفضه للذريعة الأساسية للدين و هي وجود إله. و لكن الحقيقة هي ان التعارض بين الإيمان الديني و الإلحاد لا يرجع إلي إنكار وجود الله فقط بل إن طريقة التفكير و الحالة النفسية يختلفان بشكل جذري بين الملحد و المتدين بأي دين. يعني المتدين بالدين يتمسك بدينه لأنه يفكر بطريقة معينة و له نفسية معينة تسمح له بل و تؤبد له الإيمان الديني, و بنفس الطريقة يلجأ الملحد إلي إنكار الآلهة و الأديان لأنه يفكر بطريقة مغايرة نشأت من نفسية مختلفة فالسبب وراء نشوء الدين أو الإلحاد هو وجود حالات نفس-فكرية تستدعي هذا أو ذاك.

أما طريقة التفكير الدينية فهي نابعة من شخصية الإنسان القديمة ذات السمات النفسية القديمة و التي إستدعت الأديان و إضطرتها للوجود. فالأديان نشأت في قديم الزمان بينما ظهر الإلحاد حديثا, و لذلك نستطيع القول بثقة أن الدين له منطق متقادم بينما الإلحاد وجهة نظر حداثية. يعني الحالة النفس-فكرية التي تستدعي الدين هي حالة قديمة جدا حيث الإنسان لا يزال وعيه بدائيا و إمكانياته بدائية لا يعرف أي شيء عن نفسه أو الكون من حوله و بالتالي هو بحاجة إلي إجابات جاهزة و إلزامات غير مبررة يبدأ منها وعيه و سلوكه و لذلك هي حالة تتغذى على كل ما هو قديم و بالي و تفكر بنفس طريقة الإنسان قديما لأنها واقعه في هوى القدماء و الآباء و السلف الصالح.
بينما الحالة النفس-فكرية التي تستدعي الإلحاد على العكس من ذلك هي إنسان لديه بعض الوعي و بعض الإمكانيات التي أهلته للإعتماد عليها و التطلع نحو المستقبل. فالحالة الإلحادية بصفة عامة تعتبر طفرة في نفسية الإنسان و في طريقة تفكيره تم إنتاجها بسبب طفرة مادية في عالم الواقع هي طفرة العلم و التكنولوجيا اللتان مكنتا تلك الحالات من أن تصبح أكثر ثقة و أعتمادا على النفس من الحالات الأقدم منها.
و يمكن القول أن الحالة النفس-فكرية التي تستدعي الدين هي حالة رجعية سلفية تسعى لتكريس التخلف و الجمود و مشروعها الأساسي هو سحق الإنسان و الإنسانية أمام كيان إلهي وهمي لم يثبت حتى وجوده. و تقوم تلك الحالة على عدة أسس :
إحتقار الوعي الإنساني لأنه قاصر
يحلو للمتدينين بالأديان دائما الطعن في سلامة العقل و جدوى العقلانية و قدرات العلم الحديث, فالعقل قاصر و لا يستطيع أن يعرف أو يفهم الوجود المتجاوز للطبيعة و العقلانية المادية لا تجدي لأنها تبعدنا عن الله و العلم الحديث عاجز امام الكثير من الأمور و بالتالي لا يمكن الإعتماد عليه. و هكذا يؤكد المؤمن على أهمية الوسائل الغير عقلانية في المعرفة مثل الوحي و الذي يعتبر في عرفه أقوى و اجدى من أي معرفة عقلية أخرى.
يحلو للمؤمنين ذلك لأنهم يحتقرون عقولهم الخاصة ربما لأنهم تربوا تربية دينية أو تم إحتقارهم كأطفال أو تم إتهامهم بالغباء و هم صغار حتى أصبحت التهمة حقيقة في لاوعيهم. أيا كانت دوافع و أصول الحالة النفسية للشخصية الدينية إلا أن هذة الدوافع هي المسئولة عن فقدان الثقة المزمن بالنسبة لتلك الشخصية في العقل البشري و إنجازات العلوم الإنسانية. للأسف إن من يحتقر نفسه لا يقوى على إحترام أي واحد و المؤمن بالدين حين يحتقر العقل و العلم عموما فإنما يفعل ذلك بناء على إحتقاره لعقله الخاص و قدرته على الفهم و تحصيل المعلومات.
و تحضرني قصة جميلة جدا بهذا الخصوص تقول :
كان هناك ملك عظيم في أحد البلاد البعيدة جاءه إثنان نصابان و أخبراه انهما يستطيعان أن ينسجا له ثوبا مسحورا ملكيا له خصائص فريدة, هذا الثوب لا يراه إلا الأذكياء فقط و أي إنسان غبي لن يستطيع أن يرى مثل هذا الثوب. أعجبت الفكرة الملك و أخبرهما انه يريد مثل هذا الثوب حتى يتعرف به على الوزراء و الأتباع الأذكياء من الأغبياء ..
ذهب النصابان إلي المغزل لا يفعلان شيئا .. يتكاسلان و يلعبان.
أرسل لهما الملك واحدا من حاشية البلاط ليرى إلي أي حد وصلا في عملهما و حين وصل وجد المغزل فارغا من الخيوط بينما النصابان يتصنعان انهما يعملان عليه و ينسجان ثوبا و حين سألهما عن الثوب قالا بإندهاش “ألا تستطيع أن تراه ؟” ..
خشى الرجل أن يظناه غبيا و يخبرا الملك فراح يمتدح ألوان الثوب و تناسقه و حين عاد إلي الملك راح يمتدح الثوب لديه و راح يحكي له عن جماله. بعد فترة أرسل الملك وزيره ليرى إلي أي حد إنتهيا ليتكرر نفس ما حدث مع الرجل السابق و يعود الوزير ليمتدح لدى الملك ثوبا لم يره و نسيجا لم ينسج. و في النهاية أخبر النصابان الملك أن الثوب قد إنتهى و انه جميل و ألوانه رائعة و ان ملمسه خفيف كالنسيم فتشعر أنك لا تلبس شيئا.
و بالفعل أذاع القصر ان الملك سيمشي في الشارع وسط موكب عظيم ليرى الناس الثوب الذي لا أن يراه سوى الأذكياء فقط. راح النصابان يتصنعان أنهما يلبسان الملك شيئا و يمتدحان جماله و روعته بينما كل الحاشية و الوزراء يمتدحونه أيضا خوفا من أن يظنهم الجميع أغبياء لأنهم لا يروه. حتى الملك خاف ان يظنه الجميع غبيا فتصنع انه معجب بالثوب الوهمي و انه يرتديه فعلا ..
و هكذا وقف الملك عاريا وسط القصر و أمر بأكياس من الذهب مكافأة للنصابين ليهربا خارج البلاد في الحال. ثم يخرج الملك إلي الشارع و يتمشى , في البداية سكتت الناس و لكنهم خافوا ان يظنهم الجميع أغبياء فراحوا يهللون و يهتفون بجمال الثوب ليظنهم الجميع أذكياء . كانت خدعة كبرى لكل الناس ..
و لكن طفل صغير بسيط ذهب إلي الملك ليقبل يده فضحك و قال بأعلى صوت : الملك عاري .. لا يرتدي إلا الملابس الداخلية. طفل واحد جعل الكل يتراجع و يقول ما يجيش في صدره : إن الملك عاري .. إن الملك عاري.
…………. قصة جميلة ؟
القصة تكشف كيف أن الواحد من الممكن أن ينكر ما يعرف أنه حقيقي بسبب الخوف من إتهام الجميع له بالغباء مع إن الكل يعرف أيضا و يخاف. في الواقع القصة تحدث بالفعل فالله هو ثوب النصابين و رجال الدين هم النصابين و المجتمع هم كل الناس التي لم ترى الثوب و لكنها إدعت رؤيته.
إنه الشعور بالغباء الذاتي الذي ينشا عليه إنسان تربى على النقل و ليس إعمال العقل, شعور بالغباء تفترضه في نفسك بغير حق بسبب أن كل الناس تؤكد أن هناك حكمة مخفية في كل سطر من سطور الكتاب الإلهي بينما أنت لا تفهم تلك الحكمة المخفية و لا تعرف لها سبيلا. شعور بالغباء يجعلك تحتقر نفسك و يجبرك على أن تغار و تحسد و تكره كل من يعمل عقله و يعتمد عليه فالمنطق الديني هو أننا جميعا أغبياء أمام حكمة الله التي لا يمكن أن نفهمها أو نلم بها و كل من يعتقد أنه ذكي على الله فهو أغبى الأغبياء, منتهى الدونية و الشعور بالنقص.
إحتقار طبيعة الإنسان لانها فاسدة
ما الهدف من الدين من وجهة نظر المؤمنين به ؟ أليس الهدف هو هداية البشر و تمكينهم من أن يكونوا بشرا أفضل ؟ لكن ماذا لو رفض الإنسان الدين الحق (كل واحد يظن أن دينه حق) ؟ ألن يكون إنسان فاسد و كافر و زنديق من وجهة نظر الدين ؟
الفكرة هي أن تجميع الطهارة و النقاء و الصلاح و خلع كل هذا على الدين إنما يعني أن الإنسان طبيعته فاسدة و أنه لن يستطيع التعرف على “الله” أو القيم العظمى المطلقة من خير و حب و سلام بدون أن يهديه الدين. وجهة النظر تلك تقول أن الإنسان بدون الدين الحق هو إنسان فاسد بينما الدين الحق (أيا كان) بدون الإنسان هو الصلاح كله و الحق كله و هذا يجعل من الدين (و الذي هو مجرد نصوص مكتوبة و بعض الطقوس و العقائد) أفضل و أعلى منزلة من الإنسان نفسه, فالإنسان موجود من أجل تحقيق الدين و ليس الدين موجود من أجل خدمة الإنسان.
و هكذا يكون خلع الفساد و السوء على الإنسان و إلصاق الدين و الإله بكل جميل و رائع و تام هو أساس الفهم الديني للحياة, فالخير مصدره الله و الشر مصدره الأنسان و أفعاله الشريرة. بهذا المنطق فإن الدين يحتقر الرغبات الإنسانية البسيطة و الطبيعية على أساس أنها دنيوية و دنيئة لو أشبعها خارج إطار الدين فالجنس حرام لو لم يباركه الدين و المال حرام لو لم تدفع الزكاة أو العشور و بغض النظر عن مباركة الدين فإن الترقي في الحياة و العيش بحرية و سعادة هو سلوك محل إستهجان الدين أو شكه على الأقل.
و المسألة لا تتوقف على إحتقار وعي الإنسان و طبيعة الإنسان و رغبات الإنسان بل إن إعتماد الإنسان على نفسه بدلا من إعتماده على الله يعتبر إثم كبير, لهذا نجد المؤمن بالدين يصلي و يتضرع من أجل أن ينجح في إمتحان دراسي أو يوفق في عمل معين و لو كان سرقة. لا يفكرون أن الإعتماد على الله من أجل النجاح يعتبر سلوك خسيس لأنه مثل دفع الرشوة بل و يجعل الله يسيء إستغلال سلطاته لو كان موجودا لانه يضر بالتنافس الشريف مع بشر آخرين لم يتضرعوا إلي الله. و لكن من وجهة نظر الدين فالإعتماد على الله هو السلوك القويم بينما أن يعتمد المرء على نفسه و على إجتهاده و عقله هو قمة الكفر. يعني نحن عادة لا نسمع أي واحد يقول “توكلت على مجهودي” أو “توكلت على ذراعي” بل يجب أن يتوكل الإنسان على الله لو أراد أن ينجح أو يتقدم في حياته و كأن الله يكافيء المتكلين عليه و ليس أن من طبائع الأشياء أن المجتهد ينجح و المتكاسل يفشل.
ثم تأتي الفاجعة الكبرى , ألا وهي إتهام الإنسان بسوء الخلق لو كان لا يلتزم بالدين و كأن الدين قد إحتكر الأخلاق بينما يحتكر الإنسان الفساد. و كأن الناس لم تعش قرونا طويلة قبل الأديان المدعوة “سماوية” و كان الفلاسفة و المفكرين مثل سقراط و غيره لم يتساءلوا و يبحثوا في معنى الفضيلة و الخير قبل حتى ان تأتي الأديان لتفتي لنا بان الخير هو طاعة الله في الخير و في الشر.
الدين إذن هو كمال إحتقار الإنسان فهو يحض على إحتقار الرغبات الإنسانية لأنها دنيئة و يدعو لتجاوز الوعي الإنساني لأنه قاصر كما يؤكد على أن قدرات الإنسان هزيلة بالمقارنة مع الله و بالتالي فإن الأعتماد على الله أكثر جدوى.
و هكذا يكون الشخص المتدين (و ليس أي مؤمن بالدين) هو شخص محتقر لذاته و لإمكانياته و لميوله و رغباته و لعقله و فهمه و تفكيره فهو لا يحترم نفسه و لا أيا مما يخصه. و القاعدة طبعا أن من لا يحترم نفسه لا يمكن أن يحترم أحدا بل أنه يحقد و يذم في من يثق في نفسه و يتكل على نفسه و يكره جدا من لديه كبرياء أو من ينظر لنفسه بصورة جيدة. كل هذا لأنه يحترم الدين أكثر من اللازم و لأن الدين بطبيعته يسحب من رصيد الإنسان و يتعالى عليه بينما فكرة وجود اله هي فكرة تسحق وجود الإنسان و كبرياؤه و ثقته في نفسه. لأن الإنسان إما أن يثق في نفسه و في إمكانياته و تقديره للامور و إما أن يثق في الله و دينه و أحكامه.
الإلحاد إذن مؤسس على ثقة الإنسان بنفسه و إعتماده على مجهوده و عقله و إيمانه بصلاحه الشخصي و حبه لخير, و لذلك يختلف جذريا عن المتدين الذي لا يثق في عقله و لا في أخلاقه و لا في نفسه, فالفرق بين المتدين و الملحد هو فرق بين شخصيات أو حالات نفس-فكرية تعيش و تفكر بصور مختلفة و ليس مجرد قبول عبثي أو رفض عشوائي لوجود إله.



#الناصر_لعماري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموسيقى
- الوهابية
- إن لم تشك فأنت مؤمن
- الدمقراطية العربية
- فكرة تجسيد شخص الله
- فوبيا الجحيم
- الغيب و العلم
- عاطفة الإيمان
- الأخلاق الدينية
- هل من الممكن ان يكون هناك شيء اسمه تعصب اسلامي؟
- رياح خريف الاسلام السياسي
- الطب النبوي الخاطئ
- التفكير الأصولي
- الحاكمية الله


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الناصر لعماري - المتدين يحتقر نفسه