أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد يوسف عطو - انقلاب وظيفة الرجل في العصر المعدني















المزيد.....

انقلاب وظيفة الرجل في العصر المعدني


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4019 - 2013 / 3 / 2 - 14:37
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


توطئة
عبر ازمان سحيقة , وبين الحلم واليقظة
وجدتك ..
تعانين نفس المعاناة من اضطهاد المجتمع والرجل لك
ومن رحم المعاناة تبرز امكاناتك الهائلة .
اهداء :
الى الشاعرة – بكاء القبلات مع اسمى اعتزازي وتقديري
الزواج المقدس
وهو الطقس والعيد الاكبر في ديانة العصر الحجري الحديث , حيث تقع المراة في مركزه وتمثل الالهة الام وهو تكريس للدور العظيم الذي اكتسبته المراة بعد الزراعة حيث مثلت قوة خصب الارض .
ان زعامة المراة للمجتمع الزراعي فرضت ظهور طقوس مع بداية كل سنة ربيعية يتم فيها زواج الزعيمة الممثلة بالكاهنة العليا من الزوج الذي اختارته من طقس المصارعة ليكون رمزا لاخصاب الارض باعتبارها انثى الارض ورمزا لها . وهو زواج الهي بالدرجة الاولى , ثم زواج ملكي يقوم به الملك والملكة ,وتقوم الكاهنة العليا بدور الزوجة الالهة .
ان الكاهن الاعلى كان يقوم بدور الزوج لكنه لايقوم بدور الاله . بل هو القوي المؤثر الذي يجيد ممارسة الطقوس الدينية والذي يدافع عن موقعه مع بداية كل سنة بالمنافسة مع الرجال الجدد .وغالبا مايتم هذا عن طريق المبارزة والمصارعة وغيرها . كان هذا الطقس يجري وسط الزرع مع بداية كل ربيع وكان الناس يشاركون فيه . انه طقس يرمز الى صراع الفصول الذي كان ينتج ادبا وفنا ودينا شفاهيا متداولا كما يقول بذلك الناقد نوثروب فراي .
انقلاب وظيفة الطقوس في العصر الحجري المعدني
لقد قام الرجل بدور جديد وبثورة تشبه الثورة الزراعية في اهميتها , وهي اكتشاف المعادن . وقد ظل طيلة العصر الحجري الحديث تابعا لهيمنة المراة . لقد تعرف الرجل على دوره الحقيقي في الانجاب وبالتالي دور المطر في الزراعة . ولاشك انه طابق بين وظيفة المني والمطر . وهكذا وجد الرجل القوي العضلات ضالته في حجارة المعادن الخام التي قام بتطويعها واستخلاص المعادن منها .فهذه الثورة هي ثورة رجولية نتج عنها مفردات دينية جديدة كثيرة . فقد حلت المدينة محل القرية , وظهر المعبد مركزا للمدينة . وظهرت الحرف والعمارة والتجارة , وتميزت الحياة الاجتماعية , وبدات العقيدة الدينية تزحزح دور المراة المركزي . فظهر الاله الاب والاله الابن بجوار الالهة الام . واصبح اب السماء في اهمية الربة الام الارض .واصبح الناس يتصورون المطر على انه المني الخصب لاب السماء .
يرى العلماء ان سبب هذه التغييرات يرجع الى ان الرجال اقتلعوا الاساس الاقتصادي لمكانة المراة . فلم يقتصر الامر على جعل الفلاحة عمل الرجال , بل تم حرمان النساء من دورهن في الحرف الاخرى .فقد اخترع رجال المدن مثلا عجلة كانت وسيلة اكثر فاعلية لصناعة القدور ,واصبحوا في اكثر الحالات صناع ادوات الحرف . وهكذا بدا المشهد بالتغيير تماما . وكان اكتشاف المعادن مفتاحا لقلب المشهد وتغييره . واصبح الاساس الاجتماعي مغايرا لما كان عليه في العصر الحجري الحديث .واصبح الرجل الان مركز الاسرة . وتوسع مفهوم الاسرة اجتماعيا لتتكون اسرة جماعية هي القبيلة او الجماعة المنحدرة من اب واحد .وهكذا حل مفهوم القبيلة محل الاسرة دون ان يلغيه . واصبح الرجل زعيم القبيلة , بالاضافة الى كونه رب الاسرة الاول .
ان الانقلاب الذكوري كان سريعا وسبب انقلابا للمفاهيم .
1 – تغير مركز الالهة الام, لقد شاركها الاله الاب والاله الابن الذكر ,وظهرت تماثيل الثور والثور الوحشي , وذكور الماعز والاغنام , ففي ثقافة ( العبيد ) ظهر الاله الذكر يحمل عمودا صغيرا , وظهرت الالهة الام وهي تحمل ابنها ( قارن مع صورة العذراء مريم وهي تحمل طفلها يسوع ) . كما ان شكل الالهة الام بدا يميل الى النحافة وبدات المبالغات في رسم ونحت الاعضاء الجنسية تقل , بل ان ان اجساد الذكور والاناث لم تعد تختلف الا قليلا . ومع اقتراب العصور التاريخية اصبح الاله الذكر في المركز . وتعددت حوله الهة كثيرة من الذكور والاناث . واصبح لكل اله وظيفة محددة , ولم تعد الالهة الام تحتفظ بكل الوظائف , واصبحت الطبيعة تتمثل بعدد كبير من الالهة , وازداد عدد كهان الالهة .
ويمكن ان تكون هذه الفترة حاسمة في بلورة صيغة ما من صيغ الاسطورة الرافدينية الام ,حيث اخذ دور المراة بالتهميش والتضاؤل . وبدا يرتفع دور البنت الصبية او العذراء .وهو مانلحظه لاحقا في اسطورة (انانا ) وهبوطها الى العالم الارضي ثم الى العالم السفلي . وكانت هذه الاسطورة تستعاد سنويا مشحونة بالعنف والحب معا مع قدوم الربيع , او راس السنة في احتفالات كهنوتية خاصة .
2 – عندما تغير مركز الالهة الام , لم يعد هناك من ضرورة لاقامة سباقات مصارعة لاختيار الرجل القوي الذي يشارك الالهة الام او الانثى , بل كان الذكر القوي يفرض نفسه من خلال مشاركته للمراة للحكم والمركزية .حتى اكتمل الانقلاب الذكوري .بان اصبح الرجل هو الملك الوحيد . وكانت زوجته هي الملكة التي تتمتع بامتيازاته هو قبل كل شيء .وبذلك فقدت المصارعة جذرها الديني وتحولت الى رياضة عادية .
3 – فقد طقس الاستسقاء مبرره , واصبح الاعتماد في الزراعة على الري لا على المطر . ولذلك نجد ان الصيغة اللاحقة لكلمة ’(اكيتي ) اي استنزال المطر تحولت واستقرت في علامة ال ( ا ) من علامة تدل على المطر الى علامة تدل على الجهد والعمل والساعد .حيث اصبح العمل وشق القنوات وبناء السدود هو الاساس في الثقافات الرافدينية الجديدة . وبذلك فقد طقس الاستسقاء بعده الديني الروحي والعملي , وتحولت مظاهره الى عمل فني اصبح يؤديه الناس الساكنون على تخوم المدن والذين يمتازون بالترحال الدائم وهم الغجر والبدو .
وتشير رقصات نثر الشعور والدبكات التي كانت اساس طقس الاستسقاء الى رقصات مازالت الى يومنا هذا يمارسها الغجر والبدو , على التوالي ,دون ان يعلموا هم ومن حولهم ان هذه الرقصات ذات جذور دينية غارقة في القدم .
4 – شهدت طقوس الزواج المقدس تغييرات كثيرة فيما لحق مركز الكاهنة التي تمثل الالهة الام , ومركز الملك الذي اصبح يمثل الاله الاب . فقد مال هذا الطقس الى الجانب السياسي اكثر من ميله الى جذره الديني القديم .
الا ان هذا التحول لم يحسم تماما الا مع مجيء الاكدييبن . ويرجح ان طقوس تتويج الملك والزواج المقدس كانت ذكورية . فقد اصبح الامر معكوسا . وكان يتم اختيار الملكة عن طريق الكهانة . فقد كانت عملية انخراط النساء في الرتب الدينية وتدرجهن فيه , هو الذي يعطي لواحدة منهن وهي الكاهنة العليا الحق في الاقتران الرسمي بالملك . وهكذا حلت في طقوس الزواج المقدس , الكهانة الدينية محل المصارعة بالنسبة للرجل ,اختبارا لاختيار قرينة الملك .
ويرجح ان عقيدة نزول الاله الذكر الى العالم السفلي وحلول الجدب ظهرت في هذه المرحلة لتشكل طقسا ذكوريا اخر وهو طقس الحزن الجماعي الذي يبدا بعد موت الاله ونزوله الى العالم السفلي . وهو الذي انتقل تاريخيا الى الشيعة باحتفالاتهم في البكاء ولطم الصدور حزنا على مقتل امامهم الحسين بن علي بن ابي طالب في معركة الطف في كربلا ضد جيش الامويين .
لقد تحولت الطقوس الدينية الدرامية الى طقوس دنيوية درامية . ومن هذه الطقوس الدينية الدرامية ستنشا الاشكال الدرامية في العصور التاريخية . فقد اصبح الجذر الديني المتماسك بعيدا وضعيفا , واصبح بالامكان استعمال الطقوس المنحدرة من ذلك الماضي البعيد في اتجاهات اخرى . والمهم ان خلخلة حصلت في وظائف ثم في اشكال الطقوس الدينية القديمة . وسيتيح هذا الجدل الفرصة لنشؤء اشكال درامية جديدة . ويمكن القول مع الباحث د . خزعل الماجدي في كتابه ( ادب الكالا .. ادب النار – دراسة في الادب والعنف والجنس في العالم القديم ) ان المرحلة التاريخية التي ابتدات مع الكتابة شهدت في وادي الرافدين ظهور نمط درامي مركب (ديني ودنيوي ) في الوقت نفسه وهو : العيد . اما المسرح بالمفهوم المتعارف عليه فلم يظهر الا مع الاغريق .
على المودة نلتقيكم ...
( على مسافة قبلتين نلتقي ) .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طقوس استننزال المطر في العراق القديم
- حفريات جغرافية في سفر يونان
- ثقافة وسياسة البامبرز
- سجاح نبية بني تميم
- مسلمة الحنفي قراءة في تاريخ محرم - ج 2
- مسلمة الحنفي قراءة في تاريخ محرم - ج 1
- اغتراب مثقفوا الخارج - الشلة انموذجا
- فلسفة الهوية الوطنية العراقية - ج 3
- فلسفة الهوية الوطنية العراقية - ج 2
- فلسفة الهوية الوطنية العراقية -ج 1
- تجارة الرقيق الابيض والبغاء
- جذور الاحتفال بعيد ميلاد المسيح
- دور البروتستانتية في تطور الراسمالية
- الليبراليون العرب الجدد وازمة الحداثة
- اكذوبة فصل الدين عن الدولة
- ليبراليون جدد بوجه اخواني !
- التكامل بين لاهوت التحرير والشيوعية
- الخطاب المعلب لدى الليبراليين الجدد
- خربشات على جدار الليبراليين الجدد في مجتمعاتنا
- لاوجود للالوهة بدون الانسان !!!


المزيد.....




- تحقيق لـCNN.. قوات الدعم السريع تطلق العنان لحملة إرهاب وترو ...
- ستتم إعادتهم لغزة.. مراسل CNN ينقل معاناة أمهات وأطفالهن الر ...
- أردوغان يريد أن يكمل -ما تبقى من أعمال في سوريا-
- استسلام مجموعة جديدة من جنود كييف للجيش الروسي (فيديو)
- عودوا إلى الواقع! لن نستطيع التخلص من النفط والغاز
- اللقاء بين ترامب وماسك - مجرد وجبة إفطار!
- -غباء مستفحل أو صفاقة-.. مدفيديف يفسر دوافع تصريحات باريس وب ...
- باشينيان ينضم إلى مهنئي بوتين
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 31819 قتيلا ...
- هل مات الملك تشارلز الثالث؟ إشاعة كاذبة مصدرها وسائل إعلام ر ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد يوسف عطو - انقلاب وظيفة الرجل في العصر المعدني