أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - وليد يوسف عطو - الخطاب المعلب لدى الليبراليين الجدد















المزيد.....

الخطاب المعلب لدى الليبراليين الجدد


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 3892 - 2012 / 10 / 26 - 14:15
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


(لايزال خيار التحاشي والناي والاشمئزاز من الليبراليين الجدد هو المفضل بين سائر الخيارات مما يسهم في استفحال خطرهم )
خالد جمال المطوع
( سوف يفشل الليبراليون العرب المعدلون وراثيا في نشر هذه الافكار البلهاء ,ولكن المشكلة انهم سيقضون على مصداقية الليبراليين العرب الوطنيين ,الا اذا استجمع هؤلاء قوتهم في مواجهة الكائنات المعدلة وراثيا وحافظوا على انفسهم من الانقراض) باتر وردم
( 1) يبدو ان خطاب الليبراليين الجدد ,كما هومطروح في كتاباتهم في موقع ( الحوار المتمدن ) لايختلف كثيرا عن خطاب الاحزاب المؤدلحة من قومية وماركسية واسلاموية .
يكتب محمد غازي الاخرس في كتابه ( خريف المثقف في العراق ) عن هؤلاء المؤدلجين قائلا : (انهم مهجوسون دائما بالصراخ ,لا الانصات , وهم على يقين لايتزعزع عن انهم ملاك الحقيقة الوحيدون ... ) . وهذا هو هاجس الليبراليين الجدد في مجتمعاتنا ,انهم مهووسون بالصراخ ,انهم ظاهرة صوتية فحسب .
بدا التيار الليبرالي العربي الجديد في الصعود منذ نهاية الثمانينات ومطلع التسعينات , بعد تفكك وانهيار منظومة الدول الاشتراكية .وبرزت الولايات المتحدة الاميركية باعتبارها القوةالعظمى في العالم .وادى احتلال نظام صدام حسين للكويت وحرب الخليج الثانية التي نجمت عنه الى انقسام عربي حاد .ثم جاءت اتفاقية اوسلو وكان القضية الفلسطينية قد وصلت الى منعطف تاريخي يخرجها من الوعي العربي الجمعي .
عالج الليبراليون العرب الجدد هذه الاحداث من منظور غربي – امريكي ,كان الشعار الاعلى صوتا في الخطاب الليبرالي العربي هو شعار ضرورة التحول الديمقراطي في العالم العربي , واللحاق بركب الديمقراطية .واحتفل الليبراليون باتفاق اوسلو 1993 ,جاعلين من ياسر عرفات بطلا تاريخيا للعرب والفلسطينيين ,ليس بسبب سجله النضالي الطويل ,بل بسبب استعداده للتخلي عن فلسطين التاريخية . وفي فتح الباب على مصراعيه نحو التطبيع مع دولة اسرائيل وما سمي وقتها بالمشروع الشرق اوسطي . وقد جاءت نهاية عقدالتسعينات بخيبة امل بالغة لليبراليين العرب .فالولايات المتحدة الامريكية كانت اكثر حرصا في مرحلة مابعد الحرب الباردة على الحفاظ على علاقاتها بالانظمة الحليفة (الفاسدة )في المنطقة منها على التحول الديمقراطي .
ثم جاءت الاحداث المتلاحقة لتؤكد فشل الشعارات الامريكية حول الديمقراطية .
يدرك الليبراليون العرب ان الشراكة مع المشروع الامريكي ليست شراكة متكافئة,بل ليست شراكة باي صورة من الصور , بل هي مجرد التحاق بالقاطرة الامريكية . وهو ما يستدعي تقديم التبريرات للمشروع الامريكي وتسويغ وسائله ,وكذلك تبني اهدافه ومنطلقاته . وقد ادى ذلك الى انقلاب جوهري في الخطاب الليبرالي العربي . فبعد ان كانت الدولة هي الهدف الرئيس للخطاب الليبرالي العربي , اصبح الهدف هو المجتمع العربي وانسانه وقواه .ولان الاستهداف الامريكي للمجتمع العربي يقوم على فرضيات خاطئة ,ويستبطن اهدافا معروفة مسبقا , فقد اضطر الخطاب الليبرالي العربي للجوء الى الدوغما الايديولوجية لقراءة الازمة العربية وتشخيص عناصرها .
يقدم الخطاب الليبرالي العربي في صيغته الليبرالية الجديدة (المعدلة وراثيا )صورة ماساوية للعرب ومجتمعاتهم .يتحدث الليبراليون العرب عن حالة تازم عربي مغلق ومطلق ,حالةانهيار شامل وكامل ,حالة ( خروج ) فعلي ونهائي من التاريخ .ولذا يعتبرون الانسان العربي انسان متخلف ,تسكنه الخرافة , نتاج تعليم بشع ومشوه , غير قادر على ان يقف موقفا نقديا من ذاته ومجتمعه وقيمه . يفتقد الى ادنى القيم المدنية ,ولايعرف حقوق وواجبات المواطنة . وهو مجتمع مصمت , مغلق , تختفي فيه توجهات الابداع الفردي . ويقولون كذلك ان العرب لايقرؤون ولا يترجمون . اما اعلامهم فكاذب ومضلل .وقد اصبح المجتمع العربي تبعا لذلك المصدر الرئيس للعنف والارهاب والموت العبثي
يصل الليبراليون العرب الجدد الى قصدهم النهائي .ان الاوان (طبقا لهذا الخطاب )لان يتوقف العرب عن التعلل بالصراع مع الدولة العبرية ,او التذرع بمقاومة الخطر الامبريالي المزعوم .فالعيب ذاتي وداخلي قبل اي شيء . النتيجة المنطقية لهذا الخطاب بالطبع ضرورة تدخل قوة خارجية لاصلاح امرنا واعادة النظر في نظم حياتنا وقيمنا لنهضتنا من هذا السبات الطويل .
ينطلق خطاب الليبراليين العرب الجدد ( المعدلين وراثيا ) من دوافع انشائه ولا يعتمد على حقائق الواقع .
تساؤلات :
- كيف يمكن تفسير الابداع العربي المميز خلال نصف قرن من القرن الماضي في مجالات الادب ,الرواية ,الشعر ,الموسيقى والفنون التشكيلية ؟
- من اين جاءت هذه القدرة غير العادية على الابداع والتجديد في كل هذه المجالات ؟ وكيف يمكن تفسير انتشارها من القاهرة الى دمشق ,ومن بغداد الى تونس ,ومن حلب الى الدار البيضاء ؟
- كيف امكن لدولة صغيرة نسبيا مثل العراق ان تحقق انجازات علمية وصناعية خلال فترة اربع سنوات ونصف من حكم الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم ,ومن حكم الانقلابيين البعثيين في سبعينات القرن الماضي ؟
- هل يمكن في ظل انعدام سوق عربية مشتركة الحديث عن صناعة عربية ذات فائدة ؟
- ولماذا تدفع كل دولة عربية الى ان تعقد على حدة اتفاقيات تحرير السوق والغاء التعريفة الجمركية مع الاتحاد الاوربي او الولايات المتحدة الامريكية ,بينما لايسمح للدول العربية ان تعقد مثل هذه الاتفاقيات فيما بينها كمجموعة اقليمية تربطها روابط مشتركة كثيرة ؟
- لماذا ضربت كل محاولة للنهضة والتصنيع في البلاد العربية , وما ان هزمت تلك المحاولات في ساحات الحرب حتى دمرت قاعدتها الاقتصادية , وسرح علمائها , او تعرضوا للاغتيال كما يحدث في العراق اليوم ؟واجبرت على التحول الى مستهلك للبضاعة الاجنبية .
- لماذا تنهار لحمة شعوبنا فجاة ويقوض سلمهاالداخلي لدى التدخل الاجنبي ؟
( 2 ) تجربة الليبراليون الروس الجدد
اعلن الليبراليون في روسيا حضورهم بقوة مع انهيار الاتحاد السوفييتي السابق .وكانت شعارتهم ذات توجه غربي صرف . ودعوا الى تبني القيم الغربية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا .وقد مسك الليبراليون بالسلطة في التسعينات واطلقت يدهم لتطبيق برامجهم وافكارهم .ولكن الكبوات المتلاحقة والنتائج الكارثية التي اسفرت عنها سياساتهم في المجالات كافة ,جعلت الناخب الروسي ينفر منهم ,فجاءت هزيمتهم في الانتخابات البرلمانية عام 2003وخسارتهم مواقع السلطة كافة ,وعزلتهم اجتماعيا . وهذا ماجعل خصومهم يصفقون فرحا ويتحدثون عن موت الليبرالية في روسيا .
هناك من الباحثين من يؤكدان ليبراليي روسيا اليوم لايمتون باية صلة بالحركة الليبرالية الكبرى التي ظهرت قبل ثورة اكتوبر عام 1917 والتي وقف على راسها مفكرون وفلاسفة كبار .
لقد طرح الليبراليون الروس الجدد افكارا وشعارات مست بالكرامة القومية الروسية في الاعماق ودعوا الى تقليص الاراضي الروسية الى الحد الادنى لكي تخرج روسيا من القرون الوسطى . وقد اقتنع الليبراليون الروس الجدد بتخلف الشعب الروسي وبكونه قاصرا عن الارتقاء ذاتيا لوعي مصالحه . ويرون ان من الواجب تكليف جيرانه من الدول الاوربية القيام بهذه المهمة .
ان الكثير من كتابات الليبراليين العرب الجدد تقع في نفس الورطة .ولاترى في الماضي والحاضر العربي غير بقع سوداء وحالة مستديمة من التخلف والظلام المتواصل.وكثيرا مايتم هذا على اساس خلط الاوراق والاحداث والتواريخ والتعميم ,وهو الاسلوب الذي يعمل في الاذهان حالة الاحباط والهزيمة وعتمة الافاق . ويعيد للاذهان موقف الليبراليين الروس الجدد الذين نشم فيه رائحة معاداة كل ماهو روسي . فالليبراليون في روسيا وضعوا في اولوية اهدافهم اضعاف الدولة وسيادتها . وكافحوا الوعي الوطني والرموز القومية , وقسموا المجتمع الى طبقتين , واحدة متفوقة ومتطورة تدرك قيم الحرية والديمقراطية ,والاخرى التي تمثل الاغلبية من (الرعاع ) الذين ينبغي تطويرهم .
ان الليبراليين الجدد في روسيا , لايمتون بصلة الى اصول الليبرالية الغربية التي قامت منطلقاتها على الاعتراف بحقوق الانسان السياسية والاقتصادية في اطار القانون . وابدت الاهتمام بالميراث التاريخي والثقافي الوطني وطورته . وان الليبراليين العرب مدعوين للوقوف على ارض واقعية ,لاان يقفوا منعزلين عن الهموم والميول الحقيقية للاغلبية , وهذا لايتم الا في العثور على معادلة غاية في الحساسية تجمع بين الموروث الوطني , والفكر الليبرالي الحديث .
على المودة نلتقيكم ...
المصدر
كتاب (الليبراليون الجدد – جدل فكري )للباحث والكاتب شاكر النابلسي – ط 1- منشورات دار الجمل – كولونيا ( المانيا )- طبع في بغداد – 2005



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خربشات على جدار الليبراليين الجدد في مجتمعاتنا
- لاوجود للالوهة بدون الانسان !!!
- طائر النورس يحط الرحال في بغداد
- الحديث في البراز الثقافي العراقي
- الحياة اليومية في بابل
- دردشة دينية
- مفهوم الهجرة في الاسلام
- جدلية العلاقة بين الدين والعنف والسياسة .. ج 2
- جدلية العلاقة بين الدين والعنف والسياسة
- مزامير بني صهيون من الليبراليين
- نحو قراءة جديدة للرواية الاسلامية
- مفهوم الخروج في اليهودية والمسيحية والاسلام
- الصدفة في صنع الحضارة
- تفتيت المسيحية من الداخل , المورمون انموذجا
- شتراوس والاعراق والتاريخ
- هل هناك علاقة بين تنوع الثقافات والاعراق؟
- المشتركات بين ( الشلة ) وبين السياسي العراقي المعولم
- البغاء واسبابه
- موقف اباء وفلاسفة المسيحية من المراة
- المراة والملكية الخاصة والرجل


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - وليد يوسف عطو - الخطاب المعلب لدى الليبراليين الجدد