أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - اكذوبة فصل الدين عن الدولة















المزيد.....

اكذوبة فصل الدين عن الدولة


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 3907 - 2012 / 11 / 10 - 14:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العلمانية في جدل فكري
تعمل العلمانية في الغرب على تسييس الدين وتديين السياسة بحبل سري خفي وليس بطريقة ظاهرية .
هل هناك تعريف محدد للعلمانية ؟
كيف يصادق كثير من الماركسيين والقوميين والليبراليين والليبراليين الجدد المعدلين وراثيا على اكذوبة فصل الدين عن الدولة او عن السياسة ؟
بتنا نقراباستمرار تعريف البعض للعلمانية بانها فصل الدين عن الدولة او عن السياسة ,فما هي حقيقة العلمانية ياترى ؟
بالنسبة لي سوف لااستعرض تاريخ نشؤ العلمانية وتطورها ومعانيها ,ولكني ساقدم لها بشرح بسيط حسب مفهومي المتواضع وهي :وقوف الدولة بشكل محايد من الاديان واعتبار المواطن والمواطنة هما الاساس في الدولةالعلمانية الديمقراطية ,التي تعتمد في الغرب على الحرية الشخصية والفردانية المطلقة ,واحترام الانسان وقناعاته الفكرية والدينية والسياسية .
العلمانية في الغرب ترتبط بالديمقراطية وبالمؤسسات الدستورية ,والفصل بين السلطات واحترام حقوق الانسان والمساواة بين الرجل والمراة ,والتعددية السياسية والفكرية والحزبية والدينية .
الدولة العلمانية الديمقراطية تقدم خدماتها للمواطنين ,تتشكل الحكومة نتيجة للانتخابات ,وهي تتغير تبعا لتغير نتائج الانتخابات .اما الدولة فهي شخصية معنوية مستقلة عن الحكومة ,فهي ثابتة بمؤسساتها .فعند تبدل الوزير لايتبدل كادر الوزارة كما يحدث في العراق .ان العلمانية المرتبطة بالديمقراطية وبالحداثة تشكل ملمحا اساسيا للمجتمعات الغربية الديمقراطية .
تسييس الدين وتديين السياسة في الغرب الليبرالي
تقوم الحكومات الغربية من اوربية وامريكية بارسال البعثات التبشيرية قبل البدء بغزو البلدان بفترات طويلة جدا للتاسيس للقاعدةالفكرية والثقافية للاستعمار ..
خطاب الكنائس الانجيلية
قام الانجليز بارسال بعثاتهم التبشيرية قبل احتلالهم للعراق في مطلع القرن السابق ,وهي الكنائس الانجليكانية,ومنهم الادفنتست السبتيين .وقاموا بضخ الاموال والمساعدات الغذائية والبعثات الدراسية لمن يرغبون في ادخالهم في طائفتهم .وبعد الاحتلال الامريكي للعراق ظهرت الكنائس الانجيلية المعمدانيةالامريكية وهي تبشر بالخلاص عن طريق اقتراب ملكوت الله ولايتم الخلاص الا بالايمان بالسيد المسيح عن طريق الايمان (الفرداني )بالمسيح واعتبار المسيح ك (مخلص شخصي ) لاحظوا الكلمات بين الاقواس .
التبرير بالايمان :
كتب القديس بولس الى القديسين في كنيسة رومية 4 – 4 و5 :
(اما الذي يعمل فلا تحسب له الاجرة على سبيل نعمة ,بل على سبيل دين .واما الذي لايعمل ,ولكن يؤمن بالذي يبرر الفاجر ,فايمانه يحسب له برا . ) .
يقوم لاهوت التبرير بالايمان الذي شرحه الرسول بولس في رسائله على ان دم المسيح كاف لتبرير الانسان الخاطيء ( الفاجر )الذي يتقدم الى الله للمرة الاولى لغرض التوبة .فهو لايصنع شيئا ولايقوم باي عمل لكي يبرره الله ,ولكن دم المسيح كاف لجعله بارا ونقيا وطاهرا .وبعد الايمان تجيء ثمرة الايمان وهي الاعمال الصالحة .
كيف قدمت الكنائس الانجيلية لاهوت التبرير بالايمان ؟
في الكنائس المعمدانية في العراق تكون الكنيسة على شكل مسرح كبير تحتوي على مواعظ خطابية وانشائية كثيرة ,وتراتيل واناشيد واغاني دينية يصاحبها التصفيق وفي افريقيا وفي الغرب وخصوصا في الولايات المتحدة الامريكية يصاحبهاالرقص الزنجي .ولذا نراها تنتشر الان كالنار في الهشيم في افريقيا وفي الولايات المتحدة الامريكية وفي امريكا اللاتينية معقل الكنيسة الكاثوليكية .ان التبرير بالايمان هو هبة مجانية وعطية من الله .وان المسيح هو (مخلص شخصي ) للمسيحي المؤمن .فايمانك بالمسيح يجعلك تحصل على ملكوت الله (الجنة السماوية ) في هذه اللحظة وفي هذا العالم لا في عالم سماوي قادم . والتبرير يكون فرديا لا جماعيا ,بخلاف تعاليم المسيح حسب الانجيل (راجع انجيل متى ,الاصحاحات 5 و 6 و7 من الموعظة على الجبل ).فخلاص المسيحي يعتمدعلى علاقته بالله وهي علاقة عمودية وعلى علاقته ببقية البشر وهي علاقة افقية .بينما تقدم لنا الكنائس الانجيلية ,الخلاص فرديا على نمط قيم الراسمالية الليبرالية التي تقدس الفردانية المطلقة للانسان .وبالتالي يشعر المؤمن بالرضا عن نفسه وبحصوله على الجنة ,وانه لايحتاج لان يكافح ويعمل على تغيير المجتمع ما دام ضمن خلاصه الشخصي .
في هذا الفهم الديني المسيحي المعدل وراثيا تقوم الكنائس الانجيلية بالترويج لاطاعة الملوك والحكام والاعداء الطبقيين !!!
وهذا السبب الجوهري يبين سبب سكوت وصمت الكنيسة الالمانية عن جرائم هتلر والنازية داخل المانيا وخارجها ! .
لقد حولت الكنائس الغربية وخصوصا الانجيلية منها (البروتستانتية والكلفانيةوغيرها والكنائس المسيحية الصهيونية(البروتو- صهيونية – والتعبير للاستاذ وليد مهدي )
تعاليم السيد المسيح من تعاليم مشاعية ( شيوعية )الى تعاليم راسمالية ,بعد التركيز على اسفار العهد القديم (التوراة )على حساب الانجيل .ويظهر تاثير الراسمالية واضحا في المسيحية من خلال عالم الاجتماع الامريكي الشهير (ماكس فيبر )وكتابه (تاثير البروتستانتية في تطور الراسمالية ).لقد تم التركيز على نبؤات العهد القديم باغتصاب الارض واعطائها مجانا لليهود العبرانيين لتاسيس مملكة اسرائيل التي ستسود العالم .هذه النبؤات اعطت الشرعية الدينية والسياسية لاحقا لانشاء دولة اسرائيل العنصرية في القرن العشرين .كما ان فكرة شعب الله المختار اعطت المشروعية لولاية ووصاية الدول الاستعمارية الكبرى على شعوبنا .وقامت الكنائس البروتو –صهيونية بتقديس اسفار التوراة وسفر الرؤيا من العهد الجديد والتبشير بالمسيح القاتل وبالحكم الالفي وبمعركة هرمجدون في نهاية الازمنة وبانتقام اسرائيل من اعدائها من (بابل الزانية ) , ومع ذلك يتحدث الغرب عن فصل الدين عن الدولة والسياسية ,تراهم يضحكون على من ؟. في ظل تسييس المسيحية وتهويدها ,اي جعلها يهودية ,ورسملتها ,اي جعلها راسمالية ,تمكنت الدول الغربية من غسل ادمغة شعوب العالم وتعديلها وراثيا وتهيئتها لقبول غزوات واحتلالات الغرب لشعوبنا ,ولاقامة دولة اسرائيل في فلسطين حسب وعود التوراة وبعد ذلك يسالونك عن العلمانية !!!
ان هذه العلاقة المترابطة بين تديين السياسة وتسييس الدين المسيحي جرت خلال مئات السنوات ,في ظل تطور الدول الراسمالية وانتقالها الى الديمقراطية .وبالتالي هذه العلاقة الشائكة بين ماهو ديني وماهو سياسي تتم عن طريق حبل سري ,تتشبع بها الشعوب ولاتشعر بها ,ليصبح غزو واحتلال العراق عقابا من الرب يهوه للعراق وللعراقيين لسبي نبوخذ نصر لليهود !.
ان المجتمعات الغربية تقوم على تدنيس النص الديني وتقديس الانسان في ظل الحريةوالديمقراطية .ولكن شعوبنا تسعى لقتل الانسان ( المقدس)حفاظا على النص الديني .
يجري في بلداننا تديين السياسة وتسييس الدين من خلال مكبرات الصوت وفرض الدين والرموز الدينية بالقوة .
ان الدعوة الى الفصل بين الدين والدولة ,او الفصل بين الدين والسياسة,هي بحد ذاتها سياسة استعمارية هدفها السكوت عن غزو واحتلال البلدان واذلالها , وهو ماحدث للكنيسة الالمانية اثناء الحكم النازي , حيث سكتت على جرائم هتلر والنازية بحق الشعب الالماني وشعوب العالم الاخرى ,وبالتالي نصل الى استنتاج :
ان كل المعادين للاهوت التحرير هم يؤيدون بالضرورة النازية والصهيونية والامبريالية العالمية ,حتى لو قالوا عن انفسهم انهم ماركسيون او لليبراليون !!! .
على المودةنلتقيكم ...



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليبراليون جدد بوجه اخواني !
- التكامل بين لاهوت التحرير والشيوعية
- الخطاب المعلب لدى الليبراليين الجدد
- خربشات على جدار الليبراليين الجدد في مجتمعاتنا
- لاوجود للالوهة بدون الانسان !!!
- طائر النورس يحط الرحال في بغداد
- الحديث في البراز الثقافي العراقي
- الحياة اليومية في بابل
- دردشة دينية
- مفهوم الهجرة في الاسلام
- جدلية العلاقة بين الدين والعنف والسياسة .. ج 2
- جدلية العلاقة بين الدين والعنف والسياسة
- مزامير بني صهيون من الليبراليين
- نحو قراءة جديدة للرواية الاسلامية
- مفهوم الخروج في اليهودية والمسيحية والاسلام
- الصدفة في صنع الحضارة
- تفتيت المسيحية من الداخل , المورمون انموذجا
- شتراوس والاعراق والتاريخ
- هل هناك علاقة بين تنوع الثقافات والاعراق؟
- المشتركات بين ( الشلة ) وبين السياسي العراقي المعولم


المزيد.....




- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...
- تنبأ فلكيوهم بوقت وقوعها وأحصوا ضحاياها بالملايين ولم تُحدث ...
- منظمة يهودية تطالب بإقالة قائد شرطة لندن بعد منع رئيسها من ا ...
- تحذيرات من -قرابين الفصح- العبري ودعوات لحماية المسجد الأقصى ...
- شاهد: مع حلول عيد الفصح.. اليهود المتدينون يحرقون الخبز المخ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - اكذوبة فصل الدين عن الدولة