احتجاج شعبي يلغي لقاءات وفد تجاري أمريكي في حلب

أخبار الشرق

الحوار المتمدن-العدد: 280 - 2002 / 10 / 18 - 04:40
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

حلب - أخبار الشرق (خاص)

نجح عشرات المواطنين السوريين في إلغاء زيارة وفد تجاري أمريكي إلى مدينة حلب شمال البلاد أمس الأربعاء، بينما حاول آخرون إنزال العلم الأمريكي عن معرض يستضيف جناحاً أمريكياً في المدينة.

وقال مراسل لأخبار الشرق إن المواطنين تجمعوا في العاشرة صباحاً أمام مقر إدارة غرفة تجارة حلب في منطقة باب جنين بدعوة من لجنة العمل الوطني لنصرة فلسطين (أهلية غير حكومية) احتجاجاً على دعوة وجهتها الغرفة التجارية إلى التجار السوريين لمقابلة وفد تجاري أمريكي على مدى أربعة (16 - 20 تشرين الأول). وحمل المحتشدون لافتات كُتب عليها باللغتين العربية والإنكليزية عبارات منددة باللقاء، مثل "يا تجار حلب إن دماء الشهداء ليست سلعة للتجارة" و"أمريكا تقتل أطفالنا في فلسطين والعراق" و"يا تجار حلب دماء الأطفال في فلسطين تناديكم .. قاطعوهم".

وقد تم تأجيل الاجتماع أو إلغاؤه، نتيجة عدم حضور الوفد الأمريكي. وأثناء التجمهر وصل رئيس غرفة تجارة حلب "صالح الملاح" الذي اعتبر ما يقوم به المتظاهرون "غير حضاري"، مؤكداً أن كل شيء يتم بالحوار، الأمر الذي استفز المتجمهرين، فما كان منهم إلا أن ردوا عليه "بأن لا حوار مع قتلة أطفال فلسطين والعراق"، واحتجوا مجدداً على قبول الملاح دعوة السفير الأمريكي مجموعة من تجار حلب وصناعييها إلى مطعم "حوش السيسي" في المدينة الشهر الماضي. فقال الملاح إنه قبل الدعوة لمناقشة السفير في الوضع الحالي وإنه يحاول من خلال هذه اللقاءات "نقل صورة قضيتنا العادلة لهم، والتي شوهها الإعلام الإسرائيلي المسيطر في أمريكا"، وطالب المحتشدين بعدم المزاودة عليه لأنه "وطني وابن هذا الوطن".

وقد رد عليه بعض المتظاهرين بأن النقاش لا يتطلب غداء لمدة ساعتين مع قرع "الكؤوس"، فما كان من الملاح إلا أن حمل لافتة تدعو إلى مقاطعة الولايات المتحدة، والتُقطت له صورة.

وقد علق مشارك في التجمع طلب عدم الكشف عن اسمه بالقول "عجباً لهؤلاء التجار، هل ضاقت عليهم السوق العالمية بما رحبت ولم يبق أمام استثماراتهم "الضخمة" سوى السوق الأمريكية لكي تستوعب "سيولتهم" دون أي حرج او خجل من "سيل" الدم الفلسطيني الراهن والعراقي القادم؟".

من ناحية ثانية؛ احتشد عشرات الحلبيين أيضاً في السادسة من مساء أمس أمام مدخل سوق الإنتاج الزراعي والصناعي بحلب قرب مقر محافظ المدينة، حيث كان يرتفع العلم الأمريكي داخل السوق الذي يستضيف معرض "ماتكس 2002"، وقد هتف المحتشدون بسقوط أمريكا وحيوا انتفاضة الأهل في فلسطين وصمود العراق، ووزعوا بياناً باسم لجنة العمل الوطني لنصرة فلسطين دعوا فيها غرفة التجارة إلى مقاطعة الوفد التجاري الأمريكي وعدم التعاون أو إنجاز أي عقد أو اتفاق معه. واختتم البيان بعبارة موجهة إلى تجار حلب تقول "إن دماء أطفال فلسطين والعراق تناديكم وتستغيث بضمائركم أن تفشلوا المساعي الأمريكية وان تكونوا عند حسن ظن ربكم وأمتكم بكم".

وقالت مصادر حضرت التجمع لأخبار الشرق إن محافظ حلب، الذي وصل إلى السوق أثناء التجمع الداعي إلى إغلاق الجناح الأمريكي في المعرض ومقاطعة الولايات المتحدة؛ اعتبر أنه "لا داعي لهذه الهيصة"، وخاطب المتظاهرين بقوله إن الحكومة تقوم بمسيرات فلم لا يشاركون فيها؟، مؤكداً أنه لا داعي لهذه الفعاليات المنفردة. وأوضحت المصادر أن بعض المتظاهرين تسلقوا فيما بعد سارية العلم الأمريكي لينزلوه أرضاً ويمرغوه بأقدامهم.

وكانت المظاهرات العفوية ضد الولايات المتحدة ازدادت في الآونة الأخيرة في حلب على خلفية محاولة السفارة الأمريكية في سورية إقامة أكثر من نشاط في المدينة. فقد نظمت بالتعاون مع وزارة الشئون الاجتماعية والعمل السورية تدريباً للجمعيات الخيرية على طلب المعونات من الجهات المانحة. ولم يتكرر ذلك بعد رفض مندوبي الجمعيات الخيرية أي تدخل أمريكي في شئون العمل الخيري في سورية ونتيجة للحشد الكبير الذي دعت إليه لجنة العمل الوطني لنصرة فلسطين خارج مقر التدريب.

كما وجهت السفارة الأمريكية دعوة على الغداء في أحد مطاعم حلب في منطقة الجديدة الأثرية يوم 15 أيلول الماضي، حضره كبار التجار والصناعيين في المدينة، واضطر السفير الأمريكي في النهاية إلى الخروج من الباب الخلفي للمطعم تحت حراسة مشددة نتيجة للحشد الكبير الغاضب الذي تجمع على باب المطعم للتنديد بأمريكا وسياساتها ورفض تدخلها في الشئون السورية الداخلية.

#أخبار_الشرق (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات