أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - النباش الصغير














المزيد.....

النباش الصغير


عبد الغني سهاد

الحوار المتمدن-العدد: 4009 - 2013 / 2 / 20 - 16:43
المحور: الادب والفن
    



النباش الصغير



تنبيه :
يلزم وضع كمامات واقية للانفاس من نتانة النص النابع من اعماق المزابل البشرية ............
شكرا .....:


دات صباح باكر جدا ....يخيم فيه ضباب كثيف على زوايا المكان ...حاجبا الرؤيا الواضحة...كان سعيد ينبش بمخطافه النحاسي الطويل في ركامات القمامة المكدسة امامه هنا وهناك ..ضباب هدا الصباح اعور يسمح برؤية الاعالي ويمنع رؤية الاسافل ...تعود سعيد على تلك الروائح الكريهة من كل الاصناف ..لا يمل من رمي الاشياء التافهة في كل الجهات..وبعفوية يجمع ما تيسر من زجاج وبلاستيك وكارطون واشياء اخرى ...يفتح الاكياس المقفلة بحدر مستعملا قفازاته السوداء...يسكنه امل قوي في الحصول يوما على شيء ثمين ...شيء لا يعرفه..لكنه يعرف انه سيكون ثمينا.....
يسرع في النبش كانه في سباق للحصول على دلك الشيء قبل مجيء زملاء الحرفة ..وباقي النباشين الصغار والكبار ....في لحظة من الزمن تمكن منه التعب ...فجلس يستريح على ضخرة قرب برج من ابراج سور المدينة القديم ..
اناخ بفكره عن الازبال وجال بنظره في اشجار النخيل القريبة منه ..فكر في مدرسته...في شهادة الباكالوريا....في جمع المال الكافي لعلاج والده العاطل المريض بفقر الدم....في مساعدة والدته على مصروف الكوخ...وفي تتبع تمدرس اخته الصغيرة .في ....وفي.....فعاد لتوه الى حمل مخطافه والنبش بقوة في ناحية اخرى لعله يعثر على دلك الشيء الثمين .....
شيئا فشيئا يرتفع الضباب فتسطع شمس دلك اليوم ...و لا يزال سعيد يخبط بمخطافة في الازبال ...جمع ماقدر على جمعه .. رزمه في حزمات ورماها على دراجته الصغيرة... قاصدا اقرب المتاجر لبيعه...بعد فحص دقيق للبضاعة ووزنها ..امسك بثمنها يغمره شيء من الاحساس القريب من السعادة ....
اتجه سعيد الى الكوخ ..ومن بعيد شاهد رجال الحي يحتشدون على بابه ....لابد ان شيئا ما حدث هدا الصباح ...رمى دراجته وجرى نحو الكوخ ...
سمع احد الاصوات يقول :
عظم الله اجركم في الفقيد......
لم يرد سعيد..توغل داخل الكوخ ليجد امه تنوح مع نساء الحي... وجثةوالده النحيفة ممدة على السرير مغطاة بازار أبيض ... وعلى راسه فقيه الحي ....
لم يتمالك نفسه وسط الحشود فعانق امه واخته الصغيرة ...ضمهن بقوة الى صدره ....وعيناه مغرورقتان بالدمع ...قرر في نفسه ان يعود بعد الدفن الى المزابل ... ويقضي بقية ايامه بها ...لعله يعثر يوما على دلك الشيء الثمين ....ويصبح احد اباطرتها الكبار ....
----



#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غيمة باردة
- وتنتهي اللعبة
- الوزير وماسح الاحذية
- هكذا تحدث الحكواتي
- الشعبوية والترهيط السياسي .....
- استهلك بلا متهلك.....
- وفاء كلب
- انه يبيع القمع
- يوم طار حمام 20 فبراير
- راعي الكلام
- البهلوان


المزيد.....




- أفراد من عائلة أم كلثوم يشيدون بفيلم -الست- بعد عرض خاص بمصر ...
- شاهد.. ماذا يعني استحواذ نتفليكس على وارنر بروذرز أحد أشهر ا ...
- حين كانت طرابلس الفيحاء هواءَ القاهرة
- زيد ديراني: رحلة فنان بين الفن والشهرة والذات
- نتفليكس تستحوذ على أعمال -وارنر براذرز- السينمائية ومنصات ال ...
- لورنس فيشبورن وحديث في مراكش عن روح السينما و-ماتريكس-
- انطلاق مهرجان البحر الأحمر السينمائي تحت شعار -في حب السينما ...
- رواية -مقعد أخير في الحافلة- لأسامة زيد: هشاشة الإنسان أمام ...
- الخناجر الفضية في عُمان.. هوية السلطنة الثقافية
- السعودية.. مهرجان -البحر الأحمر السينمائي- يكرم مايكل كين وج ...


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - النباش الصغير