|
انه يبيع القمع
عبد الغني سهاد
الحوار المتمدن-العدد: 3956 - 2012 / 12 / 29 - 23:36
المحور:
الادب والفن
في لجة المقهى وصخب الزبناء كنت تائها ابحث لعيوني عن شيء استكشفه دلك الصباح .فقد مللت من ارتشاف البن القاحل دون سكر .. وضجرت من لوك الكلام الفارغ من أي معنى ..فمنحت الفرصة لعيوني كي تتجسس في جنبات المقهى ...بصمت رصدت عيوني شاب يدلف بصمت إلى داخل المقهى قروي الملامح قوي البنيان ابتسامته جميلة وعريضة حسبته يوغورطا زمانه ...يحمل على كتفيه كيسا اسودا مملوءا .بيده يقبض على عصا انيقة غليظة مزركشة بالأبيض والأحمر ..ينحني على الزبناء يحاورهم ويبادلهم الضحكات ..شغلني امره فاردت معرفة البضاعة التي يساوم فيها ..فسالت صديقي : -أي شيء يبيع هذا الفتى ؟ ا-لا ترى انه يبيع القمع ؟ أجابني بعصبية ..... -مادا تقصد بالقمع ؟ سألته مندهشا ..... -ياصاحبي مالك سطل ؟ الا ترى العصا بيده ؟ انه يبيع الزراويط ؟والزرواطة اداة للقمع... لم اهتم لعصبية زميلي وتضايقه الظاهر من أسئلتي...وواصلت رجمه بالأسئلة .. -لكن ما الغرض من هده الزراويط ؟ -ناد عليه.... ياصاحبي ........واسأله بنفسك ..اووووواه .... ....اقترب يوغورطا من ناحيتنا مبتسما وقف جنب الطاولة مندهشا من نظراتنا المصوبة اليه ..حط كيسه ارضا وسلم علينا ..ثم جلس كانه يعرفنا جيدا........... -مرحبا ولدي ..مادا تبيع ؟ -العصي... أستاذ....... بكم الواحدة.؟..اقصد.. الزرواطة .... - 20درهما للواحدة ... --الإشكال عندي في مناسبات استعمالها ؟ اسمع يا أستاذ استعمالاتها كثيرة لا تخفى عن العقلاء مثلكم .... منها وضعها في السيارة لاستعمالها عند الاقتضاء ضد اللصوص وقطاع الطرق ...او عند باب العمارة او الشقة ......لنفس الأغراض...او وراء خزانة النقود .سواء.في المتجر ..او في غرفة النوم ....(.وسكت قليلا وهو يفكر ............... تم واصل الحديث وعيناه ترقصان في حجرهما )..ويمكنك وضعها على مكتبك كدلك...... ربما تعيد لك الهيبة المفقودة مع الأولاد المشاغبين .... لم اتمالك نفسي من الضحك عاليا ... استلقيت على الكرسي ..اخدت منه واحدة وناولته الثمن بدون مساومة ...فغادر... والابتسامة العريضة الجميلة لا تفارقه .... ================== عبدالغني سهاد 30/05/2012
حاشية : (الزرواطة = العصا/ السطل = الغبي في الدارجة المغربية / يوغورطا:زعيم أمازيغي قاوم الرومان)
#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يوم طار حمام 20 فبراير
-
راعي الكلام
-
البهلوان
المزيد.....
-
وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما
...
-
تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
-
انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
-
الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح
...
-
في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
-
وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز
...
-
موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
-
فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
-
بنتُ السراب
-
مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|