أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - البهلوان














المزيد.....

البهلوان


عبد الغني سهاد

الحوار المتمدن-العدد: 3944 - 2012 / 12 / 17 - 23:05
المحور: الادب والفن
    


بهلوان ,,,,,,,,,,,

الضحك عاهة شنيعة للجبلة البشرية, يطمع كل راس مفكر الى التغلب عليها ’’’’’’هوبز

لم يكن في خلده ان يصبح يوما بهلوانا .

الفكاهة والضحك لم تكونا يوما لتدخل مركز اهتمامه او طموحه في كل مراحل عمره .فهو لا يتسلى الا ناذرا ...سمات الحزن والكأبة لا تحيد عن مرافقة نظراته الطفولية ....حركاته وسكناته توحي بالسداجة المفرطة حتى حين يريد الظهور بمظهر الرزين المتعقل ,,,, رزين ومضحك رغما عنه ...ضحكاته تغرف دوما من زرقة الحزن والالم العميقين . تقوده امواجها بسرعة الى ضفاف سوداء صامتة ...لا ينسى يوما تحولت فيه مسراته الى جحيم لايطاق . يوم اشفقت عليه السماء وامطرته شهادة جامعية عرجاء لم تكن قادرة على منحه طمانينة ولا استقرار ...لم تنتشله من مستنقع الفقر والحاجة فتحولت ايامه الى مسلسل من النحس والنكد اللامتناهيين ....تصعلك وتزنق طويلا وطرق كل الابواب ...احترف مهنا استصغرها واحترقها ..
حمالا في سوق الخضر المركزي حارسا ليليا في مراب السيارات ...رياشا للدجاج في احدى ورشات احد قطا طعية الحي ....لم يكن حظه في العيش موفقا ولا ميسورا فكل الحرف التي زاولها كان مستصغرا وساخرا لها كونت مسارات مظلمة في طريق قدره القاهر . كان مرغما على مزاولتها ..... رغم روائح القهر تلك التي تفوح من اماكنها ...سوق الشغل تبدل تماما والمهن تستدعي الكفاءات العالية والمعارف الغالية التي لاتضمنها له تلك الورقة الملعونة فيما يسمى الادب واللغة ...شهادة لا تغني ولاتسمن من جوع..رزمة نظريات فارغة لم يعد احد يلتفت لها ..محلها من سوق الشغل البطالة والتسكع وجدواها معدومة ولا توفر حتى شربة ماء ...

======================
تيقن وايقنه الواقع ان تلك النصوص لا تمنع عنه مشاعر الالم والقسوة التي يعيشها وعاشها في تلك الليالي البرداء الجوعاء التي قضى بعضها حارسا في مرآب السيارات ....ترهات احتوتها كراسات جوفاء لم تكن لتعفيه من الاقدام على بيع السجائر بالتقسيط في زاوية من الدرب والازقة المجاورة ..لم تكن لتحميه من التملق والتزلف البغيضين على قلبه لدلك الشخص الامي الفظ لاجل عضوية عادية في دار الشباب والعمل معه في التنشيط الثقافي التربوي. ويصبح مجرد بهلوانا تافها في اعين الناس ...يشارك في عروض ترفيه اطفال الناس الميسورين في المناسبات وغيرها ....
=======================
فكان عليه ان ينسى كل الامه ..مغبوط دلك الدي ينسى ويتخلص بسرعة من حماقاته الكبرى ...كان عليه ان يحتقر داته ..يمرغها في الوحل الانساني ...يعودها على التنكر ...وارتداء الاقتعة ...يعلمها كيف تحب عندما تحتقر ..كيف تمزح وتمزج بسهولة بل بعبقرية ان توفرت لها بين المتناقضات البشرية ..ان تضع قناعا مملوءا بالفرح والغبطة والضجيج والجلبة والابهة ...ان يدربها غلى اقناع الاخرين بجدوى الماساة التي ما ا نفك يحياها .......

==============
وافقه الدور وتوافق معه بسرعة ادهشته ...تملكه تماما ...فسهر الليالي لابداع نصوص من الواقع جميلة وقبيحة يسلي بها الاطفال ..بدت عروضه المضحكة ناحجة واسرته اقنعته فتحولت حياته الى ما يشبه الاستقرار ..فامتلك الشهرة والدار ..والسيارة وارتدى الثوب البورجوازي الانيق ...سرعان ما تحولت لحظات الكابة الى روح مرحة تسود كل العروض ..لم تعد عروضه تقتصر على ابناء البورجوازية البلهاء ..بل غزت احياء دور القصدير واشركت اطفال مهمشين في مدارس مخربة ... وهو يستمتع بادماجهم في لعبة الاقتعة ......برؤية الفرحة تكتسح قلوبهم الكبيرة ...
اصبح يؤمن ان الادعاء بالتنزه عن الضحك من التفاهات وقمة السداجة ...البهلوان الحق يكال اليه المديح من كل الناس لحاجتهم اليه ...فيصاب بالدهشة والاسغراب عتد نعته بالمهرج الكئيب ...لكنه يتنزه عن الرد ...يعطي الدليل تلو الدليل انه انسان من النزع الاكثر دكاءا وقدرة على القبض بيد ثابتة غلى تلاوين الاقنعة اليومية ويفضح تجاعيد الجنون البورجوازي السائد ...لا يغيظه ان يستمر في نزع الاقنعة وازالتها بطرق غبية لكن احترافية تصل حدود الكشف عن ماهية الناس ...نكران الدات سواء كان من الفضائل او الردائل .... امر لا يعنيه ...فبعد كل عرض يجد نفسه مغمورا بالسعادة وهدا وحده يكفيه ...

================
تنميق الاقنعة لا يرعبك ؟
من انت ؟
لمادا نراك قاصدا عملك اليوم دون تهكم ؟
عيناك غامضتين ....
مبللا وحزينا ؟
من انت هدا الصباح .....اشرح لنا من تكون ؟
فانت مدعو الى نزع قناعك ؟
حتى في اقوى كلماتك ....في صيحاتك يسمع رنين الصمت والتكتم.....وفي نصوصك اخفاء واضمار رهيبين ؟
كل كلامك واجهة ......تحتاج مزيدا من الكشف ....

23.03.2012



#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -الكشاف: أو نحن والفلسفة- كتاب جديد لسري نسيبة
- -هنا رُفات من كتب اسمه بماء- .. تجليات المرض في الأدب الغربي ...
- اتحاد أدباء العراق يستذكر ويحتفي بعالم اللغة مهدي المخزومي
- -ما تَبقّى- .. معرض فردي للفنان عادل عابدين
- فنانون إسبان يخلّدون شهداء غزة الأطفال بقراءة أسمائهم في مدر ...
- فنانون إسبان يخلّدون شهداء أطفال غزة بقراءة أسمائهم في مدريد ...
- الفنان وائل شوقي : التاريخ كمساحة للتأويل
- الممثلة الأميركية اليهودية هانا أينبيندر تفوز بجائزة -إيمي- ...
- عبث القصة القصيرة والقصيرة جدا
- الفنان غاي بيرس يدعو لوقف تطبيع رعب الأطفال في غزة.. الصمت ت ...


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - البهلوان