أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نعيم عبد مهلهل - قرية بعاذرا الأيزيدية وحقول عباد الشمس .................!














المزيد.....

قرية بعاذرا الأيزيدية وحقول عباد الشمس .................!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4007 - 2013 / 2 / 18 - 00:16
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


لم تكن هناك أمكنة في خارطة الأرض اجمل من أمكنة القرى الزراعية التي تحتضن في صباحاتها ضوء الشمس ونعاس الطيور والحقول التي تنسج من ندى الفجر تأوهات غرام بيوت الطين والقصب وموسيقى يتركها الليل مبعثرة بين الأجفان كما تتبعثر النجوم على جسد السماء .!
بعاذرا قرية غالبية سكانها من أبناء الطائفة الايزيدية ...تعيش أحلامها بهدوء طقوس أهلها عندما يجاهدون بصبر وصمت وإيثار على صنع يومهم كمن يدفع بالحياة إلى الأمام .فقط لتمضي دون أن يلوثها هاجس المحاججة والتخوين والموت .ولهذا هم يقولون لضيفهم أي كانت رؤاه ومذهبه :عش معنا كأنك نحن .ولكن لا تضع أسئلتك في طقوسنا .فالضرع لن يترك حليبه أبداً.
وعليه أنا ضيف المكان علي أن احترم الطقس وصاحبه وامضي لتأمل الصباح هنا وقد طرز خاصرته بحقول مذهلة السحر وقد اتشحت باصفرار عباد الشمس ورسمت للناظر هيبة المشهد وشفافيته ويقابلها قي المنظور مدا آخراً من حقول القمح والشعير ليتحدا في أجفان أفق ازرق لتقول لك بعاذرا :استرح مع عينيك وأحلامك وحين تفارقني تذكر دهشة صباحاتي وطيبة أهلي وبساطة الحياة عندما الجبل خاصرتها ودمعة مغتربيها غطاء لالف حلم لأيزيديين هاجروا عن قراهم .فقط لاجل أن يهربوا من الفقر وتشاحن القوى والتقسيم الجغرافي لأحلامهم أيام غابت الدولة عن كوردستان وصارت حما مستقلا .فبقي الأيزيديون بين إدارة الموصل العربية .واربيل الكردية .وبعاذرا لأنها الأقرب إلى محافظة دهوك انتمت إلى حكومة كوردستان .....!
أناس بعاذرا بشر حضارتهم ما يجيء به اليوم وما بتوسده ليالي الزوجات بعد فصل مضن من عمل شاق في الحقول أو المدن القريبة أو بعض أهل بعاذرا يعتمدون على ما يرسل أبناء المهجر فيعشقون القيلولة على السطوح والتمتع بالحقول وهي تمد ناظرها إلى الجبال البعيدة.
أنا أيضا مسكت قيلولتي ونسجت مع الصباح تراتيل الناس هنا في عبادتهم بعض أخيلة الشعر .ذهبت معهم إلى أساطيرهم وتقاليدهم ومعتقدهم .ونصت جيدا لفقه المعتقد الذي عندهم .فتذكرت صديقا من ملتهم كان معي أيام الجيش في ذات ملجا الحرب واسمه جبل نافخوش حسو من ريف سنجار .الذي كلما أساله :من انتم :يقول :أسال كهنتنا ورجال الدين وكتبنا ؟
دائما هناك من يتحاشى ليرضي شيئا من الفضول ،حتى مضيفي حاجي صبري لم يتحدث لأنه يقول أن في المعتقد فقه لا يعرفه بسطاء الناس هنا .وهو منهم ...
ولأني مع قول سقراط :معتقد الناس في عيونهم ، تركت أسئلتي وذهبت إلى لحظات صباحات القرية .اشرب منها ثمالة التأمل ومع صياح الديك ادوزن ذكريات الأزمنة التي مضت وأحاول أن اجمع كل أجفان أميرات أساطير المكان في قلب وردة عباد الشمس ،ثم أمد يدي إلى ذلك القلب واتحسس خفقته ،فأجد فيه يوما بتعاقب تواريخه يمر هنا ،فيما الناس في بعاذرا لا تسجد في أحلامها سوى لسماء صافية وروح تحلم بصباح لا يخترقه الرصاص .......!

المانيا في 18 فبراير 2013



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد عبد المحسن ..بتهوفن العيون الحلوة.......!
- كاولية مونت كارلو
- ذاكرة الورد ..ذاكرة الغزال .. ذاكرة العمر
- متحف لمؤسس الحزب الشيوعي العراقي..!
- عشق دمشق المعتق
- المرأة ...المقدس الذي لايحتاج الى فالنتين.....!
- فصل من رواية ( المونليزا تحبُ السمكَ المشوي)
- طقوس الطور الصُبيِّ
- العراق والشام من دون المسيحيين ...!
- الجسد ..التفكير بالشهوة ......!
- مذاهب...في بلد الغرائب ....!
- الشيوعي العولمي ...الطائفي ...المنزوي ...!
- أغنيةُ سقفْ المنزلْ ..!
- وزير الثقافة الألماني وقرينهُ العراقي..!
- كتابات
- أكتشاف كوكب جديد ..أسمه ( مسماية *) ..!
- الريف يعزف لثياب الأناث بصوتِ نبي..!
- نوح وتايتانك والمطر ...!
- نصٌ للنهدِ والشهد والطفولة والحرب...!
- هلْ على منْ يكونُ لمنْ.. وفي أيُ أينَ تئنُ عَنْ ؟


المزيد.....




- بوتين يؤدي اليمين لولاية خامسة في حكم روسيا: لا نرفض الحوار ...
- لافروف يؤكد مع نظيره السعودي ضرورة توحيد الجهود لحل الصراعات ...
- 1.5 ألف جندي ومدرعات غربية ومستودعات وقود.. الدفاع الروسية ت ...
- وسائل إعلام: -حزب الله- أطلق 6 مسيرات مفخخة من لبنان باتجاه ...
- يوم عالمي بلا حمية غذائية.. شهادات لأعوام في جحيم الهواجس ال ...
- ماذا نعرف عن -رفح-- المعبر والمدينة؟
- وزيرة الخارجية الألمانية تضيع ركلة ترجيح أمام فيجي
- -جدار الموت-.. اقتراح مثير لسلامة رواد القمر
- لحظة دخول بوتين إلى قصر الكرملين الكبير لأداء اليمن الدستوري ...
- معارك حسمت الحرب الوطنية العظمى


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نعيم عبد مهلهل - قرية بعاذرا الأيزيدية وحقول عباد الشمس .................!