أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - فيلسوف المعرة يتحدى التكفيريين ..!














المزيد.....

فيلسوف المعرة يتحدى التكفيريين ..!


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4005 - 2013 / 2 / 16 - 16:40
المحور: الادب والفن
    


قبل ايام معدودات اقدمت مجموعة مسلحة من الجهاديين والتكفيريين المعارضين للنظام السوري، بقطع رأس تمثال الشاعر والاديب والفيلسوف العربي الخالد ابو العلاء المعري، المكنى بـ "رهين المحبسين" ، المنتصب وسط معرة النعمان ، مسقط رأسه ، في منطقو ادلب ، باعتباره ، وفق عقيدة هذه الجماعات، "زنديقاً " و"كافراً " ، ولأن معتقداته وأرائه الفلسفية ، التي عبّر عنها في كتابه الشهير "رسالة الغفران" تزعج هذه الجماعات الجهادية الاصولية والسلفية المتطرفة، وتتعارض مع وجهات نظرها وتفكيرها وارائها الدينية المتشددة .
وهذا الاعتداء ان دل على شيء فانه يدل الفكر الظلامي الذي تتبناه هذه القوى السلفية الغيبية المتعصبة ، وعدائها للعلم والثقافة المتنورة ، وللعقول العلمية والفكرية . وهو عمل وحشي وبربري وظلامي يستهدف رمز من رموزنا الادبية والفلسفية والثقافية له منزلة كبيرة وعظيمة في ثقافتنا العربية الاسلامية وتاريخنا الادبي والفكري الحضاري ، ويرمي الى تشويه صورته والنيل من فكره وارائه من الدين والحياة .
وابو العلاء المعري ، الذي اعتدت على تمثاله الايدي الشريرة ، هو احد ابرز وجوه الادب العربي في القرن العاشر ، وايقونة من ايقونات تراثنا الفكري والفلسفي العربي . وهو شاعر واديب وفيلسوف له مذهبه الفلسفي الخاص ، اعتزل الناس، وعاش متزهداً، ونظر الى الحياة نظرة تشاؤمية كلها سخط وازدراء . اعتمد على العقل ، وآمن بالعلم والمعرفة ، ووقف ضد الخرافات والشعوذات والاساطير والتعصب الديني والطائفي والأعمى ، ودافع عن العدالة الاجتماعية والانسانية لبني البشر ، ودعا الى عدم الانجاب لتجنيب الاطفال المعاناة ومتاعب الحياة وهمومها والامها . وقد كان صافي الفكر ، عميق الادراك، صادق التعبير عن ارائه ومواقفه ونظراته الفلسفية والفكرية ، وانشغل في الكتابة والتأليف ، فوضع "رسالة الغفران" و"وتاج الحرة في النساء واخلاقهن وعظاتهن" و"معجزة احمد بن الحسين المتنبي" و"سقط الزند" و"اللزوميات" وغير ذلك .
ولعلنا نستشف فلسفته، التي يختصرها في هذه الابيات الشعرية ، حيث يقول:
غير مجد في ملتي واعتقادي
نوح باك او ترنم شادي
وشبيه صوت النعي اذا قيس
بصوت البشير في كل ناد
صاح هذي قبورنا تملأ الرحب
فأين القبور من عهد عاد
رب لحد قد صار لحداً مراراً
ضاحك من تزاحم الأضداد
تعب كلها الحياة فما اعجب
الا من راغب في ازدياد
واذا كانت العصابات المسلحة تمكنت من تدمير وتحطيم رأس التمثال ، فانها لا ولم ولن تنال من ابي العلاء المعري، هذا الرمز الساطع والشامخ ، و تغييب فكره الفلسفي . انه باق وراسخ في عقول وأذهان مثقفينا ومفكرينا وادبائنا وشعرائنا المسلحين بالرؤية العقلانية التقدمية والنظرة النقدية والجدلية وبالمعارف الفلسفية ، لما لأبي العلاء من حضور ادبي وثقافي طاغ ومميز . والخزي والعار لعصابات التكفير وقوى الظلام ، التي تغتال المفكرين والمثقفين النهضويين العقلانيين ، بدلاً من تكريمهم والاحتفاء والاحتفال بهم ، بما قدموه من مساهمات فكرية وادبية وفلسفية لا تقدر بثمن .



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية للكاتب الفلسطيني محمد علي طه الحائز على وسام الاستحقاق
- الدور القطري التآمري المشبوه في المنطقة العربية ..!
- الحرية للاسير الفلسطيني سامر العيساوي
- من اغتال المعارض التونسي شكري بلعيد..؟!
- راشد حسين يصرخ في قبره: كفى لهذا الحب..!
- فؤاد حداد شاعر الغلابى والمسحوقين
- المفكر الاسلامي جمال البنا .. ما احوجنا الى امثاله في هذا ال ...
- مؤيد العتيلي ، مبدع آخر يودع الحياة ويرحل..!
- من عباب الذاكرة : عندما احترق راشد حسين ..!
- نمر مرقس ..هل تدري كم نحبك؟!
- تحية للشاعر والاديب الفلسطيني جمال قعوار في عيده ال(83)
- ورحل الباحث والمفكر الفلسطيني الدكتور الياس شوفاني
- الصراع الطائفي في العراق..!
- غسان الشهابي شهيد المخيم..!
- نتائج الانتخابات التشريعية في اسرائيل وملامح المستقبل ..!
- في المسألة السورية ..!
- -ارفع رأسك يا اخي - فيلم وثائقي عن التجربة الناصرية
- مصمص قلعة الصمود والشموخ..!
- عن التكفيريين الجدد والفكر الوهابي..!
- مجلة -شعر- ... حاضنة الحداثة الشعرية!


المزيد.....




- لغة الدموع الصامتة
- مصر.. عمر هلال يجمع أحمد حلمي وهند صبري في فيلم -أضعف خَلقه- ...
- فنانة سورية تصبح سيدة نيويورك الأولى...من هي ؟
- صوّر في طنجة المغربية... -الغريب- خلال استعمار الجزائر في قا ...
- يتناول ثورة 1936.. -فلسطين 36- يحصد الجائزة الكبرى في مهرجان ...
- -صهر الشام- والعربية والراب.. ملامح سيرة ثقافية للعمدة ممدان ...
- انطلاق أعمال المؤتمر الوطني الأول للصناعات الثقافية في بيت ل ...
- رأي.. فيلم -السادة الأفاضل-.. حدوتة -الكوميديا الأنيقة-
- -المتلقي المذعن- لزياد الزعبي.. تحرير عقل القارئ من سطوة الن ...
- موفينييه يفوز بجائزة غونكور الأدبية وباتت الفرحة تملأ رواية ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - فيلسوف المعرة يتحدى التكفيريين ..!