أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - عن التكفيريين الجدد والفكر الوهابي..!














المزيد.....

عن التكفيريين الجدد والفكر الوهابي..!


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3977 - 2013 / 1 / 19 - 09:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ما يميز المرحلة الراهنة هو تراجع قوة العلاقة بين الفكر والواقع ، وانحسار الوعي الجمعي وثقافة العقل والتنوير، بعد رحيل العديد من المفكرين والمثقفين النقديين والتنويريين ،الذين كان لهم الأثر الكبير والدور الريادي العظيم والهام في الفكر الفلسفي والمعرفي العربي وحركة التنوير العربية والثقافة العقلانية.
وفي المقابل نشهد طغيان الاصولية الدينية على كل مناحي حياتنا ، وهيمنة الفكر الوهابي والخطاب الديني السلفي ، الذي يتعارض مع تراثنا العربي الاسلامي، ومع حرية الفكر والتعبير والرأي والابداع . وهذا ما نلحظه ونلمسه في فكر وممارسات التكفيريين الجدد والتيارات الاسلاموية ، التي ظهرت وانتشرت بين القطاعات الشعبية الفقيرة المنسحقة ، والتي لجأت الى سياسة العنف والارهاب الفكري والاغتيالات، مستهدفة كل اصحاب الفكر الحضاري النهضوي والتوجه العقلاني، المؤمنين بالاجتهاد والفكر الحر المبدع .
ولا جدال في ان الانظمة الحاكمة تستخدم هذه الجماعات ورجالات الدين المتعصبين والمنغلقين ليكونوا بمثابة السيف المسلط على رقاب المبدعين والمثقفين والمفكرين والفلسفة العرب، وذلك باستخدام كاتم الصوت ورفع دعاوى التكفير والتحريم بحق اهل الفكر والقلم ، واستهداف الكلمة الحرة الواعية وقمع كل فكر ثوري وحضارية وتجديدي مختلف ، وكل صوت ابداعي وتنويري وعقلاني اصيل يدافع عن الانسان والعقل والحرية .وقد اهدر دم العشرات من المفكرين العلمانيين والماركسيين العرب ورفعت بحقهم الدعاوى التكفيرية الظلامية ، وصودرت مؤلفات واعمال ابداعية ومنجزات بحثية وفكرية كثيرة، ومنعت كتب من التداول .
والواقع ان انتشار الخطاب الديني المتزمت وتزايد قوة تيار الاسلام السياسي وفكره الوهابي ، هو احد اسباب تخلفنا ، وتراجعنا، وهزائمنا ،وانكساراتنا. وان الفكر الظلامي المتطرف يسئ للاسلام الحقيقي المتسامح والعادل ، ويدمر مجتمعاتنا العربية الاسلامية ، ويقف عائقاً وكابحاً امام نهوض شعوبنا وحركة التطور الاجتماعي والثقافي والعلمي والفكري والحضاري.
ان حرية الكلمة هي من حرية الانسان ، ومنذ ان حكم على الحلاج بالموت والصلب ، وسيف الارهاب والترويع يهدد كل من تسول له نفسه الوقوف ضد التيار والتعبير عن اراء مغايرة وافكار جديدة مختلفة لما هو سائد في الحياة والمجتمع. ولذلك يجب ان تتسع رقعة الهامش الديمقراطي في الحياة الفكرية والسياسية والثقافية والاجتماعية العربية ، ومن واجب رجال الدين المنفتحين على العلم والحضارة ، وكل المتنورين والعقلانيين العمل بجد واخلاص ومثابرة لاجل تجاوز الازمة الراهنة ، وذلك ببناء وتوليد وعي معرفي وعقلاني ، وكفالة حرية التعبير ، وتخليص الخطاب الديني من الانغلاق والتحجر ، والتصدي معاً لكل اشكال وصنوف القمع والاضطهاد الديني والارهاب الفكري ، وتطوير ثقافة الحوار والجدل والاجتهاد بديلاً للمسلمات . وكذلك عقلنة التراث العربي الاسلامي خدمة للنهضة الاجتماعية وللدين الاسلامي الحنيف ، دين الثورة على الظلم والقهر والفقر ، ودين العدالة الاجتماعية والقيم الانسانية والاخلاقية ، والوقوف مع الضعفاء والفقراء والمساكين في معركتهم ونضالهم من اجل الحياة والسعادة وبناء مجتمع العدل والمساواة .




#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلة -شعر- ... حاضنة الحداثة الشعرية!
- باب الشمس ..رمز للمقاومة والتحدي الفلسطيني!
- الشاعر سامي ادريس في ميزان النقد..!
- رحم الله ايام زمان ..!
- صرخة من الاعماق..!
- مذكرات فدوى طوقان - سيرة حياة وصورة روح مرهفة
- في رحيل استاذ الفلسفة وشاعرها الدكتور عبد الغفار مكاوي
- محمد علي خفاجي .. وداعاً يا شاعر الكلمة الشفافة!
- مع ديوان -فاكهة الندم- للشاعر الفلسطيني عبد الناصر صالح
- نايف سليم شاعر الفقراء ونصير المظلومين
- بمناسبة ذكرى رحيلها التاسعة:قراءة في شعر فدوى طوقان
- مع ديوان -ضحك على ذقون القتلة- للشاعر الراحل طه محمد علي
- مع قصيدة -ايوب المعلولي- للشاعر مفلح طبعوني
- وليد الفاهوم في -وطن الثدي-
- الحرية لابن الذيب القطري ..!
- الى روح الشاعر الفلسطيني فيصل قرقطي
- مع قصيدة شفيق حبيب (العاهرون)
- ذكرى اعلام الأدب والثقافة
- سعود الاسدي و-التيه الأخير-
- مدخل لدراسة الرواية الفلسطينية في اسرائيل


المزيد.....




- أخذ -منعطفًا خاطئًا-.. سيارة رجل مسن تعلق على السلالم الإسبا ...
- الموقف من -اغتيال خامنئي وقلب نظام إيران-.. الكرملين يعلق بر ...
- طاقم CNN يرصد نشاطًا جويًا متزايدًا في سماء طهران.. شاهد ما ...
- عشرات القتلى في غزة جراء الغارات الإسرائيلية الأخيرة
- تحديث مباشر.. نتائج ضربة إيران بإسرائيل وتصريح جديد لنتنياهو ...
- أثناء استعراض مراسل CNN لأضرار هجوم إيراني على الهواء.. سقوط ...
- ما هو الدور المحتمل لبريطانيا إذا انخرطت واشنطن في الصراع ال ...
- موقف ألمانيا من نزاع إسرائيل وإيران في ضوء القانون الدولي!
- بيسكوف: الحديث عن اغتيال خامنئي أمر غير مقبول
- نهاية العالم بين -أم الحروب وأم أمهات القنابل-!


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - عن التكفيريين الجدد والفكر الوهابي..!