أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شاكر فريد حسن - محمد علي خفاجي .. وداعاً يا شاعر الكلمة الشفافة!














المزيد.....

محمد علي خفاجي .. وداعاً يا شاعر الكلمة الشفافة!


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3950 - 2012 / 12 / 23 - 19:34
المحور: سيرة ذاتية
    


بالأمس القريب ارتحل عن حياتنا وعالمنا ودنينا الفانية الشاعر العراقي الكبير محمد علي خفاجي ، تاركاً وراءه سيرة ادبية مشرقة ، وارثاً شعرياً خالداً ، وكنوزاً ادبية ومسرحية ثمينة.
ومحمد علي خفاجي شاعر انساني ومبدع عظيم ، عربي الانتماء ، وعراقي الوجع والهم . غنى على قيثارة الشعر اعذب الالحان والانغام الانسانية المعبرة عن خلجات النفس ونبض الوجدان. قالت عنه الدكتورة سعاد البرزي من جامعة دمشق انه :" شاعر يعرف كيف يجرح كبرياء الحرف وعنفوان الكلمة ويسلب تقوى التعبير وروعته".
ولد الخفاجي في كربلاء عام 1942ابان الاحتلال الانكليزي للعراق، وانهى دراسته الاكاديمية في كلية الآداب بجامعة بغداد ، ثم عمل مدرساً للغة العربية في مدارس العراق . ارتبط ارتباطاً جدلياً وثيقاً بهموم وقضايا شعبه العراقي ، وكرس كل طاقاته وجهوده ومواهبه للادب الجاد والشعر الانساني والوطني والرومانسي الهادف. شهدت ايام شبابه المبكر الابداعات الشعرية والنشاطات الثقافية والمطارحات الشعرية ، وساهم مع نفر من المثقفين والمبدعين العراقيين في اصدار اول مجلة محلية متخصصة في شؤون الادب والفكر والمسرح.
اختار محمد علي خفاجي الشعر كوسيلة لتجسيد الوجع العراقي والهم الانساني الدفين في اعماقه ، وكوسيلة للتعبير عن سمو الروح واشراق النفس والذات ، واتسمت شاعريته بصدق التعبير وقوة البيان وجزالة اللفظ وحرارة العاطفة . وقد صدر له اول ديوان شعر سنة 1964 وهو على مقاعد الدراسة واختار له عنوان "شباب وسراب" ثم صدر ديوانه الثاني "مهر لعينيها"، تلاهما ديوانه الثالث "لو ينطق النابالم " في العام 1967، فالرابع "انا وهواك خلف الباب" علم 1970، فالخامس "لم يأت امس ساقابله الليلة" ، فالسادس "يحدث بالقرب منا " ، واخيراً ديوانه السابع "الهامش يتقدم" .
كان محمد علي خفاجة صاحب شاعرية متمكنة نابضة بالوجدان والحس الانساني والابتكار التصويري التجديدي ، وذو طاقة ادبية ولغوية فياضة بالمشاعر الجياشة والعواطف الملتهبة تجاه بلده الحبيب ووطنه العراق ، وطن دجلة والفرات والنخيل، ومملوءة بشغف الجمال والوطن والحب والانسان البسيط المهمش الباحث عن السعادة والفرح.
والقارئ لنصوص الراحل محمد علي خفاجي الشعرية يجد انها نصوص متأججة في زخمها العاطفي والوجداني والانساني والصفاء الرومانسي والاشراق الفني . وهي اشعار تتصف بسلاسة الالفاظ وعذوبتها ورقتها ومتانة النسج ، انها من السهل الممتنع ، السلس، العذب ، والسهل الواضح ، المتدفق كجريان الماء في الجداول ، والمتتتبع للاحداث من غير انقطاع.
محمد علي خفاجي صوت عراقي دافئ وحنون ، وقامة شعرية باسقة ، حلقت في دنيا الابداع الشعري العراقي والعربي والانساني العالمي ، وسطعت في مجال الشعر المسرحي ، الذي احتل ريادته. اعطى الكثير للوطن والشعر والثقافة والادب في العراق ، وكان يحلم بالحرية والديمقراطية والمستقبل المشرق والغد الباسم ، ومات بسبب الاهمال من قبل والمؤسسة الثقافية والنظام الحاكم في العراق ، الذي لا يقدر مبدعيه ومثقفيه ومفكريه ، فلم يسعفه ولم يسرع في علاجه من مرض الكلى ، الذي عانى منه طويلاً .
فسلام عليك يا محمد علي خفاجي في ضريحك ومرقدك الابدي ، ايها الشاعر العراقي الانساني المعطاء ، صاحب الكلمة الشفافة ، والروح المتوهجة . وكم كان شاعرنا الفلسطيني الكبير سعود الاسدي صادقاً حين قال في رثائك :
مبدع انت منذ ان كنت طفلاً
وبكحل الابداع كنت اكتحلت
مثقل بالفخار منذ صرت كهلاً
وبما يرتضي الوقار اكتهلت .



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع ديوان -فاكهة الندم- للشاعر الفلسطيني عبد الناصر صالح
- نايف سليم شاعر الفقراء ونصير المظلومين
- بمناسبة ذكرى رحيلها التاسعة:قراءة في شعر فدوى طوقان
- مع ديوان -ضحك على ذقون القتلة- للشاعر الراحل طه محمد علي
- مع قصيدة -ايوب المعلولي- للشاعر مفلح طبعوني
- وليد الفاهوم في -وطن الثدي-
- الحرية لابن الذيب القطري ..!
- الى روح الشاعر الفلسطيني فيصل قرقطي
- مع قصيدة شفيق حبيب (العاهرون)
- ذكرى اعلام الأدب والثقافة
- سعود الاسدي و-التيه الأخير-
- مدخل لدراسة الرواية الفلسطينية في اسرائيل
- نجيب سرور ... الشاعر -المجنون- تمرداً
- اصدار العدد السابع من مجلة -الاصلاح- الثقافية
- صدور عدد ايلول من مجلة -الاصلاح- الثقافية
- الاصلاح في عددها الجديد الخاص بالتعليم العربي
- في ذكرى رحيل الاديب الفلسطيني نواف عبد حسن
- شبابنا الى اين ..!
- من تاريخ الحركات الوطنية في الداخل الفلسطيني (حركة الارض)
- استعجلت الرحيل يا ابا اياس..!


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شاكر فريد حسن - محمد علي خفاجي .. وداعاً يا شاعر الكلمة الشفافة!