أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - سعود الاسدي و-التيه الأخير-














المزيد.....

سعود الاسدي و-التيه الأخير-


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3928 - 2012 / 12 / 1 - 00:01
المحور: الادب والفن
    



سعود الاسدي شاعر انيق شفاف وزجال كبير اثبت حضوره على خريطة الادب الشعبي الوطني والانساني الفلسطيني ، واعطى اهتمامه لقضايا الوطن والانسان البسيط الحالم والباحث عن الرخاء والفرح الدائم.
وقد صال الاسدي وجال في قرانا ومدننا العربية من الشمال حتى الجنوب ، صادحاً على انغام الردة الديراوية، بالاشعار الشعبية المحكية والاغاني التراثية الطافحة بالصدق والعفوية ، والعابقة برائحة ثرى الوطن وشذا زيتون الجليل.
وكان لسعود الاسدي نشاط ثقافي وادبي متعدد الجوانب ، وقد شارك في العديد من الندوات الادبية والثقافية وقدم محاضرات متنوعة حول التراث الفلسطيني والادب الشعبي العامي ، والقى قصائده من على منصات مهرجانات يوم الارض والمناسبات الوطنية . وفي اوج الانتفاضة الفلسطينية الاولى اعتقل واودع في السجن لانه هزج للانتفاضة وانشد للحجر الفلسطيني .
وسعود الاسدي يعانق في نصوصه الشعرية الابداعية وقصائده المحكية واهازيجه الشعبية هموم الوطن وجراحاته واحزانه واجواء قرانا الفلسطينية ، ويجسد مأساة شعبنا بابعادها الوطنية والسياسية والاجتماعية ، ويملأ حياتنا بالتفاؤل والأمل رغم الوجع والألم ، ويتغنى بجمال بلادنا وطبيعتها الخلابة الغناء ، وأشجارها اليانعة وارفة الظلال ، وبيادرها وحواكيرها وينابيعها وبساتينها الخضراء . كما يتغزل بحواري الوطن وصباياه الجميلة غزلاً عنيفاً ، ويحاكي المنزرعين الصامدين في وطنهم المتمسكين بجذورهم التاريخية وهويتهم الكنعانية الفلسطينية ، ويخاطب جياع الوطن القلبضين على الجمر والمكافحين لاجل ازاحة الليل عن صدورهم، والمشردين في مخيمات الجوع والفقر والشقاء ، الذين يتحرقون شوقاً وحنيناً لملامسة ثرى فلسطين المقدس.
ويهتف سعود ايضاً للفلاحين والكادحين البسطاء ، الذين خرجوا من الصخور والاشجار والامواج واغلال القهر والتخلف واصداف التكلس،ويبحثون عن العيش الحر الكريم . ويناجي ابطال انتفاضة الحجارة ، الذين تحدوا الحواجز والسدود والسواتر الترابية والحصار بصدورهم دفاعاً عن الشمس والحرية .
وكما عودنا سعود الاسدي على التألق والتوهج في قصائده وازجاله واهازيجه الشعبية والوطنية ، فقد توهج في رائعته "التيه الأخير" ، التي نشرت قبل سنوات خلت في "الاتحاد" و"فصل المقال" و"الأخبار" النصراوية ، حيث سخّر فيها ملكته الشعرية وفجّر طاقاته الابداعية ، فجاءت من فطرة الشعور والاحساس الغامر، لتلامس القلب والوجدان وتسحر النفس والروح، بعذوبتها ورقتها وطلاوتها وتماسكها الفني ، وترابطها العضوي، ومضامينها العميقة.
وكانت هذه القصيدة اثارت الأصداء لدى متذوقي الشعر الجميل والابداع الراقي ، وذلك لمضمونها واسلوبها الرهيف الشفاف ومفرداتها الفنية الزاخرة بالخصب والايحاء والخيال الجامح ، ولغتها المستمدة من الموروث الشعبي والديني والتراث العربي الاصيل .
وقد اثبت ابو تميم بقصيدته هذه ،بأنه مثلما يجيد الحداء والزجل وقول الشعر الشعبي ، فانه يجيد كتابة القصيدة الفنية الابداعية ذات المضامين الجمالية العميقة والرؤية الانسانية الواضحة.
وغني عن القول ، ان "التيه الاخير" لوحة ربيعية زاهية الألوان تؤكد عشق سعود الأسدي ، الذي بلغ من العمر عتياً ، للجمال والحب والوجه الحسن ، فيهيم ويتيه في العيون الجميلة ، التي سحرته وقتلته ، ويبحر في عباب الذاكرة مستعيداً "زمان التباهي" حين كان شاباً يافعاً تحيطه الصبايا والفاتنات من كل جانب.
لقد كتب وقيل الكثير في شعر سعود الاسدي ، واجمع الكتاب والنقاد على شاعريته الخصبة ومقدرته على الخلق والابداع والصياغة الفنية وانتقاء الكلمات والمفردات، واستلهام التاريخ، وتوظيف التراث العربي في خدمة اغراض وابعاد ومحاور قصائده . واننا نلمح اثر ثقافته وقراءاته ونهله من عيون وينابيع الشعر العربي القديم واضحاً في هذه القصيدة وسواها من الروائع. وقد احسن صنعاً في توضيح الكثير من المفردات لكي يسهل على القارئ فهم وهضم محتوى قصيدته ، دون عناء التنقيب عن معانيها في بطون الكتب ومعاجم اللغة.
اخيراً، فأن قصيدة "التيه الاخير" تمثل انعطافة في مسيرة عطاء سعود الاسدي الأدبية ، لما تحمله من تأملات عاطفية ، وومضات روحية، وتجربة حياتية. ولا نختلف اذا قلنا ان حياتنا الأدبية بحاجة لمثل هذه القصائد الصافية ، ذات الخيال الخصب، واللغة السهلة القريبة من الذائقة الجمالية للشعب، خاصة في هذا الزمن الذي امتلأت فيه حياتنا بالشعر الرديء الفج والمستوى الهابط ، واختلط القمح بالزوان. فطابت انفاسك يا ابا تميم ودمت معطاءً وذخراً لحركتنا الثقافية الوطنية والانسانية ، لكي تبقى تتحفنا بالشعر الناعم الرقيق .



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدخل لدراسة الرواية الفلسطينية في اسرائيل
- نجيب سرور ... الشاعر -المجنون- تمرداً
- اصدار العدد السابع من مجلة -الاصلاح- الثقافية
- صدور عدد ايلول من مجلة -الاصلاح- الثقافية
- الاصلاح في عددها الجديد الخاص بالتعليم العربي
- في ذكرى رحيل الاديب الفلسطيني نواف عبد حسن
- شبابنا الى اين ..!
- من تاريخ الحركات الوطنية في الداخل الفلسطيني (حركة الارض)
- استعجلت الرحيل يا ابا اياس..!
- صدور ديوان -انا والعمر سائران صحابا- للشاعر د. محمد حبيب الل ...
- في العدد الجديد من مجلة (الاصلاح) الثقافية محور خاص عن الكات ...
- النفاق الاجتماعي ظاهرة تهدد مجتمعنا..!
- ملامح الحياة الثقافية والصحفية في قطاع غزة بعد الاحتلال
- -اسبوعيات- و-شمقمقيات- اميل حبيبي ..!
- شيء ما عن الشاعر والكاتب المسرحي الفلسطيني الراحل الدكتور عب ...
- مع الشاعر الشعبي الفلسطيني توفيق الريناوي في ذكراه
- -الطريق- مجلة الفكر النقدي العصري
- قضية وموقف..!
- 26 عاماً على رحيل المفكر ورجل التربية الفلسطيني الدكتور سامي ...
- العدد الاول من المجلد الحادي عشر من الاصلاح الثقافية


المزيد.....




- يجمع بين الأصالة والحداثة.. متحف الإرميتاج و-VK- يطلقان مشرو ...
- الدويري: هذه أدلة صدق الرواية الإيرانية بشأن قصف مستشفى سورو ...
- برقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لجميع التخصصات عبر ...
- دورة استثنائية لمشروع سينما الشارع لأطفال غزة
- تصاعد الإسلاموفوبيا في أوروبا: معركة ضد مشروع استعماري متجدد ...
- انطلاق أولى جلسات صالون الجامعة العربية الثقافي حول دور السي ...
- محمد حليقاوي: الاستشراق الغربي والصهيوني اندمجا لإلغاء الهوي ...
- بعد 35 عاما من أول ترشّح.. توم كروز يُمنح جائزة الأوسكار أخي ...
- موقع إيطالي: هذه المؤسسة الفكرية الأميركية تضغط على إدارة تر ...
- وفاة الفنانة الروسية ناتاليا تينياكوفا نجمة فيلم -الحب والحم ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - سعود الاسدي و-التيه الأخير-