أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - الى روح الشاعر الفلسطيني فيصل قرقطي














المزيد.....

الى روح الشاعر الفلسطيني فيصل قرقطي


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3933 - 2012 / 12 / 6 - 13:56
المحور: الادب والفن
    



ودعت الاوساط الادبية والثقافية والشعبية الفلسطينية ، في الاسبوع المنصرم، الشاعر والناقد والمبدع الفلسطيني الكبير فيصل قرقطي، صاحب الكلمة الملتزمة المضيئة الساطعة ، والنقد الموضوعي الجاد، والعطاء الثر، والمجدد الأكثر اصراراً على منح واعطاء القصيدة قوة واصالة ونقاءً وجمالاً وسمواً وتوهجاً.
وكان الموت غيب قرقطي اثر جلطة اصابته في قدميه وادت الى مضاعفات في جسده ، ولم يتمكن الاطباء في مستشفى الاردن من علاجه وانقاذ حياته.
الراحل فيصل قرقطي هو واحد من شعراء الطليعة الفلسطينية الذي اثروا الادب والثقافة الفلسطينية المعاصرة في المهاجر والمنافي والوطن المحتل، باعمالهم وابداعاتهم الشعرية ودراساتهم النقدية ، وشكل مع مجايليه وزملائه الشعراء والمبدعين والمثقفين الفلسطينيين (عز الدين المناصرة واحمد دحبور وهادي العلوي وعلي فودة ) وغير ذلك من اسماء ، حضوراً مهيمناً في يوميات الكفاح والصمود الفلسطيني في بيروت ، قلعة وعاصمة الثقافة والثورة الفلسطينية في ثمانينات القرن الماضي، ابان الغزو الصهيوني للبنان.
رأى فيصل قرقطي نور الحياة عام 1954 في سوريا، وتعلم في مدارسها ، وفي العام 1978توجه الى لبنان وانضم الى اسرة تحرير مجلة "فلسطين الثورة" التي كانت تصدر عن الاعلام الفلسطيني الموحد التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وبعدها سافر الى رومانيا لاكمال دراسته الاكاديمية ونال شهادة البكالوريوس، ثم عاد الى لبنان، وعندما خرج المقاتلون الفلسطينيون من بيروت عام 1982انتقل للعيش في تونس ، ثم ارتحل الى قبرص وواصل عمله في "فلسطين الثورة" . وبعد انشاء السلطة الوطنية الفلسطينية كان مع قوافل العائدين الى ارض الوطن ، وبعد العودة بدأ يكتب زاوية اسبوعية في ملحق صحيفة "الاتحاد" الحيفاوية العريقة، وتميزت كتابته بالجدية والعمق والرصانة والرؤية السياسية الواقعية الواضحة والالتزام الوطني .
عمل قرقطي مع اتحاد الكتاب الفلسطينيين واشغل حيزاً واسعاً في المشهد الثقافي الفلسطيني ، وكان مسؤولاً في المؤتمر الدولي لاتحاد الكتاب المنعقد في بير زيت عام 1996، وكذلك مديراً في وزارة الاعلام والثقافة الفلسطينية.
ولفيصل قرقطي الكثير من الاعمال والاثار الشعرية والدراسات النقدية . ومن اهم دواوينه الشعرية الناجزة المطبوعة :"تعالي لنحيا معاً"و"عاشق الغناء والنار" و"الانفاق" و"سجدة الحناء" و"حريق القيامة" بالاضافة الى مجموعة من المخطوطات في مضمار الشعر والنقد والرواية لم تر النور .
امن فيصل قرقطي بأن الأدب يجب ان يكون للحياة والشعب والثورة والمستقبل والحرية ، ولذلك كانت قضية وطنه وشعبه معجونة بمداد قلمه ، فارتبط ارتباطاً وثيقاً بالهم الوطني الفلسطيني والانساني الكبير ، وخصص اشعاره لقضايا الوطن والحرية والعدالة والاستقلال ، وقضايا الانسان الفلسطيني اليومية والحياتية . ويمكن القول ان كتاباته الشعرية هي كتابات وطنية فلسطينية ملتزمة ومفعمة بالحس الوطني والروح الثورية المقاتلة ، التي توقظ في وجدان القارئ وحسه ومشاعره كل احاسيس النضال والمقاومة والالتزام والاخلاص للثورة ومبادئهاـ وكما قال الكاتب الفلسطيني يحيى رباح :"ان اشعاره موغلة في الاضاءات الداخلية " .
فيصل قرقطي من طلائع فن القول من حيث المعاني والدلالات والتراكيب الفنية والاسلوب والمضامين والاغراض والصور التعبيرية الجمالية والبلاغية والرمزية ، وتمتاز قصائده بالثراء اللغوي والخصب الذهني العاطفي وبالتجلي والنبؤءة والمواقف الوطنية الجذرية .
ويرى فيصل قرقطي ان بلاء النقد العربي الأعظم هو "ركونه الى الانتقائية الشكلية التي تتوافق مع شهرة النص والاسم على السواء " وان النقد "يراوح في حيز محدد جيئة وذهاباً" وبذلك حكم نفسه بالتكلس والمراوغة ، والجفاف، لانه لم يخلق بذور تواصله في ابناء شرعيين ومستقليين له".
وهو يتساءل بكل حدة وحرقة:" هل يحق لنا القول ، الان ،او رفع شعار موت النقد .. والى متى؟".
وبعد، فيصل قرقطي علامة مضيئة وفارقة في فضاء الشعر والادب الفلسطيني المعاصر ، قضى نحبه وهو في قمة عطائه ، وأوج تألقه . وقد نذر نفسه للوطن الذبيح والجريح المسكون فيه ، ونسج له من خيوط الشمس وشعاع الخواطر ملاحم النضال والمقاومة والصمود والشهادة والخلود. وسيظل حاضراً بقوة في وجدان وذاكرة شعبنا وتاريخ حركتنا الثقافية والادبية الفلسطينية ، التي كان احد روادها ورموزها .



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع قصيدة شفيق حبيب (العاهرون)
- ذكرى اعلام الأدب والثقافة
- سعود الاسدي و-التيه الأخير-
- مدخل لدراسة الرواية الفلسطينية في اسرائيل
- نجيب سرور ... الشاعر -المجنون- تمرداً
- اصدار العدد السابع من مجلة -الاصلاح- الثقافية
- صدور عدد ايلول من مجلة -الاصلاح- الثقافية
- الاصلاح في عددها الجديد الخاص بالتعليم العربي
- في ذكرى رحيل الاديب الفلسطيني نواف عبد حسن
- شبابنا الى اين ..!
- من تاريخ الحركات الوطنية في الداخل الفلسطيني (حركة الارض)
- استعجلت الرحيل يا ابا اياس..!
- صدور ديوان -انا والعمر سائران صحابا- للشاعر د. محمد حبيب الل ...
- في العدد الجديد من مجلة (الاصلاح) الثقافية محور خاص عن الكات ...
- النفاق الاجتماعي ظاهرة تهدد مجتمعنا..!
- ملامح الحياة الثقافية والصحفية في قطاع غزة بعد الاحتلال
- -اسبوعيات- و-شمقمقيات- اميل حبيبي ..!
- شيء ما عن الشاعر والكاتب المسرحي الفلسطيني الراحل الدكتور عب ...
- مع الشاعر الشعبي الفلسطيني توفيق الريناوي في ذكراه
- -الطريق- مجلة الفكر النقدي العصري


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - الى روح الشاعر الفلسطيني فيصل قرقطي