أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شاكر فريد حسن - مؤيد العتيلي ، مبدع آخر يودع الحياة ويرحل..!














المزيد.....

مؤيد العتيلي ، مبدع آخر يودع الحياة ويرحل..!


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3991 - 2013 / 2 / 2 - 09:49
المحور: سيرة ذاتية
    



مرة اخرى يفقد المشهد الابداعي العربي مبدعاً جديداً آخر هو مؤيد العتيلي، الشاعر والروائي والناقد والكاتب التقدمي الفلسطيني المقيم في الاردن ، ونائب رئيس اتحاد الكتاب الاردنيين ، الذي عاجله الموت وغيبه ،اثر حادث طرق مؤسف تعرض له على طريق العقبة عمان.
يعتبر العتيلي احد اعلام الشعر والرواية والادب والنضال والالتزام الطبقي على الساحة الثقافية والوطنية والفكرية والكفاحية والحزبية في الاردن . حمل هموم الفقراء ،وكرس حياته وجنّد يراعه في خدمة معارك الدفاع عن قضايا الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية . كان مناضلاً ضد كل اشكال وصنوف القهر والظلم والاستبداد والطغيان والتخلف الثقافي ، قابضاً على الجمر ومتمسكاً بالقيم والمثل الانسانية التقدمية ، ووفياً للمبادئ الاممية والشيوعية من خلال عضويته في الحزب الشيوعي الاردني.
والى جانب انشغالاته السياسية ونشاطاته الثقافية وتفرغه للكتابة والابداع ، فقد نشط العتيلي في العديد من المؤسسات الاهلية ومنظمات المجتمع المدني المدافعة عن حقوق الانسان والحريات العامة ، وشارك في المهرجانات الدولية المناهضة للفقر، والخاصة بحقوق الانسان . كما واشغل منسق البرامج الثقافية في مهرجان جرش السنوي للثقافة والفنون.
الراحل مؤيد العتيلي من مواليد عتيل بمحافظة طولكرم بالضفة الغربية المحتلة ، خرج من رحم امه يوم 13/3/1951،انهى دراسته الابتدائية والتحق بمدرسة عتيل الثانوية ،ثم نزح الى العاصمة الاردنية عمان بعد احتلال الاراضي الفلسطينية في حزيران العام 1967، وهناك اكمل دراسته الثانوية في كلية الحسين ، ثم سافر مع افراد اسرته الى الكويت ، ومن هناك غادر الى الجزائر بعد حصوله على منحة دراسية ، حيث تعلم بكلية الطب لمدة عامين ، ونشط في صفوف الحركة الطلابية الفلسطينية وسافر الى فرنسا والمانيا ، وعاد الى الاردن دون ان يكمل دراسته في موضوع الطب . وفي سنة 1970التحق بالجامعة الاردنية بكلية الاقتصاد والتجارة ، بعدها انخرط في صفوف الحزب الشيوعي الاردني وشارك في نضالاته ونشاطاته السياسية وبرامجه التعبوية والتثقيفية ، كذلك انضم لعضوية الكتاب الاردنيين ، واصبح امين سره ونائب رئيسه حتى وفاته . وفي العام 1976عمل موظفاً في البنك العقاري بعمان ، وخرج الى التقاعد المبكر سنة 2003 ، حيث تفرغ للكتابة والابداع والعمل الثقافي والنشاط الادبي والسياسي والحزبي.
كتب العتيلي الشعر والرواية والمقالة النقدية والمقال السياسي ، ونشر بواكيره الشعرية في صحيفة "الشعب" الجزائرية ، ثم في صحيفة "الرأي " الاردنية وغير ذلك من الصحف والمجلات الاردنية والعربية والمواقع الالكترونية . واثرى خزانة الثقافة الاردنية الوطنية والادب الفلسطيني والعربي الملتزم بمنجزاته ودواوينه الشعرية واعماله الروائية ، ومن مؤلفاته في حقل الشعر :" اينّا عقد المقصلة ، بيان خاص ، نشيد الذئب" . اما في الرواية فله :"ثم وحدك تموت، خيط الرمل ، الكمبرادور ، دوائر الحمر".
مؤيد العتيلي شاعر ملتزم انحاز للفقراء والمظلومين والمقهورين والمسحوقين والمعذبين ، احترق بنار الغضب والرفض ، وتمرد على القهر والظلم والانسحاق ، وغنى للحرية والانسان والشموس والأقمار والأوطان ، وانشد لقضايا امته الوطنية والقومية والمصيرية ، حاملاً الهموم الطبقية والمجتمعية ، مالكاً الرؤية والرؤيا ، وواثقاً من ان الغد سيكون اجمل .
وغني عن القول، ان العتيلي هو احد الاصوات الشعرية النقية في حركة شعر الالتزام السياسي الاردني والفلسطيني ، ارتقى بابداعه وكتاباته ونضاله على الدرب ، الذي مهده المبدعون الملتزمون بقضايا وهموم وعذابات الشعب والوطن ، الذين رفعوا على امتداد الساحة العربية رايات الحق والجمال والنضال والمقاومة ضد كل جور وعسف وظلم وغبن واضطهاد طبقي واستغلال واحتلال ، ومن اجل التقدم ، فغنّوا للانسان حراً حرية شاملة ، وكرسوا نتاجهم الفني والفكري والنقدي بوعي رفيع لللاسهام في معارك التحرير والاستقلال الوطني.
ومن جميل شعر العتيلي هذه القصيدة التي يخاطب فيها شاعر المقاومة والثورة الفلسطينية الراحل محمود درويش ، حيث يقول:
لست نبياً ..
وما كنت يوماً رسولاً ..
ولست ولياً ..
وما كنت حتى صفياً ..
فماذا تكون ..؟!
وكيف اختصرت المسافة ...
بين الولادة والموت..
في قبضة من لهب..؟
وكيف تمدد ظلك مشرقياً ..
من اقاصي الجليل
وحتى النقب..؟؟
وكيف اقمت نشيدك ..
فوق رماد الغضب..؟؟
اخيراً ، موجع هذا الموت والبعاد ايها العتيلي ، ومؤلم هذا الصمت الباكي والفراغ الذي تركته ، فرحيلك وغيابك خسارة للابداع الراقي المغمس بدم الكادحين والفقراء ، صناع الثورة الطبقية الحمراء . فقد كنت شلالاً من العطاء ، وجذعاً اصيلاً من جذوع السنديانة الفكرية ، التي ننتمي اليها ونعتز بها ونفاخر الدنيا بالمواقف الجذرية .
اننا نحني رؤوسنا اجلالاً وتقديراً لك ، وستسجل ذكراك في صفحات التاريخ الادبي الاردني والفلسطيني ، وستظل ذكراك خالدة طيبة في نفوس شعبك وامتك والاجيال الطالعة. والوداع يا شاعر الفقراء والارصفة والشوارع .



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من عباب الذاكرة : عندما احترق راشد حسين ..!
- نمر مرقس ..هل تدري كم نحبك؟!
- تحية للشاعر والاديب الفلسطيني جمال قعوار في عيده ال(83)
- ورحل الباحث والمفكر الفلسطيني الدكتور الياس شوفاني
- الصراع الطائفي في العراق..!
- غسان الشهابي شهيد المخيم..!
- نتائج الانتخابات التشريعية في اسرائيل وملامح المستقبل ..!
- في المسألة السورية ..!
- -ارفع رأسك يا اخي - فيلم وثائقي عن التجربة الناصرية
- مصمص قلعة الصمود والشموخ..!
- عن التكفيريين الجدد والفكر الوهابي..!
- مجلة -شعر- ... حاضنة الحداثة الشعرية!
- باب الشمس ..رمز للمقاومة والتحدي الفلسطيني!
- الشاعر سامي ادريس في ميزان النقد..!
- رحم الله ايام زمان ..!
- صرخة من الاعماق..!
- مذكرات فدوى طوقان - سيرة حياة وصورة روح مرهفة
- في رحيل استاذ الفلسفة وشاعرها الدكتور عبد الغفار مكاوي
- محمد علي خفاجي .. وداعاً يا شاعر الكلمة الشفافة!
- مع ديوان -فاكهة الندم- للشاعر الفلسطيني عبد الناصر صالح


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شاكر فريد حسن - مؤيد العتيلي ، مبدع آخر يودع الحياة ويرحل..!