أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - الصراع الطائفي في العراق..!














المزيد.....

الصراع الطائفي في العراق..!


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3985 - 2013 / 1 / 27 - 23:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الصراع الطائفي في العراق..!

العراق بلاد الرافدين ، والدولة العربية العريقة بتاريخها وحضارتها وثقافتها ، التي قادت العالم العربي الاسلامي دهوراً وقروناً طويلة من الزمان ، وبلد العلم والحضارة والتنوير والثقافة والفنون العظيمة ، الذي انجب المثقفين والمفكرين والادباء والشعراء العظام ، وبلد التآخي والتسامح بين سكانه واهله وشرائحه الاجتماعية وطوائفه وملله ومذاهبه الدينية المتعددة.
هذا البلد يواجه مشاكل كثيرة ومتنوعة، منها ما خلفه نظام صدام حسين ، ومنها ما خلفه وغذّاه الاحتلال الامريكي البشع. كما تجتاحه الفتنة الطائفية ، ولم يشهد يوماً مثل هذا الصراع الطائفي المحتدم والمتازم لدرجة خطيرة بين السنة والشيعة ، حتى ان الطائفية امتدت الى النخب الثقافية والسياسية بمن فيهم اهل القلم والكتاب من ادعياء التقدمية والعلمانية واليسارية.
وفي الحقيقة والواقع ، ان الطائفية هي وباء مستحدث ومستفحل في العراق والعالم العربي ، له اسبابه وعوامله ودوافعه ، وله انعكاسات ومخاطر ونتائج سلبية مدمرة على وحدة النسيج الاجتماعي والهوية الوطنية الجامعة . وهذا الصراع الطائفي هو لون من الوان القبلية في المجتمعات المتخلفة ، ولا يمت بصلة الى التطور والتقدم الحضاري المعاصر . وقد انفجر بشكل غير مسبوق بعد سقوط حكم البعث العراقي سنة 2003 ، وتمثل في عمليات القتل الجماعي والتفجيرات الارهابية في الاسواق والاحياء السكنية ، التي لم تسلم منها اي منطقة عراقية..
لقد بات واضحاً ان الاحتلال الامريكي هو الذي كرس مظاهر الطائفية في العراق. اضافة الى الدول الاقليمية ، التي كانت تنتظر اللحظة المواتية للانفجار ، فصبت الزيت على النار ، وذلك بهدف تدمير وتجزئة العراق وتقسيمه الى طوائف وقبائل متنازعة ومتخاصمة لكي لا يعرف الامن والهدوء والاستقرار.
ولا شك ان الاستقطاب السياسي هو الذي يغذي ويؤجج الصراع الطائفي ويعمق الانقسامات الطبقية ، ولا يصب في مصلحة ومستقبل العراق وشعبه . وهذا الصراع يدمر النسيج الاجتماعي ويفرق شمل العائلات ، ويكرّس ظاهرة التهجير الاجرامية تحت حجج وذرائع طائفية ، وايضاً يفرّق الجيران والاصدقاء والمعارف .
ومن نافلة القول، ان الاحتلال الامبريالي الامريكي والاستعماري الاجنبي في العراق ، لم يتمكن ، ولم ينجح حتى الآن ، رغم ما خطط له ونفذه من محاصصة طائفية على شكل حكم محلي ،من تحقيق اهدافه واحلامه. ولعل المظاهرات الشعبية المناهضة ، التي اجتاحت شوارع العراق منددة بالطائفية تخرس كل المروجين للفتنة ، وتقضي على آمالهم الشريرة في تفتيت وتقسيم شعب العراق على اسس طائفية وقبلية .
ان العراق دولة متعددة القوميات والأديان والأفكار والتوجهات والمعتقدات السياسية والفكرية والعقائدية والايديولوجية والمذهبية ، ولا يمكن ان يحكمها سوى نظام مدني ديمقراطي تعددي ، وان القوى الديمقراطية الفاعلة في المجتمع العراقي هي وحدها البديل المناسب للقوى الطائفية المتشابكة في هذا الصراع الطائفي الحاد والمرفوض . وعليه فأن الشعب العراقي، بمثقفيه ومؤسساته المدنية وقواه السياسية والفكرية وقياداته النخبوية واوساطه الاكاديمية ، مدعوون جميعاً الى التصدي الفاعل لكل اشكال الفتنة الطائفية ووأدها ، وقبر جميع المخططات الاجرامية للمحتل الامريكي الوحشي ، الرامية الى تقسيم العراق وتجزئة شعبه ، والمضي قدماً في درب التغيير الثوري والاصلاح السياسي ، وارساء التعايش والتآخي بين ابناء الوطن الواحد . وكلنا ثقة وامل بان العراق سيبقى موحداً ، رغم انف الاعداء من طائفيين وظلاميين وتكفيريين وجهاديين.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غسان الشهابي شهيد المخيم..!
- نتائج الانتخابات التشريعية في اسرائيل وملامح المستقبل ..!
- في المسألة السورية ..!
- -ارفع رأسك يا اخي - فيلم وثائقي عن التجربة الناصرية
- مصمص قلعة الصمود والشموخ..!
- عن التكفيريين الجدد والفكر الوهابي..!
- مجلة -شعر- ... حاضنة الحداثة الشعرية!
- باب الشمس ..رمز للمقاومة والتحدي الفلسطيني!
- الشاعر سامي ادريس في ميزان النقد..!
- رحم الله ايام زمان ..!
- صرخة من الاعماق..!
- مذكرات فدوى طوقان - سيرة حياة وصورة روح مرهفة
- في رحيل استاذ الفلسفة وشاعرها الدكتور عبد الغفار مكاوي
- محمد علي خفاجي .. وداعاً يا شاعر الكلمة الشفافة!
- مع ديوان -فاكهة الندم- للشاعر الفلسطيني عبد الناصر صالح
- نايف سليم شاعر الفقراء ونصير المظلومين
- بمناسبة ذكرى رحيلها التاسعة:قراءة في شعر فدوى طوقان
- مع ديوان -ضحك على ذقون القتلة- للشاعر الراحل طه محمد علي
- مع قصيدة -ايوب المعلولي- للشاعر مفلح طبعوني
- وليد الفاهوم في -وطن الثدي-


المزيد.....




- الأفارقة يخسرون نحو 70 مليون دولار بسبب رفض طلبات تأشيرات شن ...
- بولتون يعلق لـCNN على الضربات الأمريكية: الهجوم قد يُمهّد لت ...
- عرائس بلا تيجان.. صيحة زفاف النجمات في صيف 2025
- تفجير انتحاري في كنيسة بدمشق يودي بحياة 22 شخصا على الأقل
- باريس ترسل طائرة عسكرية لإجلاء مواطنيها من إسرائيل
- اليوم الـ11 من المواجهة: واشنطن مستعدّة لمحادثات مع طهران وإ ...
- ضربة واشنطن النوعية: هل نجحت -مطرقة منتصف الليل- في شل البرن ...
- -تخطى دوره الرقابي وساهم بإشعال الحرب-.. غروسي في دائرة الات ...
- هند جودة: ماذا يعني أن تكون شاعرا في زمن الحرب؟
- واشنطن أطلقت 75 قذيفة دقيقة التوجيه وأكثر من 24 صاروخ توماهو ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - الصراع الطائفي في العراق..!